طهران: لا نثق بأمريكا وقرارها دعم الإرهابيين في سورية خطأ استراتيجي

Hassan-rouhani-Iran-president-12

جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني وقوف ودعم بلاده لسورية والعراق في مواجهتهما للتنظيمات الإرهابية وتصديهما لها معربا عن شكوكه إزاء مزاعم أمريكا في محاربتها للإرهاب.

وأكد الرئيس روحاني في لقاء مع محطة ان بي سي نيوز الأمريكية نقلته وسائل الإعلام الإيرانية اليوم أن إيران لن تسمح لتنظيم /داعش/ الإرهابي “بتجاوز الخطوط الحمر واحتلال العاصمة العراقية والمدن المقدسة في العراق” مطالبا بضرورة الحصول على موافقة شعوب وحكومات الدول التي ستستخدم أجواؤها لتنفيذ الغارات الجوية في الحرب على التنظيم الإرهابي المذكور.
ووصف روحاني التحالف الدولي الذي أنشأته أمريكا لمحاربة التنظيم الإرهابي بأنه مضحك لأنه لايزال يدعم الإرهاب بالمال والسلاح.
وندد الرئيس روحاني بشدة بالممارسات الوحشية والأعمال الإجرامية البشعة التى ترتكبها التنظيمات الإرهابية التكفيرية بحق شعوب دول المنطقة محذرا من أن ” الإرهابيين يحاولون تدمير البشرية”.
وإشار روحاني إلى الجرائم التي يرتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي من قتل وذبح الأشخاص الأبرياء وقال “من وجهة نظر المبادئ والثقافة الإسلامية فإن قتل إنسان بريء يعادل قتل جميع البشر”.
وقال روحاني “إن المعضلة الكبيرة التي يواجهها العالم اليوم هي العنف والتطرف” معربا عن أمله في تمكن قادة الدول وممثليها في منظمة الأمم المتحدة من القيام بحل جدي وعاجل لمشاكل العالم ومنها الأمن والاستقرار.
وأضاف “إن أي شخص في العالم يرتكب ممارسات بحق أموال وأرواح الناس هو بعيد جدا عن الإسلام وعن جميع الأديان الإلهية” مشيرا إلى أن الذين يرتكبون اليوم جرائم بشعة في المنطقة باسم الإسلام بالتأكيد هم كاذبون في ادعاءاتهم لأنه لا يوجد أي توافق بين أعمالهم والأحكام الإسلامية.
وفي هذا الصدد أدان الرئيس روحاني ذبح الصحفيين الأمريكيين من قبل تنظيم “داعش” والجرائم التي يرتكبها الارهابيون وقال إن قتل الأبرياء لا يمت للإسلام بصلة.
وأضاف روحاني إن مكافحة الإرهاب بحاجة إلى دراسة ومعرفة جذوره وإذا وجدت مشكلة في منطقتنا فإن شعوب وحكومات المنطقة يشعرون بالمشكلة أكثر من سائر الدول الخرى الذين يبعدون عن المنطقة آلاف الكيلومترات مشددا على أن الآخرين ينبغي ألا يفكروا أنه باستطاعتهم قيادة حل مشاكل المنطقة لأن التجربة أثبتت خلال هذه السنوات عدم نجاحهم في محاربة الإرهاب.
وأكد الرئيس الإيراني أنه إذا كان ينبغي محاربة الإرهاب في المنطقة فمن الضروري أن تتخذ شعوب دول المنطقة إلى جانب حكوماتها القرار بهذا الصدد وإذا كان الآخرون يرغبون في تقديم المساعدة فبامكانهم المساعدة في هذا المجال.
وحول الملف النووي الإيراني أكد الرئيس الإيراني ان القرار جاد من جانب إيران بمواصلة المفاوضات لحل وتسوية الملف النووي عبر التفاوض ولا تعرف ولا ترى سبيلا سوى المفاوضات على النقيض من البعض الذين يقولون إن هنالك الكثير من الخيارات على طاولتهم وأنها مزدحمة للغاية مشيرا إلى أن طاولة إيران ليست مزدحمة وعليها فقط صفحات المنطق والتفاوض والاستدلال والتعاطي.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في كلمة له أمام مركز الأبحاث الأمريكي في نيويورك أن أغلب المشاركين في اجتماع باريس الأخير حول مكافحة الإرهاب ساهموا بطريقة أو بأخرى في تعزيز قوة تنظيم “داعش” الإرهابي مشددا على أنه لا يمكن القضاء على هذا التنظيم عبر الضربات الجوية ولا بد من إيجاد آليات جديدة للتعامل مع الحقائق والأوضاع الجديدة.2
ولفت ظريف إلى أن تسوية الملف النووي الإيراني سهلة جدا إذا كان الهدف الاطمئنان من سلمية البرنامج النووي الإيراني وأن إيران بإمكانها أن توجد مثل هذا الاطمئنان من خلال إجراءات الشفافية والعمل على إحداث تغييرات في منشأة اراك للماء الثقيل.
وانتقد السياسة الأمريكية تجاه إيران وقال إن الحظر الغربي المفروض على إيران تحول إلى هدف بالنسبة لواشنطن مشيرا إلى ارتفاع عدد اجهزة الطرد المركزي الإيراني إلى 19 ألفا و800 جهاز وأن هذا الارتفاع هو نتيجة الحظر المفروض على إيران.
بدوره أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن قرار الإدارة الأمريكية تسليح ودعم التنظيمات الإرهابية في سورية خطأ استراتيجي.
وقال عبد اللهيان في تصريح لوكالة أنباء فارس الإيرانية “إن مصادقة مجلس النواب الأميركي على قرار حول تدريب التنظيمات الإرهابية في سورية يأتي استمرارا لسياسة الازدواجية وتفاقم زعزعة الأمن والاستقرار وتنامي الإرهاب في سورية والمنطقة”.2
وأكد عبد اللهيان أن سياسة أميركا العملية تجاه تنظيم داعش الإرهابي تتسم بالازدواجية حيث يريد الأمريكيون اللعب مع التنظيم في العراق بينما يسعون إلى منح هذا التنظيم الإرهابي في سورية فرصة للانتشار والتوسع مشددا على أن بلاده ليس لها ثقة بأمريكا لقيادة محاربة الإرهاب في المنطقة.
يذكر أن الإدارة الأمريكية تواصل دعمها الصريح والمعلن للإرهاب في سورية تحت مسميات وذرائع مختلفة في الوقت الذي تدعي فيه وضع استراتيجيات وخطط لمكافحته من خلال تشكيل تحالف مزعوم مع الداعمين الأساسيين له ما يعبر عن نفاق واشنطن الواضح.
وفي هذا الإطار صوت مجلس النواب الأمريكي الذى يسيطر عليه الجمهوريون أمس على طلب أوباما لتدريب وتسليح التنظيمات الإرهابية في سورية التي تطلق عليها واشنطن تسمية “المعارضة المعتدلة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.