عون – نصرالله.. والمشهد الإقليمي الملتهب

nasrallah-aoun

صحيفة السفير اللبنانية:

على وقع التوترات المتنقلة وما تحمله من مخاطر على السلم الأهلي، التقى الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله أمس الاول رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون، بحضور كل من وزير الخارجية جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل، ومسؤول «لجنة الارتباط والتنسيق» في الحزب وفيق صفا.
وعلمت «السفير» أن المشهد الإقليمي الملتهب استحوذ على الحيز الأكبر من اللقاء الذي استمر أكثر من أربع ساعات، حيث جرى عرض شامل للوضع من اليمن الى عرسال مروراً بالعراق وسوريا وفلسطين.
وتوقف نصرالله وعون بشكل أساسي عند المستجدات في العراق بعد سيطرة «داعش» على الموصل وأجزاء أخرى من الاراضي العراقية، وما ترتب على هذا التطور من تفاعلات وتهجير.
وقدم نصرالله عرضاً مفصلاً للوضع في سوريا ومسار التطورات العسكرية على الارض، مؤكداً ان مشروع «داعش» في المنطقة ليس قابلاً للحياة، وإن استغرق سقوطه الميداني بعض الوقت.
واتفق عون ونصرالله على أن الخطر الناتج عن الهجمة التكفيرية هو خطر وجودي يطال كل المكونات الموجودة في المنطقة عبر التاريخ، بدليل ما تعرّض له المسيحيون والسنة والإيزيديون والشيعة في المناطق التي سيطر عليها التكفيريون في سوريا والعراق.
وتطرق الرجلان الى سبل مواجهة هذه الظاهرة التكفيرية، وكان توافق بينهما على أن الخطوة الاولى والاساسية في هذا الاتجاه تكمن في تحصين الساحة الداخلية من خلال تعزيز الحوار والتواصل بين كل الأطراف. وأكدا ضرورة التصدي للفتنة وعدم الانزلاق إليها، كما أعرب نصرالله عن رفضه للتصرفات الفردية والانفعالية، غير الصحيحة.
وتناول «السيد» و«الجنرال» الواقع اللبناني من زاوية ارتباطه بالصورة الإجمالية للمنطقة وتأثره بما يجري في محيطه الاقليمي، وجرت مقاربة الاستحقاق الرئاسي من هذه النافذة تحديداً، مع تأكيد المؤكد من قبل الطرفين، وهو أن عون متمسك بأحقية وصوله الى رئاسة الجمهورية انطلاقاً من الاسس الميثاقية التي يجب ان يقوم عليها الاستقرار الداخلي والتوازن الوطني، وأن «حزب الله» بدوره مستمر في دعم وصول عون الى الرئاسة ما دام عند موقفه.
وعُلم أن نصرالله توجه الى عون بالقول: الموضوع الرئاسي عندكم بالكامل يا جنرال.. ما دمت مستمراً نحن مستمرون معك، وحين تتوقف نتوقف معك.. هذا أمر محسوم بالنسبة إلينا.
وعرض عون نتائج الحوار مع الرئيس سعد الحريري، حتى الآن، مشيراً إلى أن هناك مصلحة وطنية في الإبقاء عليه، فيما شجع نصرالله من جهته على مواصلته.
وفي ما يتعلق باحتمال التمديد لمجلس النواب، تم نقاش سريع لهذه النقطة، وسط تفهم متبادل من كل جانب لوجهة نظر الجانب الآخر.
وتردّد في هذا الإطار أن عون الذي لا يزال عند رفضه للتمديد، قد يكتفي هذه المرة بمعارضته من دون الطعن فيه.
ووفق بيان صادر عن الوحدة الاعلامية في الحزب أمس، عرض المجتمعون «الأوضاع الخطيرة التي يمر بها لبنان والمنطقة، خصوصاً إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وتهديداتها المستمرة وأفعالها الجرمية الموصوفة، وخطر الموجة التكفيرية الإرهابية التي تؤسس للفوضى الشاملة والتي تتوجب مواجهتها».
وأكدوا «صحة رؤيتهم السابقة للأخطار، ودقة تقديرهم لما هو آتٍ، وصوابية تحذيرهم من الانقسامات الطائفية في لبنان ومن التقسيمات التدميرية في المنطقة، حيث ثبتت صحة التفاهم الذي بنوه والذي يشجعون على تعميمه على باقي القوى تحصيناً للوضع الداخلي في مواجهة الفتنة المرفوضة».
وشدّد المجتمعون على «تطابق وجهات النظر في ما يخص الإرهاب وحتمية مواجهته بالوسائل كافة، وعلى رأسها تحصين الوحدة الوطنية وتوفير الاستقرار الداخلي وتحقيق بناء الدولة على الأسس الميثاقية السليمة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.