الكلمة الفيصل: شافيز وفضيحة الزعماء العرب

faysal-alkalima

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
غاب الزعماء العرب عن جنازة الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز. كأنهم خافوا على أنفسهم من المشهد الذي توقعوا أن يكون: بكاء الآلاف على زعيمهم الراحل، حباً له وأسفاً عليه. خافوا على أنفسهم أن يروا مقدار هذا الحب بين زعيم وشعبه، مقدار هذا التعلق بالأخ والرفيق والقائد، لا مقدار البكاء فرحاً لرحيله وابتهاجاً بالتخلص منه كما يحصل في بلاد الله العربية.
أجزم أن زعيماً من هؤلاء لم يفتح التلفزيون خلال اليومين الماضيين، لأنهم يخافون من مشهد البكاء على شافيز حتى لو مر عابراً على إحدى القنوات، فشافيز يعّريهم، يكشفهم، يفضهم، حتى وهو مسجى أمام شعبه وقنوات البث المباشر.
لقد فضحهم من قبلُ حياً، حين خرسوا عند كل مأساة عربية كان يجب أن ينطقوا فيها، وتكلم هو، تكلم كأنه الزعيم العربي الأوحد، كأن لبنان وفلسطين وغيرهما من الدول العربية بلده فنزويلا، كأن الفتى الفلسطيني المقتول فتاه هو، وكأن البيت الفلسطيني المدمر بيته هو، فخطب وهتف مندداً بالمجازر الإسرائيلية في لبنان وفلسطين، وخرسوا طويلاً، طويلاً طويلاً، لأنهم مأمورون بأن يخرسوا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.