زياد الرحباني لـ “العهد”: أثق بالمقاومة

ziad-rahbani1

موقع العهد الإخباري ـ
لطيفة الحسيني:
بين جدران عازلة لضوضاء شارع الحمرا، يمضي زياد الرحباني يومياته اللبنانية.. عالم خاص بفنان مسرحيّ مختلف عن الموجة السائدة.. هناك حيث تخيّم السياسة ونقدها، يكافح صاحب “إي في أمل” من أجل مبادئ يؤيّدها الكثير من الرفاق وأوفياء النضال والمسيرة، هي أفكار غدت ثوابت تعكس حال البلد في ظروفه المتبدّلة تكراراً.
الجلوس مع سليل الرحابنة لا يحدّه وقت ولا ملل، الاستماع الى تقييمه لأحوال لبنان وجواره وما أبعد، يطول.. حديث يمتدّ لساعات، يستفيض كثيراً ويتشعّب أكثر.. “لا شيء في لبنان يبعث على الأمل غير الزيت والزيتون” يقول. السواد عموماً يراه زياد للبلد، لا تبدّل في الأوضاع مهما كان مصير الحكومة.. نشرات الأخبار المحلية تزعجه بسبب مبالغاتها الدائمة، ولذلك يفضّل مشاهدة قناتي “الميادين” و”روسيا اليوم”، فيما ينأى عن مواقع التواصل الاجتماعي حتى الآن.. يتحضّر مع بداية العام الجديد، لاستئناف نشاطه الصحافي في “الأخبار” وفي جعبته عشرات المواضيع للمقاومة حصة في الحوار مع زياد، يثق بها، ويحرص على عدم مقاطعة أي خطاب للأمين العام لحزب الله السيد نصر الله، لديه أرشيف خاصّ بكلماته حتى.. ينتظر لقاءه قريباً ليصارحه بالكثير من الامور التي لا يفصح عنها إلّا له.. برأيه وضع المقاومة ممتاز اليوم .. يتتبّع جديد العدو ويتعمّق في تحليل أبعاده.
في السياسة الداخلية، يتوقّف زياد عند مؤتمرات قائد القوات سمير جعجع ساخراً، يعتبره “شخصاً طائفياً ومختلاً”.. تيار المستقبل بنظره “لا يفقه إلا سياسة المال والحسابات”.. معيار الاخلاق يحمل زياد على التشكيك باللواء وسام الحسن، لا يستبعد تورطه في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
الأزمة السورية باعتقاد الرحباني، لن تطول ولن تظلّ مفتوحة وإلّا ستصبح خطرة على المنطقة. لا يخفي تأييده للنظام السوري ولو كان مكانه لفعل ما يفعله اليوم. قلق زياد مصوّب نحو مصر التي قد تتفاقم فيها الأحداث أكثر. الربيع العربي كلمة تزعجه، يكرهها يقول “بلا ربيع بلا بلوط”.
يعلن زياد إعجابه بأداء الوزير الروسي سيرغي لافروف.. ويتأمل بالاتفاق الدولي مع إيران مع تشديده على الهستيريا التي سبّبها لـ”اسرائيل” والسعودية على حدّ سواء.ziad-rahbani
موقع العهد الإخباري التقى الفنان زياد الرحباني، وكانت هذه المقابلة ..

نصّ المقابلة:

 

كيف الحال في ظلّ هذا الطقس البارد؟
أفضل من أي شيء آخر، من حسناته أنه يضفي أجواء نظافة. نظافة تتجلّى من خلال ملازمة الناس لبيوتها هذا بحدّ ذاته ليس سهلاً، هي مناسبة ليراجع فيها هؤلاء الكثير من الامور .. وربما يتعطّل الواتسآب!

أيزعجك هذا البرنامج؟
بجيب بالعامية: لأيّة بلي! اضطُررت في إحدى المرات لإرسال مادة الى أحدهم عبر الواتسآب بعد أن تعذّر ذلك عبر البريد الالكتروني، فمبجرد أن دخلت الى البرنامج وصلتني 73 تحية مباشرة.. بالمناسبة، البطالة تنسجم مع الواتسآب فهو يشجّعها. أشاهد المارة في الشوارع وألاحظ كيف يحنون رؤوسهم وهم مشغولون بالمراسلة عبر الواتسآب الى حدّ أنه قد يحصل تضارب أو احتكاك مع مشاة آخرين دون انتباه ويكتفون حينئذ باعتذار بسيط. ويقولون لك “ما في شغل بالبلد!”(ساخراً) .. عن بعد تظنّهم يابانيين وعن علو يظهرون وكأنهم في شوارع طوكيو حيث ينشغل الناس بمتابعة أعمالهم على أجهزتهم الخلوية المتطورة!

ما رأيك بتغطية الاعلام للعاصفة التي ضربت لبنان مؤخراً؟
هناك مبالغة وتهويل كبيران.. لديّ صديق موسيقي من هولندا موجود حالياً في لبنان، قال لي “وهل تسمّون هذه عاصفة؟ في هولندا يقتل نحو عشرين شخصاً بسبب عاصفة ثلجية!”. قاطعتُ شاشات التلفزة بسبب العاصفة.

كيف تصف علاقتك اليوم بالاعلام الالكتروني؟ هل لديك صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
حتى الآن ليس لديّ أي صفحة رسمية على الانترنت، لكنّي أعمل على إنشاء واحدة قريباً.

لماذا توقّفت عن كتابة المقالات في صحيفة الأخبار؟
بسبب انشغالاتي بالمسرحيات والأعمال الفنية، بعد رأس السنة سأعود للكتابة وللغاية حضّرت الكثير من المقالات والمواضيع.

ما الذي شجّعك على الكتابة مجدّداً في الصحيفة؟
برأيي كتابة المقالات هي وسيلة للتعبير خالية من التعقيدات كما الحال في المسرحية.. يطالبونني اليوم بالاعلان عن هذه الآراء صوتياً عبر الاذاعة، وهو أمر وارد جداً وأنا أعمل على هذا الموضوع لتأسيس محطة إذاعية، وقد زرت مراجع وسياسيين استعداداً لذلك.

هل أنت راضٍ على ما يقدّمه الاعلام في لبنان؟
الاعلام اللبناني “وصفة” للديمقراطية والحرية الشخصية والتعبير عن الرأي والغرافيتي .. لا أتابع كثيراً النشرات الإخبارية المحلية، لكنّي أشاهد قناتي الميادين وروسيا اليوم والمنار أحياناً وفي بعض الأوقات الـ MTV.. وأستمع في سيارتي الى إذاعة النور.

هل لديك برنامج مفضّل تحرص على مشاهدته دائماً؟
هناك برنامج بموضوعية لكن ليس بسبب مقدّمه وليد عبود بل استناداً الى الضيوف.. عبود مسكين، إلّا أنني مع الوقت تأكدت أنه أفضل من جورج صليبي الذي يقلّ أدبه على الوزراء والنواب، أما مارسيل غانم فهو نموذج ينسخه الآخرون، حلقات برنامجه “كلام الناس” تشبه الجلسات التي تحصل في الصالونات.. التقيت مرة ببيار الضاهر فسألته “ما هي الفائدة من اعتماد اللون الواحد وأنتم تدّعون أنكم تحاولون نزع الصبغة المسيحية عن محطّتكم؟ لماذا هذه اللهجة الكسروانية الطاغية في أكثر من برنامج وأنت بالاساس من الشمال؟”، فأجابني مستغرباً: “هل فعلاً يحصل هذا؟”. هو لا يتابع في محطته إلّا الأخبار ونسبة مشاهدة الجمهور للقناة لأن همّه الشاغل الوليد بن طلال وسمير جعجع هذان الشخصان يملآن وقته فمتى سيعرف ما الذي يجري في الـLBC؟ تتكلّم معه وهو يفكّر في موعد الجلسة القضائية في قصر العدل المخصصة للنظر في قضيتيه ضدّ بن طلال وجعجع! إدارة المؤسسة اللبنانية للارسال تريد من كلام الناس أن يكون ترفيهياً.
يستفيض هنا: معقول جورج صليبي! أشعر أن حالته في المدرسة كانت “بالويل”. يضحكني كثيراً فيصل القاسم بأسلوبه، يشبه أحد الممثلين الفرنسيين المتوترين دائماً.. سامي كليب من أفضل الاعلاميين، يعجبني أيضاً عباس ضاهر وعمرو ناصيف هما من المحاورين الجيّدين.. عماد مرمل “بجنّن” وبتول أيوب ممتازة. على صعيد الصحافة المكتوبة جان عزيز جيد و”كويّس” وأنسي الحاج أقرأه دائماً. “على فكرة”، صحيفة “النهار” “شو هالوكر”، إنه وكر يغطّي سياسة “الامريكان”.

كيف ترى مستواها؟
كما كان يجب أن يكون في بداية الحرب.. طموحات كريم مروة والياس خوري القصوى كانت الوصول الى “النهار”.. لم أكن أتصور أن يحصل بهما هكذا.

ما رأيك بأوضاع البلد؟
لا تبدّل بالوضع القائم حالياً.. يتردّد على مسمعي أن هناك محاولات اغتيالات وبعض الحوادث الأمنية التي قد تحصل من الآن وحتى أواخر كانون الثاني .. ما جرى عند الحدود اللبنانية الفلسطينية من إطلاق نار مثال (الاسبوع الماضي)، وارد جداً أن تكون بعض المنظمات غير المعروفة وراءها ويراد منها توريط حزب الله .. الحزب يدرك جيداً أنه لا يمكن البناء على كلّ الكلام الاسرائيلي .. ما أُعلن في “اسرائيل” عن دراسة دقيقة لموكب السيد حسن نصر الله وسهولة استهدافه من الجوّ إرهاب حقيقي رغم أنني أشكّ في كونه تهويلاً..
وضع المقاومة ممتاز ورسالتي للسيد حسن : الله يحميك

بماذا فكّرت عندما سمعت بنبأ اغتيال الشهيد القائد حسان اللقيس؟
شعرت أنه ورغم كلّ هذه “العجقة” الأمنية التي يوفّرها عدم وجود الدولة تاريخياً بسبب الانكشاف المخابراتي وتصفية الحسابات، قد يكون أصحاب الملك عادوا الى العمل كما الحال أثناء حرب 1975، حينها كنّا نستقيظ على خبر تفجير أحد المحال بسبب خلاف بين المالك والمستأجر.. لكن الوضع المعقّد هذا ليس شبيهاً الى هذا الحدّ بتلك الحقبة لأن هناك عنصراً جديداً دخل على الخطّ وهو المقاومة التي بالمناسبة لا تتوقف جهوزيتها.

كيف تقيّم وضع المقاومة اليوم؟
ممتاز .. وصلت الى حدّ أن “اسرائيل” باتت تخشى جهوزيتها. هي تقول للاسرائيليين: نحن لا ننساك لا بمفاوضات ولا بتهديد. أثق بالمقاومة وقدراتها على ردع العدو .. هي مستعدة لأن يكون لديها نقص بشري في سوريا مقابل عدم التفريط بمواجهة “اسرائيل”، وإلّا لم بحوزتها السلاح!
تواظب على الاستماع الى خطابات السيد نصر الله؟
نعم بالتأكيد، واذا تخلّفت عن ذلك بسبب عدم علمي بخطاب مرتقب للسيد نصر الله، أحرص على معاودة مشاهدة الخطاب كاملاً .. حتى أنني أحتفظ بخطاباته المتلفزة في أرشيف خاص.
ما هي رسالتك للسيد نصر الله في هذا الظرف؟
الله يحميك، وهناك أمور لا يمكن الافصاح عنها الا له شخصياً.
التقيتَ به؟
حتى الان لا، لكنني موعود بزيارته قريباً وطبعاً متى تسمح ظروف البلد.
هل تشاركك الوالدة (السيدة فيروز) في تأييدك لمواقف السيد نصر الله؟
فيروز تحبّ السيد حسن كثيراً، مع العلم أنها ستعتب عليّ كما المرة الماضية عندما ظهرت في مقابلة تلفزيونية، وكشفتُ عن بعض الامور الخاصة بها وقاطعتني حينها (مبتسماً).

 

زوبعة التكفيريين والأزمة السورية

ماذا عن الموجة التكفيرية التي تجتاح المنطقة وخصوصاً سوريا ولبنان؟
“بدّا رأي هيدي”! هناك شيء مفقود، أستغرب كيف يقف الغرب مع هذه المجموعات ويعمل على تجميعها في سوريا ويشجّعها ضدّ نظام بشار الاسد وفي الوقت نفسه يشترط على الأخير القضاء عليها.. قرار الولايات المتحدة بوقف إمداد تلك المجموعات يأتي في إطار علامات التخلّي الامريكي عنها.
هل تعتقد أن الأزمة السورية ستطول؟
أنا لا أشعر بهذا رغم أن البعض يقول إن الأزمة مفتوحة.. لا أعتقد أنها ستظلّ كذلك، قد تحسم الامور خلال 6 أو 7 أشهر، وإذا استمرّت مفتوحة فتصبح خطرة على الجميع، على روسيا وأمريكا، وبالتالي يدخل عليها عناصر جديدة، هذه طبيعة التاريخ، فمثلاً قد يفكّر أناس جدد باستيراد السلاح..
ينتقل هنا للحديث عن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع: “بعدين” كيف لجعجع أن يرقد الى هذا الحدّ؟ كيف له ألّا يتناول السيد نصر الله خلال الفترة الأخيرة فهو ينتظره ليتكلّم ولا يقبل إلّا أن يرد عليه هو شخصياً! (ساخراً) وكأنّ السيد حسن يسأله قبل كلّ خطاب “هل لي أن أتكلّم؟”. (يضحك)
مؤخراً ظهر محقق دولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتحدّث عن دور للواء وسام الحسن في الاغتيال، ورغم هذا خلص الى أن حزب الله قد فعلها، هل تصدّق أن الحسن قد يكون متورطاً بالجريمة؟
الحسن “بيعمل ربّا”، هذا الامر قابل للتصديق فعلاً .. أي أحد لا يتمتع بالأخلاق يمكن التصديق بأنه يقدم على ارتكاب جريمة.. لا مفاضلة بين الحسن وحزب الله ، أنا أشكّ بديهياً بالأول .. حزب الله لديه أخلاق ولا يستطيع الإقدام على هكذا أمر بهذا الحجم، فهو يلتزم بموضوع حرمة قتل الناس، حتى أنه يفكّر كثيراً قبل استهداف المدنيين في “اسرائيل”.. تبيّن من خلال الحرب في العام 2006 أن الحزب يتمتع ببعد تفكير.
عندما تنظر الى مشاهد الاعتداءات على المقدسات الدينية في سوريا واستهداف الكنائس والجوامع وصولاً الى اختطاف راهبات معلولا، هل تشعر أنه لا يمكن التحكم والسيطرة على التيار التكفيري هذا؟
المسألة تتعدى الرمزية الهامة للمقدسات، هؤلاء يريدون القول “إننا تعرَضنا لأعلى مقام لديكم”، وينتظرون الردّ عليهم .. للمفارقة، جعجع يصمت الآن إزاء قضية الراهبات المختطفات، من الواضح أن لا دور له سوى انتقاد السيد حسن.
تتخوف على الوجود المسيحي في الشرق؟
لا بل أتخوّف على وجود المسلمين الشيعة المستهدفين بشكل خطر اليوم الى أحد أنه سيُعمل لاحقاً على نبذهم .. لا أحد في الاساس متنبّه الى المسيحيين، الدول تتوقع هروبهم من المنطقة خاصة أنهم يفتقدون الى القوة العسكرية.. الغرب يسعى الى إثارة الفتنة بين المسلمين فهذا أفضل من الدخول في معركة معهم. استناداً الى مجريات الأزمة السورية،
تبيّن أن الغرب يفكر انه لا يمكن الوثوق بالمسلمين ولا سيما الحركات السلفية.

 

السياسة اللبنانية: جعجع.. الجيش .. الرئاسة الأولى

هل استمعت الى جعجع مؤخراً عندما تحدّث بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان؟
المناسبة “بتجنّن”!

ما هي مشكلتك مع جعجع؟
هو شخص طائفي وعنصري ومختلّ.. أشعر حقاً أنه مختل.. هناك شيء في الفلسفة اسمه علم الفراسة (تحليل الشخصية من خلال تصرفاتها وأفعالها وحركاتها)، استناداً الى هذا العلم أتأكد “أنو مش مزبوط”، لديه مشكلة مع المرأة وهذا ينعكس عدائية مع محيطه.. تستطيع أن تكتشف ذلك من خلال طريقة تحريك رقبته. يعاني من عجز ويريد أن يظهر بمظهر البطولي، وهو يتعمّد الاشارة الى أنه يتمتع بصلابة الموقف.. بالمناسبة، على طريق المتن الشمالي، وضعت “القوات” لافتة كتب عليها: “القوات اللبنانية صلابة في الموقف”، وهي تُضحك كلّ من يمرّ في المنطقة ويلتفت إليها. لو لديّ وقت لكنت تصفحت موقع القوات الالكتروني وما ينشر فيه لأتسلّى لكنني لا أتصور أن هناك غير “القوات” يتابعه.. “القوات” باتت منقسمة على بعضها بعضا، لديهم اليوم حركة تصحيحة.. بعد أن كانوا يعتاشون من الحرب.

هل ترى أن هناك ما هو مشترك بين جعجع والتيار التكفيري السائد اليوم؟
جعجع ينتهج سياسة الالغاء والاقصاء.. بالتأكيد هو تكفيري أيضاً بقالب مموّه وتحت عناوين مضادّة كحبّ الحياة.. سابقاً، استهدف تمثالاً للسيدة العذراء.
تابعت ما حصل في الجامعة اليسوعية والتحريض المذهبي وخطاب القوات فيها خصوصاً بعد إعلانها الفوز في الانتخابات الطلابية؟
كيف فازوا؟ شهادتُ نديم الجميل عندما زار الطلاب إثر الحادثة، إنها مناسبته الوحيدة ليتكلّم. في السياسة، لا يمكن أن يفوّتوا هكذا إشكال، هم يعملون على إشاعة جوّ يقوم على أنهم الوحيدون الذين يريدون حماية المسيحيين منذ بداية الحرب، وفي هذا الاطار، تأتي كلّ محاولات تصفية شخصيات خارج تنظيمهم، رافضين الاخر، حتى أنهم لا يتقبّلون جعجع.
تابعتُ ظهور العميد الياس حنا وشرحه العسكري للاشكال الذي وقع في اليسوعية.. لماذا يُقدم على ذلك فهو كان طيلة حياته ضيفاً على كلّ الشاشات؟ من الطبيعي أن السبب يكمن في تلقيه راتباً ثابتاً.

كيف تقيّم أداء تيار المستقبل؟
أين أصبحوا؟ تاهوا كثيراً وبات هذا الضياع ينعكس أخطاءً، لأنهم لا يتمتّعون ببعد سياسي ولا بانتماء.. لا يفقهون سوى لغة المال والحسابات .. للمرة الأولى، أشعر بأن وضع منطقة السوليدير “يقطّع” القلب، هي جزء من بلدي وليلاً لا أرى أحداً فيها.

هل يتحمّلون مسؤولية تسلّل الجماعات التكفيرية الى لبنان؟
اذا ثبت أنهم يطالبون برواتب للمتورطين في ملفّ نهر البارد، يمكننا الشكّ بذلك، لكني لا أشك كثيراً رغم أن مجموعات نهر البارد تعتبرهم فاجرين.. قد تجوز هذه المطالبة، حتى لا تعتبر التيار فاسقاً، وقد يجوز أن الأخير يشتري تلك المجموعات على غرار ما تفعله السعودية مع الجماعات التي تدعمها والقائم على أن القبول بكلّ ما تقدم عليه المجموعات شرط ألًا تقترب من المملكة، وإلّا كيف “فاكين” عنها.. أنا مقتنع بأنهم سيعودون إليها وهذا رأي الامريكي. أظنّ أيضاً أن السعودية تعرف الولايات المتحدة أكثر من أي أحد آخر.. الملك السعودي وحاشيته يحاولون استغباءنا .. نسمع المسؤولين الامريكيين يدعون السلطات السعودية الى منح المرأة حقوقها ومنها قيادة السيارة.. ما يقلق الأمريكيين في السعودية فقط هو حرمان المرأة من قيادة السيارة!

ما هو تأثير غياب وهجرة النائب سعد الحريري الى باريس والرياض على المشهد المحلي؟
له إيجابيات.. هذه الهجرة فضحته وبيّنت كيف أن فؤاد السنيورة يتذاكى ويدّعي معرفته بكثير من الملفات.. هم “طشم” بالمرة.. أثناء أحداث عبرا، سمعته يقول إن المسيحيين ضيوف على صيدا.. هذه هفوة لا تغتفر، كما حصل سابقاً مع جبران تويني عندما شبّه جمهور حزب الله بالغنم، هذه أيضاً عبارة لن تنسى..

ماذا عن التيار الوطني الحر؟
لدي مآخذ عليه، تتمحور حول كيف يفكّر أن يستمر بعد الجنرال ميشال عون الذي أسّس تياراً يسمح أن تنضمّ إليه وفي الوقت نفسه أن تكون منتسباً لأي حزب آخر حتى لو كان “الكتائب”. انتهى التيار الى أن جمع فادي عبود مع شربل نحاس على طاولة واحدة!

بالانتقال الى الجيش ، كتبت في 20 حزيران الماضي مقالة خصّصتها للجيش تحت عنوان “أمر اليوم (الأمس وغداً أيضاً)”، أنت مطمئن الى وضع المؤسسة العسكرية؟
الجيش مقيّد اليوم، وسياسة التضييق عليه ستستمر حتى ينقسم وهذا ما أخشاه.. ومن يمارس هذه السياسة يغامر كثيراً .. العماد جان قهوجي ممتاز وصاحب نخوة اتخذ خطوات جريئة في موضوع أحمد الاسير خلافاً لقرار رئيس الجمهورية.

يعجبك أداء رئيس الجمهورية؟
عم تسأليني؟ لا جواب.

تفضّل العماد اميل لحود أو العماد ميشال سليمان؟
لحود رغم لدغته .. قلبه قوي وهو من برج الجدي بالمناسبة..

تتداول الأوساط احتمال التمديد للرئيس سليمان، تؤيده؟
لشو؟ مهما كان الشخص الذي سيصل الى سدة الرئاسة لن يتغيّر وضع البلد شُكّلت حكومة أم لم تشكّل.. يهمني التركيز على الطبقة العاملة في لبنان التي بدأ يتسلّل اليها النزوح السوري لكن مع هذا، لن تتبدّل الامور كيف سيحصل ذلك اذا كان التاجر يملك معملاً للشوكولا ويستورد شوكولا أيضاً! تاجر وصناعي في آن معاً!

أين دور الاحزاب اليسارية اليوم؟
هذه الاحزاب قرّرت أن تبقى في وضعها الحالي، “صغر عقل”.. هناك شخص يدعى خالد حدادة لا يستطيع أن يظلّ في الحزب الشيوعي الّا أميناً عاماً، وهو الى جانب أشخاص في المكتب السياسي، يشطبون أي اسم جديد يحاول الانتساب وحتى أي اسم قديم يريد العودة . تطرقت في إحدى المرات اليهم، قاطعوني ، اعتقدوا أنّي وابراهيم الأمين طامحان الى موقع أو منصب ما، وصولاً الى الاذاعة. العلاقة معهم مقطوعة. لم يبق من الحزب إلّا الاذاعة .. يريدون أيضاً التخلص من الصحيفة (الأخبار) لأنها أنجح من الحزب .. لا يستطيعون ممارسة أي دور اليوم.

الهوية اللبنانية: زيت وزيتون
 

ما تنبأت به للبنان في مسرحياتك السياسية تحقّق.. (يقاطع)
أؤمن أن كلّها مصادفات ليس إلّا.

تقول في إحدى المقابلات “في مرحلة معينة عدم التعبير عن الانتماء العربي كان شواذاً”، أتتخذ موقفاً عروبياً حَرَجَاً؟
أعبّر عن موقفي انطلاقاً من السؤال الاتي “نحن ماذا بالنسبة للغرب؟”، يجب علينا أن نثبت هذه العروبة ولا ننكر أصلنا، ولا نخجل به..

تؤمن بمقولة ليس لدينا سوى هذه الارزة؟ ماذا لدينا في لبنان يدفعنا الى الامل اليوم؟
هي مقولة جاءت في إطار مسرحية لا أكثر.. في لبنان ، لدينا زيت وزيتون “هو مناح”، لم يفسدهم الاصلاح ولا التغيير ولا “سوليدير”.

هناك رأي يشجع الشباب على الهجرة حتى لا يكون وقوداً لأي حرب مقبلة في لبنان، تتبنّاه؟
هذا الكلام خيالي ولا يمكن تحقيقه.. أين يذهب كلّ هذا الشباب .. ومن قال من بقي في لبنان لم يحاول؟ أنا أعتقد أن هذا الموضوع سيشكّل تحدياً لحزب الله تحديداً في المستقبل لأن الحياة اليومية أقوى من تحرير الارض.” قليلة” هناك ثلاث وجبات طعام في النهار؟

تقول “خلّي إيدك عالهوية وشدّ عليها قد ما فيك”، ماذا بقي من الهوية اللبنانية؟
هي الجملة الايجابية الوحيدة في أغنية ” يا زمان الطائفية”، لم يبق شيئاً من هذه الهوية..يحافظون عليها في المناسبات والأعياد.. أيعقل أن المواطن اللبناني يرضى بسبّ بلده ويعيش فيه في الوقت نفسه؟ هذا نادر ، فهو يشتم تركيبة الدولة من أساسها.

بلا ربيع عربي بلا بلوط!

ما هو موقفك ممّا يسمى الربيع العربي؟
“بلا ربيع عربي بلا بلوط!” أنظروا الى مصر كم تحتاج من الوقت لتقف من جديد. الأزمة المصرية ستتفاقم حتى تُحلّ، قد تحتاج الى ستّ أو سبع سنوات ليعود الاستقرار الى هذا البلد.

تؤيد حكم العسكر؟
أفضل من الوضع الحالي، أنا متهم بتأييد حكم العسكر . عندما يتدخل العسكر ويقف الى جانب الشعب، تُحلّ الأزمات.

البعض ينتقدك لتأييدك النظام السوري؟
اذا كنتُ مكانه لفعلت الامر نفسه.. لم تندلع الأزمة في سوريا بسبب مظاهرة في درعا، لكنّها كانت تحتاج الى أن تنطلق من مكان ما فاختيرت درعا القريبة من الحدود الاردنية، وبالمناسبة الاردنيون جماعة “متل الفلّ!”. لماذا لا يتمّ التركيز على دور الاردن في هذه الازمة خاصة أنها مركز غير آمن إطلاقاً، فالاستخبارات الاسرائيلية تجري تحقيقاتها في الاردن. أتصور أن هذا البلد يعرف أن المفاوضات الفلسطينية والاسرائيلية ستنتهي على أراضيه.
 
بدأ في الاونة الأخيرة الحديث عن تحالف سعودي إسرائيلي أتظنّه واقعياً؟
أنا أصدقه وهو موجود.. دور السعودية في لبنان وسوريا لم يكن هكذا سابقا.
 
لا يزال هناك مكان للقدس والقضية الفلسطينية؟
بالطبع هناك مكان ولا سيما أن الاسرائيليين يواصلون مشاريع الاستيطان . أظن أن المفاوضات لن تنجح طالما أن وزارة الحرب باقية . وصحيح ما قاله (الامام) الخميني أن “اسرائيل” غدة سرطانية.

هل يعجبك الدور الروسي في المنطقة اليوم؟
“فظيع”. من الجيد أن الروس موجودون اليوم . لست معجباً بالرئيس فلاديمير بوتين بقدر إعجابي بالوزير سيرغي لافروف.

برأيك الاتفاق الدولي مع إيران مفيد؟
عظيم. هذا الاتفاق هزّ “اسرائيل” والسعودية على حدّ سواء.

على الهامش

ما هي الانطباعات التي تكوّنت لديك عندما شاهدت وصية الشهيد مهدي ياغي التي انتشرت بشكل واسع على اليوتيوب؟
“شو هالشاب هيدا”.. كم هو حقيقي. لم نعتد سماع هكذا لهجة مع استشهاد، “فظيع”!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.