خاطرة “أبو المجد” (الحلقة التاسعة والستّون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

الحلقة التاسعة والستّون:

[ والخيلُ تَــبْدَأُ من دمشقَ، مَسَارَها         وتَشُدُّ لِلْفتحِ الكبيرِ، رِكابُ]

-1-
[ سَدّ الثغرات بين الطموح.. والإمكانية ]

•    المطالبة بما يسمّى (سَدّ الثغرات) من قِبل أعداد لا يستهان بها من الوطنيين والقوميين، طلب مُحِقّ ومنطقي.. ولكن الكمال لله وحده، ومن المستحيل سَدّ جميع الثغرات في أيّ دولة في الدنيا، فما بَالُك في دولة من دول العالَم الثالث، تواجه تحدّياً مصيرياً منذ نشوء (إسرائيل) على أرض فلسطين، وكان هذا التحدّي المصيري يفرض عليها الاهتمام بأمور معيّنة ولو على حساب أمور أخرى، الأمر الذي فاقم من السلبيات، بسبب ذلك.. وعندما نتوقّع وجود دولة بدون سلبيات، نكون وَاهِمِين، ولكن عندما نظنّ بأنّ السلبيات هي سبب الحرب العدوانية الإرهابية علينا، نكون وَاهِمِين أكثر، لأنّ الأعداء حاربونا ويحاربوننا بسبب إيجابياتنا وليس بسبب سلبياتنا.
•    ولكن لا تستطيع دولة في المنطقة، سَدّ هذه الثغرات جميعاً – وخاصة في المجال الطائفي والمذهبي – لا مبكراً ولا متأخراً.. وخير مثال هو (تونس) التي مضى على تطبيق (العلمانية) الصارمة فيها، أكثر من خمسين عاماً، ومع ذلك، وفور سقوط رأس النظام فيها، كانت الطريق ممهّدة لوصول (الإسلام السياسي) بصيغته الإخونجية إلى السلطة.. لماذا؟ لأنّ الجوّ العام في الوطن العربي، تسيطر عليه النزعات الدينية والطائفية.. وما من دولة عربية تعيش في جزيرة معزولة، بل في وضع متداخل مع دول الجوار.. ولذلك مهما اتخذت من إجراءات احترازية، فالعدوى ستصيبك بمجرّد انتشار المرض في ما هو مجاور لك.
•     وأمّا آلاف الجوامع – وخاصة في دمشق وحلب – فهي لم تكن منابر للمشعوذين، كما يقول البعض، بل كانت أماكن لمنع المشعوذين من السيطرة على الحواضر المدنيّة الكبرى، ولذلك رأينا هاتين الحاضرتين (دمشق وحلب) هما الأكثر ابتعاداً عن الانخراط في جوقة التآمر على الوطن السوري، وتركّز التآمر في الضواحي والأرياف التي تمتلك جوامع أقلّ بكثير مما هو عليه الحال في دمشق وحلب.
•    وأمّا التقريع الدائم والجَلْد المستمر للذات، بسبب أمور موضوعية بالدرجة الأولى، وذاتية بالدرجة الثانية، يقودنا – من حيث لا ندري – إلى تجاهل الظروف الموضوعية الخارجة عن إرادتنا، وتبرئة القوى الخارجية، من المسؤولية عن جرائمها، ويؤدّي بنا إلى تحميل مسؤولية تلك الجرائم، للعوامل الذاتية، التي تتحمّل فعلاً، جزءاً من المسؤولية، لكنه الجزء الأقلّ والأصغر، والذي – وهذا هو الأهم – ليس هو سبب الأزمة، كما يحاول الأعداء، تسويقه، بل كان عنصراً ساعَدَ أعداء سورية على اختراقها بصورة أسهل، ولم يكن مطلقاً هو السبب في الاختراق.. ويخطئ مَن يظن أنّ ذلك هو السبب..
والمهمّ أكثر، أنّ استحضار الحكمة بأثر رجعي، لا يفيدنا شيئاً، بل ما يفيدنا هو استنفار كل القوى والوسائط الممكنة في هذه الحرب الشعواء على سورية، لكي نهزم الإرهاب، وبعدئذ، لكل حادث حديث.
•    وأخيراً فحرف (لو) هو في اللغة العربية (حرف امتناع لامتناع) فهناك امتناعان لا يفيدنا فيهما (لو) مثل قول: (لو عملنا كذا، لكان كذا) بل ما يفيدنا هو الصمود والتصدّي ومواجهة التحدّي بكلّ ما لدينا من قوة وعنفوان وشموخ وإيمان.

-2-
يخرج عليك محللون سياسيون و”مفكرون” استراتيجيون وكتبة مزمنون، وخاصة من مجندي المارينز الإعلامي ومن مرتزقة البلاك ووتر، ليعلنوا أن “سورية انتهت” وأن “الدولة السورية تدمرت” وأن سورية “لن تقوم لها قائمة، بعد الآن”، لأن أعداد الضحايا في سورية، بلغ الـ” 100 ” ألف، ولأن أعداد المنازل المدمرة، قارب المليون، ولأن أعداد المشردين السوريين، في الداخل والخارج، فاق الخمسة ملايين، ولأن البنية التحتية قد جرى تدميرها، ولأن ولأن ولأن، الخ الخ الخ…. ثم يكملون كلامهم، بتحميل القيادة السورية، المسؤولية عن كل ذلك.. وكأن القيادة السورية هي التي قادت الهجوم العدواني الإرهابي الأمريكي – الأوربي – التركي- الأعرابي – الإسرائيلي – الوهابي -الإخونجي، على المدن السورية وعلى الأرياف السورية، وكأنها هي التي قامت بلملمة عشرات آلاف الإرهابيين وتسليحهم وشحنهم من مختلف أقطار الأرض، إلى سورية، وكأنها هي التي فرضت أقسى وأقصى أنواع الحصار الاقتصادي والمالي والنفطي والسياسي والدبلوماسي، على الشعب السوري والوطن السوري….. وكل “جريمة” القيادة السورية هي أنها وقفت ضد هذه الحرب الدولية الإرهابية على شعبها وجيشها ووطنها، و”جريمتها” أنها رفضت الاستسلام للمخطط الصهيو- أميركي، و”جريمتها” أنها لم تفرط بالأمانة الملقاة على عاتقها، في الدفاع عن وطنها، بكل ما تملك من قوة، و”جريمتها” أنها رفضت الاستسلام والخضوع والخنوع ورفع الراية البيضاء، أمام الصهيونية الأمريكية والأوربية والإسرائيلية والمتأسلمة والمستعربة… وهذا ذنب، ما بعده ذنب، وجريمة لا حدود لها، في عرف هذه الصهيونية المركبة!!!!!، إذ كيف تجرؤ دولة ما في العالم العربي، أن ترفض ذلك، أو أن تقول لـ”العم سام”لا”، وهذه هي جريمة العصر التي يجب أن تدفع القيادة السورية، وقائدها، ثمناً غالياً جداً، لها… وطالما أنهم عجزوا عن هزيمتها وإسقاطها، صار المطلوب، تحميلها، كامل المسؤولية، عما جرى في سورية، من دمار وخراب وقتل ودم……… ونقول لهؤلاء، بأن دفاع القيادة السورية، والوقوف الشامخ والصامد والثابت والمشرف، لأسدها العملاق “أسد بلاد الشام: الرئيس بشار الأسد” في مقدمة الشعب السوري العظيم، وعلى رأس الجيش السوري العظيم، هو الذي حمى سورية وحفظها وصانها، مما يقولون أنها وصلت إليه، وهي لم تصل إليه ولن تصل إليه… ووقوف القيادة السورية، مع شعبها وجيشها، هو الذي حمى الشرق العربي وحفظه وصانه من التفتت والاندثار والذوبان، في بوتقة المشروع الصهيوني المرسوم للمنطقة، وهو الذي منعه من السقوط في الهاوية، لعقود- إن لم يكن لقرون- عديدة قادمة . ونقول لهؤلاء، بأن سورية كانت موجودة قبل التاريخ، و ستبقى بعد التاريخ، وأنها كانت موجودة قبل أن تبنى تلك المنازل ، وقبل أن تزهق تلك الأرواح ، وقبل أن تتشرد تلك الملايين، وقبل أن تشاد تلك البنية التحتية، التي تسبب بهدمها، وبتدميرها ، العدوان الاستعماري الجديد. وكل ما قيل أو يقال في هذا الصدد، من قبل أذناب وزواحف الإعلام الصهيو – أميركي، هو استمرار للحرب النفسية الإعلامية الهائلة ، ضد الدولة الوطنية السورية ، بغرض القول : ” أيها السوريون ، لماذا تستمرون في الدفاع عن دولتكم ، طالما أن ما تدافعون عنه، قد سقط!!!!!، وكأن الشعب السوري ساذج، لا يعرف “البير وغطاه”.  وأخيرا، نقول لهؤلاء، بأن المشردين سيعودون إلى ديارهم، وأن البنية التحتية سوف يعاد بناؤها، وأن الأمهات السوريات “ولادات” وسوف يعوضن أضعافا مضاعفة، عن الأرواح التي تسبب بزهقها، صهاينة العالم الجدد، من أمريكان وأوروبيين وعثمانيين وأعراب ومتأسلمين، وأن سورية سوف تعود بأجمل مما كانت وبأقوى مما كانت.

-3-
لمن لا زالوا، رغم كل ما جرى، يزعقون وينعقون بأن “بقاء الأسد” هو المشكلة، وبأن ذهابه هو الطريق إلى الحل!!!!!!!!!! يكفي أن يزيح هؤلاء عن بصائرهم وأبصارهم، تلك العصائب الشبيهة بالعصائب التي تضعها عصابات الإرهاب “القاعدية” على رؤوسها، لكي يروا أن ذهاب “مبارك ” في “مصر” والمجيء بــ”الــ: خوان المسلمين” لم يحل المشكلة، بل زادها اشتعالا وسوءاً، وأن ذهاب “زين الهاربين بن علي” والمجيء بــ “الــ: خوان المسلمين” لم يحل المشكلة أيضاً، بل زادها سوءاً وتأججاً، وأما “ليبيا” فقد صارت – بالنسبة للشعب الليبي- أسوأ بكثير، مما كانت عليه في عهد “القذافي”.. وطالما أنه جرى تجريب “خوان المسلمين” وباقي الفصائل المتأسلمة الوهابية الإرهابية، في هذه الأقطار العربية الثلاثة، وتبين، بالبرهان القاطع، أنهم كانوا فضيحة الفضائح، وأنهم وضعوا تلك المجتمعات والدول، على طريق التفكك والتفتت والحرب الأهلية الدائمة التي تأخذ بلدانها إلى المجهول وإلى هاوية لا قرار لها.. فكيف يسمح بعض المغفلين من مومياءات السياسة والثقافة والإعلام، في ديار العرب، لأنفسهم، بعد ذلك، أن يتغرغروا بالحديث السلبي عن القائد العملاق “أسد بلاد الشام: الرئيس بشار الأسد”، بدلاً من أن يعترفوا بانحراف وخطأ رؤاهم ومراهناتهم السابقة، وبدلاً من أن يُزْجُوا الشكر العميق للدولة الوطنية السورية “بشعبها وجيشها وأسدها” لأنها كانت الدرع الحصين والمنيع، الذي افتدى الشرق العربي، وحصّنه وحماه، من العودة ألف سنة إلى الوراء، بل ومن الخروج الجغرافي والسياسي، بل والوجودي، من التاريخ، والتحول إلى عشرات الكانتونات المتذابحة …………..
ومع ذلك، فسورية لا تنتظر جزاءً ولا شكوراً، لأنها أم الصبي الأصلية، ولكنها لن تنسى ولن تسامح أولئك الذين قتلوا أبناءها ودمروا مقدراتها.

-4-
دقّقوا في جميع وسائل الإعلام الصهيو-أميركية، والنفطية، وتوابعها وملحقاتها ومرتزقتها.. وأراهنكم بأنّكم لن تجدوا خبراً واحداً عن سورية، إلّا وهو مشبع بالطائفية والمذهبية واستثارة الغرائز وإلغاء العقول….. لماذا؟ لأنّ الرصيد الأكبر لأسياد هؤلاء ولمشغّليهم، هو سلاح الطائفية والمذهبية واستثارة الغرائز وإلغاء العقول، ولأنّهم لا يمتلكون حجة منطقية واحدة، ولا حجة إنسانية أو وطنية أو قومية أو أخلاقية واحدة، ولذلك يتفرغون لتأجيج الطائفية والمذهبية، من أجل استثارة الغرائز بدلاً من إعمال العقول، ثم يجهدون أنفسهم، لاتّهام الدولة الوطنية السورية، بذلك، ويتوهّمون أنّهم قادرون على تبرئة أنفسهم، من جريمة العمل على إشعال وتأجيج الغرائز الطائفية والمذهبية، وتلبيس هذه التهمة، لمن نذروا أنفسهم وأرواحهم، لإبعاد شبح الطائفية والمذهبية، عن مختلف ديار الوطن… ولأنّ هؤلاء مهزومون، والمهزوم، يرفع لافتة الطائفية والمذهبية، في محاولة بائسة ويائسة، لتصوير هزيمته الذاتية، على أنّها هزيمة للمذهب أو للطائفة التي ينتمي إليها – والحقيقة هي أنه العدو الأول للمذهب أو للطائفة التي ينتمي إليها، انتماءً شكلياً فقط، بينما هو متآمر عليها فعلاً، عندما يحاول تحميلها مسؤولية أفعاله المخزية ومواقفه المرتهنة لأعداء الوطن والدين والطائفة والمذهب…
ولأنّ هؤلاء وأذنابهم ومرتزقتهم، باعوا الوطن والأمة والدين والأخلاق، بثلاثين من الفضة، فإنّهم مستعدون لإحراق الوطن والأمة والدين، معاً، طالما أنّهم عاجزون عن السيطرة على الوطن، وتسليمه “بالضبة والمفتاح” إلى أعداء الوطن .

-5-
عندما يطالب سفير محمية آل سعود، في اﻷمم المتحدة ” عبدالله العلمي ” في خطابه أمام “الجمعية العامة لحقوق اﻹنسان” بضرورة ما سماه “إحالة كل من يثبت ضلوعه في جرائم حرب، إلى العدالة الدولية”.. من الملح والضروري والعاجل، أن تتحرك الجهات المعنية بذلك، وطنياً وقومياً ودولياً ، لتحويل كل من :
– سعود الفيصل
– بندر بن سلطان
– حمد بن خليفة
– حمد بن جاسم
– رجب أردوغان
– احمد داؤود أوغلو
إلى العدالة الدولية، وبصفة عاجلة، لارتكابهم جرائم حرب في سورية، باعترافهم الشخصي في إرسال أسلحة وإرهابيين إلى سورية – حتى لو قاموا بتسمية جرائمهم هذه، بأسماء أخرى -.. والاعتراف سيد اﻷدلة، بدءاً من “سعود” الذي دشن اﻹرهاب في سورية، بقوله “تسليح المعارضة السورية، فكرة ممتازة”، وأن تجري المطالبة بمحاكمة هؤلاء، كإرهابيين دوليين، لأن من يدعم اﻹرهاب، كما فعلوا هم، يكون إرهابياً من الطراز اﻷول.

-6-
[ يقول “أحمد الجربان” : أنهم مستعدون للتحاور مع ممثلين لـ ” الأسد “].
لو أنهم أقدموا على ذلك، منذ البداية، لكانوا وفّروا أرواح عشرات آلاف الضحايا، ولكانوا قطعوا الطريق على دمار عشرات آلاف المنازل، ولكانوا منعوا تدمير قسم كبير من البنية التحتية في البلد، ولكانوا صانوا مئات آلاف السوريين من التشرد في الداخل والخارج، ولكانوا حَفِظوا عشرات آلاف السوريين من الجراح والعاهات التي أصيبوا بها، ولكانوا ولكانوا ولكن الحقيقة، هي أن هؤلاء لم يكونوا أكثر من ” كومبارس” يجري تحريكه من الخارج، وهم لا حول لهم ولا طول، ويقولون ما يريده “العم سام” الذي يصدر أوامره وتعليماته، لأذنابه من نواطير النفط والغاز، ومن سلاجقة “أردوغان – أوغلو”، الذين يحرّكون، بدورهم، هذه البيادق التي تسمي نفسها “معارضة”.
ولأن المحور الصهيو – أميركي وأذنابه، كانوا يراهنون على إسقاط الدولة الوطنية السورية، والاستيلاء على سورية، بالقوة.. ولكنهم عندما فشلوا في ذلك، قام هذا المحور، بتوجيه الأوامر وإصدار التوجيهات، إلى أذنابه، من أجل إرسال بيادقهم، إلى الحوار. حسناً، لا بأس، أن تأتي متأخراً، خير من أن لا تأتي أبدا  ولكن تبقى الكلمة الأولى والأخيرة، في تحديد أطراف الحوار، وفي تحديد نتائج الحوار، هي للشعب السوري حصراً، وحده، دون غيره.

-7-
‏ سؤال لا بد من توجيهه، للظلاميين التكفيريين التدميريين الإقصائيين الإلغائيين، الذين يتهمون كل من يختلفون معهم بالرأي،  بأنهم “فرس مجوس أرفاض صفويون”:  المطلوب من حثالات “الوهابية التلمودية” والإخونجية البريطانية” هؤلاء، أن يقولوا لنا، ماذا سنفعل بالتاريخ العربي والإسلامي، المليء بالشخصيات الفارسية العظيمة، التي كانت من أعمدة الإسلام؟ ماذا نفعل بــ”سلمان الفارسي” الذي قال عنه الرسول العربي الكريم” سلمان منا، آل البيت” ؟.. وماذا نفعل بــ”ابن سينا” وبــ “ابن المقفع”؟، وأين نذهب بــ “الفارابي” وبــ”الشهرستاني” وبــ “الفيروز أبادي”، وبعشرات الشخصيات الإسلامية العظيمة، من أصل فارسي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وقبل ذلك، ماذا نفعل بــ”البخاري” وبــ”صحيح البخاري ومسلم” وأين نذهب بالأحاديث النبوية الشريفة، التي رواها “فارسي مجوسي!!!!! ” – حسب منطق هؤلاء الظلاميين التكفيريين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. – يبدو أن المطلوب، لدى هؤلاء، أن نشطب أولئك “الفرس المجوس الصفويين الأرفاض!!!!!!!!” من التاريخ العربي والإسلامي، وأن نضع عوضا عنهم، وبدلاً منهم:”سيد قطب” و” ابن لادن” و”عبدالله عزام” و”الزرقاوي ” و”القرضاوي” و”العريفي”  دون أن ننسى أسوأ مخلوق على وجه الأرض: (العرعور) الكائن البدائي الجاهل، وجميع فقهاء الإرهاب في هذا العالم، ممن يندى جبين الإنسانية، لفتاويهم، و”اجتهاداتهم!!!!!!! “.

-8-

إنه الصراع المستمر، بين ” إسلام” عصر الانحطاط – وهو بالحقيقة تأسلم، وليس إسلاماً-.. صراع بين ” إسلام” عصور الانحطاط، السعودية – الوهابية – الإخونجية – القطبية – وبين الإسلام المحمدي القرآني الشامي المتنور… وسيبقى هذا الصراع متواصلاً، إلى أن ينهزم ” متأسلمو” عصر الانحطاط، أمام إسلام عصر التنوير..  ونأمل أن لا ندفع كما دفع الأوربيون، في القرن السابع عشر، عندما دفعوا عشرين مليوناً من الضحايا، في حروب المصالح التي ارتدت لبوس الصراع بين فصيلين من الدين المسيحي، هما ” الكاثوليكية” و ” البروتستانتية” وكانت حصة ” ألمانيا” وحدها، من هذه الخسائر البشرية، حينئذ، سبعة ملايين ضحية.. والصراع الحالي الأكبر، هو صراع بين المحور الصهيو – أميركي، وأتباعه وأذنابه الأعراب، من جهة، وبين عرب العرب، والإسلام الشامي المتنور، والمسيحية المشرقية، من جهة ثانية .

-9-
[ مجزرة “خان العسل” ]

نعم، اقترفت العصابات الصهيو- وهابية- الإخونجية، مجزرة جماعية أخرى فظيعة في “خان العسل” يندى لها جبين الإنسانية والعروبة والإسلام، -بعيداً عن أي (تهويل) أو(تهوين)-، وقتلوا عشرات الأسرى بدمٍ بارد، ونكّلوا بهم ورموا بجثامينهم إلى أطراف البلدة، وصوّروا الجريمة الفظيعة وعمّموا الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، لكي يرسلوا رسالةً تقول: سوف نرتكب المجازر تلوَ المجازر، بحقّ الجنود السوريين، في الوقت ذاته الذي نذهب فيه إلى دولة (تمثال الحرية) لكي نجتمع بوزير خارجيتها، بعد أن أَعْلَمَنا (بندر بوش) أنّ كل ما نحتاجه من سلاح وعتاد سوف يصل إلينا، وأنّ كل ما نستطيع استخدامه من سلاح سوف يكون بين أيدينا، وبعد أن أَمَرنا بأن نقتل كل جندي سوري يمكننا قتله، والأفضل أن نقتلهم بعد وقوعهم في الأسر، لكي نرسل لرفاقهم رسالةً بأنّ هذا هو المصير الذي ينتظركم!!.
وليقولوا نعم، سنرتكب المجازر، طالما أنّ (سلطان المسلمين الجديد: أردوغان، وبابه العالي أوغلو) يريدان إثبات “قوّتهما” وهما ينازعان… ” نعم إثبات قوّتهما” وهل هناك قوّة أقوى من قتل الناس بدمٍ بارد وهم مكبّلو الأيدي!!!.
هذه هي أخلاقيات (ثوّار سورية!!!) و (ديمقراطية محمية آل سعود!!!) و (إسْلاميّة أردوغان- أوغلو!!!) و (حريّة تمثال الحرية في بلاد العم سام !!!)
–    ولكن يخطئ من يظن أنها المرة الأولى، أو قد تكون الأخيرة.. إنه تاريخ بدأ باغتيال ثلاثة من أربعة خلفاء راشدين.. مروراً باغتيال القادة الأربعة من (خلية الأزمة) في سورية وصولاً إلى مجزرة (خان العسل).. إنها حلقة افعوانية في سلسلة صراع الحقّ مع الباطل والخير مع الشر.
–    ولمن يتذكر أنّ (الخوارج) اغتالوا خصومهم، تحت لافتة الدفاع عن الإسلام، بدءاً من اغتيال إمام الإسلام الأكبر (علي بن أبي طالب).. و(الخوارج) الجدد، من شُذّاذ الآفاق يحملون “رسالةً” تعمل على تحويل (سورية) إلى (قندهار).. و(دُعاة) الحرية والديمقراطية (لا يسلّحونهم!!) ولكنهم يكلّفون أذنابهم في مشيخات النفط، بالقيام بالواجب وأكثر من تسليح وتمويل وتدليل وتذليل.
–    نعم، من حقّ ذوي الشهداء، أن يقولوا ما يريدون، وأن يلوموا من يريدون.
–    نعم، منّ حقّ شباب سورية أن يَعْتَبُوا على من يريدون، وأن يكتبوا ما يريدون.
–    نعم، من حقّ الشهداء علينا، أن ننفّذ وصيتهم، وهم يُقتلون،عندما استشهدوا، وهم يرفعون بأيديهم (شارة النصر)..
–    نعم، دَمُهُم دَيْنٌ في أعناقنا، جميعاً.. وكلّ فارس منهم بألف..
–    نعم، إنها حرب المصير، بين السوريين وبين أعدائهم في كل مكان.
–    نعم، (الحرب) كَرٌّ وفرّ.. نَكُرّ عليهم في مئة موقعة على امتداد الوطن، ويفرّون كالأرانب .. ويَكُرُّون علينا في موقعة أو اثنتين فلا نَفِرُّ من أمامهم، بل يَصْمُد جنودنا ومحاربُونا، كالجبال، فيقعون في الأسر… ولأنّ أوصالهم ترتعد من جنودنا، حتى  وهم أسرى، فيقومون بقتلهم وتصفيتهم، لعلّهم يتخلّصون من الخوف القابع في داخلهم من الجندي السوري..
–    كم أنتِ مؤلمة يا (خان العسل).. ولكن ومهما كان حجم القصور والتقصير لوجستياً أو إعلامياً.. فنحن نعلم أنك لست الأولى ولا الأخيرة.. ولكن ما نعلمه، أنّ الشعب العربي السوري، قرّر الانتصار في هذه الحرب على العثمانيين والوهابيين و الإخونجيين والإسرائيليين، حتى لو ارتكبوا آلاف المجازر بحقّنا..
–    ومن لا يصدّق بأنّ السوريين سينتصرون، فَلْيَعُدْ إلى التاريخ، لكي يتيقّن بأنّ سورية لم تقرّر النصر، في يومٍ من الأيام إلاّ وكان النصر حليفاً لها، إلاّ وجاءت أكاليل النصر إلى عَتَباتِها.
–    – نعم، يمتزج الألم العظيم، بالأمل العظيم.. وآلامنا دامية للجريمة الفظيعة في (خان العسل) وللتقصير الكبير لدى بعض من لم يرتقوا إلى مستوى التحدي، في هذه المسألة أو تلك، إداريةً كانت أو تذخيريةً أو إعلامية.. ولكنها تبقى تفاصيل، مهما آلَمتْنا وأوجعتنا.. لأنّ التحدّي الأكبر هو أن ننتصر، وأن لا نقف عند الأخطاء كثيراً، بل أن نتعلّم منها، لكي نتلافى الكثير منها في معاركنا القادمة، ونحن نسير على طريق النصر العظيم.. والذي دَفَعْنَا وسندفع لتحقيقه، من دماء وأرواح أبنائنا، أغلى ما لديهم، لكي يبقى الوطن مُوَحَّداً، ولكي نحفظ سورية وبلاد الشام، مهما عَظُمَت التضحيات (لأننا كَرْبلائيون): وذلك رغم ظهور بعض ” القادة” الفيسبوكيين العسكريين الاستراتيجيين الجدد، الذين يتبرعون، مجاناً ولوجه الله، لوضع خطط محكمة للجيش العربي السوري لا بل ويرسمون استراتيجية سياسية للدولة السورية، من على صفحاتهم الفيسبوكية.

-10-

[بين ” الثريّا ” و” الثرى “]

كم هو الفرق شاسع، بين من حوّلوا “فصيلاً مذهبياً” معيناً، إلى “مقاومة” وجعلوا منه “فصيلاً مقاوماً” أدمى أنف العدو الإسرائيلي، وأربك الاستعمار الأطلسي الجديد، وأقلق أذناب الاستعمار النفطية والغازية …. وبين من حوّلوا “فصيلا مقاوما” إلى”فصيل مذهبي” منخرط في أجندات”الإخونجية البريطانية” و” الوهابية التلمودية” المنخرطتين،  بدورهما، في المشروع الصهيو-أميركي…. إنه الفرق بين الثريا والثرى …إنه الفرق بين “قيادة حزب الله “وبين” قيادة حماس” ……………………
ذلك أنّ ” الدين” و” الطائفة ” و” المذهب”، تتمتع بالاحترام والإجلال، بل وبالقدسية.. لكن ” التعصب” هو عدو” الدين”، و ” الطائفية ” هي عدو ” الطائفة “، و” المذهبية ” هي عدو” المذهب ” .

-11-
فليتوقف “مفكرو” العرب، ومثقفوهم، ومحللوهم “الاستراتيجيون” عن ترداد مقولة ببغاوية، مفادها أن “سورية تنتحر!!!!!!!!” وأن السوريين يقومون بعملية انتحار ذاتي!!!!!!!!!!!!. سورية، أيها السادة، لا تنتحر ، بل يجري نحرها، بقرار صهيو-أمريكي، وبأدوات أعرابية، وأدوات سلجوقية، وأدوات متأسلمة وهابية وإخونجية.. وكل هذه الأدوات، هي أدوات إرهابية إجرامية مسلحة، تقوم بسفك دماء السوريين، وبتدمير مقدراتهم.. ولكن كيد هؤلاء، جميعا وبدون استثناء، سوف يرتد إلى نحرهم، حتى لو وقف العالم بكامله معهم، وستعود سورية، درة الشرق والعالم، أكثر شباباً وجمالاً وكمالاً، مما كانت، غصباً عنهم.
-12-
[رياض قهوجي ]: مدير مركز دراسات  في خدمة المحور الصهيو- أميركي، في ” الدوحة “: يقول على قناة ” الميادين “: الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في المنطقة، متفقون على أن تكون ” سورية الغد ” دولة فيدرالية ” على أساس طائفي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!. يا سلام على ” عبقريتك !!!!!!! ” يا قهوجي، نصيحتنا لك  أن تنضم إلى جوقة ” أحمد فتفت ” لتكتمل ” الشاي ” مع ” القهوة “، وذلك أفضل لك بمئة مرة من هذه التنظيرات ” الحلمنتيشية “.. لقد ذكّرتني بـــ” جحا ” عندما قرر أنه سيخطب ابنة السلطان لابنه، واعتبر أنه قطع نصف الطريق، لتحقيق هذه الأمنية، لأنه – أي جحا – وزوجته وابنه، موافقون على ذلك، ولم يبق لتحقيق هذه الأمنية، إلا النصف الثاني من الطريق، وهو موافقة السلطان وزوجته وابنته. – ونحن ندرك أن من المستحيل على المأجورين والمرتهنين، أن يدركوا مدى قدرة الشعوب الحية – كالشعب السوري – على خلق المعجزات، وعلى إجهاض وإسقاط أجندات ومخططات أعداء الشعوب، وعلى قلب الطاولة على رؤوس المستعمرين الجدد وأذنابهم، وعلى إعادة الكرة الملتهبة، إلى حضن أصحابها الأصليين وأذنابهم التابعين.. وقليل فقط من قراءة التاريخ عامة، والتاريخ السوري خاصة، كفيل بالتأكد من ذلك، وخاصة لمن لا زال غارقاً في أمنياته وأحلامه وأوهامه.

-13-
إذا كان “الجناح العسكري” في “حزب الله” إرهابياً – حسب المسطرة الأوربية – فإنّ الاتحاد الأوربي – وفقاً لمسطرة شعوب الأمة العربية – ليس إلّا ذيلاً ملحقاً بالإرهاب الصهيو-أمريكي….. ومجلس التخاذل الغازي النفطي، ليس أكثر من حاضنة وصندوق للإرهاب الصهيو – وهّابي -الإخونجي…… وأمّا التيار السعودي الوهّابي اللبناني المتصهين في لبنان، والمسمّى “تيار المستقبل”، وزبانيته، فهؤلاء جميعاً، ليسوا أكثر من حافلة مهترئة، لا قيمة فعلية لها، وليس فيها شيء سليم، إلّا “الزمور” الذي يلعلع ويرفع الصوت عالياً، تعويضاً عن انتهاء الصلاحية، وعن انعدام الجدوى والفائدة.
والنصر المؤكّد لنهج المقاومة والممانعة، رغم أنف المحور الصهيو-أميركي وأتباعه وأذنابه ومرتزقته…. والهزيمة والعار لكل مَن وضع نفسه في خدمة المحور الصهيو -أميركي، سواء كان محميّة أم مشيخة أم حزباً أم تياراً أم أشخاصاً، والمستقبل بيننا، وصفحات التاريخ، سوف تسجّل أنّ قائدين عربيين تاريخيين، كان لهما الفضل في إعادة البوصلة العالمية إلى اتجاهها الصحيح، وفي وضع شعوب الأمة العربية على طريق النصر المؤزر، وهذان القائدان، هما: أسد بلاد الشام “الرئيس بشّار الأسد” وسيد المقاومة العربية والإسلامية، سماحة السيّد “حسن نصر الله”.

-14-
عندما يكون المخصص الشهري ﻷربعين إرهابياً، متمركزين في بلدة ” معربا” جنوب” دمشق” هو “مليون دولار” فقط، من” محمية آل سعود” يرسلها لهم” بندر بوش” – كما يسميه اﻷمريكان- شهرياً، فلك أن تتخيل، كم يرسل إرهابيو آل سعود، شهرياً، من أموال، لعشرات آلاف إرهابيي” القاعدة”، من “جبهة النصرة، لإسرائيل” ومما يسمى ” أحرار الشام”، ومما يدعى” الجيش اﻹسلامي في العراق وبلاد الشام”، من أجل قتل أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب السوري، ومن أجل تدمير كل ما يمكن تدميره من ممتلكات السوريين، العامة والخاصة.

-15-
عندما كانت محمية آل سعود، في الثمانينات من القرن الماضي، تقوم بتصنيع اﻹرهاب المتأسلم، عبر قاعدته “القاعدة” الوهابية السعودية، التي عمت” بركاتها!!!!!” اﻵن، مختلف أرجاء المعمورة، ويكتوي بنارها، العرب والمسلمون، بشكل خاص… كان الإيرانيون “المجوس الروافض الصفويون!!!!!!!!” يصنعون الصواريخ، ويصنعون لبلدهم، مجداً ودوراً، أجبر الأمريكان والأوربيين، على حساب، ألف حساب للإيرانيين، وجَعَلَ إسرائيل ترتعد منهم، وتعتبرهم العدو اﻷول لها في العالم.

-16-
الرعونة الهوجاء، والعنجهية الجوفاء، سوف تؤدّيان بنواطير النفط من أعراب الغاز والكاز، إلى الهاوية، ﻷن هؤلاء تجاوزهم العصر بأشواط، وسوف تسحقهم عجلات التاريخ القادم، وتعيدهم إلى حيث كانوا في التاريخ القديم.

-17-
( السلفية ) ليست كتلة واحدة، ولا ” بلوك ” واحد، بل هي ” سلفيات ” أهمها :
(1)- السلفية الدعوية اﻹيمانية.
(2)- السلفية الجهادية التحررية المستقلة.
(3)- السلفية اﻹرهابية اﻹلغائية التابعة .
وهذه ” السلفيات ” لا تَمُتُّ لبعضها ، بصلة، إلا بالاسم.
والسلفية الأولى، غير مسيّسة.. والسلفية الثانية، مسيّسة مستقلّة مبدئية ووطنيّة.. والسلفية الثالثة، مسيّسة تابعة انتهازية وغير وطنية، وهي أعدى أعداء (الجهاد) و أعداء الإسلام الحقيقي، رغم أنها تسمّي نفسها بذلك.
ومن الجدير بالذكر أنّ قاعدة الإرهاب المتأسلم الأكثر خطورة على الإسلام والمسلمين، قبل غيرهم، في هذا العصر، هي ” القاعدة”  السعودية التي وُلِدت حصيلة التلاقح السّفاحي بين جماعتين متأسلمتين هما ” الوهابية التلمودية” و جماعة ” خُوّان المسلمين”.

-18-
إذا كان لدى بعض اﻷعراب اﻷذناب :
–  قابلية للاستعمار
–  وقابلية للاستحمار
–  وقابلية للذل والعار
فنحن العرب العرب في هذا الشرق العربي، نمتلك :
–  قابلية التضحية ضد الاستعمار
–  وقابلية الدفاع عن الديار
–  وقابلية العز والفخار.

-19-
ثلاثي التخلف التقليدي :
( الفقر-الجهل-المرض)
أما ثلاثي التخلف ” الحديث !!! ” فهو :
( الفقر-القهر-الغيبوبة الغيبية ).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.