ريف دمشق .. إرهاب صهيوني جديد يؤكد الحقيقة

syria-israeliagression2

صحيفة الوطن العمانية ـ
خميس بن حبيب التوبي:
من بوابة الإرهاب الصهيونية الواسعة والمفتوحة على المنطقة بأسرها، يعاود كيان الاحتلال الصهيوني استباحة السيادة السورية بعدوان إرهابي جديد على مركز البحث العلمي بجمرايا في ريف دمشق، مُوقِعًا العديد من الضحايا الأبرياء، في تأكيد جديد على العلاقة القائمة بينه وبين العصابات الإرهابية والتكفيرية وعمليات التنسيق والتسليح المستمرة، وإعادة التأكيد على أن هذه العصابات المسلحة ما هي سوى أدوات بيد كيان الاحتلال الصهيوني ومن ورائه حلفاؤه وعملاؤه. لكن شتان بين العدوان والإرهابيين، وإن كان القاسم المشترك بينهما هو محاولة رفع معنويات مجموعاته الإرهابية أو بالأحرى أدواته وعملائه، وتقديم إسناد ناري، حيث العدوان الإرهابي الأول جاء إثر الضربة القاصمة التي وجهها الجيش العربي السوري لتلك الأدوات من العصابات الإرهابية في داريا بريف دمشق، وإثر اكتشاف الجيش العربي السوري خلية الموساد الصهيوني التي كانت تعمل برفقة العصابات الإرهابية. أما العدوان الإرهابي الثاني فأتى إثر نجاح الحصار المحكم الذي يفرضه الجيش العربي السوري على عملاء الصهاينة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وذلك بغية تخفيف الحصار وتشتيت جهود الجيش السوري. إلا أن هذا العدوان الإرهابي الصهيوني الجديد يأتي بعد ما تم تذخيره في واشنطن مؤخرًا بقنابل التنازلات بتقديم من لا يملك لمن لا يستحق من الحق الفلسطيني لكيان الإرهاب الصهيوني الذي رأى في صولة الباطل هذه ليس ضوءًا أخضر يسمح له باستمراء الإرهاب وحرق دول المنطقة به فحسب، وإنما قرأ فيه انكسارًا واستسلامًا وذلًّا واستعدادًا للتنازل عن الثوابت والكرامة والأرض و…و…إلخ، من أجل أن يأخذ الإرهاب الصهيوني زمام المبادرة فيقود عملية الحرق والتدمير على سوريا، فحالة الكره والبغض والعداء لدى بعض الأعراب لسوريا بلغت حدًّا لا يمكن النكوص عنه.
إن العدوان الصهيوني الجديد يؤكد أن حلقات الإرهاب قد اكتملت، وأن أطراف التآمر قد وضحت هوياتها، وأن حقيقة التدخل الهادف إلى تدمير سوريا وإخراجها من معادلة الصراع وجعلها دولة مجوفة رخوة، تسيطر عليها الميليشيات الإرهابية المتناحرة، حقيقة لا تقبل القسمة على اثنين، ومن يعتقد بغير ذلك فإنما هو واهم أو مخدوع ومغيب الوعي، انطلت عليه لعبة السياسة القائمة على وضع المبادئ الأخلاقية في قوالب تآمرية استعمارية تدميرية، في حين أن الشواهد تقف مطاولة السماء لا تحتاج عناء تفكير لاستنتاج الحقائق، وليس أدل على ذلك من العراق الذي استخدمت المبادئ الأخلاقية “الحرية، الديمقراطية، حقوق الإنسان” وسيلة لاستعماره وتدميره ونهب ثرواته، وتجويفه من الداخل، فأصبح على النحو الذي نراه الآن، وبالتالي ما يقال عن مطالب مشروعة متمثلة في عدالة اجتماعية ومساواة وغيرهما كل ذلك قد تجاوزه الزمن وتجاوزته الأحداث، حيث تشير بوصلة الأحداث ومسار السياسة الأميركية إلى محاولات مستميتة لوضع المنطقة تحت الوصاية الصهيونية ـ التركية العثمانية، أو المندوبين الساميين لدول الاستعمار القديم ـ الجديد، ولكن بعد نجاح مخطط تدمير سوريا وضرب المقاومة في كل من لبنان وفلسطين المحتلة، ومحاصرة إيران واحتوائها.
إن ما يحسب للمعسكر الأميركي الساعي إلى تقسيم المنطقة والسيطرة على ثرواتها وبالأموال والأدوات العربية والإقليمية “العميلة”، هو نجاحه في تلغيم كل بقعة من المنطقة بألغام الطائفية المدمِّرة، حيث غطى دخان انفجاراتها سماء المنطقة، وبالتالي غطى شمس الحقيقة، فأضحى السواد الأعظم لا يرون أبعد من أنوفهم، وباتت التغريدات والتصفيقات انتشاء بالإرهاب الصهيوني على سوريا حالة استثنائية دون أن يعي أصحابها أنهم يغردون خارج السرب، وأن ما تبقى من فضاء صافٍ يتم ملؤه بكميات هائلة من المتناقضات لتمرير ما يراد من محظورات وملامسة ما يعد خطوطًا حمراء، وأن تفضيل الالتحاف بلحاف العمالة والخيانة لن يترك للنهاية فسحة يردد فيها “أُكِلْنا يوم أكل الثور الأبيض”.
إن إقدام كيان الإرهاب الصهيوني على انتهاك سيادة سوريا ليس اختبارًا عمليًّا على ما أكده الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بأن لسوريا حلفاء لن يسمحوا بسقوطها بيد الولايات المتحدة أو كيان الاحتلال الصهيوني أو الجماعات التكفيرية، بقدر ما هو تأكيد صهيوني على أن ما يجري في سوريا من تدمير وقتل ممنهجين هو مشروع صهيو ـ أميركي لا علاقة له بما يروج عن الحرية والديمقراطية، وأن الذين يقومون بعملية التدمير والقتل هم أدوات تنفيذ المشروع، فكان لزامًا رفع معنوياتهم وعدم الاقتصار على دعمهم بالمال والسلاح، بل بالتدخل المباشر إن لزم الأمر.

 

[googlemap src=”https://maps.google.com.lb/maps?hl=ar&ll=33.541681,36.270676&spn=0.186858,0.363579&t=h&z=12″ width=”500″ height=”300″ ]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.