طاولات التآمر الغربي تتبعثر.. وقواعد اللعبة تتغير- حسين صقر

arabic-summit-syria

صحيفة الثورة  السورية ـ
حسين صقر:
الطاولات التي فردها الغرب وعملاؤه في المنطقة، وملأ سطوحها بالكؤوس كي يشربوا نخب الانتصار على سورية، تبعثرها المفاجآت المنحدرة من جبهات الميدان، حيث بات من المؤكد أن اي خطوة يريد أولئك استكمالها لقلب الموازين على الأرض مجرد خيال، لأننا الآن أمام تحد حقيقي لاجتثاث إرهاب «داعش» الذي يتجه نحو الهزيمة باعتراف بنتاغون أوباما الذي جاء متأخراً، و بذلك تكون المناطق التي سيطر الجيش العربي السوري عليها مواد أساسية على طاولات المفاوضات وليس طاولات الكؤوس.‏

فمنذ البداية لو عملت أميركا على تقريب وجهات النظر، والتزمت المعايير الصحيحة لتسوية الأزمات العاصفة في دول المنطقة، وابتعدت عن دعم وتمويل الإرهاب، لما وضعت نفسها في موقف حرج جعلها تتمادى كثيراً وتصعد، وتفتح النار على التسويات السياسية والمقبلين عليها، ثم تجهد للبحث عن وسيلة لإعادة نفسها إلى المكان الذي يساعدها على استخدام نفوذها بما يخدم مصلحتها ومصلحة الدول التي أنشأت فيها تلك الأزمات، لكن سرعان ما فقدت البوصلة في كيفية إدارة علاقاتها ولم تعد قادرة على التعريف عن نفسها نتيجة التلون الكثير في المواقف، وما قمة الأمن النووي التي تعقدها في واشنطن، وتقاطعها كل من روسيا وإيران على مستوى الرؤساء، إلا دليل على السياسة الانفعالية التي تمارسها وأفقدتها الأصدقاء، وانهزمت أمام مناهضي سياستها، لكونها تحاول دائماً إثبات أنها القوة الأكبر والأعظم، والزعيمة التاريخية التي تقود كل دول العالم، وتفعل ما يحلو لها في أي مكان وفي أي وقت.‏

النظام الأميركي ليس النظام الوحيد الذي يتخبط في الميدان السياسي، فأردوغان أيضاً يعيش الحالة عينها، ولاسيما بعد وضعه في قفص الاتهام الأوروبي لجهة ضلوعه بهجمات بروكسل وباريس، بعد إخفاقه بالضغط على فرنسا التي تنصلت من وعودها له بالوقوف معه ضد حزب العمال الكردستاني، بهدف التطهير العرقي وتنفيذ خطة قديمة بهذا الشأن أقرتها وزارة الحرب الأميركية مع مسؤولين إسرائيليين ونشرها الكاتب الأميركي روبن رايت في صحيفة نيويورك تايمز.‏

قواعد اللعبة تغيرت، ومن يبحث في التفاصيل والجزئيات يرى أن سورية وحلفاءها قلبوا طاولات الكؤوس على أعدائهم دون أي تنازلات، ليضعوا بدلا عنها طاولات ملأى بالأوراق التفاوضية التي تخلص سورية والمنطقة من براثن الغرب الذي لم يرسل «داعش» وملحقاته إلا للقضاء على الدول العربية ومسحها بشكل كامل عن الخريطة الدولية.‏

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.