دراسة جديدة: المسلمون "مرفوضون" في أميركا

american-us-centre

كشفت دراسة جديدة أنّ المسلمين هم أكثر مجموعة مرفوضة في أميركا وذلك في ظل تنامي العنصرية ضدّهم مؤخراً بسبب تصاعد الأعمال الإرهابية وخطاب اليمين الأميركي الذي يساوي بين المسلمين والتنظيمات الإرهابية.

رسمت أحداث 11 أيلول في أميركا
مساراً جديداً لحياة المسلمين في بلاد العم سام. فكانت حادثة البرجين الشهيرة وما
تلاها من بروبغندا معادية للمسلمين، سبباً كفيلاً بأن يشكّل المسلمون حالة رعب
بالنسبة لسكان الولايات المتحدة. ثم راح هذا الرعب يتنامى مع ولادة كل تنظيم
إرهابيّ جديد، كان آخرهم تنظيم داعش الذي ساهمت أعماله الإرهابية المسجّلة بالصوت
والصورة والمنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعيّ في ارتفاع نسبة الخوف من المسلمين
بحسب ما تشير إليه أرقام صادرة حديثاً.وتوصل عدد من علماء الاجتماع في
جامعة “مينيسوتا” في الولايات المتحدة الأميركية من خلال دراسة جديدة أعدّوها، إلى أن المسلمين هم اليوم أكثر مجموعة
مرفوضة في أميركا. الدراسة التي حللت تصورات الأميركيين تجاه الأقليات الدينية
والمجموعات العرقية، أظهرت أن رفض المسلمين قد ارتفع من 26% في عام 2006 إلى 45.5%
في العام 2016.وفي ظل التركيز الكبير على الهجرة
واللاجئين والأمن القومي، وفي أعقاب الهجمات الإرهابية المتعددة في جميع أنحاء
العالم، وكان آخرها الإنفجارات التي شهدتها نيويورك، وجدت الدراسة أن ما يقارب نصف
الذين شملهم الاستطلاع لا يرغبون بأن يتزوّج أولادهم من مسلمين، مقارنة بـ33.% من
الناس قبل عشر سنوات.

وأظهرت الدراسة التي شملت 2521
شخصاً بين شباط/فبراير 2014 وآذار/مارس 2016، أنّ معدلا الرفض لليهود واللاتينيين
والآسيويين الأميركيين ترتفع بدورها بنحو 10 نقاط لكل منهم. كما كشفت أنّ الملحدين
هم ثاني أكثر مجموعة مرفوضة في الولايات المتحدة، بسبب ارتباطهم بـ”انعدام
الأخلاق”.

وخلص التقرير إلى أن “العنف
ضد المسلمين ارتفع بعد الهجمات على برجيّ مركز التجارة العالمي في العام
2001”.


المساجد، الهدف الأهمّ للعنصريين

وأعلن مجلس العلاقات
الإسلامية-الأميركية  “كير” في تقرير له، أنّ سنة 2016 في طريقها لتكون واحدة من
أكثر السنوات التي وقعت فيها حوادث استهداف للمساجد في الولايات المتحدة، بحيث تمّ
رصد 55 حالة حتى منتصف شهر أيلول/سبتمبر، في الوقت الذي رصدت فيه 79 حادثة في عام
2015.ووقع خلال الشهر الحالي عدد من
الحوادث ضد المساجد، فقام عدد من الأشخاص بإلقاء الحجارة على نافذة مسجد في ولاية
“نيو هامبشاير”، وعملية صدم رجل يقود سيارة لمسجد في ولاية
“ماريلاند”، بالإضافة إلى إحراق رجل لمسجد في ولاية
“فلوريدا”. كما ورفض مسؤولون في جورجيا بناء مسجد جديد ومقبرة صغيرة
للمسلمين، بسبب مخاوف السكان المحليين من أن تتحول الولاية إلى “معسكر تدريب
لتنظيم داعش”.وتمتلىء جدران عدد كبير من المساجد
والمراكز الاسلامية في العديد من الولايات الأميركية بعبارات كتبها متشددون تدعو
المسلمين إلى مغادرة أميركا والعودة إلى بلادهم.


الإعتداءات الجسدية التعبير الأقوى للعنصرية

لا تزال حادثة قتل رجل أميركيّ لثلاث مسلمين العام الماضي بالقرب من جامعة كارولينا الشمالية، يتردد صداها الى اليوم. هذه الحادثة التي لم تهزّ الا روّاد مواقع التواصل الإجتماعيّ حول العالم، لم تكن إلا حافزاً لعدد من العنصريين لاستكمال إعتداءاتهم على المسلمين. فسجّل عام 2016 عدداً من الإعتداءات الجسدية على المسلمين في أميركا، كان آخرها تعرّض شابّة مسلمة في بروكلين للضرب ومحاولة نزع الحجاب من قبل إمرأة أميركية صرخت في وجهها “هذه أميركا، عودي الى بلدك”، بالإضافة إلى قيام رجل بإضرام النار في جسد امرأة محجبة وسط مانهاتن.وشهد الشهر الماضي حادثة مقتل إمام مسجد الفرقان في نيويورك “مولانا أكونجي” ومساعده “ثراء الدين” بعد إطلاق النار عليهما على باب المسجد، وصنّفت السلطات المحليّة الحادثة بـ”جريمة كراهية” التي تصل عقوبة مرتكبها الى 30 سنة سجن.

التحريض ضد المسلمين طريق ترامب للرئاسة

كيف تصل الى سدّة رئاسة أعظم دولة في العالم؟ حرّض ضد المسلمين. هي سياسة المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، الذي يستغلّ مخاوف الأميركيين من الأعمال الإرهابية في العالمية لتحقيق مكاسب سياسية من خلال إشهار عدائه الشديد تجاه المسلمين، مروجاً لمصطلح “الإسلام الراديكالي”، مؤكداً لأكثر من مرّة برغبته في حظر دخول المسلمين إلى أميركا في حال فوزه برئاسة الجمهورية.دعوات ترامب لتشديد الرقابة على المساجد ووقف هجرة المسلمين الى أميركا، ساهمت بعودة قويّة لمظاهر الإسلاموفوبيا إلى المجتمع الأميركي. كما ويصرّ اليمين الأميركيّ على الترويج لخطابه التحريضي الذي يربط بين المجموعات الإرهابية المتشددة، وبين المسلمين وعقائدهم بشكل مباشر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.