مسؤول ايراني يشيد بالموقف الاردني من الازمة السورية

iranian-abedellahiyan

صحيفة الديار الأردنية ـ
يلينا نيدوغينا ومروان سوداح:  

طمأن نائب وزير الخارجية الايراني لشؤون الشرق الاوسط وافريقيا الدكتور حسين أمير عبد اللهيان بأن للعلاقات الاردنية الايرانية مستقبل وصفه “بالمشرق”، وأشار الى ان الموقف الاردني تجاه قضايا المنطقة “حقيقي وواقعي”، وأشَّرَ الضيف الايراني على أن “موقف الاردن وبالمقارنة مع مواقف بقية دول الجوار السوري هو موقف يتخذ أنسب معاملة مع سورية”. واستطرد اللهيان: السلطات الاردنية كانت وماتزال تؤكد على الحل السلمي والسياسي في سورية، وبأن لديها نظرة واقعية تجاه الاحداث في القطر السوري.

وبيّن اللهيان في مؤتمر صحفي عقدة في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في عمان، بأن زيارته الى الاردن جاءت ضمن إطار العلاقات الثنائية ودراسة الوضع الاقليمي، وتبادل الاراء مع الاردن حيال القضية الفلسطينية والملف السوري، منوهاً الى أنه لا يوجد أي شكل من أشكال القيود على العلاقات بين إيران والاردن، وبأن طهران لا تمانع أبداً بتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين.

واستطرد اللهيان الذي عقد عدة اجتماعات في العاصمة الاردنية مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة؛ ورئيس مجلس الاعيان طاهر المصري؛ ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون؛ بالإضافة الى لقاء مزمع عقده مع سمو الامير الحسن بن طلال، بأن طهران على استعداد كامل لتفعيل اللجنة المشتركة العليا بين البلدين. ورداً على سؤال قال بأن ايران والاردن تحدوهما رغبة مشتركة بتوسيع علاقاتهما الثنائية في المجالات كافة، مشيراً الى أن مساعي تطوير هذه العلاقات مستمرة على مستوى السفراء في العاصمتين، وبأنه يجري دون توقف تبادل الرسائل بين البلدين وعلى أعلى المستويات.

ونوّه نائب وزير الخارجية الايراني الى ان العلاقات المرجوة بين الدولتين الاردن وايران يجب ان ترتقي الى طموحات قادة البلدين، وفي هذا السياق اعلنت إيران عن رغبتهما بتقديم مساعدات للاجئين السوريين في الاردن.

وفي الملف السوري، اشار اللهيان الى أن بلاده تنظر الى المنطقة “كوِحدة واحد وموحدة”، ورفض ازدواجية المعايير، منوّها الى ان موقف ايران من مختلف قضايا المنطقة وبضمنها الملفات الفلسطينية والسورية والبحرينية تنطلق من منظار واحد، وبأن إيران ترفض بقوة “كل أشكال التدخّل في الشؤون الداخلية لسورية”، ورفض أن تكون سورية منطلقاً لأي من الانشطة الارهابية لأي من المجموعات المدعومة خارجياً، وشدّد على دعم ايران للشعب السوري، وبأن طهران “تؤيد وبكل بقوة وحزم الاصلاحات التي قررها نظام الرئيس بشار الاسد”، لكن إيران “لا ترى ان يكون الرئيس بشار الاسد ملكاً على سورية الى الابد” لكنها لا تسمح بتغيير أبداً في سورية من خارجها، لكنه إتّهم عدداً من الدول ومنها دول في المنطقة بتقديم الدعم للارهابيين، كما ومساندة الولايات المتحدة للارهاب في سورية، وبأن بعض الاطراف، التي وصفها بالصديقة، ومنها تلك الشرق أوسطية “إرتكبت بعض الاخطاء الاستراتيجية في الملف السوري”، مشيراً الى ان واشنطن وبرغم تسميتها جبهة النصرة جبهة ارهابية، “إلا انها توسّع من نشاطات الارهاب والعمليات الارهابية في المنطقة و”شجّعت” على أن يكون تنظيم القاعدة “ناشطاً” في سورية.

الى ذلك قال نائب الوزير الايراني، بأن 24 شهراً من صمود سورية وشعبها ودولتها الوطنية يؤكد بأن “الحيلة لن تنطلي على أحد، وبأن جميع المحاولات للنيل من سورية ستُمنى بالفشل، ولن تسمح ايران بتغيير من خارج سورية ولا رحيل الرئيس بشار الاسد ضمن شروط خارجية، فأي تغيير في سورية يكون داخلياً”، متهماً بعض الأطراف دون أن يُسمها بالإسم “بإفراغ كل ما في جعبتها ضد سورية.. وبمساعدة المجموعات المسلحة المسؤولة عن ارتكاب المجازر في سورية تساوقاً مع أوامر وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون التي طالبت المجموعات الارهابية المسلحة في سورية بعدم وضع أسلحتها جانباً واستمرارها القتال”. وعرّج المسؤول الايراني على مقترحات بلاده للحل السلمي في سورية والتي تتضمن وقف العنف؛ وإجراء حوار وطني؛ وتشكيل حكومة شاملة، وبأن ايران قدّمت مبادرة من ست نقاط للخروج من الازمة، وكشف عن اتصالات متواصلة بين طهران وموسكو وبكين في سبيل حل الازمة، بالاضافة الى نشاطه بلاده على صعيد الامم المتحدة وفي اتصالاتها مع المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي.

وكشف الدكتور اللهيان في تصريحاته عن أن لإيران “علاقات مع قوى المعارضة الشريفة” وبوجود اجتماعات وجلسات عديدة تتواصل وتعقد باستمرار مع هذه المعارضة اليت وصفها “بالقوى الأصيلة” المؤمنة بالحل السياسي والديمقراطي، وهو الامر الذي دعا ايران الى استضافة الجلسة الاولى مع هذه المعارضة في طهران؛ وكشف عن أن ايران طلبت من دول المنطقة أن “تسيطر على حدودها وبأن تضبطها، وبأن تمنع تهريب وإرسال السلاح الى الداخل السوري للمجموعات المسلحة الارهابية”، مُبَيِّناً بأن اولئك الذين يدمّرون محطات الكهرباء لا يمكن تسميتهم بالمعارضين أو قوى المعارضة بل بالارهابيين الذين يستهدفون سورية وشعبها وحكومتها ووجود البلد نفسه في آن واحد، وإتّهم بعض الاطراف التي انهزمت في سورية ولم تستطع تمرير مخططها فيها، والتي لم يسمها بالإسم، “بتصعيد الحرب الاهلية خلال السنتين الآخيرتين والعمل لإحداث فتنة طائفية في سورية وهي فتنة كاذبة”.

وفي الملف العراقي، شدد المسؤول الايراني على دعم بلاده لكل مكونات الشعب العراقي، من سنة وشيعة واكراد ومسيحييون، وغيرهم، مؤكداً بأنهم يشكلون الوطن العراقي الواحد، ومشيراً الى ان بلاده والعراقيون “يتابعون مخططات الاعداء ومؤامراتهم، خاصة وبأن هؤلاء الاعداء والمتآمرين قد تناسوا القضية الفلسطينية ويريدون ان تكون القضية السورية هي قضية العالم الاسلامي وليس قضية فلسطين”ن وبضمن ذلك رفض أي تواجد عسكري خارجي في البحرين ودول المنطقة، ومشدداً على الحل السلمي والداخلي لقضاياها، وبأن الحوار العراقي العراقي يجب ان يكون المحور الاساسي في العراق.

وفي علاقات ايران مع جماعة الاخوان المسلمين،  قال المسؤول الايرانيين بأن ايران “تحترم مواقف الشعب العربي في المنطقة وتقرير مصيرها بنفسها عِبر الانتخابات وبأن الحوار السياسي هو الحل الامثل للخروج من الازمات، مشيراً الى أن علاقات إيران مع “الاخوان” هي علاقات “متوزانة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.