سوريا والعراق: نحو طيّ مراحل صدّام والإحتلال والإرهاب

موقع الخنادق:

في زيارة هي الأولى لمسؤول عربي على هذا المستوى منذ العام 2011، والأولى لرئيس وزراء عراقي منذ العام 2010، زار الرئيس محمد شياع السوداني سوريا منذ أيام، التي التقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد. فكانت زيارةً مليئة بالدلالات والمواقف، يأتي في مقدمها تأكيد الدولتين على التنسيق والتعاون المشترك، أمنياً واقتصادياً، بعدما جمعتهما خلال السنوات الماضية، ساحة المواجهة ضد تنظيم داعش الوهابي الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

 

وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال الرئيس محمد شياع السوداني أن الأمن والاستقرار في سوريا والعراق يدفعان نحو مزيد من التنسيق الثنائي لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكداً على أن العلاقات الاقتصادية بين بغداد ودمشق ستتصدر المباحثات. كما ذكر بأنهما ناقشا كذلك سبل مكافحة الجفاف في البلدين، الناجم عن تراجع هطول الأمطار وتغير المناخ، وبحثا تأمين الحدود المشتركة التي تمتد الى حوالي 600 كيلومتر في ضوء التهديدات الأمنية، بما في ذلك الناتجة عن مسلحي داعش، واتفقا أيضاً على تعزيز التعاون للحد من تهريب المخدرات.

 

وأعاد السوداني التأكيد بأن بلاده تدعم رفع العقوبات المفروضة على سوريا، من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية منذ 2011. مبيّناً بأن سوريا لها مكانة خاصة في قلوب كل العراقيين، وأن الشعب العراقي يعتز بصمود الشعب السوري في مواجهة أعتى هجمة إرهابية تعرّض لها. مجدداً موقفه الرافض للاحتلال الاسرائيلي في سوريا وفلسطين ولبنان.

 

الرئيس الأسد: التحية للجيش للعراقي وللحشد الشعبي

 

أما الرئيس الأسد، فقد وجه خلال حديثه في المؤتمر، التحية للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، اللذان قدما التضحيات وسطرا أروع الانتصارات بالتعاون مع الجيش السوري والقوات الرديفة. وليست هي المرة الأولى التي يحيي فيها الرئيس الأسد الحشد الشعبي، فقد سبق له أن كرّم رئيس أركان الحشد عبد العزيز المحمداوي “أبو فدك”، عبر وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف، لدور الحشد الكبير بدعم الشعب السوري في مواجهة آثار الزلزال الذي ضرب البلاد شباط / فبراير الماضي.

 

وبالعودة الى الزيارة، فقد اعتبر الرئيس الأسد بأنها تشكل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية. معتبراً بأن كلًا من سوريا والعراق لم يسمحا على مدى عقود بانطلاق علاقتهما كما يجب، في إشارة الى حقبة حكم صدام حسين، وفترة الاحتلال الأمريكي للعراق ما بين عامي 2003 و2011. مبيناً بأن هذه الزيارة تشكّل فرصة لبناء علاقة مؤسسية، وتحقيق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي بين البلدين. مضيفاً بأن العراق كان هو صوت سوريا في المحافل العربية والدولية رفضا للعدوان عليها.

 

وشدد الرئيسان على أن وقوف العراق وسوريا إلى جانب بعضهما في مختلف الظروف كان ترجمة حقيقية للعلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين، مؤكدان على مواصلة تطوير هذه العلاقات على المستويين الرسمي والشعب.

 

أبرز مجالات التعاون

 

ويمكن للدولتين التعاون فيما بينهما في العديد من المجالات أبرزها:

 

_ العمل على إعادة فتح خط أنابيب مشترك لتصدير النفط من البحر المتوسط، وهو ما قد يساعد العراق على تنويع مسارات صادراته. كما سيساهم في تأمين بعض ما تحتاجه سوريا من النفط، وربما تأمين ما يحتاجه لبنان أيضاً.

 

_التبادل التجاري والنقل والصناعة، خاصةً عبر تأمين المعابر الشرعية بين البلدين.

 

_ مكافحة المخدرات في البلدين، لما باتت تشكله من تحد كبير لهما. فمنذ أيام، تم اكتشاف مصنع للبنتاغون في منطقة المثنى، في حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ العراق.

 

_التنسيق الدائم في مختلف القضايا السياسية.

 

_الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.