الكلمة الفيصل: “إسرائيل” عدو يا بعض اللبنانيين

faysal-alkalima

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:

أن تتكلم عن مشكلة إنسانية واجتماعية تعاني منها عائلات اللحديين الفارين إلى فلسطين المحتلة عام ألفين عند تحرير الجنوب من العدو الإسرائيلي أمر وأن تبرّر عمالة هؤلاء العملاء أمر آخر.

من حقك أن تقول إن هذه عائلات العملاء يجب أن تعود إلى وطنها لبنان، وأنا معك، إذ لا تزر وازرة وزر أخرى، ولا أعتقد أن أحداً سيمنعها من العودة، وقد عاد بعض العائلات سابقاً دون أية مساءلة لا من قبل السلطات الرسمية اللبنانية ولا من قبَل غيرها.

لكن ليس من حقك أن تدافع عن هؤلاء العملاء بحجج لا طعم لها وهي أوهى من بيت العنكبوت. لا يمكنك أن تقول إن هؤلاء كانوا بحاجة إلى لقمة عيش وإلى الطبابة لهم ولعائلاتهم ولأجل ذلك انخرطوا في جيش العميل لحد. ولا يمكنك التذرع بتخلي الدولة عنهم وبالتالي اضطروا للتعامل مع العدو. كما لا يمكنك القول إن كل اللبنانيين تعاملوا، إن لم يكن مع “إسرائيل” فمع سوريا.

لقد عانى أغلب الجنوبيين من تقصير الدولة والمؤسسات الرسمية معهم، وجاعوا ومرضوا لكنهم لم يبيعوا ضمائرهم للعدو الإسرائيلي ورفضوا التعامل معه ومع عملائه.

أما التذرع بأن بعض اللبنانيين تعاملوا مع القوات السورية التي كانت في لبنان، فعلى فرض أن هذا تعامل مع عدو، وهو مجرد فرض، فهل يبرر هذا للآخرين التعامل مع العدو الإسرائيلي؟

المشكلة في موضوع اللحديين الفارين مع عائلاتهم إلى فلسطين المحتلة ليست مشكلة عائلات تريد العودة إلى وطنها، وهي عائدة غداً أو بعده، هي مشكلة أكبر من ذلك بكثير، هي مشكلة أن جزءاً من اللبنانيين ما زال غير مقتنع بأن “إسرائيل” عدوة، لا جارة ولا شقيقة ولا صديقة، ولن تكون جارة أو شقيقة أو صديقة في يوم من الأيام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.