خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الخامسة والستّون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

الحلقة الخامسة والستّون..

[ وَرُبَّ يَوْمٍ يكون الْغَمُّ أَوَّلَهُ               وعند آخِرِهِ، رَوْحاً وَرَيْحانا ]

-1-

[ لا بدّ من تسمية الأمور بمسمّياتها الحقيقية ]

من الضروري، بعد أن “انكشف الطابق”، وظهر المستور – إلّا لعميان البصيرة، وللمرتهنين والمأجورين – أن يجري وضع النقاط على الحروف، وأن تسمّى الأشياء، بمسمّياتها، وأن نتوقّف عن المجاملة المجانية، و”المسايرة” الفارغة، التي يفهمها الآخرون، على أنّها، ضعف وتردّد وتخوّف وعدم قطع الخيوط الواهية..

–       فما يسمى “الوهّابية” يجب أن تسمى باسمها الفعلي وهو: “الوهّابية التلمودية”.

–       وما يسمى بـ “المملكة العربية السعودية” يجب أن تسمى باسمها الحقيقي: “مهلكة آل سعود الوهّابية”.

–       وما يسمى “الإخوان المسلمون” يجب أن يسمّوا باسمهم الحقيقي وهو: “خُوّان المسلمين”.

–       وما يسمى “المعارضة السورية المسلّحة” يجب أن تسمى باسمها الحقيقي: “عصابات الإرهاب المسلحة”.

–       وما يسمى “الجيش الحر” يجب أن يسمى باسمه الحقيقي: “عصابات الجيش الإسرائيلي الحر”.

–       وما يسمّى (جبهة النصرة) يجب أن تسمّى باسمها الحقيقي: “جبهة نصرة إسرائيل”.

–       وما يسمى “الإئتلاف الوطني السوري” يجب أن يسمى باسمه الحقيقي: “إتلاف حمد”.

–       وما يسمى بـ “مؤتمر أصدقاء سورية” يجب أن يسمى باسمه الحقيقي: “مؤتمر أصدقاء إسرائيل وأعداء سورية”.

–       وما يسمى بـ “المجتمع الدولي” يجب أن يسمى باسمه الحقيقي: “المحور الاستعماري الجديد”.

–       وما يسمى بـ “العالم الحر” يجب أن يسمى باسمه الحقيقي: “العالم الاستعماري العنصري”.

–       وما يسمى بـ “الربيع العربي” يجب أن يسمى باسمه الحقيقي: “الربيع الصهيو -أميركي”.

–       وما يسمى بـ “عصر الثورات العربية” يجب أن يسمى باسمه الحقيقي: “عصر الثورات المضادة”.

–       وما يسمى بـ “الثوّار” يجب أن يسموا بـ “الإرهابيين”.

–       وما يسمى بـ “الإعلام الحر” يجب أن يسمى بـ : “الإعلام المرتهن والمأجور”.

–       وما يسمى بـ “قناة الجزيرة” يجب أن تضاف إليه كلمة لتصبح: “قناة الجزيرة الصهيونية”.

–       وما يسمى بـ “قناة العربية” يجب أن تسمى: “قناة العبرية السعودية”.

وهكذا، وأيّ تردّد أو تراخٍ في ذلك، لا يعدو كونه تفريطاً بحقوقنا المقدسة، كسوريين وكعرب وكمسيحيين مشرقيين وكمسلمين محمديّين.. وعندما لا نقوم بذلك، نكون كمَن يمتلك سلاحاً يسعفه في خوض معركته، ولكنه يتخلّى عنه، لصالح أعدائه وخصومه، وإذا لم نقم بذلك، فإننا سنردّد، بشكل ببغاوي، تلك المصطلحات والمفردات المنحوتة، لصالح أعداء الشعوب، وضد الشعوب.

-2-

كم تتشابه الوقائع بين ما بجري في (أم الدنيا: مصر) وما جرى في (قلب العروبة النابض: سورية) ولكن بشكل معكوس تماماً، بمعنى أنّ الحدّ اﻷقصى الذي وصلته اﻻحتجاجات في سورية، كان دون الـ : (200) ألف شخص، ولكن حجم مظاهرات التأييد وصل إلى (7) ملايين شخص – وهذا باعتراف وكالات اﻷنباء العالمية، وليس بتزوير قناة “الجزيرة” الصهيونية، ولا بتزوير قناة “العبرية” السعودية -… وهو الرقم نفسه في “مصر” البارحة (30 حزيران) ولكن بشكل معكوس، بمعنى أنّ حجم مَن وقف في “ميدان رابعة العدوية” مع “مرسي العيّاط.. وخُوّان المسلمين” كان دون الـ: (200) ألف شخص، وأنّ حجم المظاهرات المضادة لهؤلاء، بلغ (7) ملايين شخص، أي أنّ حجم المؤيدين للدولة الوطنية السورية، بلغ (35) ضعف حجم المعترضين عليها، وكذلك في “مصر” بلغ حجم المعترضين على سلطة “خُوّان المسلمين” المصريين و”مرسي العيّاط” بلغ (35) ضعف حجم المؤيدين له – مع اﻷخذ بالحسبان بأنّ تعداد سكان “مصر” يبلغ (4) أضعاف سكان “سورية” -.. ولكن المهم هو: كم ظهر “خُوّان المسلمين” بأنّهم أقزام، رغم عدوانيتهم ونفاقهم “هوبراتهم” واحتضانهم من قوى الاستعمار الجديد وأذنابه؟!؟!، وكم ظهرت منظومة المقاومة والممانعة، وخاصة قلب هذه المنظومة ورئتها وعمودها الفقري في “سورية” بأنّها عملاقة وثابتة وراسخة رسوخ الجبال الراسخات.

-3-

إذا كان “فقيه الناتو، وصنيعة الموساد: يوسف القرضاوي” يتوهم أنّ له مكاناً أو حيّزاً في ضمير الشعب المصري، فلسوف يرى فور انتهاء صراخه وتحريضه – إذا تكلّم في ساحة “رابعة العدوية” – بأنّ كلامه، لا مكان له، ولا قيمة له، إلّا بجلب المزيد من النقمة الشعبية والجماهيرية المصرية، على شركائه من “خُوّان المسلمين” المستنفرين في “مصر” لمواجهة غضبة الشعب المصري… وإذا كان “خُوّان المسلمين” الذين استولوا على السلطة في “مصر” بقرار أمريكي، وبتوصية صهيونية، يتوهمون أنّ “فقيه الناتو” يمكن أن يسعفهم بأيّ شيء، فلسوف يرون، مباشرة، أنّ ضرره أكثر من نفعه، وبأنه بضاعة منتهية الصلاحية، وأنّ “عنترياته” التي كان يلعلع بها من “القاعدة العسكرية والإعلامية الصهيو-أمريكية في الدوحة”، قد صارت جزءاً من الماضي، وأنّ “همروجة” التضليل والتزوير والتزييف، والصراخ والزعيق والتمثيل، عبر التلطّي والتجلبب برداء الإسلام، قد فات عليها الزمن، ولم تعد تنطلي على الأغلبية العظمى من الشعب المصري.

-4-

)خُوّان المسلمين) يمارسون، دائماً وأبداً، أقصى درجات “المزايدة” و”النفاق” لكي يمرّروا أقصى درجات “المناقصة” و”التفريط”.. وبقيت أعداد كبيرة من العرب والمسلمين، مخدوعة بهم، لعقود عديدة.. إلى أن اغتصبوا السلطة، بتخطيط صهيو-أميركي، فانكشفوا على حقيقتهم المخزية، بسرعة قياسية، و”ذاب الثلج، وبان المرج” عبر زمن قياسي قصير، أذهل المحور الصهيو – أميركي، الذي راهن على “خُوّان المسلمين” وعلى قدرتهم في تطويع الشارع العربي والإسلامي، لخدمة “الأجندة” الصهيو-أميركية، ولم يخطر ببال هذا المحور، أنّ هذه المراهنة، لن تطول إلّا لأشهر عديدة، بعد أن كانوا، موقنين، بأنّها ستستمر عقوداً عديدة .

-5-

[ بداية النهاية لـ “ربيع التأسلم الصهيو-أميركي” ]

انهار كالبيت الكرتوني، المخطط الصهيو-أميركي، لتسليم السلطة في “بلاد العرب” للمحور الوهّابي -الإخونجي، بعد الآمال العريضة التي بناها المحور الصهيو -أميركي، على ذلك، وقد جاءت الضربة القاصمة، لهذا المشروع الاستعماري الجديد، من جهتين:

(1) الأولى: هي الصمود الفولاذي للدولة الوطنية السورية – شعباً وجيشاً وأسداً – وتقديمها التضحيات الهائلة، لإجهاض هذا المشروع.

(2) والجهة الثانية: هي الشعب المصري العظيم، الذي انتفض انتفاضة الأبطال الأسطوريين، ضد السلطة الوهّابية-الإخونجية.

وهذا ما جعل “العمّ سام” الأمريكي، يشعر بالقلق العميق، لانهيار حساباته، في هذا المجال، بسرعة قياسية، لا بل إنّ الهلع الصهيو-أمريكي، ليس مما يحدث الآن، بقدر ما هو من الخطوات القادمة ومن التداعيات اللاحقة، التي ستنتج عن انهيار مشروعهم، والتي ستجرف في طريقها، كل الزواحف والمستحاثات السياسية، وخاصة في ديار مشيخات نواطير الغاز والكاز.

-6-

[ المسلمون السنّة، هم “أمّة الإسلام” ]

المؤامرة الكبرى هي على “الأمّة العربية” عبر استهداف قلب العروبة النابض في “سورية”.. وهي أيضاً على “الإسلام” عبر استهداف “أمّة الإسلام المتمثّلة بالأكثرية السنّية” بغرض إظهارها، وكأنّها تكفيرية ظلامية إرهابية من جهة، وبغرض إظهارها، من جهة ثانية، وكأنّها مصطفّة في خندق واحد، مع قوى الاستعمار القديم والجديد، بل وحتى مع “إسرائيل”، في مواجهة محور المقاومة والممانعة!!!!!!!!!!!!.

فهل هناك تآمر على “الإسلام السنّي” أكبر وأخطر وأسوأ من هذا التآمر، وخاصة عندما تجري الاستماتة، لاختزال واختصار، أكثر من مليار وربع، مسلم “سنّي” بـ “1” أو “2” بالمئة، من أتباع الإسلام، أو المحسوبين عليه، زوراً وبهتاناً، من المسلمين “السنّة”؟!؟!؟!؟!؟!.. وهل يجوز السماح لأحد، بأن يأخذ “أمّة الإسلام” “السنّية” بجريرة “الوهّابية التلمودية” أو بجريرة “خُوّان المسلمين: ذوي المنشأ الاستعماري البريطاني”؟!؟!؟!؟!؟!؟! أو هل يجوز السماح لأحد أن يحشر “أمة الإسلام” في خانة الإرهاب والتكفير والتدمير والظلامية، لمجرد أنّ المحور الصهيو -أميركي -الوهّابي -الإرهابي، يريد ذلك؟!؟!؟!؟!؟!.. هذا سؤال، برسم عشرات الملايين، من أجيال الشباب العرب، المنتمين، إلى الإسلام المحمّدي القرآني المتنور، في مختلف البقاع العربية.

-7-

[ روح المبادرة والمبادهة والإبداع والاجتهاد ]

ظروف الحرب والأزمات والأوضاع الاستثنائية، تختلف جذرياً، عن ظروف السلام والهدوء والظروف العادية… وعندما يواجه الوطن، خطراً ماحقاً، دولياً وإقليمياً ومحلياً، فإنّ على الشرفاء، سواء كانوا داخل السلطة أو خارجها، أن يستنّفروا أقصى طاقاتهم، وأن يعملوا بكامل قدراتهم، وأن يتسلّحوا بروح المبادرة والمبادهة والإبداع والاجتهاد، في نشاط متنوع الأشكال، سقفه الوطن والمصلحة الوطنية العليا، وأن لا يعيروا بالاً أو يعطوا اهتماماً لـ “التنابل” و”الكسالى” و”المتردّدين” و”البيروقراطيين” الذين يعتبرون، كل مَن يقوم بأيّ مبادرة أو اجتهاد “فاتح على حسابه!!!!!!”، مهما كانت هذه المبادرة، فاعلة ومبدعة ومتميزة، ومهما كان هذا الاجتهاد، مثمراً وخلّاقاً وبنّاء…. مع أنّ هؤلاء المبادرين، كانوا عبر العصور، هم أصحاب الدور الأكبر، ليس في تحقيق النصر فقط، بل وفي تحقيق التقدم والتطور للمجتمعات والدول، لأنّ ما يعنيهم، هو الهدف قبل الوسيلة، والغاية قبل الطريقة، ولم يتردّدوا أو يحجموا، بذريعة أنّ “القوانين والأنظمة: لا تسمح بذلك!!!!!!”، فالقوانين والأنظمة، تقوم لخدمة الوطن، بشكل أساسي، وليس لكي يجري تفسيرها، لتغطية التملص من أداء الواجب الوطني المقدّس، أو لكي يجري تفسيرها، بما يحقق الحد الأدنى من الواجب الوطني، بل لكي يجري تفسيرها، بما يحقق الحد الأقصى الذي يحقق المصلحة الوطنية العليا.. ولا بدّ من التخلص من التقليد البائد، الذي يكرّس الجمود والاستنقاع، بحجة “القوانين والأنظمة”، ولا بدّ من سلوك مسلك الحيوية والديناميكية الذي يشق الطريق واسعاً، لتزاحم وتدافع المبادرات (ألم يقل الله تعالى: ولولا دفع الله الناس، بعضهم ببعض…….)؟.. ولا بدّ من وضعها في خدمة المجتمع والدولة. وعندما يجري ترسيخ هذه العقلية في الأداء، فإنّنا سوف نصبح في طليعة المجتمعات والدول المتطورة، وبسرعة قياسية، خاصة ونحن قادمون، على عملية بناء كبرى، بعد أن أدّت الحرب الكونية الصهيو -أميركية -الوهّابية-الإرهابية، إلى هذا الدمار والخراب الكبير في سورية…. وإذا كان البعض يأخذ على هذا النمط من السلوك والأداء، بأنه يؤدي، غالباً، بأصحابه والقائمين به، إلى أن يدفعوا الثمن، ويكونوا الضحية، وأن يجري استبعادهم، بل وأحياناً، إلى التنكيل بهم…فهذا لا يغيّر شيئاً من ضرورة تكريس هذا التقليد، وضرورة استعداد القائمين بترسيخ هذا التقليد، على أن يكونوا ضحية، في سبيل تطوير وتحصين أوطانهم، وهذه أكبر جائزة وأكبر وسام، يمكن أن يحصل عليها، المواطنون الشرفاء، وهو أنّهم وضعوا بصمات خلّاقة، في مداميك بناء أوطانهم.

-8-

[ الصراع هو بين “العروبة” و”الصهيونية” ]

صار اﻷمر واضحاً، وضوح الشمس في رابعة نهار صيفي.. وهو أنّ الصراع القائم مع سورية وفي سورية، هو صراع بين (العروبة) و(الصهيونية) حصراً، وأنّ الواقفين مع الدولة الوطنية السورية، يقفون مع “العروبة”، وأنّ من يقفون، ضد الدولة الوطنية السورية – مهما كانت أسبابهم، ومهما كانت انتماءاتهم، ومهما كان ماضيهم – يضعون أنفسهم في خانة “الصهيونية”، وأيّ فذلكة تبريرية، ﻷصحاب هذه المواقف المخزية، لا تعدو كونها، برهاناً حديداً، على تصميم هؤلاء، على اﻻنخراط في خدمة المشروع الصهيو – أميركي، المعادي للعروبة وللمسيحية المشرقية وللإسلام المحمدي القرآني المتنوّر، حتى لو صام هؤلاء وصلّوا وحجّوا وزكُّوا.

-9-

[ نريده حزباً لـ “العدالة والتنمية” لا “للندالة والتعمية” ]

لم نكن نتمنى لـ “حزب العدالة والتنمية” التركي، أن يتحوّل على يد “رجب – غير- الطيب أردوغان” إلى “حزب الندالة والتعمية” الذي استطاع وبتفوق، يحسد عليه -أو الأدق: لا يحسد عليه – أن ينقل “تركيا” من صديقة لمعظم الدول المجاورة، إلى عدو أو خصم، لجميع الدول المجاورة… وصار واضحاً، رفض أغلب الشعب التركي، لهذه السياسة الخرقاء، بما في ذلك، شرائح واسعة من “حزب العدالة والتنمية” نفسه، التي يبدو أنّها مصممة “على إعادة هذا الحزب، إلى جوهره الأصلي في العدالة والتنمية، والذي فرّط به – أي بهذا الجوهر – كل من “رجب أردوغان” ومرشده السياسي “أحمد داؤود أوغلو”.. ولذلك يصبح من البديهي، أنّ مَن كان السبب، في توريط الحزب، ومعه تركيا، بما هو عكس المصلحة القومية العليا، للشعب التركي الصديق، أن يدفع الثمن – وسيدفعه – وأن يجري إبعاده واستبعاده، من أجل استعادة حزب “العدالة والتنمية” لجوهره الحقيقي، ومن أجل تصويب الحيدان السياسي، بما يحقق المصلحة القومية العليا، للشعب التركي الصديق، وليس بما يورّط تركيا في مشاريع استعمارية قديمة -جديدة، تعمل لمصلحة المشروع الصهيو -أميركي، من جهة، وتعمل لمصلحة الطموحات السلطانية لـ “رجب أردوغان” عبر محاولة فاشلة، لتنفيذ أوهام وتخرصات مرشده السياسي والروحي “داؤود أوغلو”.

-10-

[ مواجهة الصهيونية، تعني مواجهة “الوهّابية التملودية” و”خُوّان المسلمين” ]

عندما تقوم الدولة الوطنية السورية، بمحاربة التكفيريين ومواجهتهم، فهذا يعني أنّها تواجه “الوهّابية التلمودية” وتواجه “حركة خُوّان المسلمين البريطانية الصنع”، ويعني أنّها تواجه “العمّ سام” الأمريكي، الذي يدعم ويحتضن ويتبنى هؤلاء، كما يعني – وهذا هو الأهم – أنّ سورية، تواجه “المشروع الصهيوني” وقاعدته “إسرائيل” الطفل المدلّل، للأمريكان والأوربيين.

-11-

[ مرةً أخرى: ما هو واجب الدبلوماسي؟ ]

الواجب الوطني والمهني واﻷخلاقي، للدبلوماسي، يقتضي أن يشيّد جسوراً، بين وطنه اﻷول الذي ينتمي إليه، ووطنه الثاني الذي يعمل فيه… لا أن يقيم سدوداً، بينهما.. مهما واجه من تحدّيات ومطبّات ومنزلقات، تقيمها فئات وجماعات وزمر وأشخاص، مرتهنون لغير مصلحة وطنهم، ومهما عملت هذه الفئات والأشخاص، ﻹخفاء مواقفها اللا وطنية، والاختباء وراء (الرقم الوطني) أو (الهوية الشخصية) أو (جواز السفر)، ومهما توهمت هذه الفئات واﻷشخاص، أنّها قادرة على اﻻختباء وراء إصبعها، والادعاء باحتكار الوطنية، ومهما تكالبت على اتّهام مَن يختلف معها، بأنه هو الذي يقيم السدود وﻻ ينصب الجسور.

-12-

[ مذيع زاعق ناعق: في قناة “الجزيرة” الصهيونية ]

مذيع زاعق ناعق في القاعدة الإعلامية للموساد الإسرائيلي “في مشيخة نواطير الغاز والكاز”، يجهل تاريخ “لبنان” القريب، ولا يعرف أنّ الذي هدّد، من “واشنطن” بضرب “سورية” عام “1983” هو “فخامة: أمين الجميل” وأنه بعد أقل من ستة أشهر، على ذلك التهديد، عاد “فخامته” صاغراً إلى سورية… ولكن هذا “البيدق الإعلامي” الذي شوّه وجه الإعلام العربي، بأكثر مما هو مشوّه، عندما “أضاف” إليه “فتحاً جديداً!!!!!” في “جولات الملاكمة” لاتجاهه المعاكس، لكل ما هو وطني وقومي وعروبي ومبدئي وأخلاقي وإنساني، وعندما جعل من “الحوار” ساحة للتشاتم والتنابذ والزعيق والصراخ والضرب والركل، بحيث ينتهي اتجاهه المعاكس، دائماً، دون أن تخرج بجملة أو بكلمة واحدة مفيدة، بل تخرج بأكداس من القرف والإعياء والنفور والرغبة في التقيؤ، لبشاعة “نقار الديكة” الذي يهيمن على اتجاهه المعاكس، من ألفه إلى يائه.. ويعتقد هذا الزاعق الناعق، أنه أشهر من “محمد حسنين هيكل” بعد أن جرى تسويقه، عبر “قاعدة الموساد الإعلامية” في مشيخة نواطير الغاز والكاز، وبعد أن اجتذبت صفحته، الكثير من اللاهثين والعابثين و”فاضيي الأشغال” – وللعلم فقط، فإن صفحة أحد التكفيريين ممن أفتوا في جهاد المناكحة، يبلغ عدد مريديها، عشرة أضعاف هذا المذيع الزاعق الناعق – الأمر، الذي ساهم في توريم نَفَاجِهِ وغروره وانتفاخه، بحيث توهّم أنه يستطيع أن يغطّي على بيعه لوطنه، وعلى انخراطه في جوقة “شتّامي” سورية، وعلى تأجيره لنفسه إلى أعداء “وطنه السابق” في سوق النخاسة الإعلامية… ومن غير أن يدرك، أنه صار سُبّة وشتيمة وبيدقاً مرذولاً، في نظر معظم الشعب السوري، الذي يراه على حقيقته المخزية والمشينة هذه .

-13-

لسنا بانتظار بيادق المارينز، ولا بانتظار مجندي الموساد الإسرائيلي، ولا بانتظار مرتزقة البلاك ووتر، ولا بانتظار المسامير الصدئة في أحذية نواطير الغاز والكاز، من صبيان إسرائيل وغلمان العمّ سام…. لكي يحدّدوا لنا حقيقة اصطفاف ثلاثة أرباع الشعب السوري، وراء دولته الوطنية – جيشاً وقيادةً وأسداً رابضاً – فكيف سننتظر من خدم وحشم نواطير قاعدة “السيلية” و”العيديد” أن يحدّدوا لنا، حقيقة اصطفاف الشعب السوري؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!.

-14-

الكثيرون ممّن توهموا أنّهم سيدخلون التاريخ من أبوابه العريضة، أو ممّن أوهمهم أتباعهم، أو أسيادهم، بذلك… كانت نهايتهم: إمّا في مستودع النفايات، أو في مزابل التاريخ… ومَن يشكّ في ذلك، لا يحتاج إلّا لمتابعة سقوط بيادق المحور الصهيو -أميركي، بيدقاً إثر اﻵخر، وليبقى “أسد بلاد الشام” وحده، رابضاً على ذرى قاسيون.

-15-

الاصطياد في الماء العكر، مفهوم ومتعارف عليه، حتى لو كان غير مقبول، ﻷنّ الماء العكر، يتيح للعابثين، أن يتلاعبوا بما هو أمامهم… ولكن ما هو مرذول وغير مقبول، أن يقوم البعض، بتعكير الماء، من أجل اﻻصطياد فيه.

-16-

عندما يقول الرئيس”بوتين”: (ناقشنا كيفية تنظيم مؤتمر جنيف “2”، ولا بدّ من اتخاذ التدابير الدبلوماسية، للانتقال السلمي في سورية).

فماذا يعني ذلك؟ إنه يعني الانتقال من حالة الحرب والقتال والعنف، القائمة في سورية، إلى حالة السلم، بمعنى ضرورة توقّف الحرب المعلنة على الشعب السوري، والمدعومة بالمال والسلاح والمسلّحين من الخارج، لكي يتمكّن الشعب السوري، من الانتقال من حالة الحرب إلى حالة السلم…

أمّا تفسير الأطالسة، للانتقال السلمي، بأنه يعني انتقال السلطة، فهذا تفسير رغبوي، خاص بهم، لا مكان له على أرض الواقع.

-17-

[ قال “محمد حسنين هيكل”: (40) ألف مسلّح أجنبي، داخل سورية، لم يثيروا اهتمامهم.. ولكن أثار اهتمامهم، ألف أو ألفي مسلّح، من “حزب الله” يدافعون عن أمن المقاومة. ]

·  الحقيقة، هي أنّ المسلّحين اﻷجانب، تجاوزوا الـ (100) ألف.. والحقيقة اﻷكثر وضوحاً، هي أنّ هؤلاء المسلّحين اﻷجانب، هم عصابات إرهابية ظلامية تكفيرية تدميرية، أرسلها إلى سورية، هذه الدول اﻷعرابية والإقليمية والدولية نفسها، التي استنكرت، مشاركة “حزب الله” في معركة “القصير” من أجل حماية ظهر المقاومة.

-18-

هتافات قطعان “خُوّان المسلمين” في مسيرة عامّة بـ “عمّان” “الجمعة الماضية” – حرية من الله، غصباً عنك حزب الله. – يا بهجت سليمان، اطلع بره من عمان. – سورية حرة حرة، والأمريكي يطلع برة، (بعد أن مزّقوا صور سيّد المقاومة والسفير السوري وعبثوا بها).

من الطبيعي أن يهتف هؤلاء، بالهتاف الأول والثاني… وأمّا الهتاف الثالث الذي يقول: “الأمريكي يطلع برة”!!!!!!!!! فعلى مَن يريد “خُوّان المسلمين” أن يضحكوا؟!؟!؟!؟!؟!، إنّهم أذناب وبيادق للأمريكي، لاهثون وراء السلطة في “سورية” و “الأردن” بعد أن حصلوا عليها، في “مصر” و”تونس” و”ليبيا” بفضل الأمريكي، وبفضل أتباع الأمريكي، وبفضل أدوات الأمريكي… إنّ “خُوّان المسلمين” يضحكون على أنفسهم، فقط، عندما يرفعون هذا الشعار، ويخدعون أنفسهم فقط، وسوف يستمرون في خداع أنفسهم، وفي الضحك على أنفسهم، إلى أن يسقط “مرشدوهم” في أرض الكنانة قريباً جداً، وعندما سيسقط شركاؤهم في تونس الخضراء، وعندما سيسقطون هم وأشباههم، في هاوية لا قرار لها، ويتفسّخون في مزابل التاريخ.

-19-

عندما تقول “صحيفة معاريف” الإسرائيلية، بأنّ (“حزب الله” يحارب على ثلاث جبهات هي: الجبهة الإسرائيلية – وجبهة المسلحين داخل سورية – وكذلك الجبهة اللبنانية الداخلية)….. ألا يعني هذا، بأنّ هذه الجبهات الثلاث التي تحارب “حزب الله” هي جبهة واحدة، تحارب “حزب الله” وتحارب سورية، وتحارب نهج ومحور المقاومة ضد “إسرائيل”؟!؟!.. ألا يعني ذلك، بأنّ “العصابات المسلّحة الإرهابية” داخل سورية، ومعها التيار الوهّابي اللبناني المتصهين، المسمّى “تيار المستقبل!!!!!” يخوضون معركة “إسرائيل” ضد سورية وضد المقاومة اللبنانية، حتى لو تعلّقوا بأستار الكعبة؟!؟!؟!؟!؟!.

كتبت صحيفة “القدس العربي” في مقال من “الناصرة” للإعلامي: “زهير أندراوس”: (قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه يسود تخوّف في الحكومة الإسرائيلية، من تزايد قوّة “اﻷسد” خلال المعارك ببن الجيش السوري، والمتمردين، في اﻷيّام اﻷخيرة، ونقلت اﻹذاعة عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، قولهم إنّ حكم “القاعدة” في سورية، أفضل من انتصار “اﻷسد” على المتمردين.)

·       هذا الكلام برسم “خُوّان المسلمين” و”مثقّفي الناتو”.

-21-

لا يمتلك المرء، إلّا أن ينظر بازدراء وإشفاق واشمئناط، إلى بعض المواقع الإلكترونية التي تدّعي البحث عن “الحقيقة” بينما يتربع أصحابها في مواخير دكاكين المخابرات الأطلسية، ويتسكعون على أبواب بارات وملاهي ومقاهي العواصم الأوربية، ثم لا يجدون حرجاً، في إعطائنا، دروساً في الوطنية والعروبة.

-22-

[ الاتحاد الأوربي، لا يرى “الأسد” قائداً لسورية المستقبل!!!!!!!!!!!!!!!!! ]

هذا وسام للبطل العربي الأسطوري، القائد “بشّار الأسد” الذي استمد ويستمد وسيستمد “شرعيته” ” قوته” و”صموده” و”شموخه” من جهة واحدة هي “الشعب السوري”، وكما قال “القائد الخالد حافظ الأسد”: “قوتان لا تقهران، قوة الله، وقوة الشعب” ومَن كان الشعب معه، فالله معه، ولأنّ الله والشعب مع الرئيس “بشّار الأسد”، فإنّ وقوف “الاتحاد الأوربي” و”العمّ سام” الأمريكي، و”مجلس التخاذل النفطي والغازي” و”إسرائيل” وأذنابهم، وقوفهم ضد الدولة الوطنية السورية، يعني أنّ سورية وشعبها وجيشها وقائدها، هم الباقون، رغماً عن أنف أعدائهم، ويعني أنّ أعداء سورية، هم الراحلون “إلى الهاوية وبئس المصير”.

-23-

يقول المفكّر العالمي الأمريكي “نعوم تشومسكي”: (الإدارة الإمريكية، لا تنظر إلى ما بعد “الأسد”، بل تنظر إلى ما بعد “سورية”).

ماذا يعني ذلك؟ يعني أنّ الأمريكان، يريدون “إلغاء سورية”، تحت عنوان “تنحّي الأسد”، ويعني أنّ الخلاص من “الأسد” هو العنوان والمدخل، للخلاص من “سورية” وتدميرها وتمزيقها وتفكيكها وتفتيتها، ويعني أن صمود “الأسد” وبقاءه، هو الكفيل، بمنع ذلك.

-24-

القائد والمجاهد الجزائري البارز “الأخضر بورقعة” قائد الولاية الرابعة، أثناء “حرب التحرير الجزائرية” قال لصحيفة “الشرق” الجزائرية: – لقد حقّقت فضائية “الجزيرة” و”العربية” و”الشيخ القرضاوي” لأمريكا، في ستة أشهر، ما لم تتمكّن أمريكا من تحقيقه، منذ حرب “ڤييتنام”.

·       هذا الكلام برسم (ثوّار الناتو) و(مثقّفي المارينز) و(إعلاميّي البلاك ووتر).

-25-

قال أحد خبثاء الساسة الانكليز: ليس المهم، أن تجعل عدوك، غبياً.. بل المهم أن تجعله غبياً، أكثر.. لكي تتمكّن من الانتصار الساحق عليه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.