كازاخستان نزارباييف متميزة وطليعية

mhamad-tweimi-kazakhstan

موقع إنباء الإخباري ـ
محمد حسن التويمي*:
إجراء إنتخابات رئاسية جديدة في كازاخستان، بطلب من رئيس الدولة نورسلطان نزارباييف، هو تأكيد جديد على نجاعة الديمقرطية فيها، بالرغم من أنها دولة ذات استقلالية جديدة، انبعثت فيها بعد انفراط العقد السوفييتي، جراء بيريسترويكا غورباتشوف.
في العادة يسود الجدل في اوساط شعوب كثيرة عريقة بشأن الديمقراطية، التي هي نظام حياة يومية، وليس شعاراً فقط. ومدار الجدل يكون غالباً بسبب اختلاف الرؤى والافكار لدى العامة للوصول الامثل لتطبيق النهج الديمقراطي. لكن كازاخستان وبرغم من انها دولة عمرها 23 عاماً، لم يجادل أحد أحداً فيها بشأن الديمقراطية الوليدة. ففيها عمل الشعب كله من اجل الخَيار الافضل، وقاده نزارباييف بجهاده الوفير الى الواقعية السياسية، بعيداً عن الشعارات والشعاراتية التي تشكل في العادة والأعم نزفاً مؤلماً لمعظم دول العالم .
في اللقاء الصحفي الذي عَقده سفير جمهورية كازاخستان لدى البلاط الملكي الهاشمي، سعادة الاخ والسيد عَظمات بيرديباي، استمعت الى العديد من الأفكار والآليات الخاصة بالانتخابات. والذي لفت انتباهي اكثر من اي شيء اخر هو الديمقراطية التي يتحلّى بها السفير، الذي استعرض اسماء الشخصيات التي كانت تأمل بالفوز للمنصب الاول في الدولة، وهو ما يُشير الى الاحترام الذي يتمتع بها الجميع في دولة المساواة الكازاخستانية، التي لا تقدّم أحداً على أحد سوى بمقدار انتاجه للمجتمع وخدمته له بأمانة واخلاص، ومن هنا بالذات جاء انتخاب السيد نورسلطان نزارباييف من جديد للمنصب الاول، ليواصل قيادته الحكيمة لشعبه التعدّدي والمنسجم، وتفعيل الخطط التي وضُعت في عهده، لتسير كازاخستان برمتها، دولةً وأمةً، الى برِّ الآمان وتحلّق في مراتب الرفعة، وتتبوأ مكانة متقدمة ومميزة في صروح العالم المُتحضّر والناجح.
وكان سفير جمهورية كازاخستان لدى المملكة عظمات بيرديباي، قد كشف في تصريحات سابقة عن الاسباب الوجيهة التي دعت الى إجراء انتخابات مبكرة، فأشار الى ان القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية نورسلطان نزارباييف بإجراء انتخابات رئاسية، جاء استجابة لما تتطلبه مصلحة البلاد والوضع الاقتصادي الدولي المعقد وغير المستقر في المقام الاول، وضرورة ضمان تنفيذ المهام المنوطة بالرئاسة، ونوّه الى ان كازاخستان كادت تشهد خلال عام 2016 انتخابات رئاسية وبرلمانية في وقت واحد “ولتجنب اجراء انتخابات مرتين في سنة واحدة والتزاما بالدستور، تم اقتراح اجراء هذه الانتخابات في اوقات مختلفة بتقديم الانتخابات الرئاسية الى السادس والعشرين من نيسان”.
وفي الحقيقة، فإن التفويض الشعبي الجديد للرئيس سيساعد قيادة كازاخستان للبدء بتنفيذ الخطط الموضوعة، ورفع مستويات المعيشة ورفاهية المواطنين،  وكانت مشاركة الرئيس الحالي بالانتخابات عاملاً مفصليا ً للحيلولة دون تأثير العوامل الخارجية في بناء الدولة، في ظل الازمة العالمية، وضرورة الحفاظ على زخم التنمية الاقتصادية في كازاخستان، والحيلولة دون التاثير عليها.

وبالفعل، فقد تأكد في سياقات العملية الانتخابية وفي خواتيمها وما بعدها، أن الانتخابات الرئاسية المبكرة ستسهم في تعزيز العلاقات بين كازاخستان والدول العربية وبينها وبين الاردن، وأكدت التزام جمهورية كازاخستان بمبادئ الانفتاح والشفافية والنزاهة والقدرة التنافسية في العملية الانتخابية، ما رفع من قَدرها وعلوها الديمقراطي في العالم اجمع.
العام الحالي، 2015، سيكون عاماً مليئاً بالأحداث والمناسبات الهامة بالنسبة إلى الشعب الكازاخستاني، ومنها الذكرى الـ550 لخانات الكازاخ، والذكرى السنوية الـ20 للدستور وجمعية الشعب الكازاخستاني، بالإضافة إلى أحداث دولية هامة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي الثامن، والمؤتمر الخامس لقادة الأديان العالمية والتقليدية في أستانان وتستعد كازاخستان لإنجاحها ولإظهار قدراتها المميزة في احتضانها الراقي.
وفي علاقات كازاخستان العربية نلاحظ دعم كازاخستان للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وحقه في اقامته دولته الوطنية المستقلة. فكازاخستان كانت من اوائل الدول التي افتتحت سفارة لدولة فلسطين فور ان استقلت عن الاتحاد السوفييتي، وتسعى  الى تطوير علاقاتها العربية في كل المجالات بدون استثناء.

وفي المجال الاقتصادي والتجاري، تم افتتاح سكك قطار حديدية ستربط كازاخستان بإيران، وستفتح آفاقاً للتعاون التجاري مع الاردن وكل الدول العربية. وفي هذا المنحى، تدعو كازاخستان الشركات الاردنية والعربية الراغبة بالاستثمار فيها، الى ان تكون قادرة على المنافسة، نظراً لوجود منافسة قوية من قبل الشركات العالمية، على الدخول الى السوق الكازاخستاني.

والجدير بذكره، ان الرئيس الكازاخستاني نورسلطان نزاربايف، هو اول رئيس لجمهورية كازاخستان، وهو مؤسس الدولة المستقلة الجديدة، وكان له بِبُعدِ بصيرته دور رئيس في بناء دولة قوية اقتصادياً ومتطورة ديموقراطياً، عدا عن دوره في الحفاظ على السلام والوئام، وتقوية الآمان الداخلي للبلاد وعلى المستوى الاقليمي والدولي.  وبعد مرور 23 عاما على استقلال كازاخستان، تمكنت من تحقيق انجازات كبيرة واصلاحات سياسية واقتصادية. ففي العام 2014 احتلت كازاخستان الترتيب 49 في ممارسة انشطة الاعمال التابع للبنك الدولي، وفي المرتبة العاشرة من حيث حماية المستثمرين، والمركز 51 في ترتيب التنافسية الذي حدّدهُ المنتدى الاقتصادي العالمي.

ويبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الاجمالي في كازاخستان خلال السنوات الماضية 10 بالمئة سنوياً، ومن المتوقع ان ينمو بنسبة اكبر من 5 بالمئة خلال العام الحالي، وتشغل كازاخستان المرتبة الثالثة بين الاقتصادات الـ25 الاسرع نمواً في العقد الماضي، حيث تمكّنت من جذب استثمارات اجنبية تقدر باكثر من 170 مليار دولار اميركي. وكان الرئيس الكازاخستاني قد اصدر قراراً بتخصيص ثلاثة مليارات دولار اضافية لتطوير الخدمات والبنية التحتية خلال الاعوام من 2015-2017 .

ووفقاً للرئيس الكازاخستاني الذي ينتهج السياسة الاقتصادية الجديدة (الطريق المضيئة)، فإن اقتصاد كازاخستان سيكون واحداً من بين 30 دولة متطورة. وبهذا الخصوص تعمل البلاد على تطوير بينتها التحتية في مجالات النقل، والخدمات، والصناعة، والطاقة، والمرافق العامة، والإسكان، والبُنية التحتية الاجتماعية.
•كاتب اردني وناشط اجتماعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.