’العهد’ ينشر تفاصيل الاجتماع الأخير لقياديي التكفيريين في جرود فليطة

موقع العهد الإخباري ـ
نضال حمادة:
تغييرات بالجملة تجري حاليًا في جبال القلمون الشرقي، حيث يتواجد المئات من عناصر الجماعات التكفيرية المسلحة، في متاهات جرود فليطة وجرود عرسال، في منطقة صعبة التضاريس تصل فيها درجات الحرارة في فصل الشتاء الى 10 تحت الصفر. هذه المنطقة تفتقر الى مقومات الحياة الذاتية، ولا يمكن لمن يعيش فيها البقاء دون الاعتماد على المناطق المتمدِّنة من القرى والبلدات اللبنانية والسورية المحيطة بتلك الجرود النائية والصعبة. وهذا الوضع حتّم على المجموعات المسلحة إعادة النظر في وضعها على الارض وتنظيم صفوفها حتى تتمكن من عبور فصل الشتاء بأقل الخسائر وعدم الاضطرار لترك المنطقة تحت وطأة الضربات العسكرية وقسوة البرد.

مصادر في القلمون الشرقي قالت في حديث لموقع “العهد الاخباري”، إن الجماعات المسلحة هناك توحدت تحت إمرة غرفة عمليات جديدة، تولى قيادتها ضباط تابعون لميليشيا “الجيش الحر”، موضحة أن قيادة غرفة العمليات سُلمت للعقيد المنشق عن الجيش السوري هاني الجاعور بينما سُلمت القيادة الميدانية للملازم المنشق مأمون العتر من مدينة القصير.

التكفيريون

وتابعت المصادر ان اجتماعا عقد نهاية الاسبوع الماضي في جرود فليطة، ضم عددا من قيادات الجماعات السورية المسلحة حضره ممثل عن الارهابي مصطفى الحجيري (أبو طاقية) بصفته المسؤول العام لجبهة النصرة في لبنان، لافتة إلى أنه اتفق خلال الاجتماع على تعزيز نفوذ “الجيش الحر” أمام المسلحين في القلمون الشرقي على حساب “النصرة”.

برأي المصادر، أن جبهة “النصرة” تلعب ورقة “الجيش الحر” الذي قُضي على وجوده في القلمون في بداية العام 2013، في محاولة لتفادي الهجوم الدولي على الإرهاب، خصوصا ان “النصرة” مدرجة دوليا على لائحة التنظيمات الإرهابية.

أضف إلى ذلك، ناقش الحاضرون في الإجتماع المذكور، وفق المصادر، السبل التي تضمن بقاءهم في منطقة القلمون، حيث تم تشكيل لجنة لتأمين احتياجات الطعام والوقود عبر مخيمات جرود عرسال وتحديدا عبر مخيمي الرحمة والحصن، كما أرسلت غرفة العمليات الجديدة بعض العناصر التي لديها عائلات وأقارب في المخيمين للقيام بهذه المهمة، وعاد هؤلاء الى المخيمات بذريعة انهم طردوا من “النصرة” بسبب عدم التزامهم الكامل بالقتال.

وأفادت المصادر أن الاجتماع ناقش أيضا آلية تتيح مراقبة طريق بعلبك حمص الدولي عند مشاريع القاع حتى بلدة جوسية التي تعتبر مدخل القصير، وقالت المصادر أن المجتمعين ناقشوا طرق ايصال السلاح الثقيل اليهم، وقدم الجاعور شرحا مفصلا عن وعود من تنظيم داعش شرق حمص بإيصال اسلحة ثقيلة اليهم بينها قبضات صواريخ (تاو) من القريتين ومهين عبر كسارات حسياء، التي تتصل بجرود عرسال وتلال النعيمات في السلسة الشرقية لجبال لبنان.

يشار إلى أن هذا الاجتماع العسكري ترافق مع تحركات وتنقلات لاشخاص بين القلمون وسهل القاع، وبين الاخير والبقاع الأوسط، في وقت كشفت مصادر أهلية ان الجماعات المسلحة تسعى لاستغلال موسم الصيد في مشاريع القاع نظرا لكثافة المشاركة من المناطق اللبنانية كافة، فالارهابيون سيحاولون تمرير بعض العناصر مع سياراتهم بين البقاع الشمالي والداخل اللبناني.

وقد أوضح مصدر رسمي مطلع لـ “العهد”، ان الامن العام اللبناني في أمانة القاع سجل يوم الاربعاء الماضي دخول ثلاثمئة سيارة الى مشاريع القاع، كلها محملة بالصيادين. ويتوقع أن تشهد الاسابيع المقبلة كثافة في حركة حضور الصيادين الى المنطقة، حسب مصادر محلية تعمل في هذا المجال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.