دقائق عسكرية: حول مطار أبو الظهور العسكري

military-minutes-syria-zhouri

موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
بعد أكثر من سنة من الحصار الخانق، سقط مطار أبو الظهور العسكري في شمال سوريا في قبضة جبهة النصرة الإرهابية وفصائل أخرى تكفيرية.
استغل الإرهابيون سوء الأحوال الجوية وعدم قدرة الطيران السوري على التدخل ـ وهو الذي كان قد تدخل سابقاً وأجهض عدة اختراقات حاولت جبهة النصرة تنفيذها ـ وتمكنوا من السيطرة على المطار وأسر عدد من الأبطال السوريين الذين شكلوا “قوة تعطيل” للهجوم الإرهابي، بمشاركة قوة رديفة من أهالي المنطقة سُمّيت “صقور الظاهر” حتى يتسنى لباقي حامية المطار مغادرته إلى خناصر بأمان، وهذا ما حدث، واستبسلت قوة التعطيل في القتال حتى آخر لحظة، وهذا ظهر في كل الفيديوهات التي سجلت اللحظات الأولى لدخول العناصر الإرهابية للمطار، ونجحت القوة في تأمين وصول باقي أفراد الحامية إلى خناصر، والذين وصلوا إليها على دفعات، بعضها كان راجلاً. قوة التعطيل كانت تقدر بما بين 30 إلى 70 مقاتل تم اسر أغلبهم، ومن ضمنهم ضابط برتبة عقيد غير معروف اسمه بالتحديد، ولم يعرف حتى الآن مصير قائد حامية المطار العميد إحسان الزهوري، الذي في أغلب التقديرات اختار أن يبقى مع قوة التعطيل.
على المستوى الميداني، تأزم موقف المطار بشكل خطير منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2014، عقب سقوط معسكر وادي الضيف. وعلى عكس ما يظن البعض، كان المطار حتى أواخر عام 2013 عاملاً، وخلال الفترة من كانون الثاني/ يناير 2014 وحتى كانون الثاني/ يناير 2015 كان عاملاً بشكل جزئي، إلى أن تم تدمير مروحية من طراز “مي17” أثناء هبوطها في المطار وطائرة نقل من طراز “أنتونوف 26” في رحلتها الرابعة للمطار، بعد تمكنها من تنفيذ ثلاث رحلات لتموين المطار بالعتاد والذخيرة والعناصر. ومنذ هاتين الحادثتين توقف المطار تماماً عن العمليات الجوية.
كان المطار مقراً لثلاثة أسراب جوية (السرب 678 ميج23 – السرب الثاني طائرات التدريب ال39 – سرب ميج21 غير محدد الرقم). في أوائل عام 2013 سُحبت كل الطائرات من نوع “ال39″ و”ميج21” وتبقى في المطار طائرتا “ميج21” بجانب أعداد من طائرات ميج 23 من عدة طرازات “MF – MS – UB” تقدر بنحو 25 طائرة ومعظمها في حالة فنية سيئة جداً، ما عدا ما بين 2 إلى 4 طائرات تحتاج إلى أعمال صيانة أساسية كي تعود للخدمة، بجانب أعداد من مروحيات “مب8” تقدر ب 15 مروحية، هي أيضاً في حالة فنية سيئة.
أما عن ما استولت عليه المجموعات الأرهابية من عتاد و ذخيرة، فلا يشكل أي نقلة نوعية، حيث استولت على أربعة مدافع ميدان من نوع “M46” من عيار 130 مللم وعربة دفاع جوي ذاتي الحركة من نوع “شيلكا” وراجمة صواريخ من نوع “غراد” بجانب عدد من المدافع المضادة للطائرات من عيار 23 مللم رباعية وثنائية ورشاشات متوسطة وخفيفة وعدد من الشاحنات والذخائر المتنوعة، بجانب عدد من حاويات الصواريخ الروسية حرة التوجيه من نوع “UB-16” خاصة بطائرات الميج 23 وصواريخ الأشتباك الجوي “R24”.
استراتيجياً، نستطيع أن نقول إن أهمية المطار كانت نابعة في الأساس من كونه النقطة الأخيرة للجيش السوري في إدلب، وسقوطه يمثل دفعة معنوية وإعلامية كبيرة للمجموعات المسلحة، خصوصاً لو لاحظنا الترويج الإعلامى الكبير لسقوط المطار والمشاهد المتكررة للطائرات الموجودة بداخله، “والتى لا تمثل في حالتها هذه أي أهمية تذكر”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.