الفخ الثاني للسعودية

hanadi-yassine-saudi

موقع إنباء الإخباري ـ
هنادي ياسين:

“من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”،
“انقلب السحر على الساحر”.. أمثال تصوّر ما حصل بين النظام السعودي و داعش، فبعد أن كانت السعودية المموّلة الأولى لداعش مادياً ومعنوياً وايديولوجياً، أصبح تنظيمهم عدوهم. فأصبحت قصتهم كالساحر الذي جهز خدعة للناس وانقلبت عليه وأخافته. وهذه ليست المرّة الأولى، فالقاعدة فعلت ذلك سابقاً في السعودية. وهكذا النظام السعودي وقع في حفرة حقده وكرهه للشعوب العربية مرتين.

فالمعروف إعلامياً بأن عصابة داعش الارهابية تتغذى  بأيديولوجية السعودية وأموالها، وتم انشاؤها تحت اسم الاسلام لمواجهة الإسلام الحقيقي. اليوم أصبحت داعش مصدر خوف السعودية، وهذه الفضيحة أصبحت واضحة للجميع.

فالسعودية تهاجم دائماً إيران دون جدوى، وكذلك اليمن وسوريا والعراق وحزب الله في لبنان والدول العربية الباقية، وتعتبر نفسها أنها قوية بوجود داعش إلى جانبها في تلك الدول، وأن تصرفات داعش الإجرامية تحقق لها أهدافها وتشبع لها حقدها وكرهها. لكنها نسيت أنها دعمت تنظيماً غدر أهله وبلده ودينه وإنسانيته، فلم تفكر أنها قد تكون ضحية في يوم من الأيام وهدفاً لداعش، وهذا دليل جديد على أن النظام السعودي الغاشم أداة لأميركا وإسرائيل وعبد مأمور لديهم، وهي لا تستطيع أن تحمي نفسها أو شعبها الذي قل ما يفكر في مصلحته أو حتى يُسمح له بالتعبير عن رأيه. فالملوك غارقون في فسادهم وقذارتهم، يتعاطون المخدر الأجنبي الذي يجعلهم تحت السيطرة ومجرد آلة تنفذ الأوامر.
منذ أيام ضُبطت سبع سيارات كانت مجهزة للتفجير في السعودية، وظهرت نتائج التحقيق، وتبين أن داعش السعودي هو المخطط لتلك الأعمال، بالإضافة إلى أن السلطات السعودية المغدورة أكدت أن قاتل الشرطيين في العاصمة كان يعمل بايعاز من داعش. فأمر الملك السعودي باتخاذ الإجراءات اللازمة لـ “حماية الأمن الوطني” مما قد تلجأ إليه المنظمات الإرهابية من أعمال قد تخل بالأمن السعودي. وجرى الحديث في الإعلام أن السعودية تطلب من دول أجنبية المساعدة في حفظ أمنها الداخلي.
ولا بد من الذكر، أن داعش ليس التنظيم الأول الذي انقلب على مساعده وداعمه، فالقاعدة التي دعمها النظام السعودي انقلبت أيضاً عليه، وقد تعرضت السعودية لموجة من الهجمات شنتها القاعدة بين العامين 2003 و2006 أوقعت عشرات القتلى من الأجانب والسعوديين.
فهل أصبحت السعودية الهدف الجديد والقادم لداعش؟ وإلى أين سيؤدي الفساد  الذي يغط به النظام والملوك؟ وهل ستساعد الدول الأجنبية السعودية بحل مشكلتها ومساعدتها؟ أم ستتخلى عنها وتتركها تحت تهديد داعش؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.