بين الأزمات الداخلية والأمنية … كيف انتهت الحركات السياسية في مصر

وكالة أنباء آسيا-

شيما حمدي:

تشكلت عدد من الحركات السياسية قبل الثورة بسنوات وكان أبرزها حركة “كفاية” التي عرفت بنضالها السياسي ضد النظام السياسي في فترة ما قبل ثورة يناير/ كانون الثاني والذي تمثل في حكم الرئيس الأسبق ” محمد حسني مبارك”.

 

وعلى غرار ” كفاية” تشكلت حركات سياسية أخرى مثل “حركة 6 إبريل، وشباب من أجل العدالة والحرية” وغيرها من الحركات التي لم تستطع الاستمرار عقب ثورة يناير/ كانون الثاني لما تعرضت له من أزمات داخلية وضغوط خارجية.

 

وعقب يناير/ كانون الثاني حاولت بعض التنظيمات السياسية في الاستمرار لكنها لم تتمكن من ذلك، وأعادت نتاج نفسها في حركات سياسية أخرى كان أبرزها “جبهة” طريق لكن “الجبهة” والتي ضمت العديد من التيارات والتوجهات السياسية انتهت محاولاتها سريعا في إيجاد طريق ثالث وخصوصا بعد ثورة 30 يونيو/ حزيران.

 

ورغم الدور الهام الذي قامت به تلك الحركات سواء في فترة ما قبل يناير/ كانون الثاني أو بعدها، لم تصمد تلك الحركات السياسية التي شكلت في أوقات مختلفة حالة ضغط على السلطة الحاكمة لتحقيق بعض المكتسبات السياسية، وفي ظروف ليست غائبة انتهت الحركات والجبهات السياسية الشبابية، واختفى الشباب عموما من العمل العام.

 

واعتبر أحد مؤسسي جبهة طريق الثورة الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن هناك عوامل كثيرة ساهمت في تفتت تلك الحركات واختفاء دور الشباب من العمل العام عموما، وقسم الأسباب التي أدت إلى ذلك إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية.

 

وتابع قائلاً:” هناك أخطاء وقعت فيها الحركات السياسية في الفترة ما بعد ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 حتى يونيو/ حزيران 2013 لكني أرى أنها كانت هامشية وكانت تستطيع تلك الحركات أن تكمل دورها السياسي، لولا الضربات الأمنية الموجعة التي وجهت إليها وتسببت فيما بعد في تفتت تلك الحركات”.

 

مضيفا:” إن أبرز ما وقعت فيها تلك الحركات هو عدم تقديرها الحقيقي لإمكانياتها، بمعنى أننا كان لدينا قدرة كبيرة في الحركة في الشارع والتأثير على الجمهور لكن الأدوات الحقيقية للعبة السياسية لم تكن في أيدينا، بالإضافة إلى انشغال الشباب بفعل الاحتجاجات الثورية على حساب العمل السياسي المنظم وخوض الانتخابات البرلمانية، ما أثر على تطور امكانياتهم وقدرتهم وعلاقتهم بالمواطنين”.

 

بالإضافة إلى التشتت الواسع جدا بين الشباب التي وزعت على عشرات الأحزاب والحركات الشبابية، إلى جانب الرومانسية الثورية في بعض الاحيان والتي ساهمت في تغيبهم عن المشهد.

 

وبالرغم من الأخطاء التي أشار إليها عضو جبهة ثوارن لكنه أيضاً رأى أن تلك الاخطاء كان من الممكن تداركها لولا وجود عوامل أخرى خارجية ساهمت في تجريف الحركات السياسي بشكل كامل مثل الضربات الأمنية والتشويه الإعلامي المتعمد والحصار السياسي التي مارسته الأنظمة المتعاقبة على تلك الحركات”.

 

وأوضح العضو البارز بثوار:” أن الرفض الشعبي الذي ظهر عقب أحداث 30 يونيو/ حزيران كان له تأثير كبير ليس فقط على كافة المجموعات الشبابية، فقد امتد الغضب الشعبي ووصل لمرحلة أن المواطنين كانوا يقومون بأعمال عنف ضد الشباب المشاركين في الأفعال الاحتجاجية التي تلت 30 يونيو/ حزيران، ووصل الأمر إلى أن بعضهم كان يتحفظ على الشباب ويقوم بالإبلاغ عنه”.

 

أما محمد نبيل العضو البارز بحركة شباب 6 إبريل/ نيسان يرى:” أن الحركات السياسية مثل 6 إبريل/ نيسان وغيرها تم التعامل معها أمنيا بتفجير مشاكل داخلية أدت إلى صراعات داخلية ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى انشقاقات”.

 

كما يرى أن قانون التظاهر الذي أقر عام 2013 ساهم كثيرا في الإنهاء على الحركات السياسية، حيث تمت مطاردة قيادات شبابية، والحكم على غيرهم بموجب هذا القانون، بالإضافة إلى الترصد لاجتماعاتهم وتحركاتهم ما أدى إلى توقف أي نشاط لتلك الحركات. ويصف نبيل الإجراءات الأمنية التي حدثت بعد 30 يونيو بالعاصفة التي أجبرت الكل على الخضوع”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.