خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الرابعة والستّون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

الحلقة الرابعة والستّون:

[ هنا جُذُوري، هنا قلبي، هنا لُغَتِي        فكيف أوُضِحُ؟ هل في العشق إيضاح؟ ]

-1-

[ أســـــــــــــــد الشــــــــــــام… وفــــــــــــنّ الحــــــــــــــــــــــــــرب ]

سقط تذاكي المحور الصهيو-أميركي، وتذاكي أذنابه السلجوقية والأعرابية، وتذاكي أدواته الوهّابية -الإخونجية -الإرهابية، ووحشية تنظيم “القاعدة” عبر فرعه الإرهابي في سورية “جبهة النصرة”… سقط مشروع هؤلاء جميعاً، أمام حنكة ودُرْبة وصلابة وصمود وشراسة ومبدئية الدولة الوطنية السورية.. وخرّ هذا المشروع العدواني الدولي، صريعاً، أمام دهاء “أسد الشام: القائد بشار الأسد”.. بعد أن ظن محور العدوان على سورية، بأنّ القيادة السورية، سوف تكرّر خطأ القائد “هانيبعل” عندما ترك عاصمته “قرطاجة” وذهب بالقسم الأعظم من جيشه، إلى “روما”، وصارت “قرطاجة” بدون حماية كافية، وظن هذا المحور المعادي، بأنّ تحويل مدينة “حلب” وما حولها، إلى ترسانة إرهابية مدججة بمختلف صنوف السلاح والعتاد، الذي يستطيع هؤلاء الإرهابيون، استخدامه.. سوف يجبر القيادة السورية، على تكرار خطأ القائد “هانيبعل”، لكن هذه القيادة السورية وعلى رأسها القائد العام، خيّبت ظن المحور المعادي، وانتهجت نهج القادة التاريخيين: “خالد بن الوليد” و”صلاح الدين الأيوبي” و”سيف الدولة الحمداني”، عندما أفشلت كل محاولات المحور الصهيو-أميركي، وأذنابه وإرهابييه، في الاستيلاء على العاصمة “دمشق”، بالتوازي مع اتخاذ جميع الترتيبات والاستعدادات اللازمة، لاستئصال شأفة الإرهاب والإرهابيين، ليس فقط، من “حلب” وما حولها، بل من جميع الربوع السورية.

والنصر المؤزّر قادم، رغماً عن أنف جميع أعداء بلاد الشام، سواء كان هؤلاء الأعداء، أطلسيين، أم صهاينة، أم سلاجقة، أم كانوا من “الأعراب الأشدّ كفراً ونفاقاً”.

-2-

[ ماذا يجري  في سورية؟ سؤال لسفير أوربي.. والجواب عليه ]

زارني منذ عدّة أيّام، أحد السفراء الأوربيين، وسألني: (ماذا يجري في سورية، وإلى أين تسير الأمور؟): – قلت له، هناك مثل عربي يقول: * “يَدَاكَ أَوْكَتَا، وفوك نفخ” وهذا المثل، ينطبق على الغرب الأوربي والأمريكي، في ما يخصّ الأزمة في سورية، وهناك الآن جولة جديدة من “الحروب الصليبية” على هذا الشرق العربي – لا علاقة لها بالصليب، ولو تكنّت به، إلّا كعلاقة خُوّان المسلمين، بالإسلام -.. ذلك أنّ جولات الحروب الصليبية التي بدأت منذ حوالي ألف سنة، كان مصيرها الفشل، رغم بقائها قرنين من الزمن، في ربوعنا العربية، وكان الأوربيون، هم “أبطالها” والقائمون بها، وكانت تستهدف العرب والمسلمين والمسيحيين المشرقيين في وقت واحد… وأمّا هذه الجولة الجديدة من الحروب الصليبية على هذا الشرق العربي، فـ “أبطالها” هم: الأمريكان، والأوربيون، والإسرائيليون، والقائمون بها وأدواتها، هم العثمانيون الجدد، وأعراب النفط والغاز، وأتباع الوهّابية المتخلّفة وانتهازية الإخونجية، ومعهم تنظيم “القاعدة” الإرهابي العالمي، الذي أنشأه”العمّ سام” الأمريكي، وساهم في تفريخه وتفقيسه لمئات التنظيمات الظلامية الإرهابية التدميرية، المتوزعة الآن في معظم بقاع العالم.. ولأن “الشرق العربي” هو قلب العالَم ومهبط رسالاته السماوية الثلاث، فإنه كان دائماً، محطّ أطماع الأوربيين، الذين أضيف إليهم، الآن، الأمريكيون والإسرائيليون، وخاصة بعد اكتشاف النفط، في نهايات القرن ما قبل الماضي، فاغتصبوا “فلسطين” وأقاموا عليها قاعدة عسكرية وسياسية لهم، اسمها “إسرائيل” جلبوا إليها عدّة ملايين من اليهود من مختلف أصقاع الأرض.. وتشكّل هذه القاعدة العسكرية والسياسية المسمّاة “إسرائيل” الخطر الأكبر، على شعوب وأوطان هذه المنطقة، كما يشكّل الفقر والجهل، أخطاراً كبيرة، ولكن الخطر الداهم على المنطقة، الآن، والمتكامل مع باقي الأخطار، هو “خطر الأصولية الظلامية التكفيرية التدميرية الإقصائية الإلغائية” التي تذبح العرب المسلمين والمسيحيين، وتلغي العقول، وتستنفر الغرائز، وهؤلاء الظلاميون التكفيريون، يتجلببون برداء الإسلام، وهم أعدى أعداء الإسلام والمسيحية، لأنّهم “باسم الإسلام” ينحرون الإسلام المتنوّر المعتدل، وينحرون المسيحية المشرقية، ويستأصلون كل براعم الحضارة القديمة والجديدة في هذه المنطقة، وسوف تنتقل “بركاتهم” وجهودهم ونشاطهم – إذا نجحوا في الاستيلاء على قلب هذا الشرق – تنتقل ألى شمال المتوسط، لـ “تفيض عليكم ببركاتها” بعد أن قمتم – كأوربيين -باحتضانهم وإيوائهم وتغطيتهم، وسوف لن تقتصر الأمور، عندكم حينئذ، على ملايين المسلمين الموجودين في أوربا، بل سوف تتمدّد هذه العصابات الظلامية التكفيرية التدميرية، إلى الديار الأوربية، لتعيث فيها تدميراً وتفجيراً وقتلاً وخراباً، كما فعلت في شرقنا العربي.. كل هذا بـ “فضل” حساباتكم الخاطئة -أو المقصودة- في التعامل مع “ظاهرة الإرهاب الظلامي المتأسلم” والتي ستصيب مقتلاً، من مسيحيّي هذا الشرق، أدّى ويؤدي إلى انخفاض عدد المسيحيين في “فلسطين المحتلة” من “ربع السكان” إلى “اثنين بالمئة فقط” وإلى انخفاض عدد المسيحيين في “العراق” من “مليون ونصف مسيحي” إلى أقل من” نصف مليون”، في ظل وجود “مئتي ألف” عسكري أميركي، وإلى تهجير عشرات الآلاف من مسيحيّي سورية، بعد أن أعملوا فيهم قتلاً وذبحاً وتنكيلاً وتدميراً… لأنّ المطلوب، صهيو -أمريكياً، هو تفريغ هذا الشرق تفريغاً كاملاً من “مسيحييه”، بغية إفساح المجال كاملاً، لقيام حرب المئة عام في هذا الشرق، شبيهة بحرب المئة عام التي قامت في أوربا، منذ عدة قرون، ولتتحوّل شعوب هذه المنطقة، إلى حروب “داحس والغبراء” ولتتحوّل مدن وبلدات هذه المنطقة، إلى مئات الإمارات “الطالبانية” الظلامية الإرهابية، المتحاربة، وبما يؤدي إلى مقتل عشرات الملايين، وإلى إعادة هذا الشرق، ألف عام إلى الوراء، من أجل أن تبقى “إسرائيل” وحدها، هي الدولة “اليهودية” المسيطرة والمهيمنة وصاحبة الأمر والنهي… والضمانة الوحيدة، لتحقيق هذا المشروع الجهنمي، هو الخلاص النهائي، من سورية ” قلب العالم”.

هذا هو جوهر كل ما يجري في سورية، والباقي تفاصيل… ولكن السؤال الذي يفرض نفسه، بإلحاح، هو: إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية، بدون تاريخ وطارئة على الحضارة وبعيدة جغرافياً، فكيف يمكن لأوربا صاحبة الحضارة والثقافة والتاريخ والمتشاطئة متوسطياً معنا، أن تنخرط في مثل هذا المخطط الجهنمي، الذي سوف يكويها بناره، عبر انجرارها، وراء ما يريده “العمّ سام” الأمريكي وحليفه الصهيوني؟!؟!؟!؟!؟!!؟!؟!؟!؟!؟!.

وأمّا بالنسبة لنا في سورية، فنحن الآن، لا ندافع عن سورية فقط، ولا عن الإسلام المحمدي المتنور فقط، ولا عن المسيحية المشرقية الأصيلة فقط، بل ندافع عن الحضارة البشرية بكاملها، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ونقدّم التضحيات الجلّى من دماء عشرات الآلاف من أبنائنا، لكي تبقى جذوة الحضارة، حيّة، في هذا العالم، ولكي لا تسود الهمجية والدموية والانحطاط والتخلف الروحي والفكري والثقافي، في هذا العالم… ونحن واثقون من النصر الأكيد في هذه الحرب، ولكن بتضحيات هائلة وبآلام عظيمة، يجري تقديمها على مذبح الحضارة والحرية الحقيقية، في مواجهة الهمجية البدائية والظلامية التكفيرية التي يدعمها الأوربيون والأمريكان وأذنابهم وأدواتهم.

وسوف يسجل التاريخ القادم، في صفحاته الناصعات، أنّ هناك قائداً أسطورياً، أضيف إلى سلسلة القادة العرب التاريخيين القلائل، كان له الفضل الأكبر في الحفاظ على جذوة الحضارة، حية، في هذا العالم، وفي هزيمة المد الظلامي التكفيري التدميري، وأن هناك شعباً أسطورياً، كان الأقدم في التاريخ، وسيكون الأبقى والأرقى في الحاضر والمستقبل، هو شعب “بلاد الشام” والقائد الأسطوري هو “أسد بلاد الشام: بشّار الأسد”.

ولم يعترض السفير الأوربي، في كل ما قلته له، إلّا على وجود خطة لتهجير المسيحيين من هذا الشرق، ورفض فكرة وجود مثل هذه الخطة، فقلت له: إذا كانت الطريق إلى جهنم، محفوفة بالنوايا الحسنة -كما يقول المثل- فإنّ تلك النوايا ، لا تمنع الذهاب إلى جهنم، والعبرة بالوقائع وبالنتائج، التي تؤكّد، أنّ المسيحيين يجري تهجيرهم من هذا الشرق، لا بل إنّ الأمريكان أنفسهم، لم يُخْفُوا ذلك، عندما جاء أحد كبار دبلوماسييهم، لمقابلة الرئيس اللبناني الأسبق “سليمان فرنجية” عام “1976” ليقول له، بأنّ المسيحيين لا مكان لهم في هذا الشرق، وبأنّ البواخر الأميركية، موجودة في عرض البحر، لنقل المسيحيين من لبنان ألى أوربا وأميركا وكندا وأستراليا…. ولكن القائد العروبي اللبناني “المسيحي الماروني” رفض ذلك بشدة، وقال للدبلوماسي الأمريكي: نحن مسيحيو هذا الشرق، والأقدم فيه، ولدنا هنا ونموت هنا، ولا مكان لنا إلّا هنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* يَدَاكَ أشعلت النار، وَفَمُكَ نَفَخَ فيها.

-3-

[ الدور السعودي الوهّابي المشبوه والقذر، ضد قلب العروبة النابض ]

·  عندما تقوم “مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية” بدور إرهابي إجرامي قذر، بحق الدولة الوطنية السورية – شعباً وجيشاً وقائداً – و يتحول “سعود الهزاز” و”بندر بوش” إلى بيادق موسادية مكشوفة، تدعو للاستسلام الكامل، أمام إسرائيل، باسم “السلام”، وتدعو لـ : “الجهاد!!!!!” في سورية، ولـ “النفير العام” في مواجهتها، لتحريرها من شعبها وجيشها وقيادتها الوطنية!!!!!

·  وعندما تدعو لمعاقبة وطرد آلاف اللبنانيين، من مشيخات الخليج، بذريعة مختلقة، هي انتماؤهم إلى “حزب الله”، مع أنّ السبب الحقيقي، هو رفض هؤلاء الآلاف، الانخراط في مستنقع التآمر على وطنهم اللبناني، ورفضهم الالتحاق بطابور العمالة المأجورة، لأعداء “لبنان”.

·  وعندما تدعو لاستنفار الغرائز الطائفية والمذهبية، وتجييشها وتعبئتها، ليس، بمواجهة مَن اغتصبوا “فلسطين” كاملة، بما فيها “القدس الغربية” و”القدس الشرقية”، بل في مواجهة فصائل الدين الإسلامي الواحد، واستدراجها إلى إشعال نار الفتنة، بين بعضها بعض، بغية صرف النظر عن الخطر الداهم، الذي تشكّله إسرائيل، على كامل الوطن العربي.

·  وعندما تعمل لفبركة واختلاق الظاهرة الإرهابية المسلحة لـ “أحمد الأسير”، من أجل تفجيرها في وجه المقاومة اللبنانية و”حزب الله” والعمل الغبي الأبله، للمقايضة بين “سلاح المقاومة” و”سلاح أحمد الأسير”!!!!!!!!، وكأنّ هؤلاء، لم يروا ولم يسمعوا، بأنّ “إسرائيل” ومعها أمريكا وأوربا ونواطير النفط والمحميات الوظيفية، مجتمعة، عجزت جميعها، في حرب الثلاثة والثلاثين يوماً، على “لبنان” و”حزب الله” عام “2006” أن تحقق خطوة واحدة في هذا الاتجاه، وبقي سلاح المقاومة، رغم أنوفهم، بل وازداد أضعافاً مضاعفة.

·  وعندما تدعو بيادقها المتفسخة في “لبنان”، للقيام بمظاهرات ونشاطات بهلوانية مكشوفة، للتغطية، على الجريمة الكبرى، التي قام بها “الإرهابي أحمد الأسير”، في محاولاته المتلاحقة، لإشعال نار الفتنة، وفي استهدافه الإجرامي الدموي، للجيش الوطني اللبناني.

·  وعندما تتهجم على “إيران” وعلى “روسيا” وعلى “حزب الله” لوقوفهم مع سورية، بمواجهة الحرب العدوانية الإرهابية عليها.

·  وعندما يفقد “عبيد الناتو” في “مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية” أعصابهم، ويتخبّطون في مواقفهم وتصريحاتهم، تجاه سورية، ويرغون ويزبدون… حينئذ، يصبح من المؤكّد، أنّهم فشلوا، هم وأسيادهم في المحور الصهيو -أميركي، في ترويض سورية، أو في تركيعها، أو في السيطرة عليها، أو في إزاحة الدولة الوطنية فيها.. الأمر الذي أصابهم بالسعار والهذيان، لدرجة تصريح بعضهم، بأنّ بقاء “النظام السوري” يشكّل خطراً على “السعودية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

·  يا سلام: يعني يجب أن تستمر الحرب الإرهابية الضارية على سورية، حتى لو طالها التدمير بكاملها، وطال الموت الملايين من أبنائها، من أجل ماذا؟!: من أجل أن يفوز “عبيد مهلكة آل سعود”، برضا إسرائيل وأميركا، عبر تنفيذ المهمّة “المستحيلة” التي عجزت أمريكا وإسرائيل والأطلسي عن تنفيذها، وهي – أي: المهمة- الانتهاء من ظاهرة “المقاومة” ضد إسرائيل، عبر قصم ظهر المقاومة وعمودها الفقري ورئتها وقلبها في “قلب العروبة النابض” وعبر استئصال”مقاومة حزب الله” في لبنان، لترتاح “إسرائيل” و”تعيش في ثبات ونبات، وتخلف صبيانا وبنات” بدون أي إزعاج، وبدون أن يجرؤ أي عربي، أن يقول لها من الآن وصاعدا “ما أحلى الكحل في عينيك”، مهما سادت ومادت، في طول الأمة العربية وعرضها… وحينئذ، تجري مكافأة “عبيد آل سعود: سعود الهزاز-وبندر بوش” بتوصيلهم إلى “سُدّة الملك” في “بلاد الحجاز”، ولكن هيهات، هيهات، هيهات، فأقدام الجنود السوريين، سوف تستأصل مخططات أسياد هؤلاء، وترمي بها بعيداً في مزابل التاريخ، وحينئذ، سوف يقوم “الأسياد” برمي عبيدهم بعيداً، في المكان الذي استقرت فيه مخططاتهم الفاشلة.

هذا هو، بالضبط، سبب سعار وهيجان وهذيان “عبيد آل سعود”.

-4-

[ مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية ]

هي رأس أفعى الفتنة في العالمين العربي والإسلامي….. وهي رأس حربة المشروع الصهيو-الأمريكي، في المنطقة، والمسمّى “الشرق الأوسط الجديد”…… وهي السبب الأوّل لضياع فلسطين…… وهي السبب الأكبر لثلاثي التخلف “الفقر- الجهل-المرض” الضارب الأطناب في الربوع العربية……. وهي التي صادرت واستولت على الديار الإسلامية المحمّدية المقدّسة، وأطلقت عليها، اسم جدّها “سعود”……. وهي التي جعلت من هذه الديار المقدسة، ملكاً شخصياً لها، تتصرف به على هواها، تسمح لمَن تريد، أن يقوم بـ “الحج” وتمنع مَن تريد، من القيام بـ “الحج”، ولم تكتف بذلك، بل جعلت من هذه الديار المقدسة، استثمارة سياسية، لأعداء الإسلام في الربوع الأمريكية والصهيونية.

وأمّا جماعة “خُوّان المسلمين” فهي ليست أكثر من ذيل ملحق، عملياً، بـ “مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية” رغم حجم الخلافات “التاريخية” بين الوهّابية والإخونجية، لأنّ المؤسس واحد هو “الاستعمار البريطاني” ولأنّ “المعلّم” واحد، وهو الآن “المحور الصهيو-أميركي”.

-5-

[ (سورية أرض محتلة!!!!!!!!) و(النظام السوري، غير شرعي!!!!!!!!!) ]

حسب قول “سعود الهزّاز”، بحضور وزير خارجية “العمّ سام” الأمريكي “جون كيري”.

تصوّروا أنّ معتوهاً، مسؤولاً عن السياسة الخارجية في “مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية”، اسمه “سعود الفيصل” ينتمي إلى عائلة، احتلت أراضي الجزيرة العربية، بما في ذلك “مكة” و”المدينة المنورة” و”الكعبة الشريفة”، وسمّتها باسم جدّها “سعود”، واستولت على ثروات البلاد النفطية الأسطورية، واحتلت معظم المناصب والمواقع السياسية والإدارية والاقتصادية والمالية، واحتلت البلاد والعباد والأرض وما فوقها وما تحتها، منذ أكثر من “100” عام، حتى الآن… و”آل سعود” هؤلاء، لا يبلغون “1” واحد بالألف، من تعداد “رعايا” هذه المهلكة السعودية… ومع ذلك لا يجد “هزّاز آل سعود” حرجاً، في التحدّث عن “احتلال سوري، من قبل نظامها!!!!!!!!!” ثم يتكلم هذا الهزّاز، أمام “معلّمه” و”حاميه الأمريكي”، الذي تحتل دولته الأمريكية: القرار السياسي السعودي، وتحتل القرار الاقتصادي السعودي، وتحتل القرار المالي السعودي، وتحتل القرار العسكري السعودي.. وتقوم أسرة “آل سعود” بدور الناطور للمصالح الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي، وبدور السمسار للمصالح الإسرائيلية أيضاً، مقابل السماح لأسرة “آل سعود” باستعباد عشرين مليون (حجازي)… صحيح “اللي استحوا، ماتوا” وصحيح “إذا لم تستح، فقل ما شئت”.

-6-

[ “تحرير” سورية، على طريقة “سعود الهزّاز” ]

عندما يقول “سعود الهزّاز” بأنّ “سورية أرض محتلة” فهذا يعني أنه يريد “تحريرها”، “وتحرير” سوريا بمفهوم “مهلكة آل سعود الوهّابية” يعني أن تتحول سورية إلى مملكة، وأن تمنع المرأة من قيادة السيارة، وأن تمتلئ مدنها وأريافها بـ “المطاوعة” الجلّادين، وأن يمنع الاختلاط في المدارس والجامعات والمؤسسات والوزارات وفي جميع المرافق العامة، وأن يجري إعطاء ثروات ومقدّرات سورية لواشنطن، مقابل الحفاظ على استعمار الشعب والدولة، من قبل أسرة واحدة مؤلفة من”25″ ألف  أمير، لأكثر من “100” سنة على اﻷقل، وأن يجري احتلال الجامع الأموي وجميع اﻷوابد التاريخية في سورية وتحويلها إلى ملك شخصي، كما هو حال آل سعود مع الكعبة الشريفة وضريح الرسول اﻷعظم، وأن تضع البلاد والعباد في خدمة أمريكا وبما يحقق رضا إسرائيل الكامل والشامل… هذه هي بعض -وليس كل- شروط “تحرير” سورية، في عرف “الثائر الكبير: سعود الهزاز”.

-7-

[ النظام العربي الرسمي ومرتزقته.. أعداء الأمة العربية ]

لم يكن مفاجئاً “اكتشاف” أنّ النظام العربي الرسمي، هو عدو للأمة العربية، عبر وضعه نفسه، في خدمة أعدائها التاريخيين، في المحور الصهيو-أميركي…. ولم يكن مفاجئاً “اكتشاف” وجود ما لا يقل عن “10” بالمئة، من مواطني سورية، قد ألغيت عقولهم، ويسيرون وراء غرائزهم، ويشكّلون بيئة حاضنة، لجميع أعداء سورية والعرب والإسلام…. ولم يكن مفاجئاً “اكتشاف” مدى وعمق تغلغل المد الانتهازي النرجسي، لدى بعض الشرائح الثقافية والفكرية والفنية، المستعدة لبيع “المسيح” مجدداً، بثلاثين من الفضة.

ولكن ما كان مفاجئاً، هو الحدود غير المسبوقة التي وصلت إليها، هذه الأطراف، في العداء اللامتناهي، والحقد اللامتناهي، والعمالة اللامتناهية، والسفالة اللامتناهية، والانسحاق اللامتناهي أمام الاستعمار الجديد، بحيث جعلت هذه الأطراف من نفسها، ليس رأس حربة فقط، ضد سورية، بل تحوّلت إلى عصابات مرتزقة، متفرغة لتحطيم سورية، وتدميرها وإحراقها وذبح أبنائها، وتفكيك دولتها وتفتيت مجتمعها وتمزيق وطنها…. وتصل السفالة والنذالة، بهؤلاء جميعاً، أن يسمّوا أعمالهم المخزية والمشينة هذه، بأنّها “وقوف مع الشعب السوري !!!!!!!” ولكننا نقول لهذه الحثالات البشرية – والأدق: اللا بشرية – بأنّ حساب الحقل لدى أسيادهم في المحور الصهيو -أميركي، لم ينطبق على حساب البيدر السوري، ونقول لهذه المخلوقات الموبوءة، بأنّهم سيذهبون “فرق عملة” وأنّهم سيدفعون ثمناً غالياً، لم يكن يخطر ببالهم .

-8-

[ لكي يمنحوك شهادة (مسلم)

فأنت بحاجة لتزكية المحور الصهيو-وهّابي- التلمودي ]

الإرهابي “عقاب صقر” و”محمد عبد الحميد بيضون” و”باسم السبع” و “الشيخ علي الأمين” و”أحمد كامل الأسعد” والعشرات من أمثالهم، ممّن يتبعون للتيار السياسي الوهّابي اللبناني المتصهين “المسمّى: تيار المستقبل” هؤلاء “مسلمون كاملو الإسلام!!!!!!” رغم أنّهم من أتباع “المذهب الإسلامي الشيعي”، وذلك لحصول هؤلاء، على شهادة حسن سلوك، من “مهلكة آل سعود” وعلى بطاقة توصية، من “الـ : c I a” وعلى وسام في معاداة المقاومة، من “الموساد الإسرائيلي”.. وهؤلاء لا يجري توصيفهم بأنّهم “مجوس صفويون روافض فرس”… لكن كل “مسلم” لا يحصل على شهادات التقدير المذكورة، من “آل سعود” ومن “العمّ سام” ومن الكيان الصهيوني، حتى لو كان “مسلماً سنّيا” سوف يجري توصيفه بذلك، حتى لو قال الشهادتين، وصام وصلّى وحج وزكّى، إلّا إذا وقف ضد المقاومة وضد نهج المقاومة، وانخرط في طابور التبعية الذيلية، لأذناب المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة… وأمّا إذا قام بذلك، فتسقط حينئذ، عنه كل الفرائض والسنن، ويجري ضمه إلى “الفرقة الناجية” عند هؤلاء!!!!!!!!!!!!!!!!!.

-9-

[ ذاب الثلج، وبان المرج ]

بعد أن تعرّى “خُوّان المسلمين” من كل الستائر والأردية التي تغطّوا بها، منذ نشأتهم، وبعد أن أدرك عشرات ملايين البسطاء، بأنّ هؤلاء “الخُوّان” ليسوا “بْتُوع ربّنا”، وليسوا فقط، أعداء “للعروبة وللقومية العربية”، بل هم إضافة إلى ذلك، أعداء لـ “الوطنية” في بلدانهم… ومَن لا يصدّق ذلك، ما عليه إلّا العودة للتصريح الشهير لـ “المرشد العام للإخوان المسلمين، قبل الحالي: مهدي عاكف” عندما قال: “طز بمصر، واللي بمصر”!!!!!!!!، وما عليه إلّا رؤية كيف تسابق وتهافت كل من “مرسي العياط” و”راشد الغنوشي” و”خالد مشعل” لتقديم آيات الولاء، لـ “سلطان” المسلمين الجديد في “تركيا”: “رجب أردوغان”، وكأنّهم “ولاة” جدد تابعون لـ “الباب العالي” العثماني الجديد!!!!!!!!!!!!!.

لقد انكشفوا وتعرّوا، بأسرع مما تصوره، سادتهم القدامى – الجدد في المحور الصهيو -أميركي، ولن يكون مصيرهم، أفضل من مصير “شاه إيران” و”حسني مبارك” و”زين الهاربين بن علي” بعد أن فشلوا فشلاً ذريعاً، في ترويض الشارع العربي – باسم الإسلام – للانضواء الكامل والشامل في المخطط الصهيو -أميركي، في المنطقة.

-10-

[ التشيّع للرسول الأعظم وآلِهِ، تهمةٌ منكرة؟! ]

يا للعار….. ياللعار….. لا يجد “الوهّابيون” التلموديون، و”الإخونجيون” صنيعة الاستعمار البريطاني، أدنى حرج، في توجيه “تهمة” “التشيّع” لكل مَن يختلف معهم بالرأي، حتى لو كان مسلماً “سنياً حنبلياً” .. وكأنّ “التشيّع” لـ “محمد وآل محمد” صار تهمة وشتيمة وسبّة!!!!!!!!!. إنّ “التشيّع” لآل البيت، هو مفخرة واعتزاز وولاء مطلق لسيد “آل البيت: محمد بن عبدالله” وهو التزام عميق بـ”سنّة رسول الله”.

وإذا كان الولاء والالتزام بـ “سنّة رسول الله” هو موضع استنكار واستهجان، فإنّ العار والشنار، يلفّ هؤلاء المستنكرين والمستهجنين، ولا يعفيهم أو يبرّئهم من ذلك، كونهم تلقّوا هذه التربية المغلوطة، عبر مئات السنين.. فالله عزّ وجلّ، خلق لنا أفضل نعمة على وجه الأرض، هي نعمة “العقل” من أجل أن نستخدمه، وليس من أجل أن نلغيه، ولا من أجل أن نردّد، بشكل أوتوماتيكي، ما ورثناه من العصور الغابرة، أو من عصور الانحطاط، أو من عصور التكفير، ولا أن نقوم بتضخيم الخلافات الفقهية التقليدية، بين فصائل الدين الإسلامي الحنيف، ولا أن نقوم بتحويلها إلى متاريس حربية بين أبناء العقيدة الإسلامية الواحدة، مهما بلغ حجم التباينات الفقهية….. وإذا كنّا نريد الدخول في الساحات الفسيحة والبديعة، لهذا العالَم، وإذا كنّا لا نريد النكوص إلى عصور الانحطاط، فإنّنا بحاجة إلى نبذ “التكفير” وإلى اعتماد “التفكير” وأن نستخدم نعمة العقل، أفضل استخدام، وأن نتمثّل قول “شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء: أبو العلاء المعري” عندما قال:

(أَيُّها الغِرُّ، قد خُصِصْتَ بِعَقْلٍ             فَاسْتَشِرْهُ، كُلُّ عَقْلٍ، نَبِيُّ).

-11-

[ سورية، الشعب والجيش وأسد بلاد الشام: بوصلة الحاضر والمستقبل ]

عندما ترتدي “الردّة السياسية الرجعية” لبوس “الثورة والانتفاضة والربيع” من جهة… وعندما تتلطّى وراء “الدين والطائفة والمذهب” من جهة ثانية… وعندما يحتضنها ويدعمها غزاة الأرض واستعماريو الماضي والحاضر من جهة ثالثة… وعندما تكون أدوات هذه الردّة، هي حثالات الكون وإرهابيّوه ومجرموه وانتهازيوه وقَتَلَتُهُ وسَفَلَتُهُ وسماسرته وعاهروه، من جهة رابعة…. يصبح من الطبيعي أن تكون الهزيمة الشعواء، هي المصير الحتمي لهذه الردّة السياسية الرجعية المتجلببة برداء “الثورة”، ﻷنّ مصير البشرية هو السير إلى اﻷمام وليس إلى الخلف، حتى لو نكصت إلى الخلف، خلال فترات زمنية قصيرة… وسوف يكون “مكتب اﻹرشاد العالمي لـ : خُوّان المسلمين” وفروعه في العالَم هي الهدف الذي ستسحقه الشعوب العربية الحية، ﻷنهم رأس حربة مشروع “الردة السياسية”… ولكن التاريخ القادم، سوف يسجل في صفحاته البيضاء، بأنّ هناك شعباً عظيماً هو الشعب العربي السوري، وجيشاً عظيماً هو الجيش العربي السوري، وقائداً عظيماً هو اﻷسد العربي السوري: بشّار اﻷسد، كان لهم الفضل اﻷعظم في القضاء على هذه الردة، عندما قدّمت الدولة الوطنية السورية، أغلى وأسمى التضحيات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.