خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الثامنة والأربعون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

-1-

[ بين (الموت البطيء) و(الأبوكاليبس) ]

[ وإذا لم يكن من الموت، بُدٌ        فمن العَجْزِ، أن تموتَ جبانا ]

بعد جولة (جون كيري) وزير الخارجية الأمريكية، في المنطقة، التي انتهت بأسوأ مما بدأت، سادت انطباعات سلبية ناتجة عن تصريحاته ولقاءاته، وعن عمليات التصعيد الدبلوماسية والسياسية التي قامت بها ضد سورية، تلك الجهات التي التقى معها، مضافاً إلى موقف (جامعة حمد).. إثْر الجولة (الجون –كيرية) البائسة، تصاعدت، وبشكل دراماتيكي، المطالبات الشعبية في مختلف أوساط منظومة المقاومة والممانعة، بضرورة قيام جميع قوى هذه المنظومة، بمواجهة الأعداء الحقيقيين، بدءاً من الكيان الصهيوني، إلى مختلف الكيانات الأخرى، التي تنفّذ الأجندة الصهيو-أمريكية، في تدمير سورية وقتل أبنائها، أو التي تشارك في تنفيذها.. طالما أنّ القرار الأمريكي- الصهيوني، قائم ومستمر في تدمير وتهديم سورية، وفي قتل وإبادة السوريين…. وقد عبّرت القوى الفاعلة في محور المقاومة والممانعة، لدوائر صنع القرار في هذا المحور، عن قناعتها المطلقة، بأنّ تداعيات الدخول في حرب طاحنة شاملة، مع قوى البغي والعدوان على سورية، ستكون أقلّ ضرراً ومأساويةً من استمرار السماح بالاستمرار في دمار وتدمير سورية، مهما كانت تلك التداعيات كبيرة، خاصةً وأنّ استمرار تدمير سورية، لن يتوقّف عند ذلك، بل سوف يأخذ في طريقه اللاحق، باقي أطراف محور المقاومة والممانعة.. وأنّ على واشنطن أن تتحمّل عواقب الاستمرار في تغطية وتمرير مخطط تدمير سورية، وأن تتحمّل مسؤولية التراخي والميوعة والتسويف والمراهنة الخاطئة في مواقفها، وأن تتوقّف عن تسويق بأنّها تريد تطبيق “جنيف” وتريد حلاً سياسياً، ولكنّ أعْرابها وسلاجقتها، لا يريدون ذلك!!!. وأن تكفّ واشنطن عن التذرّع بالعجز عن لجم أدواتها وتوابعها، وكأنّ العالَم يجهل أنّ (آل أردوغان-أوغلو) و(آل سعود) و(آل ثاني.. وثالث ورابع) يحتاجون لأكثر من مكالمة هاتفية من دبلوماسي عادي في وزارة الخارجية الأمريكية، لكي يحدّد لهم ما هو مطلوب منهم وما هو غير مطلوب، وما هو مسموح وما هو ممنوع، تحت طائلة الاستغناء عنهم واستبدالهم بغيرهم، لأنّ مَن جاء بهم ومَن يحميهم – وهو الأمريكي – هو القادر على الذهاب بهم والتخلّي عنهم.. وكأنّ الجميع لا يعرفون بأنّ الهامش المتاح لأذناب واشنطن – في مختلف بقاع الأرض – ينحصر في التباري والتسابق، على مَن يقدّم خدمات أكبر، لها ولمشاريعها السياسية، وأنّ بعض هذه الأذناب، يذهب بعيداً، في بعض الأحيان، وبأكثر مما تسمح به موازين القوى القائمة، الأمر الذي يضطر واشنطن لفرملة هذه الأذناب.

ومع ذلك، ورغم ذلك يبدو أنّ تصاعد فعالية هذا التيّار المصمّم على السير بالأمور إلى حدودها القصوى، في منظومة المقاومة والممانعة، لم يَعُدْ يفسح مجالاً لدوائر صنع القرار، لِتَجَاهُلِه، ولم تَعُدْ هذه الدوائر، قادرةً على القفز فوقه، لا بل وصل تأثير هذا التيّار، إلى درجة اقتناع النواة الصلبة في دوائر صنع القرار، في منظومة المقاومة والممانعة، بمنطقية هذا التوجّه، والإيمان بأنه مهما كان سيئاً ومُكْلِفاً، فإنه يبقى أقلّ كلفة وأقلّ سوءاً، من السماح باستمرار تهديم وتدمير سورية، ومن السماح بموت الدولة الوطنية السورية (بالسمّ البطيء)، وقد قالت العرب قديماً (بَعْضُ الشرّ، أَهْوَنُ من بَعْضِ)..

وَلْتَتَحمّل واشنطن مسؤولية عدم لَجْم أذنابها، وعدم إعادتهم إلى جادّة الصواب، وعدم تراجعهم عن غيّهم ودمويّتهم ودَلَعِهم واستهتارِهم وحماقتهم وسُعَارِهم، وعن إمعانهم في أخذ المنطقة إلى (يوم القيامة: أبو كاليبس).

-2-

[ بين (النظام الرئاسي) و(النظام البرلماني) ]

النظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية (نظام رئاسي) يجري تعزيزه… والنظام السياسي في فرنسا (نظام رئاسي) يجري الحفاظ عليه… وفي مصر (نظام رئاسي) يجري الحفاظ عليه… وفي تركيا (نظام برلماني) تجري الاستماتة لتحويله إلى (نظام رئاسي).

وأمّا في سورية!!! فالأمريكان والأوربيون والأتراك (أي المستعمرون القدامى والجدد) وأذنابهم في مشيخات النفط والغاز التي ترسف في عصور الانحطاط، وبيادِقُهم من (معارضات الناتو والغاز والكاز) يريدون تحويل النظام السياسي في سورية، من (نظام رئاسي) إلى (نظام برلماني)… لماذا؟: إذا عُرِف السبب، بَطَلَ العجب.. الغاية من ذلك هي وَضْعُ سورية على سكّة التفتيت والتقسيم، واستغلال اتّساع وتنوّع شرائح الطيف الاجتماعي في سورية، عبر تلغيم وتفخيخ البنية الاجتماعية والسياسية السورية (كما جرى في لبنان منذ عام “1943” ولا زال، وكما جرى في العراق في دستور “بريمر”) بحجّة الحفاظ على الأقليّات والمكوّنات الاجتماعية، عبر تحويل العقد الاجتماعي من تعاقد بين أفراد، (أي: مجتمع أفراد): (الذي هو جوهر الديمقراطية المعاصرة)، إلى تعاقد بين جماعات (أي مجتمع جماعات طائفية ومذهبية وعرقية): (الذي هو جوهر ما يسمّى “الديمقراطية التوافقية” والتي هي، بالحقيقة “المحاصصة الطائفية والمذهبية”).. والتي تعني اعتماد (مجتمع سياسي طائفي) بدلاً من (مجتمع سياسي مدني)..

هذه هي النقلة الديمقراطية!!! التي يريدها لنا أحفاد سايكس بيكو وزبانيتهم.. وهي بالنسبة لأحفاد الاستعمار القديم، تعني تأمين قطعان من أحصنة طروادة، لهم، داخل المجتمع السوري، يستخدمونها كلّما أرادوا ذلك، سواء للسيطرة على الحراك السياسي والقرار السياسي داخل سورية، أو لتفجير البنية الاجتماعية الداخلية، عندما تقتضي مصالحهم ذلك.

وأمّا بالنسبة لزبانيتهم من (معارضات الناتو وملحقاتها الداخلية) فهي تعني، التحايل على التمثيل الاجتماعي والسياسي الحقيقي، للقوى الاجتماعية داخل سورية، وإيجاد مَنْفَذْ أو ممرّ أو ثغرة أو جسر، ينفذون منها إلى داخل بنية القرار السياسي، بحيث يحققون مكاسب لا تَعْكِس ولا تعبّر عن حجم تمثيلهم المتواضع داخل المجتمع السوري، بل تَعْكِس وتعبّر عن حجم ارتهانهم للخارج، وعن مدى قدرتهم على خدمة هذا الخارج، على حساب الداخل الوطني السوري… هذه هي حقيقة بضاعة (النظام البرلماني) في سورية، التي (يطنطن) بها (معارِضو آخِر زمن).

-3-

[ ضواري الناتو.. وأذنابه.. وبيادقه، تنهش في الجسد السوري ]

ولكنها، مهما فعلت، ستبقى عاجزة عن النيل، من روح سورية….. ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي قام وسيقوم فيها، أعداء (العرب العرب) وأعداء الإسلام المتنوّر، من قوى الاستعمار القديم والجديد، بمحاولات مستميتة، لترويع وتركيع وتطويع بلاد الشام، عبر النيل من قلب العروبة النابض.. فمنذ أكثر من ربع قرن، قام المحور الصهيو- أمريكي، وعبر أداته المتأسلمة (الإخوان المسلمين) بارتكاب الفظائع في سورية، لمدة سبع سنوات (من: ١٩٧٦ – ١٩٨٢)، بغرض ترويع سورية وتدجينها، للانخراط في مشروع الاستسلام العربي، أمام إسرائيل، الذي دشّنه، حينئذ (أنور السادات) وكانت دولتان عربيتان حينئذ، تقفان وراء دعم (الإخوان المسلمين السوريين) مالياً وتدريبياً وتسليحياً ولوجستياً، هما (العراق) و(الأردن)، واستمر ذلك العدوان على سورية، إلى أن تمكنت الدولة الوطنية السورية، من هزيمته وسحقه… والآن، تجري المحاولة، ذاتها، مرة ثانية، ولكن هذه المرة، بشكل أعنف وأوسع بعشرات المرات، مما كان عليه في المرة السابقة، فقد أضيف إلى رأس حربة العدوان على سورية، التي هي الإخوان المسلمين) كل من (الوهّابية) ومفرزاتها الإرهابية من (القاعدة) وفصائلها اللا متناهية، وكتائبها وألويتها وتنظيماتها الإجرامية، وفي طليعتها، الآن، ما يسمى (جبهة النصرة). وبدلاً من دولتين عربيتين، كانتا تدعمان (الإخوان المسلمين) في الماضي، يقوم، الآن (أعراب العرب) من نواطير النفط والغاز، بتخصيص عشرات مليارات الدولارات لتدمير سورية، ويقومون بشحن وتصدير عشرات آلاف الإرهابيين المتأسلمين الظلاميين، لتفجير سورية، ويقومون باستيراد كل ما يمكن لهؤلاء الإرهابيين، استخدامه من سلاح، لاستخدامه ضد الشعب السوري والجيش السوري، وقاموا بفرض الحد الأقصى المتاح لهم من العقوبات الاقتصادية والمالية والدبلوماسية والسياسية، ضد الشعب السوري ، من أجل قطع الأوكسجين، عنه، لخنقه وإجباره على الاستسلام، وصادروا (الجامعة العربية) بعد أن جعلوا منها دائرة ملحقة بـ(مشيخة قطر) الملحقة بدورها، بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وتفرّغت هذه (الجامعة) لتحطيم سورية، طالما بقيت ترفض الخنوع للإملاءات الصهيو- أمريكية.. وأضيف لهؤلاء الأعراب، ، تركيا، التي دخلت، منذ البداية، على خط العدوان على سورية، وبكل ما تملك من قوة، لا بل جعلت من نفسها، رأس حربة العدوان على سورية، وقاعدة التجييش والتنظيم والتدريب والتسليح والانطلاق الأمامية، ضد سورية…. ولم يتوقف الأمر عند هؤلاء، فقط، بل استنفر الحلف الأطلسي، كامل طاقاته الدبلوماسية، وقام بسلسلة اجتماعات متلاحقة، سمّاها (مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري!!!) لتقوم بدور حصار الشعب السوري، والتضييق عليه، في لقمة عيشه، وفي حاجاته المعيشية والحياتية، وفي تأمين مستلزمات حياته اليومية الأولية، من أجل إجبار هذا الشعب العظيم، على رفع الراية البيضاء (تصوروا، مهزلة القدر، هذه: من يعملون لخنق الشعب السوري، يسمون أنفسهم، أصدقاء الشعب السوري!!!)، وأرفقوا ذلك، كله، بحرب إعلامية، لا سابقة لها في التاريخ، يجعلون من خلالها، الحق باطلاً، والباطل حقاً، والضحية جانياً، والجاني ضحية، والاستمرار الإجرامي الفظيع في تهديم وتحطيم الوطن السوري والشعب السوري، بكل ما يستطيعون من قوة، وتشغيل منظوماتهم الإعلامية الهائلة، لتحميل القيادة الوطنية السورية، مسؤولية كل ذلك.

ومع ذلك، ورغم كل ذلك، فإنّ سورية، ستخرج من هذه الحرب، منتصرة، رغم أنف هؤلاء جميعاً، وستعيد بناء ما تهدّم، مهما كان حجم الدمار في الجسد السوري، وستبقى (روح سورية) سامية عالية رفيعة نبيلة، قادرة على تحويل الآلام إلى آمال، وإلى تحويل الكوارث إلى فرص، والى تحويل غدر الأشقاء، إلى دروس مستفادة، تستضيء بِعِبَرِها، في المستقبل، استعدادا للمعارك القادمة، في الحفاظ على الشموخ السوري والكبرياء الشامي والاستقلال العربي في مواجهة (الأعراب) والحفاظ على الإسلام المحمدي المتنور في مواجهة (التأسلم الوهّابي- الإخونجي: البريطاني – الأمريكي) والحفاظ على المسيحية المشرقية الأصيلة، في مواجهة (المسيحية المتصهينة).

-4-

يُقال: [ إذا كانت عداوة أمريكا، خطرة، فإنّ صداقتها، قاتلة ]

ويُقال: [ إذا كانت الخصومة، مع نواطير النفط والغاز، ناراً، فإنّ الصداقة، مع هؤلاء النواطير، انتحار ]

ولذلك، وبعد أن اكتوت الدولة الوطنية السورية، من لدغات ولسعات هؤلاء النواطير، مرّات عديدة، كادت أن تكون مميتة، عندما كانت سورية، على علاقة صداقة، مع هؤلاء النواطير، حيث أنّهم لم يوفّروا فرصة ولا مناسبة مُتاحة لهم، إلاّ وحاولوا، وبمختلف وسائل الإغراء والإغواء، من أجل استدراج سورية، للانضواء في طابور التبعية، للمحور الصهيو- أمريكي… الأمر الذي يعني، أن تتخلّى ، عن ذاتها، وعن نهجها الوطني والقومي، وعن قرارها المستقل، وأن تقبل الالتحاق بالمشروع الصهيو- أميركي، بل وأن تتخلّى عن عروبتها، وعن إسلامها المحمدي المتنور، مقابل فتات من البترو- دولار، ومقابل الحصول على الرضا الأمريكي والأوربي، والحصول على المباركة الإسرائيلية.. وهذا يعني الانهيار المعنوي والأخلاقي والمبدئي، لقلب العروبة النابض، تمهيداً للموت السريري الذي يعني، البقاء الطويل على قيد الحياة، بحالة تنفس اصطناعي، والقيام بالوظائف الذيلية الالتحاقية، المصممة لخدمة أعداء العرب، وفي طليعتهم، المحور الصهيو- أطلسي، وإسرائيل…. وعندما رفضت الدولة الوطنية السورية، ذلك، انتقل نواطير النفط والغاز، بتوجيه وأمر صهيو- أمريكي، إلى حالة العداء مع سورية، الأمر الذي أدى إلى ما جرى في سورية، عبر العامين الماضيين…. ولذلك اختارت الدولة الوطنية السورية، أن تعادي المحور الصهيو- أمريكي، وأن تتحمل الخطورة، بدلاً من مصادقة هذا المحور، على حساب شعبها ووطنها وحقوقها وكرامتها… كما اختارت، أن تتحمل لهيب النيران النفطية والغازية، التي يضرمها نواطير النفط والغاز، لإشعال سورية، عقاباً لها على رفضها، الالتحاق الذيلي بالمحور الصهيو- أمريكي، وتدفع من أرواح مواطنيها، ومن مقدرات شعبها، الأثمان الباهظة، التي يؤدي إليها، ذلك الحريق.

لقد فضّلت سورية، ذلك، على أن تستسلم أمام المحور الاستعماري الجديد وأذنابه الغازية والنفطية، والذي يقود، حكماً – أي الاستسلام – إلى انتحار الوطن السوري والأمة العربية، انتحاراً لا قيامة بعده.

لقد قرّرت الدولة الوطنية السورية (بشعبها وجيشها وقيادتها وقائدها العملاق) أن تبقى مرفوعة الرأس، مهما تلقت من طعنات وضربات، وقرّرت أن لا تركع أو تخنع، مهما كانت المغريات، التي تحمل في جوفها، السم الزعاف…. ويخطئ مَن يظن، كائناً مَن كان في العالَم، أنه يستطيع أن يأخذ سورية، إلى مكان، رفضه ويرفضه شعبها، مهما طالت الأيام، ومهما استطال وتوسّع العدوان عليها، ويخطئ أكثر، مَن يظن، أنّ تصاعد العدوان على سورية، سوف يجعلها على الهامش الجيوبوليتيكي، وسوف يصادر دورها في المنطقة…. والأيام قادمة، والعبرة بالنتائج.

-5-

[ عندما يلتحق، وزير خارجية “نظام كامب ديفيد” الإخونجي، بـ: “حَمَد تسيبي ليفني” ويردّد، ببغاوياً، بأنّ “النظام السوري” يقصف شعبه بـ: السكود، وبـ: الطيران!!!! ]

يتوهم هذا الدبلوماسي، التابع الصغير، أنه، يستطيع بذلك، أن يخفي فظاعة الجرائم، التي يرتكبها أسياده “في مشيخة الغاز القطرية”!!!!، وأسياده في “مهلكة آل: سعود”!!!، وأسياد أسياده في المحور الصهيو- أمريكي، بحق الشعب السوري، عندما جيّشوا وعسّكروا ودرّبوا وموّلوا واستوردوا، عشرات آلاف الإرهابيين والمرتزقة، إلى داخل سورية، ليقتلوا ويخطفوا ويذبحوا، عشرات آلاف السوريين… وعندما يقوموا بمئات العمليات الانتحارية، بحق الأبرياء من المواطنين السوريين… وعندما يختطفون مئات الأحياء والقرى والبلدات السورية… وعندما لا يتركون، عدواً تاريخياً، لسورية، في العالَم، إلاّ ويضعون أنفسهم تحت تصرفه وفي خدمته، من أجل تدمير الوطن السوري، وتفكيك بنيته الاجتماعية، وتهديم اقتصاده، وتمزيق استقراره وسلامته وأمنه، وتقطيع أوصاله… ثم عندما تقوم الدولة السورية، بواجبها القانوني والأخلاقي، في الدفاع عن وطنها، بمواجهة الهجوم العدواني الإرهابي الدولي، الأطلسي، الصهيوني، الوهابي، الإخونجي… تتحوّل الدولة، بنظر هؤلاء، إلى (نظام يقصف شعبه بالسكود والطيران!!!)… والسؤال: ما هو الأكثر مشروعية: القصف بالطيران والصواريخ، ضد مواقع العصابات الإرهابية والإجرامية والمرتزقة (ممَن تسمونهم “الشعب السوري”!!!)، أم مئات العمليات الانتحارية، ضد المدنيين الأبرياء، ورمايات الهاون العشوائية، وعمليات الاغتيال والتفخيخ والخطف والتمثيل بالجثث، بحق المواطنين السوريين؟؟ ونسألكم، أيضاً: كيف يحق للحكومة التركية، أن تقصف بالطيران والصواريخ، جزءاً عضوياً، من شعبها – الذي هو الأكراد – ولمدة ثلاثين عاماً، بحجة أنّهم إرهابيون، مع أنّهم لا يطالبون، إلاّ بحقوق المواطنة؟؟ ولا يحق للحكومة السورية، أن تقوم بالشيء، نفسه، بحق عصابات إرهابية مستجلبة ومستوردة، إلى سورية، بعشرات الآلاف، من مختلف بقاع الأرض؟؟.. هذا هو منطق العملاء المقلوب، كمنطق أسيادهم الاستعماريين، عندما تصبح (المقاومة) بنظرهم (إرهاباً)، ويصبح (الإرهاب) بنظرهم (ثورة) و(انتفاضة) و(ربيعاً)!!!. ولكن الدولة الوطنية السورية، سوف تجبر، هؤلاء، بالقوّة، ورغماً عنهم، لكي يختاروا بين أمرين: إمّا العودة إلى جحورهم، من حيث أتوا، أو السفر النهائي إلى قبورهم، وإلى جهنم وبئس المصير- رغم شبقهم للحوريات، التي ستبقى حسرة في قلوبهم، كأمل إبليس في الجنة – كما أجبرت أسيادهم، في المحور الصهيو- أمريكي، على التسليم الحقيقي بفشلهم، في تطويع سورية والانتقال بها – كغيرها من الأعراب – إلى الخانة الإسرائيلية (المسماة: مشروع الشرق الأوسط الجديد) رغم مكابرتهم، حتى الآن، في الاعتراف بذلك.

-6-

[ إنه مبعث للفخر، أن تكون سورية، خارج “جامعة حَمَد تسيبي ليفني” ]

مَن ينتظر أو يتوهّم، خيراً، من بقاء مقعد سورية في ما كان يسمى “الجامعة العربية”، من واجبه، أن يعيد النظر في أوهامه، لأنّ بقاء سورية، فيها، هو العار بعينه، طالما أنّ تلك “الجامعة” الفضيحة، كانت هي الرافعة الأولى لاحتضان وتدعيم الحرب الصهيو- أميركية على سورية، وهي التي بذلت، كل ما تستطيع من جهود، لاستدعاء وشن حرب عسكرية شاملة، على سورية، واستماتت لاستجرار”مجلس الأمن الدولي” لوضع سورية، تحت “الفصل السابع” من أجل شرعنة الحرب الدولية عليها، أسوة بما جرى في ليبيا… فهل يوجد، بعد ذلك، من مكان للأوهام، حول البقاء، في مثل تلك “الجامعة” الفضيحة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

-7-

[ نهج وأسلوب وطريقة “الإخوان المسلمين” ]

يتجلّى نهج وأسلوب وطريقة “الإخوان المسلمين” بـ:

(١): (الضغائنية الإخونجية التقليدية(.

(٢): (النفاق الباطني الإخونجي البنيوي).

(٣): (الارتهان التاريخي للإنكليز والأميركان).

(٤): (ضيق الأفق العجيب، سواء في مقارباتهم السياسية، أو في ممارساتهم للسلطة،         التي ظهرت في مصر وتونس).

(5) :(الجشع والشراهة والطمع والشبق القاتل للسلطة والثروة(، مقابل التخلّي عن جميع القيم الإنسانية والوطنية، والإصرار في الوقت ذاته، على الادّعاء بالالتزام بهذه القيم.

هذه العوامل الخمسة المذكورة، هي قاعدة انطلاق (الإخوان المسلمين).

ومهما كانت قوتهم، التي استمدّوها من سطوهم على الدين الإسلامي الحنيف، واختطافهم له، واستغلالهم واستخدامهم له، وتحويله جسراً، لهم، للوصول إلى السلطة والثروة، معاً (بحجّة أنّهم “بْتُوع ربنا”)، فإنّهم باتوا مكشوفين، للقسم الأكبر من الجماهير العربية والإسلامية، وحتى لقسم ممن كان مخدوعاً بهم.. ولذلك، فهؤلاء محكوم عليهم، بالفشل الذريع، مهما حقنتهم أمريكا وحلفاؤها، بالأمصال المقوّية، ومحكوم عليهم، بالدخول في نفق، لن يخرجوا منه، بعد الآن.

-8-

[ (البعث) عظيم، وسيبقى عظيماً، إلى يوم البعث ]

رغم أنف جميع أعدائه – وما أكثرهم، من خارج صفوفه، ومن داخل صفوفه – ولقد كانت هذه الأزمة الكبرى التي مرّت وتمر، بها، سورية، كاشفاً حقيقياً، للأمراض التي ألمّت بهذا الحزب… ومن الطبيعي، أن يقوم شرفاء الحزب، من شبابه وشاباته ورجاله، بحركة تصحيحية، من داخله، بقيادة القائد العملاق (الدكتور بشّار الأسد) من أجل بعث شباب هذا الحزب، مرة أخرى، بعد أن دخل سنّ الكهولة الخمسيني.

وأمّا أولئك الذين ينتظرون مواراة الحزب في الثرى، فإننا نقول لهم: خسئتم، سيبقى (حزب البعث العربي الاشتراكي، هو الحزب الرائد للأمة العربية، وسيبقى فكره، هو الدليل والموجّه، لكل حركات التحرر العربية، طالما بقي في شباب الأمة، عرق ينبض.

-9-

طالما أنّ في هذا الشرق، رجالاً أفذاذاً، يفيضون إنسانيةً وغيريةً وحباً وعطاءً وتضحيةً ووطنيةً وصموداً وصلابةً، من أمثال (سمير القنطار) و(وليم نصّار) و(هادي دانيال) و(جود سعيد) و(سعود قبيلات) و(موفق محادين) و(إبراهيم علوش) و(غريس العوض)، فإنّ سورية، سوف تنتصر، حكماً وحتماً، على جميع أعدائها، رغم وقوف، ما يسمى بـ(العالم الأول) الذي هو عالم الاستعمار الجديد، ومعه أذنابه النفطيون والغازيون، بدولاراتهم وريالاتهم، ومعه، أيضاً، بيادقه، من مختلف المحميات والكيانات السياسية الوظيفية التابعة.. فسورية، سوف تنتصر، رغم أنف هؤلاء، بل وعلى هؤلاء جميعاً.

-10-

(جريدة “الحياة” السعودية، في عددها، يوم “١٠” آذار “٢٠١٣”) يقول الكاتب اللبناني البترودولاري “حسام عيتاني”: (الفئة الحاملة للمشروع الوطني، وعنوانه الوحيد، هو الجيش العربي السوري- على ما تجمع فئة واسعة من مؤيدي النظام، منهم السفير السوري لدى الأردن “اللواء بهجت سليمان”، والكاتب المعارض “بسام القاضي”، وصاحب موقع “الجمل” الإلكتروني “نبيل صالح” – فمكرهة على نشر “الحضارة السورية” في مواجهة البداوة الوافدة، ولو بالقوة).

[ والسؤال هو: ما العيب في ذلك، يا مرتزقة آل نفطستان؟! ]

-11-

ما الفائدة من إنسان، يسكن داخل الوطن، لكنّ عقله وقلبه، يسكنان خارج الوطن.. وكم هي الفائدة من إنسان، يسكن خارج الوطن، لكنّ عقله وقلبه مسكونان بالوطن، ولا يقبل وصاية ولا رعاية ولا رقابة، على قلبه وعقله، إلاّ ضميرَه ووطنَـه وقيادَته الوطنية.

-12-

[ في رثاء العماد حكمت الشهابي ]

رحمة الله عليك يا(أبو حازم) لقد كان العماد أول حكمت الشهابي، رجلاً يحمل بين جوانحه، كل خصائص الإنسان السوري النبيلة والراقية والحازمة والحاسمة، والهادئة والعارفة والمتابعة والصامدة، وكان رجلاً، يحترم نفسه، بعمق، ويحترم مَن يحترمون أنفسهم، ويعرف قدر نفسه، ويعرف أقدار الرجال، وكان هادئاً، إلى أقصى الدرجات، وصلباً إلى أبعد الحدود، وكان دائماً، يضع مسافة، بينه وبين الآخرين، ولا يسمح لأحد، بأن يفرض نفسه عليه، كما أنه لا يفرض نفسه، على أحد، اللهم إلاّ بقوة المثال والنموذج والعمل والإخلاص، لوطنه ولقيادته، ولقد كان له خصوصية، عند الرئيس “حافظ الأسد” بسبب ذكائه وجدّيته وهدوئه ومتابعته وإخلاصه، وكان يكلفه، دائماً، بالمهام الصعبة والحساسة، صغيرة، كانت أم كبيرة، وكانت له ثقة عالية به، وثقة عالية جداً، بحسن أدائه، ولذلك كان، دائماً، هو (رجل المهام الصعبة) لدى الرئيس حافظ الأسد. ولم يخدع الرئيس حافظ الأسد، طيلة عمله معه، وكان صادقاً ودقيقاً، أمامه، ويقول له، كلمة الحق، حتى ولو كانت على نفسه.

لقد قام (العماد حكمت “أبو حازم”) بدورين وطنيين بارزين، يسجلهما، له التاريخ السوري، بأحرف من نور. الدور الأول: هو المساهمة الأساسية في بناء الجيش العربي السوري الحديث، بهيئته وبنيته الحالية العملاقة، وكان واحداً، من ثلاثة قادة كبار، كان لهم الدور الأكبر، في مساعدة ومعاونة الرئيس”حافظ الأسد” في بناء هذا الجيش، وفي التنفيذ الدقيق والأمين، لتطلعات الرئيس الأسد وطموحاته وتوجهاته، في بناء جيش يليق بسورية وتليق به.. والاثنان الآخران هما “العماد علي أصلان” و”العماد حسن توركماني”.. والدور الثاني له، هو المساهمة في بناء مؤسسة أمنية سورية، لا يضاهيها في كفاءتها، وفي حرفيتها، وفي صلابتها، إلاّ قلّة قليلة من المؤسسات الأمنية، في العالَم، وكان – وهو رئيس هيئة أركان الجيش السوري، عبر ربع قرن من الزمن – يمارس دوراً أمنياً هاماً، على الصعيد الاستراتيجي والعملياتي، وكان واحداً، من أهم وأبرز وأذكى وأدهى، ثلاثة رجال أمن في تاريخ سورية، هم: “عبد الحميد السراج” و “العماد أول حكمت الشهابي” و “العماد علي دوبا”.

رحمك الله يا أبا حازم، وأسكنك فسيح جنانه

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.