فرنجية يؤكد المؤكد: عون مرشحنا

newspapers-lebanon1

موقع العهد الإخباري ـ
محمد كسرواني:

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على “ما وراء” جلسة الحوار التي عقدة يوم أمس. ولفتت الى أن فرنجية قطع الباب امام كل التكهنات واكد المؤكد بإعلانه العماد ميشال عون مرشح قوى 8 آذار لرئاسة الجمهورية.

«حوار بيروت».. «خلوات» تستحضر «حوار باريس».. ولا توضيحات!

بدايةً مع صحيفة “السفير” التي كتبت أنه “لعل التوصيف الدقيق الذي يمكن ان يُسقط على الجولة الحوارية الحادية عشرة، هو انها كانت بالأمس اشبه بـ «غرفة انتظار» لما ستؤول اليه المشاورات الجارية على خط بيروت ـ باريس، وخصوصاً بعد اللقاء الاخير بين سعد الحريري وسليمان فرنجية وإبراز اسم الاخير كمرشح جدي لرئاسة الجمهورية.

تلك المشاورات، برغم انها لم تقارب على طاولة الحوار، كانت الحاضر الاكبر في غرفة الحوار، فتجلت في غياب النائب ميشال عون، وفي تزاحم اطراف الحوار على فرنجية وعقد «خلوات جانبية» معه في احدى زوايا الغرفة، وسؤاله عما جرى في ذلك اللقاء الباريسي.

انتظر المستفسرون ان يسمعوا من الزعيم الزغرتاوي اجوبة كثيرة عن منسوب الجدية في الحوار بينه وبين الحريري. ولكن فرنجية، بدل ان يوضح الرؤية لدى المستفسرين، ابقاها على عماها. قال انه سمع كلاما جديا، ولم يزد، تاركا المستفسرين معلقين على شائعات تتراكم في الساحة السياسية وسيناريوهات رئاسية قد يكون بعضها جديا انما صعب التحقيق، وقد يكون بعضها الآخر وهميا ولغايات متعددة.

في الشق الحواري، كانت جلسة قصيرة قياسا مع الجلسات السابقة، اذ استمرت لاقل من ساعتين، والنقاشات التي حصلت كانت عمومية، لم تأت لا من قريب او من بعيد على موضوع الرئاسة.

فرنجيه “مرشّحاً جدّياً”… يستنفر الكواليس كرة النار في مرمى 14 آذار و”الحزب”

بدورها رأت صحيفة “النهار” أنه لم يترك رئيس “تيار المردة ” النائب سليمان فرنجيه المعروف بصراحته المجال واسعاً امام التكهنات المتصلة “بترشيحه وترشحه”، فحوّل الجولة الحادية عشرة للحوار الوطني في عين التينة منصة أولوية للتلويح بجدية هذا الترشيح.

بدا فرنجيه في جولة حوارية، كانت المفارقة التي واكبتها أنها غيّبت الملف الرئاسي غياباً تاماً، “النجم المرشح” الذي أحيط بإغراق إعلامي، فيما كانت الجولة المغلقة للحوار تشهد سلسلة خلوات “على الواقف” عكست المناخ السياسي “المضطرب” حيال كل معالم تداعيات “اللقاء السري” بين الرئيس سعد الحريري وفرنجيه الأسبوع الماضي في باريس، وما استتبعه من لقاءات أخرى للحريري مع شخصيات سياسية واتصالات أجريت بينه وبين شخصيات أخرى في بيروت.

نصرالله لعون: أنتَ وأنا واحد

هذا ورأت صحيفة “الأخبار” أنه “يتصرّف بعض قادة تيار المستقبل كما لو أن النائب سليمان فرنجية سيُنتَخَب رئيساً للجمهورية خلال أيام. يجزمون بأن هذا القرار صدر عن الملك السعودي، عبر ابنه ولي ولي العهد محمد بن سلمان. فكرة تيار المستقبل في البداية كانت قائمة على ضرورة عودة الرئيس سعد الحريري إلى السراي الحكومي، وهو لا يمكن أن يتحقق من دون تسوية مع حزب الله”.

بدأ البحث عن أبواب للتسوية التي لا عنوان لها إلا منح رئاسة الجمهورية لفريق 8 آذار وحلفائه. السعودية تضع فيتو على النائب ميشال عون، وقوى 8 آذار لا يرضيها قائد الجيش العماد جان قهوجي، ولا الوزير السابق جان عبيد، كـ»موازن» لوجود الحريري على رأس الحكومة. من بقي من المرشحين الذين يمكن أن يُطمئنوا حزب الله وحلفاءه؟ الإجابة واحدة لا ثانية لها: سليمان فرنجية. بعد مشاورات مع النائب وليد جنبلاط، وغيره من القوى السياسية المحلية، فاتح الحريري ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالامر.

من جهة ثانية كشفت الصحيفة أنه “خلال الايام الماضية، جرى التواصل بين حزب الله وعون، وبين الأخير وجعجع. حزب الله لا يعارض ــ بالمبدأ ــ وصول فرنجية إلى قصر بعبدا. هو حليف وثيق له. لكن مرشح الحزب هو عون. أحد موفدي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى الرابية قال لعون قبل أيام، نقلاً عن لسان السيد: «أنت وأنا واحد. ولن نمضي في أي تسوية رئاسية لا توافق عليها. وما دمت أنت مرشحاً، فنحن ندعم ترشيحك”.

وأضافت “هذا الكلام كان كافياً لطمأنة الجنرال والفريق المحيط به. ويعمل الحزب على تأمين تواصل بين عون وفرنجية، لكنه لم يُفلح في ذلك بعد. وأراد رئيس تيار المردة استغلال انعقاد طاولة الحوار أمس ليكسر الجليد مع عون، لكنه لم يفلح، لأن رئيس تكتل التغيير والإصلاح تغيّب عن الجلسة. وفسّر كثيرون عدم مشاركته في الحوار بأنه لم يكن يرغب في لقاء فرنجية بصورة «عَرَضية”.

الانتظار والترقُّب يحكمان المرحلة والاتصالات ناشطة ولا حسم رئاسياً بعد

الى ذلك قالت صحيفة “الجمهورية” أنه “لا حديث في لبنان اليوم يطغى على حديث التسوية الرئاسية. فلا الاشتباك الروسي-التركي في كلّ أبعاده وخلفياته ومؤدّياته استحوَذ على المساحة المفترضة من النقاش، ولا الإرهاب المتنقّل بين العواصم انتزَع ما يستحقّ من متابعة، ولا الملفات الداخلية على اختلافها، بدءاً من الحوار الذي يدور حول نفسه، مروراً بالحكومة المعطلة، وصولاً إلى النفايات وحلولها المؤجّلة، ما زالت مادة جذب للّبنانيين.

وقد يكون هذا الأمر صحّياً وفي محلّه، لأنّ انتخاب رئيس جديد بعد سنة ونصف السنة على الفراغ الرئاسي ستكون له تداعيات على كلّ المشهد السياسي، خصوصاً إذا تمّ انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً وبمبادرة من تيار «المستقبل»، الأمر الذي سيؤدّي إلى خلط كلّ التحالفات القائمة، وبروز خريطة سياسية جديدة تَطوي صفحة 8 و14 آذار معاً.

وقد دلّت المواقف والمؤشرات إلى أنّ التسوية جدّية جدّاً، ولكن هذا لا يعني عدم وجود عراقيل ومطبّات أمام تحقيقها وتخريجها، وبالتالي احتمالُ انفراطها يبقى قائماً تماماً كما احتمال نجاحها، ولذلك هناك حبسُ أنفاس حقيقي، ومتابعة حثيثة من كلّ الأطراف التي فضّلت الابتعاد عن التصريح، والعملَ وراء الكواليس إمّا لإجهاض التسوية أو إنضاجها.

وقد بدا لافتاً تغَيُّب رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون عن جلسة الحوار أمس في رسالة، ربّما، مزدوجة: عدم رغبته بالحفاظ على الشكليات في اللحظة التي تُطبَخ فيها التسوية على نار حامية، وعدم رغبته باللقاء مع فرنجية. وفي مطلق الأحوال تشهَد الحياة السياسية حركةً استثنائية واتّصالات في كافّة الاتّجاهات، ويتوقّع أن تتوضّح وتتظهّر معالم التسوية العتيدة في المقبل من الأيام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.