تفجير الرويس: سيارتان مفخختان؟

رويس440

صحيفة السفير اللبنانية ـ

جعفر العطار:

علمت «السفير» أن خبراء ميدانيين في جهاز أمني رسمي، نقلوا إلى المعنيين في الجهاز معلومات توصّلوا إليها أخيراً، من خلال تحليل واستثمار معاينتهم مكان انفجار الرويس، مفادها وجود فرضية لم تُثبت بعد: التفجير نفذ عبر سيارتين وليس سيارة واحدة.

وفي حين رفض مصدر أمني واسع الإطلاع التعليق على الموضوع، تشير معلومات «السفير» إلى أن الخبراء توصّلوا إلى فرضيتهم، غير المؤكدة بعد، انطلاقاً من معطيات عدة، أبرزها عوامل «أمنية ـ هندسية»: وجود سيارة من نوع «هوندا» يُشتبه بأنها كانت تحوي مواد متفجرة، وقد تهشّمت بصورة مشابهة «جداً» لما تعرّضت إليه سيارة الـ«بي.أم» المفخخة.

وبينما تفيد المعلومات المتوافرة عن الفرضية الجديدة التي تخضع للتحقيق، أن زنة المتفجرات البالغة نحو أربعمئة كيلوغرام وطبيعة الحفرة قد أثارتا شكوكاً أضيفت إلى وضعية سيارة الـ«هوندا»، يوضح مصدر رسمي مطّلع أن «المعطيات لدينا تتمحور حول سيارة واحدة فقط، تردد أن امرأة كانت تقودها. أما فرضية السيارتين، فإنها تحليل غير دقيق».

ويكشف المصدر عن معلومة مفادها أن الأجهزة الأمنية المعنية، تمكنت من استجواب أحد سجناء «رومية»، بعد تحقيقات استجوبت أشخاصا اشتروا سيارة الـ«بي.أم» سابقاً، وأبلغ السجين عن الشخص الذي باعه السيارة أخيراً.

التحقيقات مع نزيل «رومية» وغيره ممن كانوا يملكون السيارة، وفق المصدر، تمّت اثر التأكد من أن سيارة الـ«بي.أم» هي المفجّرة، وذلك بعدما كان الاشتباه الأوّلي بثلاث سيارات، تبيّن أن إحداها تعود لشخص أرمني كان في زيارة شخصية، أما الثالثة فكانت خلف السيارتين والتحقيق يعمل على التأكد من صاحبها.

ويقول المصدر لـ«السفير» إن سيارة الـ«بي.أم» كانت تحت المراقبة الأمنية، لكنها «اختفت قبل نحو أسبوع من الانفجار، علماً أنها كانت من بين سيارات مشتبه بأنها تتجهز للتفخيخ»، مشيراً إلى أن «التفجير نفّذ بعد نحو 25 دقيقة من ركون السيارة في مكانها».

شائعات.. وتبليغات

ما إن ضبطت القوى الأمنية سيارة محمّلة بمواد متفجرة في الناعمة، اثر معلومة كشف عنها الأمن العام للأجهزة الأمنية المتخصصة، حتى بدأت تتسرّب شائعات عن سيارات مفخخة عثر عليها في الضاحية وزقاق البلاط وطرابلس وصيدا، ووصلت إلى منزل المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص.

وفيما نفى وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، وجود أي سيارة مفخخة استهدفت محيط منزل بصبوص، كانت الشائعات آخذة في التوسّع بين سكان الضاحية، الذين تردد أن رسائل نصية طالبتهم بعدم التجوال في اليومين الماضيين، لكن «حزب الله» نفى أن يكون قد طالبهم بذلك.

وبعدما دهمت دوريات الجيش منزل ومحل المتّهم بإطلاق صاروخين على الضاحية من عيتات، أحمد طه، في مخيم برج البراجنة وفي حارة حريك، وعثرت على أجهزة كومبيوتر وأقنعة عسكرية وملفات عدة، انطلقت شائعات بين المواطنين «تؤكد» توقيف انتحاريين في مناطق متعددة، الأمر الذي بث حالة من الذعر سرعان ما تراجعت اثر نفي القوى الأمنية الأمر.

وفي حين طالبت قوى الأمن الداخلي المواطنين، عبر بيان رسمي، أن يتصلوا بالرقم 112 «بصورة فورية، عند مشاهدتهم أي جسم مشبوه أو معرفتهم أي معلومة أمنية يمكن الاستفادة منها»، فقد تبيّن أن الرقم 112 تعرّض لمشاكل تقنية في شبكة الاتصالات.

إذ أفاد مواطنون «السفير»، أنهم اتصلوا من بيروت على رقم الطوارئ المذكور، بغية التبليغ عن أمور متفاوتة، من بينهم مواطن اشتبه بأشخاص يتحضرون لعمليات سلب في شارع الحمرا، غير أن المجيب على الهاتف الأمني كان عنصراً في «غرفة عمليات النبطية».

ولما تفاجأ العنصر الأمني أن المتصل من بيروت، طلب منه الاتصال على الرقم 160 كي يكون على اتصال مع شرطة بيروت، لكن المجيب هذه المرة عرّف عن نفسه بأنه من «غرفة عمليات صيدا»!

وعندما اتصل الشاب مرة ثالثة بالرقم 112، من الحمرا، أيضاً أجابه عنصر من عمليات «النبطية». ولما استدرك المعنيون في «العمليات» الأمر، أخبروه أنهم سيتصلون بشرطة بيروت كي يتصل به المعنيون. وبالفعل، اتصل عنصر منهم بالشاب، وأبلغه أن دورية استقصاء متوجهة إلى المكان. لكن حدث ذلك بعدما اختفى المشتبه فيهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.