دلونا على السياسي والعسكري

hezbollah-europe1

صحيفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:
هذه العجوز التي تحاول التصابي تريد حجز مقعد لها في عالم غير عالمها، انها أوروبا التي تتقدم بناء على الصدمة، أو تتأخر بناء عليها ايضا .. تحاول القول انها وجدت ضالتها المنشودة في ما اكتشفته عند حزب الله بإعلانها وضع جناحه العسكري على لائحة الارهاب ..
ولقد فتش الحزب عن جناحه العسكري فلم يجده، فعاد إلى قول لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من ان الطفل في حزب الله عسكري، فكان معنى تلك الفكرة ان لا سياسي ولا عسكري في الحزب، هنالك تكامل، فلا السياسي يلبس بذلته الانيقة بربطة عنق وبيده سيجار ويتحدث بالفصحى، فيما يظل العسكري مرتحلا في البراري بلباسه المرقط.
ونحن من جهتنا فتشنا في موضع حساس كهذا، بحثنا بين السؤال والاجتهاد عن السياسي والعسكري فلم نصل إلى نتيجة. قيل لنا لا تتعبوا، ليس هنالك ما يدلل على وجود من هذا النوع، وعادوا للقول هنالك تكامل.
اذن، ارادت أوروبا ان ترضخ لضغطين: اميركي وعربي. فالاميركي لم يمل من ممارسة ضغطه على اوروبا كي تقرر في مصير حزب الله رغم ان الامين العام لحزب الله قال للأميركي حول قرار من هذا النوع ” بلوه واشربوا مياهه”، واليوم دون ان يقول ها هو يكرر اللازمة ذاتها مع أوروبا. اما العربي، فهو الذي رفض وزير خارجيته ذات يوم اي كلام عن توزير حزب الله في اية وزارة مقبلة في لبنان، بل رفض حتى سماع اي ذكر له في مكتبه.
ذهبت أوروبا في قرارها على اساس ان تعيد النظر به كل ستة أشهر .. لقد كان واضحا ضغوطات اميركا كي يجيء الموقف الاوروبي على استحياء الذي يمكن ان يتغير، كما ان يمكن بعد نفاذ المدة تلك ان يضم الى العسكري، السياسي.
لم يغامر الاوروبي كليا في اتخاذ القرار الذي لا يمكن بعده العودة عنه في مناسبات أخرى. واذ لا ننسى الاسرائيلي الذي اغتبط للقرار الاوروبي وتحدث العديد من مسؤوليه وقادته عن سعادتهم به، فلدينا ايضا ما يدعو لوضع اسرائيل على لائحة الدولتين اللتين احرزتا القرار وجعلتاه ساري المفعول.
هذه الأوروبا بأجنحتها المتعددة وخصوصا فرنسا المأكولة اميركيا حتى النخاع، ستجد نفسها بعد هذا القرار بأنها لن تصل الى اهدافها ، ولن تحقق مبتغاها ، ولن تغير من مسيرة هذا الحزب بشيء، فليس له اموال كما قيل لنا في اوروبا كي يتم تجميدها، كما ان الحركة في بلدانها كانت وستظل محسوبة بالقطارة ، ومثلما لم يكن للحزب مغامرات في السابق في بلدان القارة العجوز، فهو لن يفعلها بعد هذا الحسم المضحك.
كل يوم تصغر اوروبا أكثر من سابقه، كأنها تنساق لخسارة ما بقي لها من رونق قديم ومن سحر مس ذات يوم وجوها أحبتها ورأت فيها ميلاد ثقافة واساس سياسة. لن يغير القرار الاوروبي من الواقع شيئا، بل لن يقدم ولن يؤخر، كأنه كتب فوق الماء أو قيل في هواء مفتوح لم يبق منه ما يذكر بحصوله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.