عن التفاؤل المفرط بقضية أسرى جبهة النصرة

soldiers-sitin-beirut

موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
مارون ناصيف:

وكأن الأجواء الإيجابية التي سُرّبت في الأيام الأخيرة عن قضية العسكريين الأسرى لدى جبهة النصرة، جاءت مضخمة بعض الشيء خصوصاً لناحية ما قيل عن أن الجبهة تريد التخلص من هذا الملف بسرعة. فالمعلومات عن الشروط التي تضعها “النصرة” للإفراج عن العسكريين، تكشف أنها لا تقتصر فقط على مقايضتهم بسجناء إسلاميين تريد الإفراج عنهم من سجن رومية المركزي، وحتى لو أن دولة قطر عادت مجدداً ودخلت على خط المفاوضات، وأن تركيا تلعب دوراً على هذا الصعيد، ” فالأمور ليست بالسهولة التي يروّج لها البعض”، تقول المصادر المتابعة لهذا الملف. في شروط الجبهة، إضافة الى مقايضة الأسرى بسجناء، مبالغ مالية ضخمة يجب أن تُدفع. وفي الشروط أيضاً، منها ما يشبه العصي بالدواليب.

 

وهنا يقول المتابعون، “فمبجرد أن ربطت “النصرة” المقايضة على العسكريين بإطلاق سراح سجناء لدى النظام السوري، من دون أن تقتصر مطالبها على الإفراج عن سجناء إسلاميين في لبنان، ذلك يعني أن المقصود تفجير الحكومة المنفجرة اساساً، وليس حل قضية العسكريين. نعم تفجير الحكومة التي يشارك فيها أفرقاء يرفضون التنسيق مع الحكومة السورية لإنجاز مطالب النصرة، أكان هذا التنسيق مباشراً عبر وزارة الخارجية، أم من خلال المدير العام للأمن العام اللواء عباس أبراهيم الذي ليس من السهل أبداً أن يحصل على موافقة سياسية جامعة، للشروع بالتنسيق مع الجهات السورية.

 

بين أهالي الأسرى من لا يحبذ التفاؤل المفرط في التعاطي مع هذا الملف، ويدرك تماماً أن الحكومة الحالية ليست حكومة نجيب ميقاتي لتكرار سيناريو راهبات معلولا لا سيما لناحية التنسيق اللبناني – السوري، وهو على يقين أيضاً بأن “النصرة” لو كانت تريد حلاً فعلياً لقضية الأسرى لما أضافت الى المقايضة التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية بعد جهد جهيد، شروطاً شبه تعجيزية، ولو كانت تريد مزيداً من الطلبات، كان بإمكانها أن تضمن شروطها مطالب تتعلق بالنازحين السوريين في لبنان، إذ أن احديث عن النازحين يعتبر أسهل بكثير من الشروط الموضوعة”.

 

إذاً هل تنكشف قريباً صحة التفاؤل المفرط في قضية العسكريين الأسرى؟ سؤال برسم جميع المفاوضين و”فاعلي الخير” الذين يعشقون صفة “الوسيط” ويتناحرون عليها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.