جلسات سعودية يمنية مباشرة في عمان .. والتفاوض “صعب”

موقع العهد الإخباري-

خليل نصر الله:

لم تبدل صنعاء من مطالبها لتجديد “الهدنة”. فصل الملف الإنساني كليًا عن الجوانب السياسية وفك الحصار ووقف للعدوان يشمله انسحاب القوات الأجنبية.

 

ما يطرحه المفاوض اليمني مرفقًا بفرض قواعد اشتباك جديدة تحمي الثروة اليمنية، دفع السعوديين إلى الجلوس مباشرة مع الوفد اليمني المفاوض في مسقط. الجلسات المباشرة التي ألمح إليها اعلاميًا خلال المرحلة الماضية باتت رسمية بعد إعلان محمد عبد السلام، رئيس الوفد اليمني المفاوض، عنه أمام شاشة التلفزة.

 

الجلوس المباشر لا ينفي دور الوسيط العماني، الذي زار صنعاء والتقى كبار المسؤولين فيها إلى جانب اجتماع عقده مع قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وهو مؤشر على أمور حاسمة تطرح وكثافة في التواصل بين مختلف الأفرقاء. ويوحي تصريح السيد محمد عبد السلام أن التفاوض دخل مرحلة جديدة، ولكنها ليست أقل صعوبة من سابقاتها. فهو من خلال تلويحه بالخيار العسكري أمام أي اجراءات اقتصادية معادية، أو تصعيد غير محسوب، بيّن أن المناورة السعودية من خلال إطالة أمد التفاوض باتت تحت حصار النباهة اليمنية، وهو ما يسمح بكشف جدية الرياض من عدمها للتوصل إلى حل دائم. فخطوات صنعاء في التفاوض تهدف أيضا إلى تبيان مدى تحرر السعودية من التوجهات الأميركية والتحرك وفق المصالح اليمنية السعودية المشتركة.

 

خلال الساعات الماضية صدرت تصريحات عدة من صنعاء، جلّها لوّح بالجهوزية للتصعيد في حال أخطأ العدوان الحساب. على رأس تلك التصريحات، كان لافتًا ما قاله وزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي حول “استعداد القوات المسلحة للتعامل الحاسم مع أي عمليات عدائية أكانت من قبل تحالف العدوان أو عملائه”، على حد وصفه.

 

يفهم من تصريح العاطفي أن التفاوض ربما يحتاج إلى رافعة عسكرية، كما يبين تقصد صنعاء محاصرة أي مناورة سعودية بعد رفع مستوى التواصل إلى لقاءات مباشرة، إلى جانب الوساطة اليمنية.

 

أمام ما تقدم، يتبين أن مسار التفاوض، ولو أنه يتكثف، إلا أن الصعوبة للوصول إلى نقاط التقاء لا زالت قائمة، ولأسباب عدة أبرزها مواصلة دول العدوان استخدام الورقة الانسانية في بازار الابتزاز السياسي.

 

وصحيح أن لقاءات الرياض المباشرة مع صنعاء قد تكون ضمن “المناورة”، إلا أنها تعطي مؤشرًا على رضوخ أصحاب القرار في السعودية إلى موازين القوى الحقيقية. والأمر بحد ذاته ينفي المقاربة السعودية المعتادة التي تحاول تقديم الأزمة في اليمن على أنها صراع داخلي، يحل بالحوار اليمني اليمني، وتقدم نفسها كوسيط.

 

في المحصلة، التفاوض وصل إلى مرحلة كشف النوايا الحقيقية لدى دول العدوان، ووفقًا لنتائج هذه الجولة قد يتحدد المسار الذي ستسلكه الأمور خلال المرحلة المقبلة، إما سيادة صنعاء على الثروة ورفع الحصار ووقف العدوان أو التصعيد الذي لا يشبه سابقاته، أي وفق القاعدة التي سنها ووعد بها السيد عبد الملك الحوثي: “سنتحرك بما هو أكبر من كل المراحل الماضية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.