«كاونتـر بانتش»: الولايات المتحـدة نفسـها أصبحت المنظمة الإرهابية الأولى في العالم

caricature-usa-terrorism

رأى ديف ليندورف في مقال بمجلة «كاونتر بانتش» أن الذعر الشديد المُستحثّ من «عودة الجهاديين الأمريكيين» هو المثال الأحدث على حملة مستمرة يقوم بها قادة واشنطن لإثارة الخوف من الإرهاب عن عمد، مشيراً إلى أن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لن تفعل شيئاً للقضاء على الإرهاب فحسب وإنما من المحتمل أن توسّع نطاقه من مجرد مجموعة سرية ممزقة بسبب النزاعات ضعيفة التنظيم تدعى «القاعدة» إلى كتلة مختلطة من التنظيمات المدججة بالأسلحة التي استولت عليها، وحتى الأسلحة الأمريكية.
كما رأى الكاتب أن الأسوأ من ذلك هو أن الولايات المتحدة نفسها أصبحت المنظمة الإرهابية الأولى في العالم، إنها دولة مارقة فوق العادة ومسؤولة عن قتل مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والذين يعدّون جميعاً أضراراً غير مباشرة يؤسف لها، وفي الوقت نفسه وعلى الرغم من أن الإرهاب حالياً لا يشكّل تهديداً وجودياً أو حتى تهديداً مهماً للشعب الأمريكي أو للولايات المتحدة، فإن هذه الحرب على الإرهاب حرب مؤثرة على الديمقراطية الأمريكية وعلى حرية الشعب الأمريكي، إذ لم تعد الآن وثيقة الحقوق أكثر من تذكار في المتحف وقليلاً من الميثولوجيا الوطنية، وقال الكاتب: إن الطريقة الوحيدة للتقليل من العنف والقتل في الشرق الأوسط هي العودة إلى الوطن والكفّ عن التدخل هناك وإنهاء الوجود الأمريكي في تلك المنطقة، ويشمل ذلك إنهاء الدعم العسكري لـ«إسرائيل»، إذ إن كل ما فعلته الولايات المتحدة على مدى عقود في تلك المنطقة المضطربة لم يحقق أي شيء جيد، في الحقيقة، ويضيف الكاتب: إن السياسة الأمريكية عامل رئيسي في تعزيز العنف الطائفي والديكتاتورية العسكرية والصراعات الدولية، ولا يحتاج الأمريكيون إلى المزيد من الحروب على الإرهاب، وإنما يحتاجون إلى حرب على الإرهابيين وعلى ماكينة الحرب الأمريكية التي يعززونها ويدعمونها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.