خواطر أبو المجد (الحلقة المئة والسادسة والعشرون”126″)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ     
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

( صباح الخير يا عاصمة الأمويين .. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين .. صباح الخير يا بلاد الشام .. صباح الخير يا وطني العربي الكبير ) .

( والذي نَفْسُهُ بَغْيرِ جَمالٍ ….. لا يَرَى في الوجود , شيئاً جميلا)

-1-

( شَحْنُ وتَعْبِئَة ُالمواطنين ، نفسياً وروحياً ، لا يحتاج إلى كهرباء )

–  من حقّ عامّة الناس ، أن ينتقدوا نقص توافر وسائل الحياة اليومية ..

–  ولكن ليس من حقّ العاملين في العمل العامّ ، أن يقوموا بذلك أيضاً ، لأنّ مهمّة العاملين في العمل العامّ ، هي العمل المتواصل والخلاّق لِ حَلّ مشاكل الوطن والمواطنين ، بِالحدّ الأقصى الممكن ، لا أنْ يَجْأروا بالشكوى والأنين .

وإذا كان الجَأْرُ بالشكوى والأنين ، يُطْربهم ، فَلـْيَنْتقلوا إلى صفوف عامّة الناس ، ولْيَأخذوا ، حينئذٍ ، راحتهم بالشكوى كما يريدون ، ولـيُفْسحوا المجال لِغيرهم ، لكي يتفَرّغوا للعمل بدلاً من الشكوى .

–  مع الإشارة إلى أنّ الكثيرَ الكثيرَ من عامّة الناس ، ليسوا شَكّائين ولا بٓكّائين ، لا بل ينظرون للواقع نظرة ً موضوعية ، ولا يتجاهلون الأسباب ، ولا يَرَوْنَ النتائج بِ مَعْزِلٍ عن أسبابها ومُسَبّباتها ، رُغْمَ مُعاناتِهِم وآلامِهِم .

–  والنقطة الثانية ، هي ضرورة الحفاظ على الشحن النفسي والروحي المتواصل ، لتعويض النقص الكبير والمعاناة القاسية المفروضَيْنِ على سورية ، في الميادين المادّية والمعيشية .

وهذا الشّحن لا يحتاج إلى كهرباء ، بل يحتاج إلى الصّدق والإخلاص والتواصل والتواضع والاستيعاب وسَعة الصَّدر والديناميكية والحيوية ، بين العاملين في العمل العامّ .. وعامّة الناس .

–  والعاملون في العمل العامّ ، ليسوا فقط المسؤولين الرسميين في الدولة ، بل كلّ المنضوين في المجالات التربوية والأكاديمية والثقافية ، وجميع أولئك المُتَنطّحين لِ استيلاد ِ أحزابٍ وقوى جديدة ، قالوا عنها بأنّها سوف تستدرك النّقصَ السابق في التّعددية الحزبية .

-2-

( أسباب نشوء اﻹرهاب ” اﻹسلامي ” الحالي )

لو كانت تلك المنظمات الدولية التي تتحدث عن أسباب نشوء اﻹرهاب ” اﻹسلامي ” ، موضوعية ً ، بما فيه الكفاية ، ل َ قالت أنّ سبب نشوء اﻹرهاب ، هو :

1  ـ اﻷسرة السعودية الحاكمة في بلاد نجد والحجاز ، وهو

2  ـ البترو – دولار الخليحي ، وخاصة السعودي منه ، و هو

3  ـ الوهابية التلمودية السعودية المتأسلمة ، وهو

4  ـ جماعات ” خُوّان المسلمين ” البريطانية المنشأ ..

ول َ ما اكتفت بالقول أن ” التطرف ” هو نشوء اﻹرهاب ، ول َ قالت أيضاً ، بأنّ اﻷسباب اﻷخرى ، هي :

5  ـ اغتصاب ” اسرائيل ” لفلسطين ، والخطر الداهم الذي تشكّله على جميع الشعوب العربية ، و

6  ـ السياسة الاستعمارية الجديدة للولايات المتحدة اﻷمريكية العاملة للانفراد في التحكم بالعالم ، و
7  ـ الأوهام الطورانية السلحوقية العثمانية الجديدة ، في إمكانية إحياء السلطنة العثمانية البائدة ..

إضافة ً إلى :

8  ـ الفقر ، و

9  ـ الجهل ،

وأخيراً وليس آخراً :

10  ـ الانحطاط اﻷخلاقي والفكري واﻹنساني ، للكثير ممن كانوا يَدّعون بأنهم ” نخب ” فكرية وثقافية وأكاديمية عربية ، حيث تبَيَّنَ أنهم ليسوا أكثر من مرتزقة .

-3-

( سَرَابُ ” ثورات الربيع العربي ” )

ـ نعم ، كان ملايينُ العرب – ولا زالوا وسَيَبْقَوَنَ – يختزنون في أعماقِهِم ، أحلاما جميلة ً وطموحاتٍ مشروعة ً، نحوَ حياةٍ أفضلَ وأجملَ وأكْمل ، على مختلف الصُّعُد ، في جميع الأمصار العربية .

–  ولكنّ أصحابَ هذه الأحلام الجميلة والطّموحات المشروعة ، ليسوا هُمْ مَنْ أطلق سباقَ ” الربيع العربي !!! ” ، بل مَنْ أطلقه هُمْ ال : C I A و ال : D I A و ال : F B I و البنتاغون و الخارجية الأمريكية ، في خطة مرسومة ، تهدف إلى :
/  استبدال بعض الأنظمة التّابعة الآيلة للسّقوط ، بأنظمة جديدة قادرة على تجديد التّبعية وإدامتها لِ أطول فترة زمنية ممكنة . و

/  قَطْعُ الطريق على تبلور أحلام شعوب الدول التابعة للمحور الصهيو – أميركي ، ومَنْع ترجمتها إلى واقعٍ استقلاليٍ ، تتخلّص فبه من قيود التبعية المزمنة . و

/  والوصول في نهاية هذا ” الربيع العربي !!! ” إلى إسقاط قلعة الصمود والاستقلال الوطني والقومي في الشرق العربي وفي الوطن العربي ، التي هي ” سورية الأسد ” ووَضْع اليد عليها ، تمهيداً لِ ضَمّها إلى قطيع التبعيّة والتّابعية الصهيو – أمريكية .

–  ولكنّ الطّامّة الكبرى ، أنّ بعض َ أصحابِ الأحلام الجميلة والطموحات المشروعة ، بَلَعوا الطُّعْم وتوهَّموا أنّهم هُمْ مَنْ أشعل َ تلك الحَراكات والتموّجات التي واكبت انطلاق ” الربيع العربي !!! ” المحبوك الصهيو – أمريكياً.. وانزلقوا وغطسوا إلى أنْ جرى ابتلاعُ الكثيرين منهم ، في دُوّامة الهجمة ” الربيعية !!! ” الصهيو – أميركية .

–  وبالتأكيد ، ليس المقصود بهؤلاء ، أدوات الاستعمار الجديد ، من المعارَضات المأجورة والهيئات المنخورة والتنظيمات المبتورة ، المموّلة أجنبيا ًوالمُدارة خارجيا ًوالمُتَسَتِّرة خَلْفَ شعاراتٍ فوسفورية برّاقة خادعة كَ ” الديمقراطية و الحرية و حقوق الإنسان و المجتمع المدني ” .

-4-

( ل ِ أنّ ” سورية الأسد ” هي ذلك كُلُّهُ )

ـ ليس لِ أنّ سورية الأسد ، واسطة ٓ عِقْدِ منظومة أو محور المقاومة والممانعة ، فقط ، و

–  ليس لِ أنّها قلبُ هذه المنظومة ورِئَتُها وعمودُها الفقري، فقط ، و

–  ليس لِ أنّها خندقُ الدفاع المتقدّم ، في ملحمةٍِ كونية ٍ جديدة ، تهدف إلى إعادة صياغة وتشكيل العالم مُجَدّداً ، منذ صياغته الأخيرة قَبْلَ قَرْنٍ من الزمن ، فقط ، و

–  ليس لِ أنها القلعة الحصينة في وجه المشروع الاستعماري الجديد ، فقط ، و

–  ليس لِ أنّها حاضِنٓة ُ العربِ وحِصْنُهُم وسَيْفُهُم ودِرْعُهُم ، والتي لولاها ، لَ كانوا جميعاً ً في ” خَبَر كانَ ” ، فقط ،

–  بل ، لِأنّ سورية الأسد هي ذلك كُلُّهُ في وقتٍ واحد ، أصبحَ ما جرى ويجري فيها ، هو الشُّغْلُ الشّاغل للعالَم بكامله .

–  وليس كمايرى السُّذَّجُ والصِّغارُ ، عندما يستمرّون في مُكابَرَتِهِم وعِنادِهِم ، بالتّحَدُّث عن ” ثورة .. وانتفاضة .. وحراك شعبي ” أو عن ” فساد .. واستبداد ” أو عن ” غاز .. وبترول ” .

–  مع التأكيد بِأنّ الدولة الوطنية السورية ، هي صاحبة ُ المصلحة الأكبر في محاربة الفساد والاستبداد ، وفي تعميق المشاركة في تحمُّل المسؤولية ، بمختلف جوانبها ، وفي تعميم روح المبادرة والمبادهة والارتقاء بأكبر عددٍ ممكن من القادرين على تحمّل المسؤولية الساسية والاجتماعية والثقافية ، على امتداد مساحة الوطن .

-5-

يخرج لك البعضُ ليقول :

هناك طَرَفان في سورية ) و)

( ليس هناك انتصارات في سورية ، بل هناك دَمار )

ونقول لهؤلاء :

ـ ليس هناك طَرَفان في سورية ، بل هناك طرفٌ سوري ، داخلي ، هو الدولة الوطنية السورية .. وهناك أطرافٌ دولية وإقليمية وأعرابية ، خارجية ، مُعْتَدِية على آراضي الجمهورية العربية السورية ، حَرّكَتْ وتُحَرّك معها ، بعض الجهات في الداخل السوري .

ـ وأمّا عدم وجود انتصارات في سورية .. فَ هُنا يمكن القول بِأنّ هناك إنجازاتٍ ، جوهرها إفشال ُ المشروع الاستعماري الصهيو – أطلسي – الوهابي – الإخونجي ، الذي يريد احتلال سورية ووَضـع اليد عليها .. وهذا ما أدّى إلى تلك الخسائر الهائلة في المُقَدّرات والضحايا الكبيرة في الأرواح ..

ـ وإذا كان حجمُ الخسائر والضحايا ، يقتضي – بِنَظرِ البعض – عدم تسمية ” إجهاض ” المخطط المرسوم ، بِ أنّه ” انتصار ” ، فليس هناك مُشكلة ، مع الإشارة إلى أنٌ الاتحاد السوفيتي خسِرَ في الحرب العالمية الثانية ” 27 ” مليون ضحيّة – أي ما يعادل ” 15 ” بالمئة من عدد سكّانه حينذٍ – ، ودُمِّرت له آلافُ المدن والبلدات .. وكذلك ” لندن ” دُمِّرت تدميرا كبيرا ، نتيجة القصف الجوي الألماني .

ومع ذلك ، اعتبرَ السوفييت والبريطانيون أنفسهم، منتصرين ، في تلك الحرب ، لِ أنّهم أسقطوا المخطّطَ النَّازي .

-6-

( سفهاء آل سعود ، وحمقى العثمانية الجدية ، وعنصريّو ” اسرائيل ” ..في مَرْكَبٍ واحد )

ـ كُلّ مَنْ يؤمن في هذا العالم بِأنّ ” القضاء على داعش ، يحتاج لإسقاط النظام السوري ” :
يعمل أوّلا ً ، لمصلحته الذاتية ، على حساب الشعب الذي يُفْتَرَض أنّه يُمٓثّله ،

ويعمل لمصلحة ِجهاتٍ أخرى خارجية ، ثانيا ً .

–  وهناك ثلاثة ُ كياناتٍ سياسية في هذا العالم ، هي : السعودية – تركيا – ” اسرائيل ” – رغم التّبايُنات بينها – ، لا زالت تعمل على ذلك ، على الرُّغْم مِنْ أنّ سَيّدها الأمريكي ، أدرك استحالة ٓ ذلك – أي استحالة جمع النّقيضَيْن ، النّار والماء : داعش .. و سورية الأسد – ، وبدأ يتراجع عمّا لا بُدّ له من التراجع عنه ، تحاشيا ً لاحتمال نشوبِ حَرْبٍ في المنطقة ، تكون عواقِبُها الوخيمة على المصالح الأمريكية ، أكبر مما كانت عليه في حرب فيتنام .

–  وطبعاً هناك بالإضافة إلى تلك الكيانات الثلاثة :
المحافظون الجُدُدْ وأنصارُهُم في أمريكا ، والإيباك الاسرائيلي داخل أمريكا ، ممّن يربطون الحرب على ” داعش ” ب ” العمل على إسقاط النظام السوري ” ..
وهاتان الجهتان الفاعلتان والمؤثّرتان جداً ، داخل أمريكا ، هما اللتان يستند إليهما سفهاءُ آل سعود ، وحمقى العثمانية الجديدة الإخونجية ، وعنصريّو ” اسرائيل ” الصهيونية ، بحيث تبدو مواقفُ هذه الكيانات الثلاثة ، على ما هي عليه الآن من تعارُضٍ مع الإدارة الأمريكية .

-7-

( يعملون على خنق سورية ، اقتصادياً ، ثم يتشدّقون بالحديث عن وضعها الاقتصادي الصعب )

ـ تتكامل العقوبات ُ الأطلسية – الأعرابية ، على التجارة الخارجية وعلى المعاملات المالية السورية ،
مع نهب الحكومة التركية لمصانع حلب ،
ومع احتلال تنظيم ” داعش ” الصهيو – أمريكي – الوهابي ، لِ الحقول النفطية ،
ومع قيام العصابات الإرهابية بتدمير الكثير الكثير من البنى التحتية الاقتصادية السورية ،
ومع الحصار الفظيع للجمهورية العربية السورية ،
ومع الدعم الكبير للعصابات الأرهابية التي تعيث خراباً وتدميراً ، بالمجتمع السوري ..

–  ثمّ يقومون ، بعد ذلك ، بالتحدّث عن الصعوبات الاقتصادية الهائلة التي يعانيها الشعبُ السوري ، وعن ” المبادرات الإنسانية !!! ” التي يريدون القيام بها.

–  يا زُناة َ الأرض وسَفٓلة البشرية ، من أغرابٍ وأعراب : توقفوا عن اعتداءاتكم الهمجية على سورية ، وعن دعمكم لعشرات آلاف الإرهابيين ، قَبْلَ آن تحاولوا تبرئة أنفسكم من الصعوبات الاقتصادية الكبرى ، المعيشية والخدمية ، التي تعانيها سورية ، بِسببكم وبسب عدوانكم ، الاقتصادي والأمني ، المستمرّ عليها حتى هذه اللحظة .
إنّ الصعوبات الاقتصادية القاسية المؤلمة التي يعيشها السوريون ، ليست نتيجة إعصار طبيعي ، بل هي نتيجة حروبكم الهمجية الوحشية عليهم .

-8-

عندما قرأت تعليق صديقي الفيلسوف العربي الفلسطيني الأردني ” الفوضوي المشاغب ” : ” د . محمود ذؤيب ” على مقدّمة حلقات ” خاطرة أبوالمجد” التي تقول في مقدمتها الدائمة ( صباح الخير يا عاصمة الأمويين .. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين .. صباح الخير يا بلاد الشام .. صباح الخير يا وطني العربي الكبير ” )

كان لا بُدّ من قول ما يلي :

–  إنّ هذه النّزعة السوداويّة اليائسة البائسة ، هي بالضبط ، ما يريده أعداؤنا ، لكي يفرضوا علينا الاستسلام ، الذي عجزوا عن فرضه حتى الآن .

–  إنّ المسائل الكبرى والقضايا المصيرية ، لا تُقاسُ بِ راهنيّتها وبِِ واقعها القائم ، بل بالآفاق المفتوحة والمتاحة والممكنة أمامها ..

ولو كان منطق فيلسوفنا ” الفوضوي المشاغب ” هو الشائع في العالم ” لبقيت ” موسكو ” و ” لندن ” و ” برلين ” مُهَدّمة ، و لَما جَرَتْ إعادةُ بنائها ، بأفضل مما كانت بكثير .. ولما جرى إعادة تحرير ” باريس “!

–  الحرب هي صراع إرادات ، قبل أن تكون صراع دبّابات وطائرات وصواريخ وغوّاصات وأقمار صناعية …

وطالما أن الإرادة صامدة ، فَ كُلُّ شيءٍ سيّء ، يمكن تغييره إلى وضعٍ جيّد ، بل إلى وضعٍ ممتاز ، في قادم الأيام والسنوات .

–  أربأ بِ صديقي الفيلسوف ” الفوضوي المشاغب ” أن يكون في صفوف الانهزاميين والمستسلمين ، لِ أنّ الواقع العربي الحالي ، هو فعلا ً أسوأ من سيّء …

ولكن الواقعية الاستسلامية التي يميل إليها صديقي ” د . محمود ” تختلف كلياً عن الواقعية المبدئية التي نؤمن بها ونعمل لها ، وهي كما يقول أحد الفلاسفة – من غير الفوضويين طبعاً – حيث يقول :

( الواقع ، ليس كما هو قائم حالياً ، بل كما هي الإمكانات الكامنة فيه )

ونحن من فصيلة المؤمنين بذلك ، والعاملين له ، حتى لو كان الواقع القائم ، أسوأ مما هو عليه الآن بكثير .

مع الإشارة إلى أننا لا نتكتفي بِ التّمنّي ولا بِ الدّعاء فقط ، بل بالأمل وبِ العمل وبـِ المثابرة وبِِ المبادرة وب ِ الاجتهاد وبِ التضحية وبِِ الإيمان المطلق بالنصر ، وصولا ً إلى تحقيقه .

-9-

( البيئة الحاضنة لِ الإرهاب ” الإسلامي ” .. مَرّة أخرى )

–  البيئة الأولى والأساسية ، الحاضنة للإرهاب المتأسلم ، مادياً ومعنوياً، منذ ثلاثة أرباع القرن حتى اليوم – وخاصّة ًمنذ عام ” 1932 ” عندما احتلّ آلُ سعود بلادَ نجد والحجاز وسَمَّوْها بِاسْمِ جَدِّهِمْ ” سعود ” – ، هي :

/  الوهابية السعودية التلمودية ، و

/  عشرات مليارات الدولارات الخليجية عامّة ً ، والسعودية خاصّة ً .

–  وأمّا الهشيم الطائفي والمذهبي والإثني والعرقي والمناطقي والطبقي ، فهو موجودٌ في معظم بلدان العالم ، ولا يحتاج إشْعالهُ إلا ّ إلى إشعال الشرارة أوّلا ً ، واستمرار صَبّ الزيت على نارِهِ ثانيا ً ..
وهذا ما جرى ويجري في منطقتنا ، بشكلٍ رئيسي ، بِ ” فَضْلِ ” شلاّلات المال السعودي ، والعقيدة الوهابية السعودية ، ورديفِها من ” خُوّان المسلمين ” .

–  ذلك أنّ آل سعود يؤمنون بِأنّ بقاءهم على سُدّة الحكم في بلاد الحجاز ونجد ، واستمرار احتلالهم لتلك البلاد ، واستمرار نهبهم للثروة النفطية الأسطورية فيها ، مَنُوطٌ بتنفيذ دَوْرِهِم الوظيفي الذي وُجِدُوا مِنْ أجْلِه ، ومُتَوَقِّفٌ على حُسْنِ تنفيذ تلك الوظيفة الذيلية المتعلّفة بخدمة الأجندة الاستعمارية الصهيو – أمريكية .

-10-

( ” إعادة تأهيل ” …. ولكن ل ِ مَنْ ؟! )

–  الحقيقة هي أنّ ما يُسَمّونه ” إعادة تأهيل للنظام السوري ” هو فعلا ً إعادة تأهيل ، ولكن لِمَنْ ؟ لكلّ تلك الجهات التي لا زالت تتشدّق بالحديث عن ما سَمَّتْهُ ” تغيير النظام السوري ” أو ” رحيل الأسد ” .

–  حسنا ً ، لا بأس .. فسورية على استعداد لمساعدة الآخرين للنزول عن الشجرة ، ولكنّ ” المؤمن لا يُلْدَغ ُ مِنْ جُحـْرٍ مَرَّتَيْن ” … بمعنى أنّ سورية لن تُدْخِل ” بغال طروادة ” جديدة إلى داخلها ، ولكنّها على استعداد لإعادة تأهيل مَنْ لا يضع نفسه في خدمة آعداء وطنه ، وعلى استعداد للتّعاون مع كلّ القوى الموجودة في الداخل ، بالحجم الحقيقي الذي تُمٓثّله هذه القوى والفعاليات على الساحة السورية ، والذي تستحقّه ، بل والذي يُحَدِّدُهُ الشّعبُ السوريّ حَصْراً .

–  وتبقى ” إعادةُ التأهيل ” المُلِحّة ، ، مطلوبة ٌ لعشرات الدُّول من أعداء الشعب السوري ، التي سَمّتْ نفسها ” أصدقاء الشعب السوري ” ، لكي تتمكّن من التكيّف مع الحقائق والوقائع التي فَرَضَها الصمودُ الأسطوري ، للدولة الوطنية السورية ، شعبا وجيشاً وأسَداً .

-11-

–  مُفْرَدات ومصطلحات :

الرّكاكة و

الرّٓثاثة و

اللغة الخشبيّة و

الانفصال عن الواقع …

–  يستخدمها دائماً ” كُتّابُ النّاتو ، من أعراب التّدخّل السريع ” في مواجهة جميع الأقلام الشريفة والمواقف الشريفة .

–  وعلى سبيل المثال ، لا الحصر لِ كُتّاب النُاتو هؤلاء من زواحف التدخل السريع : ” حازم صاغية ” ” صبحي حديدي ” ” ياسين حاج صالح ” ونصف دزّينة من ” آل الآمين ” العاملين في إعلام نواطير الكاز والغاز .

–  دون أن ننسى أنّ ” أفكارهم وطروحاتهم ” بكاملها ، ليست أكثر من رُكامٍ من الرّكاكة والرّثاثة واللغة الخشبية والانفصال عن الواقع ، ولذلك يستخدمون هذه المفردات لِ إخفاء أدوارهم الفعلية المخزية والمشينة .

-12-

) أسعد أبو خليل : نموذجاً. (

– يتقن الكُتّابُ الفوضويون ، فٓنّ اصطياد الأخطاء واسْتخدامها بما يَرْوي نرجسيّتَهم ، ويُجِيدونَ تعرية الجهات المعادية للشعوب ، لا بل يقومون بَقَصْفِها ، عَبْرَ صَلْيَاتٍ متلاحقة من صواريخهم الكلامية .

–  ولكنّهم يقومون في الوقت ذاته ، بِقَصف الشعوب ومُمَثّليها الحقيقيين ، بِ زَخّاتٍ من الرّصاص الكلامي ، بين حينٍ وآخر ، رُغْم أنّهم الأقرب إليهم .

–  ويحرصون دائماً على اتّخاذ المواقف التّطهريّة ، وعلى عدم الوقوف المباشر في خندق أحد ، مهما كان التاريخ النضالي لهذا ال ” أحَد ” ومهما كان موقفه حصيفاً وحكيماً وقويماً وسليماً في عالم السياسة .

–  ولا يُعْجِبُهُم العَجب ولا ” الصّيام في رجب ” ، ويشعرون بالضِّيق إذا لم يجدوا مادّة ً يُهاجمونها ..

–  ومع ذلك فهؤلاء ، كالملح في الطّعام ، لا غِنَى عنه ، رغم زيادة درجة الملوحة أحياناً ، إنْ لم يكن في معظم الأحيان .
وهُمْ يهاجمون أعداء الشعوب ، في أكثر من ثلاثة أرباع ما يَرِدُ في كتاباتهم .. ويَقـرِصونَ القوى الوطنية والنضالية ، في أقلّ من رُبْع ما يَرِدُ في كتاباتهم.

–  المُهِمّ بالنسبة لهم ، أنْ لا يُحْسَبوا على أحد ، وأن يُغَرّدوا كما يريدون وأنّى يريدون .

–  ”  وأسعد أبو خليل ” : هو النموذج الحيّ عنهم .

ملحوظة : مِمّا يقوله ” أسعد أبوخليل ، عن بلد ” خادم الحرمين ، بِأنّ ” الحَرَمَيْن ، في قاموس آل سعود ، هما : أمريكا و ” اسرائيل ” .

-13-

( السعودية تعلن ” الحرب النفطية ” لتركيع إيران وروسيا وهزيمتهما) !!!!!!

إحدى وسائل الإعلام الواسعة الانتشار ، لا تجد حرجاً في إبراز مثل هذا العنوان الغبي ، الذي ينطبق عليه مَثلٌ شاميّ عامّي ، يقول :

( بَدّها تْجاكِرْ جارتْها ، شقّتْ حالا )

فإيران وروسيا ، كانتا إمبراطوريتين منذ مئات السنين ، ولم تركعا ، بل بقيتا شامختين ، عندما كانت عائلة آل سعود تعيش على رَوْثِ الإبل . ولولا وجود النفط ، لَ كانت هده العائلة المقيتة ، قد طواها النًّسيان ، ولكان اسم ” السعودية ” قد زال واختفى ، منذ عشرات السنين ، وَلَ عاد اسْمُ بلاد الحجاز ونَجْد ، إلى أصْلِه .
وأمّا إيران وروسيا ، فكانتا قبل النفط ، وستبقيان بَعْدٓه .

-14-

( ” شيعة ” أمريكا )

ـ بالمناسبة .. ” شيعة أمريكا ” هم أكثر رداءة وإذعانا والتحاقا وتبعية وسقوطا وعمالة من ” سنة أمريكا ” ، ﻷنهم يحرصون على اكتساب الثقة الكاملة بهم ، تعويضا عن الشك في ” شيعيتهم ” ، ويحرصون على الذهاب حتى النهاية ، في تنفيذ المهمة المناطة بهم ، والانخراط الكامل في المخططات الصهيو-أمريكية ، ولا يقبلون إلا أن يكونوا السباقين ، وفي مقدمة الجميع ، في خدمة اﻷجندات الاستعمارية الجديدة .
ومن يشك في ذلك ، ما عليه – على سبيل المثال لا الحصر – إلا أن يستذكر ” فؤاد عجمي – إياد علاوي – باسم السبع – محمد عبدالحميد بيضون – عقاب صقر – ونصف دزينة من آل اﻷمين في لبنان ” .

–  وبالمناسبة أيضا ، فإن ” شيعة اﻷمريكان ” ليسوا روافض ولا مجوسا ولا صفويين ولا مارقين ولا مرتدين ، في نظر الوهابية واﻹخونجية ، بل هؤلاء مسلمون كاملو اﻹسلام !!!!.

-15-

(  بين إضعاف اﻹرهاب ….ومضاعفته )

ـ الوهابية السعودية التلمودية هي رحم ومشيمة اﻹرهاب المتأسلم الجديد ، بجميع مشتقاته ومفرزاته …

ـ والبترو- دولار السعودي ، هو الغذاء والماء والهواء ، الذي يؤمن الحياة المستمرة ، لهذا اﻹرهاب  …

ـ وأي مقاربة عملانية للإرهاب ، لا تنطلق من هاتين الحقيقتين ، فذلك يعني تضاعف اﻹرهاب ، بدلا من إضعافه .

-16-

( براميل النظام السوري !!! )

كُلّ مٓنْ يتحدثون عن ” براميل النظام السوري ” هم ” براميل بشرية ” مُعَبّأة بالحقد والضّغينة ، وهذه البراميل :

/  إمّا مُغـرِقة في العداء للشعب السوري ، منذ أن كانت امبراطوريّاتُهم الاستعمارية ، تتحكم بالعالم ..

/  أو من أذناب الاستعمار اﻷطلسي الجديد ، و العثماني القديم ، أو من زواحف وقوارض ورخويات وبيادق : نواطير الغاز والكاز ، ممن يسمّون أنفسهم ” معارضة ” .

-17-

)   المعارضات البائسة .. متى تستيقظ ؟! )

–  بسيطة …. ” المعارض البنّي ” : لا يستطيع تغيير لونه .. وفقط يعتبر ” النظام السوري ” و ” الجماعات المسلحة ” كلاهما مسؤولٌ عمّا جرى ويجري في سورية ، لا بل يعتبر ” النظام ” هو المسؤول الأوّل والأكبر عن دلك .. وأمّا الخارج الأطلسي والسعودي والتركي والإسرائيلي ، فلا يتحمّلون أيّ مسؤولية .

–  وفقط يريد ” البنٌي ” وأشباهه ، أنْ يقوم ” النظام ” – غير مشكور طبعا ً – بتسليم السلطة لِ بيادِقِ الخارج ، التي لم تحمل السلاح – يعني معارضة الفنادق 7 نجوم – وفقا لِ جنيف ” 1 ” .

–  على كلّ حال ، الماء يُكذّب الغطّاس ، وسوف يظهر الحجمُ المجهري للكثير من المعارِضين الذين سيظهرون على حقيقتهم .

-18-

( الدّيناصور : حسن عبد العظيم فورد )

ـ يبدو أنّ ” حسن عبد العظيم فورد ” ديناصور سياسي ، عاجز عن التكيّف مع الوقائع التي فرضت نفسها على العالم بكامله ، في ما يَخُصّ الجمهورية العربية السورية ، لا بل عاجز عن استيعابها وفهمها ، ناهيك عن العمل بموجبها .

–  وَمَنْ يكون كذلك ، يَحْكُمُ على نفسه بالانقراض .

-19-

( العهر السياسي والإعلامي اللبناني ال صهيو – جعجعجي -الأربعطعش – آذاريّ ، غير المسبوق )

يبلغ العهر السياسي والإعلامي مداهُ الأقصى في الإعلام الصهيو – وهّابي ، وخاصة الإعلام الصهيو : جعجعجي الليناني – بمختلف فروعه الأربعطعش : آذاريّة – ، عندما يصبح الإرهابيون المتأسلمون الذين تقاتلهم الدولة الوطنية السورية : ” ثوّار ” و ” معارضة ” و ” مقاتلين ” …. ولكنّ هؤلاء أنفسهم يصبحون ” إرهابيين ” عندما يقصفهم الطيران الأمريكي .

-20-

( عندما ” يعنفص ” البغل اﻹرهابي ، على صاحبه )

–  خطأ بل خطيئة ” العم سام ” اﻷمريكي ، وتابعه السعودي ، هو توهمهم بإمكانية التحكم الكامل بخيوط حركة المجاميع اﻹرهابية المتأسلمة .

–  ذلك أنه في بعض الحالات ، تخرج بعض المجاميع اﻹرهابية المتأسلمة ، المرعية من المحور الصهيو – أطلسي – الوهابي ، عن السيطرة وعن النص …حينئذ يجري ضربها وعقابها وإعادة موضعتها ، أو استبدالها بغبرها.

-21-

( اﻷفكار الخلاّقة )

ـ عندما تكون الأوضاع الاقتصادية صعبة ، والظروف اﻷمنية قاسية… يحتاج اﻷمر إلى إبداعات خلاقة في الميادين الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية ، تخفف من التبعات الهدامة واﻵثار السلبية ، لتلك اﻷوضاع والظروف..

–  ولكن ، ليس على حساب الموقف المبدئي الوطني ، بل بما يعزز هذا الموقف ويحصنه ويمنحه مزيدا من الصلابة والقوة .

-22-

نحن بحاجة لِ التفكير عميقا ً بِ قول ” شوبنهاور ” عن

( تشاؤم العقل ، وتفاؤل الإرادة )

وبِقَوْل ” ريمون آرون ” :

( حتى لو كان العقلُ متشائما ً ، فَإنّ الإرادة ، يجب أن تتفاءل )

وللاقتناع بما أثبَتَه التاريخ ، بِأنّ جوهر الصراع ، هو ( صراعُ الإرادات ) وأنّ صاحبَ الإرادة الأصلب والأذكى والأدهى ، هو الذي ينتصر ، في النهاية .

-23-

) البسملة والحمدلة والحوقلة .. والتكبير !!!! (

ـ للأسف الشديد ، صارت ” البسملة والحمدلة والحوقلة ” المقدسة عند المؤمنين ، صارت بضاعة للتجارة ، ومن أهم مستلزمات عدة النصب ، لدى المنافقين والدجالين والمرائين والساقطين …

–  تماما ، كما صار ” التكبير ” وسيلة للذبح والاغتصاب ، عند العصابات الإرهابية الوهابية المتأسلمة.

-24-

) الشبح ..وقطعان الكلاب النابحة (

يقول مثل صيني :
” عندما ينبح كلب واحد ، لرؤية شبح ، يتولى عشرة آلاف كلب ، مهمة تحويل ذلك الشبح إلى حقيقة ”

وهذا ما حدث مع ” الثورة المضادة ” الصهيو – وهابية – اﻹخونجية ، في سورية ، عندما سوقوها بأنها ” ثورة سورية ” !!

-25-

باختصار شديد :

” سعيد عقل : شاعر عملاق .. وسياسي ساقط ”

-26-

( من هو الأولى بالاشمئناط : ” سعيد عقل ” أم ” مُفَكِّرو !!! الربيع العربي !!!! )

–  بماذا يختلف موقف ” سعيد عقل ” السياسي ، عن مواقف : عزمي كوهين بشارة – صادق جلال العظم – ميشيل كيلو – ياسين حج صالح – سلامة كيلة – برهان غليون – وعشرات ” المفكّرين !!! ” الآخرين الذين ثقبوا طٓبْلات آذاننا بالحديث عَبْرَ عشرات السنين ، عن الوطنية والقومية والعلمانية واليسارية والمدنية ووووووو. .

–  وإذا بهم يغرقون في أحضان المستعمِر الفرنسي والبريطاني والأمريكي والتركي ، بل وفي أحضان حُثالات السياسة في التاريخ من نواطير الكاز والغاز ، وصولاً إلى أحضان ” ابن العمّ : الاسرائيلي !!!! ” .

–  فهل هؤلاء أشرف من ” سعيد عقل ” ؟ وَمَنْ هو الأجدر بالاستنكار والاشمئناط ، هؤلاء أم سعيد عقل ؟؟؟؟؟؟
سعيد عقل : على الأقلّ ، قال مَلاحِمَ شِعريّة رائعة لِ ” الشّام ” سوف تبقى مئات السنين .

-27-

( بَكَتْ ” عَبْدونُ ” حين رَحَلْتَ عنها….. بَراها الشوقُ واﻷلمُ المُمِضُّ )

” عبدون : هو الحي الذي تقع فيه السفارة السورية في عمّان ”

( هذا البيت الشعري ، للمناضل والشاعر واﻷديب العربي الفلسطيني اﻷردني ” د . بسام أبوغزالة ” قاله بعد تنفيذ الحكومة اﻷردنية للقرار الصهيو – يريطاني – السعودي ، القاضي بطرد :

السفير السوري ” بهجت سليمان ”

من اﻷردن ، خلال ” 24 ” ساعة . )

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.