الزهار والإمارة الإسلامية

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
في خطابه من أسبوعين تقريبا، قال الزهار إنه ليس معيبا أن نطالب بإمارة إسلامية على الرغم من أن إسرائيل تقول بشكل علني أنها تسعى ليهودية الدولة!
وهذه أول مرة يعلن الزهار مثل هذذا الهدف بصورة صريحة. هذه المقاربة تذكر بقوم موسى عليه السلام: “وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون* إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون” إذا كانت إسرائيل تطالب بيهودية الدولة، فهل نطالب نحن بإسلاميتها، دون تمحيص الدعوى!
في البداية لا يوجد شي إسمه دولة يهودية، إذا كانت يهودية الدولة تعني مجرد ايوائها سكان يهود، فهذا يعني أن هذه الدولة وبالضرورة لا بد وأن تكون مشلولة يوم السبت، من حيث أن جميع مرافقها الحيوية لا تعمل يوم السبت! ثم عندما تتكلم إسرائيل عن دولة سكانها يهود، فالكلام عن تسكين عشرين مليونا من البشر، وهو أمر يختلف عن تسكين ما يزيد عن مليار ونصف! أم أن إمارته هذه وبها بضعة ملايين هي التي ستمثل دولة الإسلام المعاصرة؟! إعلان الإمارات الإسلامية بهذه الصورة لا يعني أكثر من شرذمة الأمة وخلع قدسية على هذه الشرذمة. وسيعيد العالم الإسلامي ولادة دول الطوائف الأندلسية التي كانت سبب النهاية المأساوية للوجود الإسلامي في أوروبا!
عندما سأل المجاهدون سماحة السيد حسن نصر الله عن شكل الدولة الذي يتطلع له، أصر أن لا مناقشة لشكل الدولة قبل تحرير كامل التراب! وألحوا فلم يجب، وعندما سألوه عن نموذج ولاية الفقية كشكل دولة محتمل، قال إنه يميل له، لكنه أكد على أن لا كلام عن شكل الدولة قبل تحرير كامل التراب الفلسطيني!
ثم إذا كان هدف حماس القريب هو بناء إمارة سلامية، إذن لماذا حاربت حماس السلفيين عندما أعلنوا غزة إمارة أكناف بيت المقدس أي إمارة إسلامية، فاقتحموا عليهم مسجد ابن تيمية؟! وقد سوغها لهم الشيخ يوسف القرضاوي بقوله: إسلامية إيه؟ يكفي أننا نحارب اليهود اليوم، إسلامية ايه وخلافة إيه؟! علينا أن نحرر الأرض أولا! بعد ما نحرر الأرض نقعد نتفق! هذه مشكلة في أدمغتهم، إنهم يفهمون فقه الجهاد هو أن يحاربوا قومهم! لماذا لا يلتزم الدكتور الزهار بكلام شيخه القرضاوي؟! لماذا الإنجرار وراء مخططات أقليمية وترك المهمة المحورية في التحرير؟! أليس تحرير فلسطين هو المهمة التي من أجلها انتخب الشعب الفلسطيني حماس؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.