“ماذا لو” سعد الحريري: هجوم على المجتمع الدولي!

almustaqbal-saadhariri

سعد الحريري (أو من كتب له المقال) يهاجم “أسياد” المجتمع الدولي!
يتحدث عن الكبار الذين لا يهتمون لمعاناة الشعوب.. والذين لا ينظرون لآلام الضحايا، ويرى أن هؤلاء الضحايا هم مجرد “صفر” في عيون الدول الكبرى!
يهاجم الولايات المتحدة الأميركية.. نعم صدّقوا.. سعد الحريري يدين سياسة الولايات المتحدة الأميركية ويستنكر مواقف “كل أوروبا”، ولا ينسى أن يشمل روسيا والصين بالإدانة.
سعد الحريري محبط، مأزوم، يائس من المجتمع الدولي.
يأس لم نرَه من قبل، حتى عندما كان المجتمع الدولي يتآمر على لبنان، ويُفرغ آلاف الأطنان من المتفجرات ـ باليد الإسرائيلية ـ على مدنه وقراه.
لمن يريد أن يعرف حجم هزيمة سعد الحريري وفريقه الخليجي ـ الدولي، عليه أن يقرأ المقال الذي كتبه ـ أو الذي كُتب باسمه ـ في صحيفة المستقبل اللبنانية اليوم.
ولتوضيح حجم هذه الهزيمة، يعيد “موقع إنباء الإخباري” نشر المقال، “تعميماً للفائدة”!!!

ماذا لو…

تدور الدوائر على الشعب السوري المظلوم، فلا يجد بين “اسياد” المجتمع الدولي من يعترف بوجوده وحريته وكرامته، بل انهم يتركونه لوحوش هذا الزمن الاسود ينهشون به منذ سنتين ويطاردونه بكل أسلحة الموت والدمار.
ليس هناك حساب للشعب السوري في قاموس الكبار، حتى لو سقط منه مليون قتيل، ولو جرى تدمير دمشق وحلب وحمص وحماه وكل سوريا عن بكرة أبيها. الحسابات الدولية في مكان اخر، هو المكان الذي يدور فيه الجدل العالمي حاليا حول استخدام السلاح الكيميائي.
فالموضوع هو السلاح وليس من يقتل بهذا السلاح، كما لو ان هناك من يريد ان يقول إن مئات القتلى والضحايا الذين سقطوا في الغوطة، والآلاف الذين اجتاحتهم قبل ذلك آلة القتل التابعة لبشار الاسد، وهياكل المدن والقرى والمعالم التاريخية والدينية المدمرة في كل جهة من سوريا، هم مجرد ” صفر” في عيون الدول الكبرى، ماداموا لم يسقطوا بالسلاح الكيميائي.
الشعب السوري غير موجود في معادلات ” اسياد” المجتمع الدولي. الموجود بالنسبة اليهم هو السلاح الكيميائي، وفي اي اتجاه يمكن لهذا السلاح ان يتحرك.
فماذا لو؟
ماذا لو تم اطلاق هذا السلاح الكيميائي على اسرائيل، فهل كانت الولايات المتحدة الاميركية ومعها كل اوروبا، تجرؤ على القبول بالاقتراح الروسي؟
وماذا لو اطلق هذا السلاح على تركيا، هل كانت دول الحلف الاطلسي تجرؤ أيضاً على السير بالاقتراح الروسي؟
وماذا لو اطلقوا السلاح الكيميائي على الأردن، فهل كانت الادارة الاميركية والدول الاوروبية الصديقة ستمضي قدما بالاقتراح الروسي؟
وماذا لو تم توجيه هذا السلاح الى لبنان. ماذا ستفعل دول العالم ازاء ذلك؟
هذه الأسئلة تحتاج الى أجوبة في ظل التهافت العالمي على السير بالاقتراح الروسي. وهي أجوبة لن نحصل عليها من كبار المجتمع الدولي، ولكن سأجيز لنفسي استنباط الأجوبة على النحو الآتي:
الجواب عن السؤال الاول: ان كل الدول الكبرى، بما فيها روسيا والصين،ستتضامن على شن الحرب ضد النظام السوري، دون الرجوع الى مجالس الشيوخ والبرلمانات الديموقراطية وغير الديموقراطية.
الجواب عن السؤال الثاني: سترفض الولايات المتحدة الاميركية ومعها اوروبا العرض الروسي وستوجه ضربة عسكرية قوية او قاضية للنظام السوري.
الجواب عن السؤال الثالث: تتقدم روسيا والصين بالاقتراح ذاته، فتطلب بعض الدول الاوروبية العودة الى البرلمانات، وتطرح الادارة الاميركية الموضوع على الكونغرس، وتحصل الموافقة على توجيه ضربة للنظام السوري.
الجواب عن السؤال الرابع: تتقدم روسيا بالاقتراح اياه، فتوافق الولايات المتحدة وأوروبا على نزع السلاح الكيميائي من النظام السوري….. ويأتي الرفض من قوى الثامن من آذار، وتنظم حملة جديدة ترمي كرة استخدام الكيميائي على التكفيريين.
“اسياد” المجتمع الدولي يقيمون حسابا لكل المصالح وفي كل الاتجاهات، لكنهم مع الاسف لا يقيمون اي حساب للضحايا التي تتساقط كل يوم في أرجاء سوريا.

بقلم الرئيس سعد الحريري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.