عندما تعترف المخابرات بالفشل

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

ظهرت معطيات و معلومات تجزم بانهزام الحرب العدوانية على سوريا و فشلها كاتجاه عام للأحداث و التطورات الناتجة عن تقدم الجيش العربي السوري  في طريق استعادة السيطرة على قسم كبير من المناطق السورية التي اجتاحتها عصابات الناتو التكفيرية.

اولا  نقلت صحيفة «در شبيغل» الألمانية أمس عن رئيس الاستخبارات الألمانية غيرهارد شيندلر قوله لمجموعة من السياسيين الألمان خلال لقاء سري، إن القوات السورية أصبحت أقوى مما كانت و ان عصابات المسلحين تتناحر فيما بينها و ترتبط نسبة رئيسية منها بالقاعدة و توقع شيندلر سيطرة الجيش السوري على المزيد من المناطق و تقهقر العصابات المسلحة التي دعمها الغرب بقوة في العامين الماضيين و لم يتوقع التوصل إلى حل سياسي في جنيف 2 مؤكدا عدم ارتباط المسلحين بسلسلة قيادية تضع إمراتهم بيد الواجهة السياسية التابعة للغرب المسماة بالائتلاف.

وأشارت الصحيفة إلى أن شيندلر كان قد أبلغ، الصيف الماضي، سياسيين وصحافيين، أنه يشعر ان النظام السوري سينهار أوائل العام 2013، مشيرا إلى عدم قدرة القوات السورية على التنقل بالإضافة إلى العدد الكبير من المنشقين عنها، متحدثاً عن «نهاية اللعبة بالنسبة إلى النظام»ومنذ ذلك الحين، تغير الوضع دراماتيكياً.

وأوضح شيندلر أن هذا الأمر زاد من قوة الجيش على صد هجمات المسلحين، واستعادة مناطق كان قد خسرها. واعتبر أن القوات السورية قد لا تستطيع هزم المسلحين لكن يمكنها أن تحتويهم. وتوقع أن تستعيد القوات السورية، خلال العام الحالي، المزيد من الأراضي.

ثانيا  قبل أيام نقلت الصحف الأميركية تقريرا سريا لوكالة الاستخبارات الأميركية يفيد بأن الرئيس بشار الأسد سيفوز بأصوات خمس و سبعين بالمئة من الناخبين السوريين إذا ترشح للرئاسة عام 2014 و هو ما يضع حدا نهائيا للهلوسة السياسية عن إسقاط سوريا و التخلص من رئيسها كنتيجة للحرب الكونية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الوطنية السورية و اللافت ان التقرير المسرب موجه إلى الكونغرس حيث تتعالى صيحات المحافظين و اللوبي الصهيوني لمطالبة الإدارة الأميركية بتوسيع نطاق العدوان على سوريا و بالانتقال للغزو المستحيل بسبب التوازنات و المعادلات الدولية و الإقليمية الصعبة كما حاول باراك اوباما إقناع ضيفه الملحاح و المحبط رجب طيب أردوغان الخائف على انفجار اللعنة السورية بمأزق تركي اقتصادي و سياسي و امني و قد نقلت الصحف التركية مطالبة اوباما لضيفه بوضع حد لدعم حكومته غير المحدود لجبهة النصرة القاعدية .

ثالثا  تعتبر المخابرات الألمانية مرجعية غربية بارزة للمعلومات في الشرق العربي و خصوصا لما يتعلق بالحركات الإسلامية نظرا لنفوذها الكبير داخل تنظيم الأخوان المسلمين منذ أكثر من نصف قرن و حيث تستضيف مقرات قيادية بارزة للأخوان كما هي الجهاز الغربي الأكثر التصاقا بالمخابرات الإسرائيلية  و تقود المخابرات الألمانية حلقة التنسيق الاطلسي مع إسرائيل .

إلى جانب ما تقدم يعتقد بعض الخبراء اننا امام تسريبات مقصودة لتقارير و تقديرات مقدمة إلى صناع القرار الغربيين و قد تداولت دوائر دبلوماسية عديدة معلومات عن حاجة المخابرات الغربية للتنسيق مع السلطات السورية بهدف الحصول على معلومات تتعلق بأنشطة الجماعات الإرهابية التي تشكلت في سوريا و حظيت بدعم تركي خليجي تحت غطاء اميركي أطلسي و يتصاعد الخوف الغربي من الإرهابيين العائدين إلى اوروبا و الولايات المتحدة بعد الهزيمة في سوريا و حيث لايبدو الرقم المتداول بسيطا .

الى ذلك، نقلت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية عن ديبلوماسي أوروبي قوله إن 800 أوروبي يشاركون في المعارك في سوريا. وتتنوع جنسيات المقاتلين الأوروبيين بين مئات الفرنسيين أو الفرنسيين ـ السوريين، ومئات البريطانيين، وعشرات الألمان (خاصة من أصول تركية). ويتراوح عدد البلجيكيين بين 50 و70 مقاتلاً، فضلاً عن ايرلنديين، وآخرين من الدنمارك و السويد و كوسوفو و يتبدى القلق الغربي المتزايد من انتشار الجماعات المتطرفة ذات اللون الطالباني في صفوف الجاليات الآسيوية المتواجدة داخل بلدان الاتحاد الأوروبي التي لا تمتلك مخابراتها معلومات جدية عن التشكيلات التنظيمية و مصادر التمويل و السلاح التي يعتمد عليها جيل الإرهابيين الجدد الذي تشكل في سوريا .