الزلزال المدمر والتنبّؤ بالغيب

جريدة البناء اللبنانية-

عمر عبد القادر غندور:

رغم مرور أسبوعين على الزلزال المدمر الذي ضرب في تركيا وسورية وأقلق العديد من الدول في الجوار، ما دام الناس في حالة قلق من حدوث زلازل أخرى تمهد لها الارتدادات التي ما زالت تتوالى.
ويقول البروفسور الياباني تودا شينجي انّ الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية هو أحد أقوى الزلازل الأرضية في العالم وهو يتكرّر مرة واحدة كلّ ألف عام، وما زال خبراء ومختصون يتحدثون عن نتائج زلزال الأمس الكبير الذي أوقع نحو 50 ألف ضحية في تركيا وسورية، والذي لم يكن متوقعاً على اليابسة، ومثل هذه الزلازل المدمّرة تحدث عادة في المحيطات وليس على اليابسة.
وقال البروفسور الياباني انّ الزلزال الأخير كان نتاجاً لحركة واسعة في القشرة الأرضية، وقد لا نرى مثل هذا التمزق الكبير في حركة القشرة الأرضية إلا بعد ألف عام وانّ الطاقة المنبعثة من الزلزال في تركيا كانت 15 ضعف نظيرتها من زلزال كوبي عام 1995 وكانت قوته 7.2، وزلزال كوما موتو عام 2016 بقوة 7 درجات، وانّ الطاقة المنبعثة من زلزال تركيا الأخير بلغت 7.7 واستمرت 55 ثانية وتعادل قوة 500 قنبلة ذرية.
ويقول الدكتور أدوين أستاذ علوم الأرض والمحيطات في جامعة فيكتوريا انّ الزلزال الأخير ربما هو بين أكبر 5 او 10 زلازل تحدث على اليابسة ما يفسّر تسبّبه في أضرار كبيرة في المناطق السكنية المجاورة.
والسؤال الذي يفرض طرحه هو: “هل من إشارات تنبئ بوقوع الزلزال قبل حصوله؟
والجواب، انّ الأجهزة الالكترونية والاستشعارية والذكاء الاصطناعي والمسح الجيولوجي يمكن ان تعطي صورة ما عن حركة الصفائح الأرضية عند تحركها وهذا ليس كافياً لتحرير جواب واضح.
وتقول التنبّؤات انّ الزلازل في الدول العربية في العام الحالي يمكن ان تحصل في العديد من الدول العربية بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية، وتوقع العديد من العلماء وقوع زلازل جديدة في منطقة كهرمان في تركيا. ويذكر انّ تركيا هي واحدة من الدول التي تحدث فيها الزلازل بشكل متكرّر بسبب تشققات في صدوع قشرة الأرض.
وحول التنبّؤ بحدوث الزلازل، لا يمكن التنبّؤ بحصوله في الزمان والمكان في ايّ مكان من العالم.
ونحن كمسلمين نجزم بحكم انتمائنا الى الدين الحنيف والقرآن المجيد وتقديرنا للعلوم كافة انّ الغيب في علم الله، ولا يجوز للمسلم ان يتحدث في أمور هي عند الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز له بأيّ شكل من الأشكال ان يقرّر او يعزم على أمر لا يعلمه الا الله بدليل آياته البينات، وما عدا ذلك هرطقة وكذب وجعدنة وثرثرة…
والحمد لله “الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.