خاص: متى “لا” ننسى؟

qana001

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1982 عمل العدو الصهيوني على محاولة التطبيع مع الجنوبيين، عبر تزويد بعض القرى بالماء أو الكهرباء، وعبر إقامة زيارات جماعية لتلاميذ المدارس الجنوبية إلى فلسطين المجتلة. وأذكر أن إحدى هذه الزيارات شملت نصباً تذكارياً لضحايا المحارق النازية من اليهود الألمان. كنا صغاراً يومها، لم نفهم معنى كلمة أوشفيتز ولا معنى كلمة نازية، ومع ذلك أخذونا إلى ذلك النصب وأرونا تلك الشعلة التي لا تنطفئ على مر الأعوام.
بعد أن كبرنا علمنا ما معنى “أوشفيتز”، وعلمنا قصة المحرقة النازية التي ضخمها اليهود وجعلوا منها وسيلة فرضوا بها على ألمانيا أن تدفع لهم تعويضات استمرت بدفعها سنوياً وربما ما زالت تفعل.
كما علمنا حين كبرنا أن هناك قانوناً فرنسياً يعاقب مَن يشكك بالمحرقة النازية، وهذا ما حصل مع الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي الذي أُدين في عام 1998 بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه “الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل”، لتشكيكه في الأرقام المدعاة حول إبادة اليهود في غرف الغاز على أيدي النازيين. وصدر بسبب ذلك ضده حكم بالسجن لمدة سنة.
لقد اخترع اليهود أحداثاً وضخموا أحداثاً أخرى وفرضوا على العالم أن يحترمها، شاء أم أبى، فماذا فعلنا نحن بما فعل بنا بعض اليهود في فلسطين وسيناء ولبنان وغيرها من مناطق؟ هل ما يزال بين العرب والمسلمين من يذكر مجزرة حولا في العام 1948؟ أو مجزرتي قانا في العامين 1996 و2006 اللتين سقط فيهما العشرات من المدنيين؟ أو مجزرة بحر التي قامت بها القوات الجوية الإسرائيلية حيث قصفت مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية في مصر  في العام 1970 وأدت إلى مقتل 30 طفلاً وأصابة 50، وغيرها من مجازر ضاع عددها بين صفحات التاريخ؟
هل أقمنا نصباً تذكارياً وفرضنا على زوار لبنان من الرسميين أن يمروا به عند زيارته لبنان؟ هل تابعنا قضية مجازرنا قانونياً لدى الدوائر القانونية الدولية المختصة لملاحقة العدو الصهيوني على أفعاله؟ هل وهل وهل؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.