رئيس الجمهورية يُجدّد الدعوة الى طاولة الحوار و»حزب الله» يُلاقيه

 

tawelt hiwar

ـ الجمهورية

جورج شاهين:

يستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتوجيه الدعوة الى إستئناف طاولة الحوار فور نيل الحكومة الثقة والعودة من القمة العربية الدورية، وسط أجواء توحي باكتمال نصابها بعد إستعداداتٍ أظهَرها «حزب الله» للعودة اليها فور توجيه الدعوة، ليبقى السؤال مطروحاً حول موقف «القوات اللبنانية» منها. ما هي التحضيرات القائمة لهذه الطاولة ومستقبلها؟ أبدى الرئيس سليمان امام زواره في الساعات القليلة الماضية، ارتياحه للخطوات التي تلت إقرار مجلس الوزراء البيان الوزاري، باعتبار أنّ ما حصل يؤشر الى مسارٍ جديد لا بدّ وأن تسلكه البلاد بعد عبور أزمات متلاحقة هدَّدت خريطة الطريق التي فتحها تأليف الحكومة بعد 11 شهراً على التكليف. ويقول زوّار سليمان إنّه «ماضٍ في تزخيم الخطوات التي يراها مناسبة لعبور البلاد الفترة الفاصلة عن نهاية الولاية، في جوّ من الإستقرار كان يطمح اليه سابقاً، لو لبّى الجميع دعوته الى تأليف الحكومة الجامعة التي نادى بها منذ أشهر عدة أعقبت اكتشاف حجم العقبات التي حالت دون أن يدخل الرئيس تمام سلام السرايا قبل عشرة أشهر على الأقل».

ويقرّ العارفون بأنّ رئيس الجمهورية عاش أسابيع من القلق والألم راقب خلالها حجم الإهتمام الدولي بلبنان منذ انعقاد «مجموعة العمل الدولية من اجل لبنان» في نيويورك، وخصوصاً أنه لمسَ شخصياً حجم الإهتمام الدولي بلبنان والسعي الى إبعاد الكأس المرّة عنه بعدما طفح كيل الأزمة السورية نزوحاً ونزفاً اقتصادياً ومالياً ومآسي إنسانية لا تقاس، وقد سعى كذلك لتعزيز سياسة النأي بالنفس من دون أن يلاقيه اللبنانيون الذين انشغلوا بمماحكات التركيبة الحكومية على رغم كل المساعي والمبادرات التي اطلقها لتسهيل مهمة سلام، ومن بعدها لتوليد البيان الوزاري، ومن ثم طيّ صفحة الملاحظات الكتائبية التي سينهيها اليوم بلقائه الرئيس امين الجميّل في بعبدا.

وبناءً على ما تقدّم، يستعدّ سليمان وفق زوّاره، لدعوة طاولة الحوار قبل نهاية الشهر الجاري وتحديداً بعد التفرّغ من ملف الثقة، وبعد العودة مباشرة من القمة العربية الدورية التي تعقد اعمالها يومَي 26 و27 آذار الجاري في الكويت، وليحدّد موعد إنعقادها مطلع نيسان المقبل. يُراهن رئيس الجمهورية على التئام الطاولة بنصاب كامل، انطلاقاً من عوامل عدة أبرزها ما أظهرته مناقشات البيان الوزاري لجهة الحاجة إلى البحث في الإستراتيجية الدفاعية و«إعلان بعبدا» تحديداً. ذلك أنّ الطاولة ستبحث في أبرز العناوين التي ما زالت مطروحة على جدول اعمالها والتي تتناول هذه الإستراتيجية الدفاعية بكامل مقوّماتها، والتي تهدف الى تعزيز قدرات لبنان وصموده، وهي قضايا لا تلامس تعزيز قدرات الجيش التي نالت دعماً غير مسبوق وفق المبادرة السعودية المالية من الأسلحة الفرنسية فحسب، بل تتوسع لتمتدّ الى تعزيز قدرات المؤسسات الإقتصادية والسياسية والأمنية والمالية فضلاً عن تحديد السبل للإفادة من قدرات المقاومة. ويسعى رئيس الجمهورية من خلال الدعوة لأن يكتمل الحضور على هذه الطاولة، وهو تبلّغ بشكل من الأشكال أنّ «حزب الله» سيكون أوّل من يلبّي الدعوة بعد تجاوز «خطاب الكسليك» وطيّ صفحته، وقد رصدت دوائر القصر الجمهوري كلاماً واضحاً لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي ابدى استعداد الحزب للنقاش في هذه الإستراتيجية عندما قال «إننا في لبنان معنيون بالحضّ على ضرورة اعتماد خطة وطنية شاملة لمواجهة الارهاب التكفيري، مع مواصلة الحوار حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع في وجه العدوانية الصهيونية».

والى هذه العلامة الإيجابية من «حزب الله»، يجدر بدعاة «إعلان بعبدا» ومؤيديه الباقين، أن يكونوا اول الحاضرين إلى طاولة الحوار. فالإعلان هو من ابرز نقاط جدول اعمالها، وقد تحوّلت مؤسسة وطنية سيسلمها الى خلفه في ايار المقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.