صفعة لبنانية للمطبعين.. وللعدو الإسرائيلي

موقع قناة المنار-

ذوالفقار ضاهر:

برز مؤخرا مقاومة الشاب الرياضي اللبناني شربل ابو ضاهر والشابة اللبنانية ناديا فواز، للتطبيع مع العدو الاسرائيلي عبر انسحابهما من بطولتين للالعاب القتالية والشطرنج أقيمت في العاصمة الاماراتية أبو ظبي، وهذا الموقف المشرف والطبيعي من الشابين لاقى إشادة مميزة من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أكد ان “.. هذا موقف وطني وبطولي ونفتخر به وهذا يعني ان المقاومة عابرة للطوائف..”.

ولا شك ان ما قام به كل من ابو ضاهر وفواز هو أمر بديهي لكن محل تقدير وافتخار، بديهي وطبيعي من أناس وطنيين أحرار يدركون ان “اسرائيل” هي عدو لبنان لانها احتلت أرضه واعتدت عليه وقتلت أهله، كما فعلت مع الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية منذ عشرات السنين وحتى اليوم، كما ان هذا الموقف للبطلين الرياضيين اللبنانيين يجب ان يكون محل تقدير وهو كذلك لانه يأتي في ظل حملة مستعرة صهيونية وغربية بمساعدة جهات اقليمية تستهدف الشعوب العربية عبر محاولة الايحاء ان العدو الاسرائيلي هو “حمل وديع” والعمل ليل نهار على تلميع صورته في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وعبر فتح قنوات التطبيع الرياضية والثقافية والاقتصادية معه، واستغلال التطبيع الخليجي سواء عبر الامارات والبحرين او غيرهما لتمرير هذا المخطط الخبيث لايقاع شباب وشابات هذه الامة وشعوبها في خطيئة العلاقة مع العدو.

فرغم كل الظروف المحيطة بالواقع اللبناني ومحاولة تشويه صورة كل من وقف ويقف ضد العدو الاسرائيلي ويعرقل المؤامرات التي تستهدف الامة، لا نزال نجد ان الغالبية الساحقة من اللبنانيين تدرك وتعي بقوة ان الخلافات الداخلية السياسية وحول مجمل الاوضاع الاخرى لا تضيع لديهم البوصلة ولا تجعل من العدو الاسرائيلي حالة طبيعية يمكن التعامل معها او مع المستوطنين في هذا الكيان الغاصب تحت أي عنوان من العناوين، ومن يستضيف البطولات الرياضية ليدفع اللبناني او الفلسطيني او السوري والعراقي لملاقاة الاسرائيلي الصهيوني، يعرف ان ذلك هو بوابة طبيعية للتلاقي مع العدو وان النزال الرياضي معه سيفتح الابواب لاحقا لملاقاة بأشكال اخرى، فهم يعمدون لبث هذا السم التطبيعي في الشكل او القالب الناعم سواء أخذ شكلا رياضيا او ثقافيا او غيرهما.

حول كل ذلك قال رئيس “الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع” وعضو “حملة مقاطعة داعمي اسرائيل” د. عبد الملك سكرية “ما أقدم عليه شربل وناديا عمل جيد وممتاز ونباركه، علما ان هذه الخطوة بديهية وطبيعية لان لبنان يعتبر اسرائيل عدو ويوجد قوانين تحكم هذا الامر ويوجد مكتب رسمي في وزارة الاقتصاد لرصد اي تواصل مع العدو”، وأكد “نحن نحيي شربل وناديا وكل الرياضيين الذين يمتنعون عن اللعب مع الصهاينة، لان هؤلاء شباب يافعين متحمسين في بداية طرقهم الرياضي ويطمحون لنيل اللقب ولذلك عندما ينسحبون فهم بحاجة للدعم والاحتفاء والتأكيد على صوابية واهمية ما قاموا به من مقاومة للتطبيع”، ولفت الى ان “العامل النفسي والاحتضان هو لتوعية كل الجيل الجديد، كما انه يساهم برفع معنويات هؤلاء الابطال كي يدركوا ويلمسوا بأهمية ما فعلوه وانهم ليسوا لوحدهم بل ان الراي العام يرحب ويدعم وهذا موقف عامة الشعوب وليس فقط القانون”.

وأشار سكرية في حديث لموقع المنار الى ان “واجب كل عربي ومسلم ان يمتنع عن التطبيع مع العدو وان يمارس فعل المقاطعة بكل اشكالها من الرياضة الى الاعلام والثقافة وغيرها”، وتابع “على الرياضيين العرب من الدول التي تعترف بكيان العدو ان يرفضوا اللعب مع الاسرائيليين”، واكد ان “على الشعوب ان ترفض التطبيع كما يحصل مع الشعوب العربية”، واوضح ان “من يقوموا بالتطبيع هم قلة وعلى الارجح ان هؤلاء من الموظفين الذين طلب منهم القيام بذلك وهؤلاء لفظهم المجتمع المحلي”، وشدد على “نشر ثقافة المقاطعة ورفض التطبيع والممانعة والمقاومة لان العدو هو عدو كل الامة ولذلك واجب على كل عربي وحر ان يقف بجانب الشعب الفلسطيني وان يدافع عن فلسطين، فمن يدافع عن فلسطين فهو يدافع عن بلده وارضه أيضا”.

وقال سكرية إن “العدو يستغل الالعاب الرياضية ويحاول ان يفصل الرياضة عن السياسة، فهو يريد من خلال التطبيع الرياضي تبييض صفحته وصورته امام الرأي العام العالمي والتغطية عن جرائمه اليومية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ليظهر امام العالم انه كيان طبيعي وان العرب والمسلمين يعترفون به من خلال الرياضة وغيرها من الاشكال”، ونبه من ان “المصافحة اعتراف لذلك فالمقاطعة هي فرض واجب”.

من كل ذلك ندرك مدى أهمية ما فعله الشباب اللبناني عبر شربل ابو ضاهر وناديا فواز، وكيف ان هذا الشباب وجه صفعة جديدة قوية للعدو الاسرائيلي ومن خلفه المطبعين العرب ممن يرتمون بأحضان أعداء الامة، يبقى انه يجب التنبه ان هؤلاء سيواصلون المحاولات لاختراق بنيان الأمة وشعوبها ولا سيما شبابها بشتى الوسائل، وستبقى المواجهة قائمة ومفتوحة بين أحرار الامة من جهة ومن جهة اخرى بين العدو الصهيوني وأدواته من الأنظمة المطبعة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.