السيد الحوثي: تحالف العدوان بدأ يصعّد عسكرياً بغطاء أميركي بعد الحديث عن جولة السلام

 

قال قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي انه “خلال هذه الأيام أقدم تحالف العدوان في سياق عدوانه الذي هو اليوم في العام الرابع على تصعيد عسكري كبير، على مستوى أكبر في الساحل الغربي وفي الحدود، ثم امتدت عملية التصعيد إلى محاور وجبهات أخرى. وهذا التصعيد الجديد أتى بعد تصريحات أمريكية، تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي، وتصريحات لوزير الحرب الأمريكي، وكل منهما دعا إلى جولة سلام وحوار وفق رؤية أمريكية طرحت بعض تفاصيلها أثناء الحديث لوزير الحرب، وعلى أساس أن يكون هذا بعد شهر، أو في غضون شهر”.

واشار السيد الحوثي في كلمة له حول آخر المستجدات إلى أنه “بعد هذه التصريحات الأمريكية كنا نحن نتوقع أن هناك ترتيبات لتصعيد عسكري كبير وأعطيت فرصة لهذه العملية من التصعيد هي شهر واحد، وذلك بالاستناد إلى جملة من المعطيات وأيضا بالاستناد إلى التجربة في الماضي. نحن نعرف أن هذا أسلوب أمريكي”، لافتاً إلى أنه “عادة كأسلوب للتضليل والخداع وكأسلوب للتنصل من مساوئ هذا العدوان من خلال ما فيه من جرائم وحشية وانتهاكات جسيمة، لا يريد الأمريكي أن تكون محسوبة عليه، فعادة يدخل فعليا في العمل العسكري في أهم الأدوار إشرافا، تخطيطا، إدارة، تسليحا، الدور المعلوماتي، تحديد الأهداف، الإدارة للضربات، الإدارة للعمليات، كل الأدوار المهمة الفعلية في العدوان يقوم بها الأمريكي، ويكون دور السعودي والإماراتي و دور الخونة من البلاد دور المنفذ في الميدان”.

وأكد السيد الحوثي أن “الدور الأمريكي هو دور رئيسي وفعلي وأساسي في العملية العسكرية على بلدنا وضد شعبنا، وفي نفس الوقت يأتي الأمريكي مع كل مرحلة تصعيد جديدة بعد أن يعد لها وأن يكمل الترتيبات اللازمة لها ليدشنها كأسلوب للتدشين بتصريحات براقة يتحدث فيها عن السلام وهو يعد للحرب، وهو يدير الحرب، وهو يرتب ترتيباته الكاملة لأبشع الجرائم والانتهاكات، وهو يمثل الحامي والمدير والمباشر، المدير المشرف على هذه العمليات من خلال إشرافه الكامل عليها تخطيطا وإعدادا وتنفيذا، والآخرون هم أداة تنفيذية، السعودي أداة تنفيذية، الإماراتي أداة تنفيذية”.

واضاف “نحن كنا نراقب خلال المرحلة الماضية طبيعة الاستعدادات والترتيبات على المستوى الميداني، وأنها لا تنبئ ولا تشير إلى أي استعداد لا للسلام ولا للحوار من أجل السلام ولا للالتفات إلى هذا الموضوع أصلا. الأمريكي يرى في هذا العدوان مصلحة له بشكل كبير جدا. حصل من وراء هذا العدوان على مكاسب كبيرة جدا على المستوى الاقتصادي من خلال صفقات هائلة للتسليح، ومن خلال استلام الثمن في كل شيء، والتبني الأمريكي للدور السعودي بالنسبة للنظام السعودي والدور بالنسبة للنظام الإماراتي هو واضح إلى درجة أن ترامب يقول هو بنفسه إنه لولا هذا الدور الأمريكي لما تمكن النظام السعودي من البقاء والاستمرار لأكثر من أسبوعين”.

وتابع السيد الحوثي أن “هذا العدوان وهذا التصعيد ليس هو الأول منذ بداية العدوان على شعبنا العزيز على بلدنا. كان في كل مرحلة هناك عملية تصعيد جديدة ودائما ما يتم الإعداد لها مسبقا من خلال تجهيزات كبيرة وعملية تجنيد واسعة واستقطاب من خونة البلاد ومن خارج البلاد من الجيوش الأخرى والبلدان الأخرى”.

وشدد السيد عبد الملك الحوثي على أنه في كل المراحل الماضية شهدنا كثيرا من عمليات التصعيد هذه وفي كثير منها كان هناك سقف يعلن لعملية تصعيد هنا أو هناك وبفضل الله سبحانه وتعالى وبجهود وتضحيات الشرفاء والأحرار من أبناء الجيش واللجان الشعبية والقبائل أبناء هذا الشعب المسلم العزيز تفشل قوى العدوان في الوصول إلى الإنجاز الذي أعلنته سقفا لعملياتها وتصعيدها العسكري وهذا واضح خلال المراحل الماضية ما من مرحلة بدأوا فيها تصعيدا عسكريا إلا وكان لها سقف معين في أغلب مراحل التصعيد هذه لم يصلوا إلى ذلك السقف لم يتحقق لهم الهدف بكله من عمليات التصعيد بالرغم أن عملية التجهيز والإعداد ومستوى الأداء العسكري كبير بما تعنيه الكلمة تجهيزات كبيرة أعداد هائلة من المرتزقة والخونة والجنود الذين يدفع بهم لتنفيذ أي عملية”.

وقال “إذًا هذه المرحلة من التصعيد ليست بأول عملية تصعيد. كم سبقها من علميات تصعيد وهي عمليات كبيرة لا شك في هذا أعد لها العدو إعدادات كبيرة وتجهيزات كبيرة في الساحل واتجه بكل ثقله بالضغط على مدينة الحديدة من خلال المسار الذي كان قد اخترق عبره في التوغل إلى جانب المدينة وهو الآن يضغط على مدينة الحديدة بينما لا يزال أغلب محافظة الحديدة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية ويبذل الجيش والأهالي هناك واللجان الشعبية جهودا كبيرة في الحفاظ على معظم تلك الرقعة الجغرافية من محافظة الحديدة”.

واشار السيد الحوثي إلى أنه “في كل المراحل الماضية كانت هناك تجربة مهمة يجب أن نستفيد منها وهي أنه مهما كان العديد والعتاد الحربي لدى العدو مهما كان لديه من إمكانيات بشرية من المجندين والمقاتلين على الأرض إضافة إلى إمكاناته العسكرية بغطائه الجوي يمكن للعدو أن يفشل ويمكن لشعبنا المظلوم باعتماده على الله سبحانه وتعالى وتوكله على الله سبحانه وتعالى وتحرك الشرفاء والأحرار تحمل المسؤولية والقيام بالواجب بالتصدي لهذا العدوان”.

وأكد السيد الحوثي أنه “بالاستناد إلى هذه التجربة الكبيرة خلال المراحل الماضية يجب أن يكون لدى الجميع في شعبنا العزيز الاطمئنان إلى أنه لا قلق مهما كانت إمكانيات العدو ومهما كان عديده ومهما كانت اختراقاته طالما هناك إرادة طالما هناك تحمل للمسؤولية من جانبنا نحن كشعب مظلوم شعب معتدى عليه شعب يدافع عن نفسه يدافع عن أرضه يدافع عن عرضه يدافع عن حريته يدافع عن كرامته يدافع عن استقلاله يدافع عن مبادئه وقيمه وأخلاقه وشعب يصر بكل عزم وبكل مسؤولية أن يكون شعبا حرا وعزيزا ومستقلا وكريما وأن لا يتحول إلى شعب خاضع لسيطرة الآخرين ممن هم في أنفسهم ليسوا إلا أداة للأمريكي والإسرائيلي يأبى شعبنا أن يكون مجرد شعب خانع ومسحوق ومستذل ومقهور تحت سيطرة الإماراتي أو سيطرة السعودي الذي هو بنفسه النظام السعودي والنظام الإماراتي كلٌّ منهما ليس سوى أداة خاضعة بالمطلق للسيطرة الأمريكية والإدارة الأمريكية ومتحالفة بالمكشوف مع “إسرائيل”.

وتابع “اليوم نحن معنيون كشعب يمني مسلم بالاستناد إلى مظلوميتنا الكبيرة وهي المظلومية التي نعاني منها كشعب يمني هي مظلومية كبيرة جدا ونكبة كبيرة جدا من خلال هذا العدوان الذي استباح الدم ويسفك الدماء يوميا بلا أي تحاشٍ ولا أي اعتبار ولا مراعاة لأي شيء لا حقوق إنسان ولا لشرع ولا لعرف ولا لقانون ولا لأي شيء يرتكب جرائم الإبادة الجماعية بحق كل أبناء هذا الشعب بحق الأطفال وباتت هناك جرائم كبيرة موثقة مشهورة ومعروفة ومعترف بها في الاستهداف الجماعي للأطفال من مثل حافلة ضحيان من مثل استهداف الكثير من المدارس من مثل قتل أعداد كبيرة من الأطفال مع أسرهم مع آبائهم وأمهاتهم في منازلهم التي تدمر أحيانا في الليل وهم نيام.

ولفت إلى أن “اليوم هناك مرحلة جديدة من التصعيد. كثير من الناس في المرحلة الماضية عادوا من الجبهات إلى قراهم وإلى مدنهم وإلى أسرهم بفعل الضغوط المعيشية التي يعيشها شعبنا العزيز. ظروف اقتصادية كبيرة معاناة شديدة تلح على الكثير وتجبر الكثير على العودة والاهتمام بتدبير قوت أسرته. في هذه الظروف اعتدنا أن الكثير أيضا عندما تأتي مرحلة تصعيد أن يهب شعبنا العزيز ويتحرك الكثير ممن أجبرتهم الظروف المعيشية إلى العودة إلى منازلهم أو ممن لهم مسؤوليات كبيرة وارتباطات وظروف لا تتيح لهم فرصة البقاء بشكل دائم ومستمر في الجبهات وعادة عندما تأتي مرحلة من التصعيد الكثير من الأحرار سواءً ممن يرتبطون بأعمال هنا أو هناك وظروف معينة أو ممن كانت ظروفهم المعيشية أجبرتهم للعودة من الجبهات الجميع يهب ويتحرك ويستشعر مسؤوليته يدفعه ضميره وإباؤه وعزته وكرامته وحريته يدفعه إيمانه الصادق إلى أن يتحرك لا يرضى لنفسه أن يبقي ساكتاَ متفرجاُ قاعداُ متخاذلا و متنصلا من المسؤولية”.

وقال السيد الحوثي “نحن معنيون أيضاً بالصمود والثبات، إذا تمكن العدو من اختراق هنا أو اختراق هناك، سيطر على منطقة هنا أو منطقة هناك، لا يعني هذا نهاية المعركة أبداً، بل يعني هذا أن المعركة أوجب وأن التحرك أوجب وأن القتال أوجب وأن الدافع أكبر وأكثر”.

واضاف “نحن معنيون اليوم بالتحرك الجاد وأنا أنادي أحرار شعبنا العزيز كما في كل مرحلة من مراحل التصعيد للاستجابة بالتحرك الجاد بالتحرك المسؤول والواعي إلى الجبهات. أمكن أن يفشل الأعداء في كثير من مراحل التصعيد وأن يخفقوا في الوصول إلى أهدافهم المعلنة واليوم كذلك بالتحرك الجاد في تحمل للمسؤولية بالاهتمام يفشل العدو ويأتي نصر الله ومعونته لعباده الأحرار الذين يذهبون إلى الميدان ليشاركوا أولئك الأبطال والشرفاء والأحرار الأعزاء الذين هم مرابطون باستمرار ويبذلون كل جهد في التصدي للعدوان ليشاركوهم المسؤولية والتضحية وأداء الواجب وليشتركوا معهم في هذا الشرف الكبير والعظيم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.