حطيط للشرق الجديد: طريقة التعامل مع تفجير بئر العبد عرقلت مسلسل التفجيرات

 

وكالة أخبار الشرق الجديد:

أكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني أمين حطيط في حديث لوكالتنا على أن تفجير بئر العبد تضمن رسالتين ذو هدفين ، الأول كان إطاري لمعرفة جهوزية البيئة الموجودة ، لمواجهة مثل تلك الأعمال الإرهابية ، فاذا تبين أن البيئة واهنة ، سيتم عندها السير بطريقة أكبر وأعمق للقيام بمزيد من الأعمال الإرهابية واشغال البيئة بكاملها، كنوع من الضغط عليها لإعادة حساباتها ، مشيرا الى أن الرسالة كانت “إختبار بيئة” ، أما الهدف الثاني ، فكان ذو طابع معنوي ونفسي ، للقول أن اليد التخريبية قادرة على الوصول الى أي مكان في لبنان حتى ولو كان لهذا المكان خصوصية معنوية وتنظيمية معينة ، كما هو الحال بالنسبة للضاحية الجنوبية.

وقال: “ان الجهة المنفذة للجريمة تلقت جوابا قاصيا ، حيث تبين أن البيئة التي استهدفتها هي بيئة “ذات مناعة وتماسك” ، لأنها تمنع أي إنهيار أمني في داخلها أو استمرار للأعمال الإرهابية ، واستطاع المعنيون بالتفجير ، وبحداقة كبيرة، أن يستوعبوا العملية ، ويظهروا أمرين:
1- القدرة على معرفة الجهة التي تقف وراء هذا التفجير ، وهذا ما صدم منفذ العملية.
2- القدرة على تخطي الحدث واستيعاب مسائله ، حيث أنه تم حزم الموضوع بشكل سريع ، فلم يؤثر على المسار العام ، لا في القرار ولا في المناعة”.

وردا على سؤال حول وجود إشارة معينة لبدء مسلسل التفجيرات في لبنان ، علق حطيط :” لو لم تكن للضاحية الجنوبية المناعة المطلوبة التي تبينت ، ولو لم تكن للقيادة الحكمة التي ظهرت ، لكان اتجه المخطط لتجربة أخرى ، حيث يضع المتفجرات في مناطق ذات تركيبة ديمغرافية مختلفة وطائفية معينة ، وعندها يبدأ مسلسل التفجيرات ، الا أن طريقة التعامل مع التفجير ونتائجه ، عرقلت إنطلاق هذا المسلسل بالشكل الذي كان معدا له”.

واعتبر حطيط أن السعودي يعتقد ، بعد استلامه ملف إدارة الأزمة السورية منذ شهرين ، أن وجود حزب الله “كظهر” للجيش العربي السوري وكعامل مؤثر في الميدان السوري ، من شأنه أن يقود المهمة السعودية الى الفشل ، كما فشلت تركيا وقطر قبلها ، خاصة وأن السعودي يدرك تماما بان الفشل في سوريا ، هو إيقاف للنفوذ السعودي ليس في سوريا فقط إنما في كل المنطقة ، حيث سيرتد هذا الفشل على الداخل السعودي ، مشيرا الى أن الأسلوب القطري هو ” ماثل” أمام الحكام السعوديين ، لذلك هم يعتبرون بان عزل حزب الله عن سوريا يعتبر “نصف النجاح” بالنسبة لهم ، حيث ينفقون الأموال من أجل عملية العزل ، ولذلك يعمدون الى منع أي تشكيلة حكومية في لبنان ، اذا كانت ستضم عناصر من حزب الله ، كما فعلوا مع الإتحاد الأوروبي حيث تم وضع الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب”.

وأضاف: يقوم السعودي بالضغط على دول الخليج لإخراج “الشيعة” من هذه الدول، ليعودوا الى لبنان، ويشكلوا عنصر ضغط على حزب الله، ليستجيب هو بالتالي للأوامر السعودية ، فهاجس الفشل في سوريا يحتل الفكر السعودي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.