على الهامش: تجّار الدماء والفتنة

ala-alhamesh1

 

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:

يجري استدعاء كل ما من شأنه أن يثير الفتنة في البلد من قبَل أعداء المقاومة أو من معارضي تدخلها في الأحداث السورية بأسلوب جليّ في ادعاء كاذب بأن هذا التدخل يثير الفتنة. إنها كما يبدو نظرية جديدة أو تكتيك جديد يتبعه هؤلاء في مواجهة حزب الله. وبالتأكيد حين يلجأ هؤلاء إلى هذا التكتيك فإنما يضحكون على أنفسهم قبل أن يضحكوا على الناس. ولطالما فعلوا هذا.
لم يكن الضحية المأسوف عليه هاشم السلمان – مسؤول الهيئة الطالبية في حزب الانتماء اللبناني – مقاتلاً ضد حزب الله، ولم يكن من الحاقدين على حزب الله، ولم يكن حزب الله يعتبره خطراً على وجوده في جنوبي لبنان، ولم يكن ليضيق بمعارضته له، وهو الحزب الذي لم يضق ولا يضيق بمعارضة حاقدين عليه كثرٍ يقيمون في مناطق وجوده من الضاحية الجنوبية لبيروت إلى البقاع إلى الجنوب، من الذين يبثون سمومهم وأحقادهم يومياً في قنوات الفتنة الفضائية وصحف الهراء الممول من دول الخليج.
إذاً، لم يكن الراحل هاشم السلمان يرعب حزب الله أو يؤثر على حضوره، ولا شأن أو علاقة لحزب الله بما حصل أمام السفارة الإيرانية منذ يومين وأدى إلى مقتل السلمان. لكن أذكياء الإعلام الفتنوي اكتشفوا دور وعلاقة حزب الله بمقتله لأن الشبان الذي هاجموا معتصمي حزب الانتماء اللبناني كانوا يرتدون القمصان السوداء ويضعون شارات صفراء على سواعدهم. وربما أيضاً لأن الحادث حصل أمام السفارة الإيرانية. لولا موقف الحزن على الراحل الضحية لكان الوقت مناسباً جداً للضحك الشديد على عبقرية هؤلاء الإعلاميين، عبقرية واكبناها وضحكنا منها وعليها منذ سنوات مرت، ونضحك منها وعليها كل يوم.
القوم هؤلاء مستعدون لتخريب البلد دون أن تشعر ضمائرهم بأي إحساس بالمسؤولية. القوم هؤلاء المتذبذبو الانتماءات، اللاعبون على الحبال الممتدة بين أقصى اليمين وأقصى اليسار السياسي لا يخافون على البلد. القوم هؤلاء لا يستطيعون العيش والاستمرار دون استغلال الأحداث والوقائع التي تحصل لكي يتخذوا منها جمرات يضيفونها إلى نار الفتنة التي أوقدوها. القوم هؤلاء بحاجة لتبني “شهداء” جدد. تجارتهم بـ”الشهداء” السابقين لم تعد تنفع. يريدون دماً يستغلونه ويقبضون عليه ويقيمون المناسبات لأجله، فهم يعيشون كالبعوض على الدماء، حبرهم دم، ريقهم دم، حروفهم دم، وجوههم على الشاشات يلونها الدم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.