خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الرابعة والسبعون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

 
الحلقة الرابعة والسبعون:

[ ونحن أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ بَيْنَنا      لنا الصَّدْرُ، دونَ العالَمِينَ، أو القبر ]

-1-

[ الأبعاد والتداعيات المحتملة للقعقعة الأمريكية ]

·  لا أخفيكم سراً، إذا قلت بأنني مقتنع بأنّ (روسيا) الحالية، تدعو الله أن تتورّط الولايات المتحدة الأمريكية، بحرب شاملة في المنطقة، تخرج فيها وإلى عشرات السنين، من هذه المنطقة.. و(أوّل الرقص حنجلة).. وإذا عدنا بالذاكرة إلى بداية الدخول العسكري السوفيتي إلى أفغانستان، لدعم الحكم الشيوعي الحليف لها، حينئذ، نرى ماذا قال: (زبغنيو برجنسكي) مستشار الأمن القومي والحوت السياسي، وهو مغتبط وفي ذروة السعادة، لرئيسه (جيمي كارتر) قال له: (سوف يصبح للاتحاد السوفيتي “فييتنامه” كما كان لنا فييتنامنا) أي أنه – أي الاتحاد السوفيتي – دخل إلى فخ، لن يخرج منه إلّا مثخن الجراح، وهذا ما حدث.

·  وهذا  يعني أنّ روسيا، سوف تكون أكثر الرابحين في هذه المنطقة، إذا دخلت الولايات المتحدة الأمريكية، حرباً شاملة فيها.

·  وأمّا أمريكا، فهي تتخبط، بين فشلها في السيطرة على سورية التي شكّلت وتشكّل (سنجق عرض) أي عقبة هائلة في طريق هيمنتها على المنطقة، وفي طريق مشروع الشرق الأوسط الصهيوني الجديد.. وبين التسليم بهذا الفشل.. وبين التفكير بـ (ضربة موضعيّة) أو (جراحة موضعيّة) تحفظ ماء وجه الأمريكان أمام أنفسهم وأمام حلفائهم، بل وتبرّى ذمّتهم، بأنّهم قاموا بكل ما تقتضي المصلحة الأمريكية العليا، القيام به، ومع ذلك لم تنجح خطتهم في السيطرة على سورية.. وبين الخوف بل والهلع من نشوب حرب شاملة قد تقلب موازين القوى في المنطقة، لصالح شعوبها وطموحاتها وحريتها، بعيداً عن الهيمنة الأمريكية وعن “البرطعة” الصهيونية.. وعدم اقتصارها على (جراحة موضعيّة) بل تحوّلها إلى جراحة عامة تستأصل السرطان الصهيوني.

·  ولأنّ واشنطن تعاني من حراجة الموقف الذي تتخبّط فيه، فهي تسعى لتمرير ضربة محدّدة، تحت عناوين خادعة ملفّقة مختلقة (كسلاح كيميائي وغيره).. وبالأدقّ، عبر تسليح عصابات المعارضة بقذائف كيماوية، والإيعاز لها بإطلاقها، في الوقت الذي تقتضي المصلحة الصهيو-أمريكية، إثارة موضوع (السلاح الكيماوي) تمهيداً لاتّهام الدولة الوطنية السورية، باستخدامه.. وهذه المسرحية المفضوحة، يعرفها أصحابها وأذنابهم وبيادقهم، ثم يتسابقون بالعمل على تلبيسها للدولة الوطنية السورية.. ولذلك يقوم مرتزقتها وبيادقها بتسويق فكرة غبية بلهاء، مضمونها أنّ الأمريكان لا يريدون إسقاط النظام السوري، بل يريدون “إضعافه” فقط.. وكأنّ ما قام به الأمريكان وزبانيتهم، خلال الثلاثين شهراً الماضية، لم يكن بغرض إسقاط الدولة الوطنية السورية، من جذورها إلى رأسها، ووضع اليد عليها، وتحويلها إلى جرم صغير يدور في الفلك الصهيوني.

وسبب تسويق هذه المقولة البلهاء، هو محاولة خداع محور المقاومة والممانعة، وتمرير فكرة أنّ الضربة، سوف تكون موضعيّة ومحدّدة، وأنّ واشنطن لا تريد أكثر من ذلك، بغرض تضليل وتخدير أطراف محور المقاومة، ومَنْعِها من الردّ على الضربة، خشية الانزلاق إلى حرب شاملة تؤدّي إلى قلب موازين القوى في المنطقة، وخروج النفوذ الأمريكي منها، وانهيار إسرائيل، وتهاوي محميّاتها الأعرابية التابعة لها.

·  وهناك الآن توجّهان يتنازعان في عقول ووجدانات الشعوب العربية، والوطنيين الأحرار الصادقين، والقوميين العروبيين الصامدين، واليساريين الحقيقيين المناضلين:

–  التوجّه الأوّل: يخشى من ضربة عسكرية صاروخية أطلسية، تُضعف النظام السياسي في سورية، وتؤدّي إلى تقوية العصابات الإرهابية التكفيرية.

–  التوجّه الثاني: يتمنى فعلاً، حصول ضربة أمريكية، لأنّها ستفتح الباب عريضاً وواسعاً، لكي تخوض الشعوب والقيادات الوطنية والقومية، وفي مقدمتها (الدولة الوطنية السورية) حرباً وطنية وقومية كبرى، تفسح المجال للإطاحة بهذا النظام العربي الرسمي المهترئ وبالمستحاثّات النفطية والغازية التي صادرت مقدّرات الأمة العربية، المادية والروحية، ووضعتها في خدمة أعداء العرب.. إضافةً إلى ما سَيَحِلُّ بإسرائيل وبالعمّ سام.

·  وقد يتساءل سائل: إذا كانت لديكم هذه القدرة على تغيير وقلب موازين القوى، فلماذا تنتظرون إلى أن تشنّ الولايات المتحدة الأمريكية، عدواناً مباشراً عليكم؟، ولماذا لا تبادرون، أنتم، بحرب استباقية، تحققون فيها أهدافكم؟ ولماذا لم تقوموا بها تجاه إسرائيل؟ والجواب:

–  إنّ الحرب الدفاعية تمتلك من الشرعية والمشروعية، ما يفوق بعشرات المرّات، الشرعية والمشروعية التي تمتلكها الحرب الهجومية.. والشرعية والمشروعية عنصر هام للغاية في هذا العصر.

–  إنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي “إسرائيل الكبرى” وإسرائيل هي “أميركا الصغرى”.. والمعضلة الأساسية والكبرى، للعرب وللمسلمين وللمسيحية المشرقية، هي أولاً وثانياً مع الولايات المتحدة الأمريكية، وثالثاً مع “إسرائيل” – رغم انخراط معظم الأنظمة العربية في طابور التبعية للعمّ سام – وهو الأمر الذي أفسح المجال لإسرائيل كي تصل إلى ما وصلت إليه من قوّة، وهو الأمر الذي أدّى أيضاً، إلى هذا الواقع العربي المخزي المتفسّخ.

–  وعندما تشنّ “الولايات المتحدة الأمريكية” عدواناً عسكرياً مباشراً على سورية، تتيح الفرصة التاريخية غير المسبوقة، للتخلّص من السرطان الإسرائيلي المستوطن في قلب الوطن العربي.. لأنّ من شبه المستحيل التخلّص من هذا السرطان الفرعي (الإسرائيلي)، قَبْل إخراج حامِيه وحاضِنِه وراعِيِه الأساسي (الولايات المتحدة الأمريكية) من هذه المنطقة.. الأمر الذي سوف يؤدّي – وبسرعة كبيرة – إلى تهاوي العروش المنخورة للمشيخات النفطية والمحميّات الغازية والكيانات الوظيفية.. وإلى قيام شعوب ومجتمعات تلك المشيخات والمحميّات والكيانات، بإفساح المجال لبروز وظهور القيادات الوطنية المبدئية الشريفة التي تعبّر عن وجدانات وطموحات مجتمعاتها وشعوبها، وتسنّم تلك القيادات، سُدّة الحكم.

–  وطبعاً، لن يتحقق ذلك، بدون تضحيات كبرى وهائلة، قد تتساوى مع خسائر الدول الأوربية في الحرب العالمية الثانية.. ولكنّ هذه التضحيات الأسطورية، سوف تكون القابِلة والولّادة التي ستنبثق منها أنظمة عربية وطنية صادقة تليق بشعوبها وتستحقّ أن تسير في مقدّمتها.. وستنجم عنها دول عربية جديدة، يكون لها مكانها الذي تستحقّه تحت الشمس، والمستقلّة في قرارها، والمنذورة لخدمة مجتمعاتها.. وستنبثق عن وطن عربي جديد لا مكان فيه لإسرائيل، ولا للاستعمار الجديد-القديم.

-2-

[ ليس صحيحاً، انتظار مشاركة روسيا في الحرب العسكرية ]

هل تذكرون قول الخليفة الراشديّ الأوّل، عندما التحق الرسول اﻷعظم، بالرفيق اﻷعلى:

(مَن كان يعبد محمداً، فإنّ محمداً قد مات، ومَن كان يعبد الله، فإنّ الله حي لا يموت)

ومَن كان ينتظر أن تحارب روسيا، عسكرياً مع سورية، فهو لا يعرف أنّ روسيا (الشيوعية) في ذروة صراعها مع أمريكا (الرأسمالية)، لم تخض حرباً عسكرية مباشرة معها، دفاعاً عن حليفتها “فييتنام” (الشيوعية) ﻷنّ ذلك سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، يموت فيها مئات الملايين.. فكيف يمكن توقّع أو انتظار خوض حرب عسكرية مباشرة، اﻵن، بين روسيا (الرأسمالية) وأمريكا (الرأسمالية) مهما كان السبب؟؟؟!!!!.

والمطلوب من روسيا، هو الدعم السياسي والدبلوماسي والتسليحي، وهي لا تقصّر في هذا المجال مطلقاً، وأمّا خوض الحرب العسكرية المباشرة ، فنقول:

(ما حَكّ جلدك، غير ظفرك)

والظِّفْر، هنا، لا يشمل سورية فقط، بل يشمل مختلف أطراف محور المقاومة والممانعة، التي تدرك بعمق، حكاية الثيران الثلاثة التي (أكلت يوم أكل الثور اﻷبيض)، وهي ليست من السذاجة، بحيث تقدّم رقبتها لسكين الجزار الأطلسي، فرادى.. كما أنّها ليست ممّن تهوى “البعبعة” والتبجّح الكلامي المجاني، ولكنها – أي أطراف محور المقاومة – في أعلى درجات جاهزيتها واستعدادها، للدفاع الشامل والكامل عن نفسها، بما يقلب الطاولة على رؤوس الجميع، وبما يجعل المعتدين – إذا تورّطوا – يلعنون تلك الساعة التي قاموا فيها بالعدوان العسكري الصاروخي على سورية.

-3-

[ ما بحثه قادة الأطلسي وأذنابهم ]

مخطئ، مَن يعتقد أنّ اجتماع قادة الجيوش اﻷطلسية واﻷعرابية، بخصوص “سورية” يمكن أن يخرج عما يلي:

(1): العمل على تخليص سورية، كل ما يمكن تخليصها إياه من اﻷسلحة الإستراتيجية، التي يمكن أن تشكّل عامل ردع في وجه أي عدوان إسرائيلي على سورية.

(2): محاولة إيجاد منطقة عازلة على الحدود الإسرائيلية – السورية، انطلاقاً من الأراضي الأردنية.

ونؤكد أنّ هذين اﻷمرين، سيفشلان فشلاً ذريعاً.

(3): أي تفكير، أو تخطيط، أو تنفيذ: ضربة عسكرية أمريكية -أطلسية على سورية.. سوف يكون بداية النهاية لكل من “إسرائيل” وﻷذناب اﻷمريكان في مختلف أرجاء الوطن العربي….(ومَن لا يصدق.. فَلْيُجرّب).

-4-

[ المحميّات الوظيفية، ستدفع الثمن ]

هذه الحملة التهويلية الصهيو-أمريكية على سورية، والمترافقة مع فحيح إعلام البلاك ووتر، ومع فرك أعراب “العمّ سام” أياديهم، فرحاً وتهليلاً، لتوهمهم باقتراب توجيه ضربة أمريكية، لسورية.

وعندما تضع هذه “البروباغندا الحربجية” أوزارها، قريباً، سوف تنكشّف آخر ورقة توت، عن عورات بعض المحميّات الوظيفية، التي كانت تتغطّى بالحديث عن النأي بالنفس، وعن إعلان الحياد “اللفظي” من أجل تغطية انخراطها بالحرب العدوانية اﻹرهابية الصهيو-أطلسية-الوهّابية على سورية.

وفور انقضاء هذه الحملة التهويلية، واتّضاح فشلها في النيل من صلابة وصمود منظومة المقاومة والممانعة، أو في التأثير من تصميم الدولة الوطنية السورية، على هزيمة هذا المخطط الاستعماري الجديد، وعلى سحق أدواته اﻹرهابية ورعاتهم.. وعلى إجهاض مفاعيل مختلف العمليات اﻷمنية، التي تعمل وستعمل قيادات جيوش اﻷطلسي وأذنابها اﻷعرابية، على رسمها وتنفذها، خدمة للأمن الإسرائيلي، حصراً، وعلى حساب اﻷمن القومي العربي عامةً، والأمن الوطني السوري خاصةً.

أقول: فور انقضاء هذه الحملة التهويلية، سوف يتنصل اﻷمريكان، من تبعات هذه الحملة، وسوف يقومون بتحميل أذنابهم ومحميّاتهم، مسؤولية ذلك.

فهل يمكن لهؤلاء، أن يفتحوا أبصارهم وبصائرهم، جيداً، قبل أن تقع “الفاس في الراس”؟.

-5-

[ تساؤل يبحث عن جواب ]

اتصل معي أحد الأصدقاء منذ لحظات، ليقول لي: (صَرَعْتُمْ رؤوسنا، وثقبتم طبلات آذاننا، وأنتم تتحدّثون عن “محور المقاومة والممانعة، واستوعبنا أن تقاتلوا وحدكم، كسوريين، في مواجهة قطعان الإرهاب المصدرة إليكم من الخارج… وأمّا أن يجري توجيه ضربة صاروخية أمريكية، لسورية، مهما كانت محدودة، ثم لا يرد محور المقاومة، على هذا العدوان الصارخ على أحد أطرافه – كل في ساحته وميدان أهدافه – فما الفائدة حينئذ من هذا المحور؟ وكيف لأحد أن يصدق بعدئذٍ، أنّ هناك محور مقاومة، أو أنّ وجوده وعدم وجوده ليس سيّان؟ وإذا كانت واشنطن قادرة على استفراد سورية، في عملية من هذا النوع – مهما كانت محدودة – ، ولم تقم “إيران” و”حزب الله” بالرد الحاسم والحازم والجازم، فإنّ الضربة القادمة، سوف تكون عشرات أضعاف الضربة الحالية، وسوف تكون الضربة الثالثة – أي بعد الضربة القادمة -حرباً شاملة على حزب الله وعلى إيران).

لن أقول هنا، بماذا أجبت هذا الصديق، لأنه لا يصح ولا يجوز تقديم معلومات مجانية في المسائل العسكرية الإستراتيجية، وخاصة ما يمكن أن يفيد العدو الذي يقول بأنه يستعد لتوجيه ضربة عسكرية… ولكنني أنتظر رد أو تعليق الأصدقاء على ما قاله هذا الصديق.

-6-

[ أسباب القرقعة والقعقعة الأمريكية ]

مهما ارتفعت وتعالت أصوات القرقعة والفرقعة والجعجعة والقعقعة الأمريكية، حول “ضربة عسكرية” أمريكية، لسورية، فإنّ كل ذلك نابع من سببين: داخلي..وخارجي.

(1) السبب الداخلي: هو هجوم “المحافظين الجدد” الذين يمثّلهم “جون ماكين” على “إدارة أوباما” عبر اتّهامها بالتخاذل والضعف في ميدان الصراع الدولي، وخاصة في بؤرته الحالية في “سورية”، وهذه هي سياسة ونهج “المحافظين الجدد”…. ولكن النهج والسياسة التي جيء بـ “أوباما” لتنفيذها، هي الانسحاب العسكري من العراق وأفغانستان، وتحقيق الأغراض والأهداف الأمريكية، في المنطقة، عبر استغلال التناقضات والصراعات التاريخية فيها، وعبر تهويش وتحريض وتعبئة وتجييش، أبناء المنطقة، لخوض الصراعات في ما بينهم، من أجل تمهيد الطريق لتحقيق الأهداف والأغراض الأمريكية -والإسرائيلية بالطبع – دون حاجة الولايات المتحدة الأمريكية، للانخراط المباشر، بقواتها وجيوشها، في هذه الصراعات.. ولذلك تقوم إدارة أوباما بالدفاع عن سلامة سياستها -كما تراها- في مواجهة هجمة “الجمهوريين” و”المحافظين الجدد” عبر مناورات إعلامية وسياسية، تهدف إلى امتصاص واحتواء وتبديد مفعول هذه الهجمة الداخلية عليها، عبر القيام ببعض الحركات الاستعراضية العسكرية، وعبر صرف بعض التصريحات الإعلامية الملتبسة، التي لا تكلفها شيئاً…..

(2) السبب الخارجي: هو الفشل الأمريكي الذريع للمخطط الصهيو-أمريكي -الوهّابي -الإخونجي، في إسقاط سورية، رغم “نجاحه” في إحداث دمار هائل وتكبيد السوريين، عشرات آلاف الضحايا البشرية.. ومع ذلك، لم ينجح مخططهم، رغم إصرار سفهاء آل سعود، أنّهم قادرون على تحقيق ما لم يتحقق سابقاً في سورية، قبل بداية العام القادم.. ولأن هذه التعهدات “البندرية” الصهيونية، المثخنة بجراحات ودماء السوريين والعراقيين واللبنانيين، بدأت علائم الفشل الذريع، تلوح عليها، وبدأت أغلبية السوريين والعراقيين واللبنانيين، تحمرّ عيونهم، من حجم السفاهة ومدى الوحشية التي بلغت بالعبد السفيه “بندر بوش” ومَن معه، وكأنّ دماء ملايين العرب في هذا الشرق، ليسوا كثر من استثمارة يتلاعب بها المحور الصهيو -أمريكي، عبر أسفه سفهائهم “بندر بوش بن أبيه”، طمعاً في إرضاء أسياده الإمريكان ومشغّليه في “الإيباك” ثمناً لوصوله إلى “العرش السعودي”.

ونظراً لبدء تهاوي هذا المخطط، بشكل نهائي، تداعى قادة الجيوش الأطلسية وملحقاتهم، للحدّ من تسارع هذا الانهيار، عبر حقن أوردة وشرايين ما تبقى من إرهابييهم، في سورية، ببعض الحقن الإرهابية والتسليحية والفنية الجديدة، وعبر ضخ كل ما يمكنهم ضخه من وسائل التنفس الاصطناعي، لإطالة حياة هذه العصابات الإرهابية، أطول مدّة ممكنة، مع يقين “العم سام” الأكيد، بأنّ كل ذلك لن يغيّر شيئاً مما جرى ويجري، وقناعته بأنّ الهزيمة المحققة والأكيدة، لهذه العصابات الإرهابية، هي على الأبواب، والمطلوب، بالنسبة للعمّ سام، هو التخفيف من وقع هذا الانهيار على المصالح الإمريكية، وتحميل أذنابهم الأعراب، مسؤولية هذا الانهيار.

-7-

[ العبرة بالنتائج ]

بعد أن فشلت الغزوة الصهيو- وهّابية -الأعرابية الأخيرة – الخامسة أو السادسة – على عاصمة الأمويين، وبعد أن فشلت مفرزة الطليعة العسكرية الأطلسية التي انطلقت من “عمّان” لتقود هذه الهجمة الأخيرة على دمشق، وبعد أن تخبّطت عصاباتهم الإرهابية، إثر فشلها في تنفيذ المهمة المستحيلة، وقيامها بإطلاق قذائف كيماوية من مناطق تمركزها في “دوما”، وإثر سقوط هذه القذائف في مناطق هذه العصابات الإرهابية…. قامت الإدارة الأمريكية، بالإعلان عن تعزيز وجودها البحري في البحر الأبيض المتوسط، وأعلن رئيس أركان جيوشها، عن اجتماع عاجل لحلفائه في “عمّان” من أجل تدارس عواقب الفشل الذريع الذي أصاب خطتهم الأخيرة على أسوار “دمشق” ومن البديهي، أن لا يعترف هؤلاء بفشل خطتهم، وبعواقب هذا الفشل عليهم، بل أن يعملوا للتعويض عن هذا الفشل، برفع العقيرة الأمريكية حول تدارس الخطط للتعامل مع ما يجري في سورية، وللاجتماع في “عمّان” من أجل ذلك.

والسؤال: إذا كان الأمريكان والأطالسة، على استعداد للمغامرة بمصير المنطقة، كرمى لعيون “إسرائيل” وحرصاً على أمنها العنصري العدواني الاستيطاني، فما هي مصلحة الآخرين، في جعل أنفسهم، وأرضهم ودولتهم، منطلقاً لحريق هائل، لن يوفر أحداً في هذه المنطقة؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!.

إذا نشبت الحرب، فالخاسر اﻷكبر فيها، سيكون هو المحور الصهيو-أمريكي وأذنابه.. ومَن لا يصدق ذلك، فهو، حر، إن صدّق أم لم يصدّق، ولا مانع لدينا أن ينتظر حتى يرى بأم عينيه، الفخ القاتل الذي سيقود اﻷمريكان والإسرائيليون، أنفسهم وأذنابهم في المنطقة، إليه، ولكي يرى أنّ قرار المنطقة، سوف يعود إلى أصحابها الحقيقيين.

-8-

[ ساعدوا أنفسكم، فقط ]

إذا كانت بعض الشخصيات العامة واﻹعلامية، في الكيانات السياسية المحيطة بـ “سورية”، صادقة في حرصها على سلامة شعوبها وأمن أنظمتها، وعلى البقاء في مأمن عما يجري في سورية، فما عليها إلّا أن تكون صادقة، في ما تقوله عن “اﻷزمة في سورية”، وأن تتوقف عن صب الزيت على نار الفتنة الي يعمل عليها، المحور الصهيو-أمريكي، وأن تبتعد فعلاً، لا قوﻻً، عن احتضان اﻹرهابيين وعن تدريبهم وعن تهريبهم إلى داخل سورية، وعن تسهيل أمورهم وقضاء حوائجهم، وعن استقبال “زعرانهم” المنتشرين في مواخير بيوتات المخابرات اﻷطلسية.

وسورية، لا تطلب مساندة ولا مساعدة، من هذه الكيانات السياسية، بل هي تأمل منها أن تساعد وتساند نفسها، أوﻻً وأخيراً، ﻹدراكها صعوبة الظروف الموضوعية والذاتية، التاريخية والراهنة، التي تكبّل هذه الكيانات، التي تتمنى لها سورية، أن تنجح في التملّص من اﻷدوار الوظيفية المناطة بها تاريخياً، وأن تنتقل إلى لعب أدوار وطنية مستقلة، تخدم شعوب هذه الكيانات، بل وتخدم أنظمة هذه الكيانات، عندما تعبّر عن إرادة شعوبها وعن مصالح وطموحات هذه الشعوب.

-9-

[ التسليح الأطلسي الكيماوي لعصاباته الإرهابية في سورية ]

عندما يخفي السلطان العثماني الجديد وحكومته، خلفيات العثور على “2” كيلو من “غاز السارين” كانت بحوزة بعض اﻹرهابيين من أتباع ما يسمى “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”، فهذا دليل قاطع على أنّ هناك عشرات الخلايا اﻹرهابية المشابهة الكامنة والمعدّة للاستخدام ضد الشعب السوري، من جهة، وبغرض تحميل الدولة الوطنية السورية، مسؤولية ذلك، من جهة ثانية.

كما أنّ اﻹصرار الصهيو-أميركي-الوهّابي-اﻹخونجي، على اختلاق وتركيب “ملف” يتعلق بأسلحة التدمير الشامل، ليس فقط، بغرض استخدامه ذريعة للتدخل في سورية -كما يقول البعض بل لاستخدام ذلك الملف، مبرراً وذريعةً وجسراً، للدخول -تحت عنوان دولي- إلى المواقع العسكرية الإستراتيجية السورية، الصاروخية وغير الصاروخية، من أجل تحديد مواقعها وإعطاء إحداثياتها، لـ “إسرائيل” لكي تتمكن من قصفها وتدميرها، في أي حرب قادمة، أو قبل الحرب.

أي أنّ المحور الاستعماري المعادي لسورية، ومعه أعرابه اﻷذناب، يقوم بسفك دماء آلاف السوريين، عبر عصاباته الإرهابية، بما في ذلك استخدام قذائف كيماوية، من أجل تأمين وتحقيق اﻷمن الإسرائيلي العنصري الاستيطاني.

قاتلكم الله أيّها اﻷعراب اﻷذناب.. كم أنتم عار وشنار على العرب وعلى اﻹسلام وعلى اﻹنسانية… ولن تستطيع قوّة في الدنيا، إنقاذكم من الحساب.

-10-

[ الزيطة والزنبليطة ]

كل هذه (الزيطة والزنبليطة) – كما يقول أشقاؤنا المصريون – لاختلاق كذبة تتكرر للمرة العاشرة، حول استخدام الدولة الوطنية السورية، لـ “أسلحة كيماوية”، سببها، الآن، العملية العسكرية العالية الشدة، في مواجهة العصابات الإرهابية الظلامية التكفيرية، في ضواحي دمشق، وحجم الخسائر الجسيمة التي تكبّدتها وتتكبدها، هذه العصابات الإرهابية الإجرامية، واعتقاد المحور الصهيو-أميركي، أنه من خلال هذه الحملة الإعلامية والدبلوماسية الشعواء، قادر على ثني الدولة الوطنية السورية، عن الاستمرار في حملتها العسكرية العالية الشدة، في مواجهة تلك العصابات الإرهابية.

ولكن نسي هؤلاء، أنّ “الأجندة” الوطنية السورية، لا تحدّدها ولن تحدّدها، أكاذيب وأراجيف واختلاقات وتخرصات، أصحاب المحور الدولي والإقليمي والأعرابي، العدواني الإرهابي على سورية، بل ما يحددها، هو المصلحة الوطنية السورية، والمصلحة القومية العربية العليا.

-11-

[ لستم حريصين على دولكم وشعوبكم ]

– لا يكتفي المحور الصهيو-أمريكي بإشعال النار في الدّيار السورية، بل يحرص على دوام اشتعالها وتأجيجها، وسكب ملايين براميل الزيت فوقها.. ثم اتّهام القيادة السورية بذلك.

– ولا يكتفي اﻷذناب اﻷعراب بالتواطؤ غير المعلن حيناً، وبالمشاركة المباشرة أحياناً أخرى، في إدامة الحريق الذي أشعله أسيادهم في سورية، بل يتشدقون بادّعاء الحرص الشديد، على عدم امتداد النار المشتعلة في سورية، إلى ديارهم.

– ولو كان أولئك اﻷذناب، صادقين في الحرص على شعوبهم ودولهم، لكانوا أول المساهمين في إطفاء النار المندلعة فوق اﻷرص السورية، بدلاً من استمرارهم في تأجيجها وصبّ الزيت عليها، بعد أن قاموا بما يستطيعون ﻹشعالها، وبدلاً من انخراطهم في المخططات الصهيو-أمريكية – اﻹخونجية- الوهّابية – السعودية، ﻹحراق وتفتيت الوطن العربي.

-12-

[ سورية تَنْحر ولا تنتحر ]

ليس صحيحاً، توهّم البعض بأنّ “النظام السوري ينتحر!!!”، ﻷنّ سورية تنحر ولا تنتحر، مهما حاول اﻵخرون، نحرها، عبر احتضانهم ودعمهم وتسليحهم للعصابات اﻹرهابية الظلامية التكفيرية الوهّابية السعودية..

ومَن يصمد في مواجهة عدوان المحور الأطلسي-الصهيوني- التركي -السعودي-الوهّابي-اﻹخونجي، عامين ونصف، يجيد تماماً التعامل مع “إرادة الحياة” ولكن: الحياة الكريمة العزيزة الشامخة، شموخ “قاسيون” مهما كانت التضحيات والعقبات، وليس حياة اﻷتباع اﻷذلّاء الخانعين المأجورين المرتهنين المباعين.

وأمّا الحديث عن “منطقة عازلة” وعن “حظر طيران”، سواء في شمال سورية أو في جنوب سورية.. لن يكون إلّا وهماً يعشّش في رؤوس الواهمين، ولن يكون إلّا فخاً، ينصبه الواهمون لأنفسهم، وﻷذنابهم.

-13-

[ البغل المسعور: بندر بوش ]

إذا كان آل سعود، غير راغبين أو غير قادرين – لا فرق – على إيقاف هذا البغل المسعور “بندر بوش بن أبيه” عن التخريب والتفجير وممارسة لعبة الموت – نيابة عن إسرائيل – في سورية والعراق ولبنان، فلا يلومون شعوب هذا الشرق، ولا يلومون قياداتها وكوادرها الوطنية، إذا تعاملت معهم – أي مع آل سعود -، كما يجب أن تتعامل مع “إسرائيل”.

-14-

[ السعودية وإسرائيل ]

لمَن لا يعلم: السعودية و”إسرائيل” معاً، هما اللذان تحاولان بكل ما تستطيعان من تأثير على الولايات المتحدة الأمريكية، لكي توجّه ضربة عسكرية لسورية.

وللعلم فإنّ الأغلبية الساحقة من الشعب الأمريكي، ترفض ذلك.

وللعلم والخبر، فإنّ كل صاروخ أمريكي، ينهمر على سورية، سوف ينهمر اثنان، مقابله على مَن يدفع واشنطن للعدوان على سورية، واثنان آخران على القواعد الأمريكية في المنطقة.

-15-

[ فَرْق عملة ]

من البديهي أن تنعق غربان الناتو وضفادعه وعقاربه وأفاعيه، على فضائيات “العبرية” السعودية، و”الجزيرة” الصهيونية، وعلى الشاشات والصفحات الأخرى المغمّسة بدماء السوريين، من جهة، والملّوثة بدولارات النفط، من جهة أخرى.

فعندما يفشل هجومهم الخامس أو السادس على دمشق، وعندما يتكبدون أكثر من خمسة آلاف قتيل من عصابات اﻹرهاب، حول دمشق…. وعندما يطلق هؤلاء اﻹرهابيون، قذائف كيماوية، صوب الجيش السوري فيخطؤون الهدف، ويصيبون المدنيين، من أطفال ونساء في المناطق التي اختطفوها.. من البديهي، أن يصابوا، حينئذ، بالسعار والهستيريا، وأن تنبح كلابهم المسعورة على الشاشات.

ولكن ما لا يدركه هؤلاء المرتزقة الصغار، أنّهم سيذهبون “فرق عملة” في الحرب الظالمة والخاسرة التي يشنّها أسيادهم على آساد بلاد الشام.

-16-

[ عدوّ العرب والإسلام والمسيحية المشرقية.. هم آل سعود ]

مرة أخرى، يصرّ بنادرة الأعراب – اقرأ: صهاينة الأعراب – إلّا أن تسيل الدماء الزكية، في سورية، وفي العراق، واليوم في لبنان: عبر تفجيري “طرابلس الشام” اللذين طالا المصلين الخارجين من صلاة الجمعة، بغاية زرع الفتنة بين فصائل الدين الإسلامي…. وللمرة الألف، يبرهن بنادرة آل سعود، على صهيونيتهم وعلى حقدهم على كل عربي، وعلى كل مسلم، وعلى كل مسيحي مشرقي… ويبرهن بنادرة آل سعود، أنّهم أوفياء لمعلمهم الأمريكي-الصهيوني، في الإصرار على تنفيذ مشروع الفوضى الهدّامة في مختلف الأصقاع العربية، وفي تحويل دماء ومقدّرات عشرات الملايين من العرب ومن المسلمين، إلى ذخيرة في سلاح “العمّ سام” بغرض استكمال صهينة المنطقة، وإغراقها في بحار من الدماء، من أجل أن تبقى “إسرائيل” متحكّمة ومتسيّدة على كامل المنطقة أولاً، ومن أجل أن يبقى سفهاء مهلكة آل سعود على كراسيهم المنخورة ثانياً.

ومرّة أخرى يجلّل العار والشنار تلك الأبواق المتصهينة في التيار السعودي الوهّابي اللبناني التلمودي: المسمى “تيار المستقبل”، عندما تتطاير شلالات الحقد وسواقي السمّ الخارجة من أفواههم، وهم يزوّرون الحقائق ويزيّفون الوقائع، من أجل إشعال وتأجيج نار الفتنة، في لبنان.

ومرّة أخرى، يتأكد أنّ رأس الأفعى الثاني، هو هناك في قصور آل سعود، الذين أخذوا على عاتقهم، تحقيق ما عجز عن تحقيقه الرأس الأول للأفعى “الذي هو: إسرائيل” من حيث العجز الإسرائيلي في مواجهة منظومة وقوى المقاومة والممانعة، والفشل الصهيوني في ترويض هذا الشرق العربي واستتباعه للمشروع الصهيو-أميركي الاستعماري الجديد.

عدوّك أيّها العربي، عدوّك أيّها المسلم، عدوّك أيّها المسيحي المشرقي، هو صهاينة آل سعود، الذين يشكّلون فرعاً من المحور الصهيوني التلمودي، ولكنه الفرع المتستّر والمتجلبب برداء الإسلام، ظلماً وبهتاناً وزوراً ورياءً.

-17-

[ أبالموت تهدّدني باابن الطلقاء ؟! ]

– يهدّدنا المحور الصهيو -أميركي، بتوجيه ضربة صاروخية للداخل السوري، ويفترض هو وأذنابه، بأنّ سورية، وحلفاءها، سوف يقفون مكتوفي اﻷيدي، تّجاه ذلك.. والغبي وحده هو مَن يفترض ذلك.. والمغفّل وحده، هو الذي يظن أنّ سورية، ستتألم وحدها، حينئذ، أو أنّ ألمها سيكون أقل من ألم أو آلام مختلف أطراف محور العدوان على سورية.

– وعندما يقول “شمعون بيريز” و”نتنياهو”، بأنه يجب منع الدول المعادية لإسرائيل، من امتلاك أسلحة خطيرة، بما في ذلك السلاح الكيماوي… حينئذ يتبيّن للجميع، سبب تداعي رؤساء أركانات جيوش اﻷطلسي وملحقاتهم اﻷعرابية، للاجتماع في “عمّان”، وأسباب اللغو عن “منطقة عازلة” وأسباب التبجّح بالاستعداد لتوجيه ضربة صاروخية لسورية.. بغرض ابتزاز سورية، ودفعها للتسليم بما لم ولا تقبل التسليم به.

– وعندما يوقّع سفهاء أل سعود ومعهم بعض مشيخات الغاز والكاز، على وثيقة تعهد للأمريكان، بأنّهم يتكفّلون بالاعتراف بإسرائيل، وبضمها إلى الجامعة العرببة، مقابل توجيه ضربة عسكرية أمريكية، لسورية…. حينئذ تظهر خلفيات هذا الهيجان اﻷطلسي والهذيان اﻷعرابي، الحالي، تجاه سورية، وأسباب إثارة قضية “سلاح كيماوي” في سورية.

-18-

[ في مقابلته مع قناة الـ “c n n” اﻷميركية

الرئيس اﻷمريكي “باراك حسين أوباما” يقول: ]

(ستعمل بلادي، كل ما بوسعها، في إطار القانون الدولي من أجل حمل الرئيس السوري بشّار اﻷسد على الرحيل).

بعد أن فشلت “واشنطن” طوال ثلاثين شهراً، في إسقاط سورية وفي إجبار الرئيس بشّار اﻷسد على الرحيل، رغم استخدامها جميع الوسائل “غير القانونية” من إرهاب وأرهابيين وأموال وحصار وابتزاز وضغوطات ورشاوى وإغراءات ومؤامرات واغتيالات وتفجيرات، ورغم قيام حلفائها الإسرائيليين، و أتباعها اﻷوربيين، وأذنابها اﻷتراك والأعراب، بكل ما يستطيعون القيام به لتحقيق ذلك.. فقد فشلوا فشلاً ذريعاً.

اﻷمر الذي اضطر “باراك حسين أوباما” لكي يقول لجميع مَن يعتقدون أنّ “العمّ سام” مطلق القدرة، وأنه إذا قال للشيء، كن فيكون!!!!، لكي يقول لهم، لقد فشلنا، وما علينا إلّا العودة للعمل بموجب القانون (واللي منكم، بدو يفهم، منيح.. واللي ما بدو يفهم، ستين عمرو، ما يفهم.. وهادا الحاضر).

ولكي يجري إخراج هذا الفشل في وضع اليد على سورية، استدعى قائد الجيوش اﻷمريكية “نظراءه!!!!” من “أصدقاء سورية!!!!!”، للاجتماع في “عمّان” لكي يبحثوا ماذا سيفعلون مع سورية… وحرّكوا مدمّرة جديدة إلى المتوسط، من أجل إحداث الجلجلة اللازمة لتغطية الفشل الذريع في إسقاط سورية.

-19-

[ إخلاء سبيل مبارك: جائزة للسعودية ]

رغم بلوغ الرئيس المصري المخلوع “حسني مبارك” “85” عاماً من العمر، وبعد أن أمضى “30” عاماً في سُدّة الرئاسة، كان فيها “ذخراً إستراتيجياً” لإسرائيل حسب وصف كبار المسؤولين الإسرائيليين له، إثر خلعه.

رغم ذلك، فإنّ إخلاء سبيله اﻵن وإخراجه من السجن، يعيد بنا الذاكرة، إلى ما قبل عامين، عندما استمات سفهاء آل سعود، ﻹخلاء سبيله، وحين زار بعضهم “القاهرة” وعرض تقديم مليارات الدولارات، مقابل إخلاء سبيله (ألا يستحق الكنز الإستراتيجي لإسرائيل، أن يدفع سفهاء آل سعود “5” مليارات ، لتأمين راحته!!!!!!!!!)

والسؤال اﻵن: هل إخلاء سبيل “مبارك” هو الدفعة اﻷولى على الحساب، التي طلبها سفهاء آل سعود، مقابل دعمهم المادي والدبلوماسي، للسلطة المصرية الانتقالية الجديدة – وليس دعمهم للشعب المصري بالتأكيد -؟.

والسؤال الثاني: ما هو الطلب، أو الطلبات، اللاحقة، التي سيطلبها سفهاء آل سعود، من السلطة المصرية الانتقالية؟؟

والسؤال الثالث: ما هو موقف اﻷغلبية الساحقة للشعب المصري، التي انتفضت على حكم “مبارك” منذ عامين ونصف، ثم انتفضت، ثانية، على حكم “خُوّان المسلمين” في “30” حزيران الماضي؟؟.

-20-

[ الإرهاب.. والنأي بالنفس ]

·       لا يكفي أن تنأى بنفسك عن اﻹرهاب،

لكي ينأى اﻹرهاب بنفسه، عنك.

·       لا يكفي أن تحارب اﻹرهاب على أرضك،

وتدعمه وتصدّره إلى أرض أشقائك وجيرانك

لكي يبتعد اﻹرهاب عنك.

·       لا يكفي أن تقول شيئاً، وتفعل عكسه، وتصدّق نفسك

لكي يتغير الواقع، وتنقلب الحقائق وتنجو بنفسك

·       ومهما طال الزمن، أو قصر.. فإنّ مَن حفر حفرة ﻷخيه، سيقع فيها

وإنّ غول اﻹرهاب، كالحريق عندما يشتعل، يحرق اﻷخضر واليابس

وإنّ تقلبات الرياح لا تستشير أحداً ولا تسير بموجب حسابات أحد

بل تدور في أربع رياض الأرض، لتعيد نار اﻹرهاب، إلى كل مكان، خرجت

منه، ولتحرق اﻷيادي التي أشعلتها وصدّرتها خارج حدودها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.