مجلس الحرب الإسرائيلي…”قلوبهم شتّى”
موقع الخنادق:
اتسعت حدة الخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، على وقع المفاوضات الدائرة بين حركة حماس وكيان الاحتلال، الذي وصف الأخير مقترح حماس بـ”غير الواقعي”، لكنه قرر مع ذلك إرسال وفد إلى الدوحة للتفاوض. ووفق صحيفة “جيروزاليم بوست” منح نتنياهو وفد التفاوض صلاحيات محدودة وأقل بكثير مما طلبه رؤساء المؤسسة الأمنية. ومن قرارات مجلس الحرب الأخيرة بحسب الصحيفة، منح نتنياهو وغالانت إمكانية اتخاذ قرار دون موافقة مجلس الحرب في حال ظهور قضايا بالمفاوضات الجارية في قطر تتجاوز صلاحيات الوفد.
في هذا السياق، استبعد نتنياهو عضو مجلس الحرب غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، بحسب ما نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” تجدر الإشارة إلى أن علاقة نتنياهو وغانتس تعتبر من أسوأ العلاقات منذ بداية الحرب، وذلك نظراً إلى حدة التنافس السياسي بين الرجلين على السلطة التنفيذية. أضافت الصحيفة، أن نتنياهو أبلغ أعضاء مجلس الوزراء المصغر – في اجتماع عقد أمس – بأن التوجيهات لوفد المفاوضات سيحددها هو ووزير الدفاع يوآف غالانت، وللمفارقة أن الأخير لا تربطه بنتنياهو علاقة جيدة وسبق أن وقعت خلافات بينهم عدة مرات.
توترات مجلس الحرب (الكابينت)
تُظهر هذه الخلافات حجم التوترات القائمة داخل الكابينت، ومن الواضح أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو بات حريصاً على عدم تفككه، وهو الملاذ الآمن له. يعيش هذا المجلس خلافات حادّة تعصف بأقطابه، وتعكس صراعاً على النفوذ بين سياسي واحد، رئيس الوزراء نتنياهو وجنرالين اثنين غالانت، غانتس. ويمثل الثلاثة معاً ثقل القرار الذي يتحكم بالمشهد في إسرائيل، لذلك تتجدد المشاحنات، والتحالفات المتغيرة بين أعضائه بشكل دائم.
وتندرج الخلافات التي تطفو على السطح في عناوين تتعلق بإدارة المعركة، والعلاقة مع واشنطن، وتتفرع إلى تفاصيل في السياسة الداخلية، والأولويات وإستراتيجية القتال والتعامل مع الضغوط الدولية، من الجدير بالذكر، أن هذا المجلس شُكّل من شخصيات تنافست على قيادة مجلس الوزراء، وشهدت معارك انتخابية، لكن جمعتهم الحرب بمختلف أطيافهم، نظراً للخبرة العسكرية والسياسية والأمنية التي يتمتعون بها. في هذا الإطار، يدعم كل من غالانت وغانتس سياسات تدعمها وتحتاجها المؤسستان العسكرية والأمنية، وتتعلق بمن سيحكم غزة بعد الحرب، وبتشريع قانون يتيح تجنيد اليهود الحريديم المتدينين، وهما قضيتان قد تطيحان بنتنياهو من منصبه. وبينما تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة، يبدو واضحاً أن الخلاف ليس على الحرب نفسها فقط وإنما تصفية حسابات بين خصوم السلم وشركاء الحرب. الجدير ذكره، أنّ وسائل إعلام إسرائيلية كشفت قبل أيام أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يدرس إمكانية إلغاء مجلس الحرب (الكابينت) وإحالة القرارات إلى الحكومة الموسّعة.
العلاقة المضطربة بين غانتس ونتنياهو تعود إلى عام 2019 حين قرر غانتس منافسة نتنياهو والترشّح ضده، فضلاً عن قيادته للتظاهرات الرافضة للإصلاحات الدستورية عامَي 2022 و2023، ما أدى إلى وصول العلاقة بين السياسيين إلى درجات سيئة. ومع ذلك، وافق غانتس دخول الحكومة التي تم تشكيلها إثر هجوم 7 أكتوبر، في الوقت الذي كانت فيه الأولوية لخوض الحرب قد سيطر على المشهد الإسرائيلي. ومنذ بداية دخول غانتس الحكومة، بدأت الخلافات تظهر بينه وبين نتنياهو بعد رفضه ووزير الحرب، يوآف غالانت، الحضور إلى جانب نتنياهو في أحد المؤتمرات الصحافية.