تسليح “إسرائيل”

israeli-tanks3

صحيفة الخليج الإماراتية ـ
افتتاحية الخليج:
أعلنت الإدارة الأمريكية عن صفقة تسليح جديدة للكيان الصهيوني، بحجة تقوية دفاعاته . وما يلفت النظر في مثل هذه الصفقات ليس طبيعتها، وواقع القوة “الإسرائيلية”، وإنما أيضاً كيفية تمريرها . فحجة تقوية الدفاعات “الإسرائيلية” لا تخرج إلا من حقيبة الإفك نفسها التي بررت احتلال العراق، وتسوّغ باستمرار الحروب “الإسرائيلية”، منذ نشأة الكيان، على البلدان العربية المجاورة والبعيدة .

لم يكن هذا الكيان طوال وجوده إلا مبادراً بالاعتداء على العرب . كما أن الكيان الصهيوني تلقى ضمانات سمعها العالم من لسان المسؤولين الأمريكيين أنه لن يكون وحيداً في أية حرب تشن ضده . فلا تاريخ الكيان الصهيوني يبرر صفة الدفاع عن نفسه، ولا الضمانات الأمريكية تسمح للآخرين بشن هجوم عليه . فالتبرير الذي رافق الإعلان عن الصفقة لا يعدو أن يكون تبريراً مكشوفاً لا يمكن لأحد ممن له خبرة أن يصدقه .

صفقة السلاح لها أهداف أخرى غير الدفاع عن الكيان الصهيوني . قد يكون أحد هذه الأسباب رغبة الإدارة في الحصول على تنازلات تجميلية من الكيان الصهيوني مقابل مزيد من التسليح له . وهو كيان لا يشبع من السلاح، بالرغم من أنه مدرع حتى أخمص قدميه . لكن التضخم في التسلّح لا يعني إلا أحد أمرين بالنسبة لهذا الكيان، فهو إما يستعد لعدوان جديد، أو يمارس التخويف من أجل الحصول على التنازلات .

وسواء كانت الإدارة الأمريكية تهدف فقط إلى رشوة الكيان أم لا، فهي بهذه الصفقة تعزز فرص العدوان وفرص الابتزاز . والغريب أن الإدارة التي بدأت جولة جديدة من المفاوضات حول التسوية، تبدأ بعمل يقلّل من فرص التسوية . فالسلاح لايليّن الموقف “الإسرائيلي” من جوهر مفاوضات التسوية، وإن كان يولّد بعض التظاهرات الدبلوماسية على غرار اعتذار نتنياهو من أردوغان . فحتى بعد هذا الاعتذار لا يقبل الكيان أن يفكّ الحصار عن قطاع غزة الذي هو جزء من المصالحة التركية – “الإسرائيلية” . فكيف إذاً يمكن أن نتوقع تنازلات حقيقية من هذا الكيان وفقاً للشرعية الدولية التي تحدد حقوق الفلسطينيين؟

هذا أمر لا يغيب إطلاقاً عن بال الإدارة الأمريكية . فإذا كانت التسوية التي تضمن الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية بعيدة المنال، فلا يعدو تحرك الإدارة الأمريكية أن يكون من باب المناورة حتى تنضج أمور كثيرة في المنطقة . فهي تدرك تماماً أنها مهما حاولت أن تتجاهل، تبقى القضية الفلسطينية أم المشكلات التي تواجهها على الصعيد الإقليمي بل والدولي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.