ليبرمان بتصريحاته الكثيرة لا يساهم في تهدئة الوضع


صحيفة “معاريف” – يوسي ميلمان

يكثر وزير “الأمن” أفيغدور ليبرمان في الأسابيع الأخيرة من إطلاق التصريحات والمقابلات الصحفية حول طبيعة المعركة التالية، اذا ما نشبت.

ليس مؤكداً أن كثرة التصريحات تساهم في تهدئة الخواطر. وبالتأكيد، فإنها تقف على نقيض من الهدوء السائد على حدود “إسرائيل” وتقديرات قادة الاستخبارات في “إسرائيل” بأن احتمالية الحرب في لبنان وفي سوريا أو في غزة ليست عالية.

حتى وقت أخير مضى، كان التقدير أنّهم في حزب الله يعتقدون بأنّه كلما طالت الحرب في المستقبل مع “إسرائيل” يكون الأمر أفضل. أما الآن، فالتقدير هو أن حزب الله غيّر رأيه، لأنه في حالة الحرب، فإنّ الاستخبارات الدقيقة وقوة النار لدى الجيش “الاسرائيلي” ستلحق بهم ضرراً شديداً.

الى هذا بالضبط يوجه ليبرمان أقواله. فمنذ حرب لبنان الاولى، في 1982، حاولت “اسرائيل” التمييز بين المسيحيين والدروز، الذين كانوا حلفاءها، وبين الشيعة المؤيدين لحزب الله.

استمر هذا الميل في حرب لبنان الثانية أيضا، في 2006، حين ميزت “إسرائيل” بين حزب الله وبين حكومة لبنان المؤيدة للغرب والجيش اللبناني. والضربات التي اوقعها الجيش “الاسرائيلي” كانت موجهة لحزب الله وكانت محاولة لتقليص الضرر للبنان الدولة.

وزير “الأمن” أفيغدور ليبرمان

أما في السنوات الاخيرة، فقد فهمت أوساط الجيش “الاسرائيلي” بأن حزب الله والجيش اللبناني واحد. لهذا الغرض لا حاجة الى معلومات استخباراتية دقيقة. فالرئيس اللبناني ميشال عون قال هذا بنفسه.

على خلفية الحرب الأهلية في سوريا وثق حزب الله والجيش اللبناني التعاون بينهما، ولا سيما في الكفاح ضد تنظيم “داعش”.

والى ذلك انضمت أيضا مسيرة “التشييع” للجيش اللبناني: “المزيد فالمزيد من أبناء الطائفة الشيعية يتجندون في صفوف الجيش اللبناني وبعضهم يصلون الى رتب ومناصب عليا”.

وبالتالي، فإن الاستراتيجية الجديدة لـ “إسرائيل”، في حالة مواجهة في لبنان، هي عدم التمييز بعد الان بين الجيش اللبناني وحزب الله، الذي هو جهة هامة في حكومة لبنان.

واضح للجيش “الاسرائيلي” أيضا بأنه في حالة الحرب مع حزب الله ستحاول “المنظمة” فتح جبهة ثانية ضد “إسرائيل” من الحدود السورية. وعن هذا أيضا تحدث وزير “الدفاع”.

بالفعل، فإن مهمته هي إعداد الجيش للحرب والتحذير من عدم الاكتراث. ولكن السؤال هو فقط لماذا يتعين الحديث المرة تلو الاخرى عن مواجهة عسكرية، تعتقد محافل الاستخبارات بأنها ليست في الافق.

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.