دقائق عسكرية: ملاحظات حول كمين العتيبة

military-minutes-syria-outaibatrap

موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:

شاهدنا جميعا الفيديو الذي تم بثه حول كمين العتيبة. الفيديو ـ ونظراً لأنه كان ليلاً ـ لم يُظهر تفاصيل كثيرة، وفي الوقت نفسه أثار تساؤلات عديدة حول حقيقة ما حدث.
سأتحدث هنا عن بعض النقاط التي أثارها البعض، واتخذوها دلائل على “فبركة” هذا الكمين وعدم صحة تفاصيله التي تم الإعلان عنها.

– الانفجار: كما شاهدنا فإن الانفجار كان مزدوجاً وانطلق من عدة نقاط موازية لمسار المسلحين. من ينتقد رواية هذا الكمين يقول إن الصور التي التقطت بعد الانفجار لم توضح أي حفر ناتجة عن الانفجار أو حروق في الجثث جراء الانفجار.. ردي على هذه النقطة هو أن الانفجارين لم يكن الهدف منهما في حد ذاته قتل المسلحين، لأن القوة الرئيسية في الكمين كانت مجموعة من الرشاشات المضادة للطائرات والتي تم استخدامها في الرمي المباشر على المسلحين عقب الانفجار الثاني وهي مدفعية الشيلكا عيار 23 مللم والرشاشات المضادة للطائرات عيار 14.5..
الأنفجاران كانا بعبوات تي أن تي بداخلها “رمانات” صغيرة تهدف إلى إيقاع أكبر قدر من الإصابات في المسلحين، وبالتالي لم يكن الانفجاران أداة لاستهدافهم بقدر ما كانا وسيلتين لنثر هذه الرمانات في أوسع نطاق ممكن، خصوصاً أن استهداف طابور من المسلحين بهذا الطول يحتاج إلى متفجرات كبيرة وفي عدة أماكن من الطريق، وهذا يفسر غياب الحروق والتهتكات التى تنتج عن الانفجارات..
أيضاً من الواضح خصوصاً بعد الأنفجار الأول أنه حدث في اتجاه موازٍ للطريق، وليس على نفس مسار الطريق، ولذلك وجدنا تحرك للمسلحين بعد الانفجار الأول وبعد الأنفجار الثاني. ما يؤكد هذه النظرية طبيعة الإصابات التي شاهدناها والتي كانت معظمها بالرصاص وبجروح الرمانات المنطلقة من العبوات الناسفة.

– من النقاط التي تحدث عنها البعض ما يتعلق بطريقة مسير المسلحين، حيث قال البعض إن طريقة مسيرهم لا تدل على أنهم مسلحون أو على أنهم متسللون..
هذه النقطة يُرد عليها ببساطة بأن طريقة المسير هذه هي من الأسباب التي تجعلني أصدّق الرواية الرسمية، لأنه وحسب ما هو معروف في مثل هذه الظروف العسكرية يكون مسير المجموعات على شكل صف متباعد المسافات تجنباً لتأثير الألغام والعبوات الناسفة، حيث يتقدم الصف حامل لجهاز كشف عن الألغام. هذا التشكيل يقلل من فرص الإصابة بين أعداد كبيرة من المسلحين إذا ما انفجر لغم، وهذه الفرص تزيد إن كانت طريقة المسير بشكل عرضي وليس طولياً.

– بالنسبة لموضوع موضع الجثث وطريقة اصطفافها على الأرض، فأود أن أشير إلى أن جرافات الجيش السوري قامت بتجميع هذه الجثث فوق بعضها بعد أن قام أفراد الجيش بتجميعها يدويا بشكل طولي على الجانب الأيمن للطريق. ولو لاحظتم ستجدون أن معظم الجثث كانت مرفوعة الملابس للبحث عن أي متفجرات أو أحزمة ناسفة كما جرت العادة في مثل هذه الحالات..
أيضاً تحدث البعض عن غياب الأسلحة الثقيلة في معية المسلحين، وهذه النقطة سخيفة لأنه في عملية تسلل مماثلة لن يكون في حوزة المسلحين أسلحة ثقيلة تعوق تقدمهم أو دبابات تؤدي أصوات محركاتها إلى الكشف عن مكان الرتل.

يبقى السؤال .. لماذا يتكبد الجيش السوري عناء “فبركة” كمين؟
الجيش السوري، خصوصاً على الجبهة الغربية، في تقدم مستمر، وبالتالي لا يحتاج إلى أي دفعة معنوية كما يروج البعض.. قد يكون هذا الكلام صحيحاً لو كان هذا الكمين قبل سنة من الآن، لكن حالياً الوضع لا يحتاج إلى مثل هذه الفبركات التي أثبت بمنطق بسيط جداً أنها غير موجودة في هذا الكمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.