مصر.. الانحياز الى الأمة والنهوض بالدور ردا على الارهاب وداعميه


صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
مصر صاحبة دور ريادي عبر التاريخ، وكثيرة هي الجهات والمحاولات التي سعت لضرب هذا الدور، أو تحجيمه على الاقل، وطرحت قوى الشر العديد من العطاءات لتفكيك الجيش المصري وتحطيم اقتصاده، وحصار مصر لم يتوقف منذ عقود طويلة، وان لم يكن ذلك واضحا للعيان.. وظلّ الاقتصاد المصري بعيدا عن مستوى النهوض والازدهار. وجاء ما يسمى بـ “الربيع العربي” ليؤكد حقيقة أن مصر مستهدفة من جانب قوى الشر وأدواته في المنطقة، وتسلمت جماعة الاخوان عطاء خنق مصر واذلال شعبها، لكن، الشعب المصري رفض برنامج الاخوان وأسقطه، وخرجت الجماعة لتقود ارهابا اجراميا مدعوما من دول عدة في مقدمتها مشيخة قطر وتركيا، يستهدف جيش ومؤسسات وتراث مصر.

هذا الارهاب ما زال مستمرا، والدول التي وعدت في فترة ما بدعم الاقتصاد المصري تراجعت عن وعودها، لتنضم الى المحور المعادي لمصر، وهذه الدول التي حذرنا في (المنــار) من سياساتها، وفي مقدمتها السعودية، تشارك الآن في حصار مصر، وتحاول مستميتة لأخذ دور مصر في ساحة الاقليم والامساك بأوراق قضايا وملفات عديدة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باتفاق وتنسيق كبيرين مع اسرائيل، لقد أسقط الشعب المصري برنامج الاخوان، الذين يقودون ميدانيا الاعمال الارهابية، التي تنفذها عصابات اجرامية ممولة من مشيخة قطر وتركيا، ومنذ فترة السعودية أيضا.. سقط البرنامج الاخواني واستمر الارهاب والخصار، وتكشفت أبعاد المخطط السعودي مع اعتلاء سلمان بن عبد العزيز ونجله عرش الحكم في مملكة آل سعود.
النظام السعودي أعلن اصطفافه مع قطر وتركيا والاخوان، لرفض القيادة المصرية التحول الى ذراع ضارب في اليد السعودية ضد الشعب اليمني والشعوب العربية، رفضت هذه القيادة ارسال وحدات عسكرية وطائرات حربية للمشاركة في العدوان على اليمن، ورفضت هذه القيادة التخلي عن دعم القضية الفلسطينية، هذا الموقف المصري يقف وراء مؤامرة الحصار والتجويع والارهاب التي يجري تنفيذ فصولها ضد الشعب المصري المعروف تاريخيا والمشهود له عبر التاريخ أنه يرفض الذل والمهانة، ويعتز بدوره التاريخي، وانحيازه الى جانب الحقوق العربية، لكن، الارهاب متواصل، وحجم تمويله ماليا وتسليحا كبيرا جدا.
أمام هذا الوضع، ترى دوائر سياسية أن السلاح الوحيد البتار القادر على حماية مصر واسقاط المؤامرات التي تتعرض لها، هو بالانحياز الكامل للأمة وشعوبها وقضاياها، وعدم التزام الصمت ازاء ما تشهده بعض الساحات من جرائم، وتتعرض له من تحديات تستهدف تفتيت شعوبها وتقسيم دولها.
هذه الدوائر ، كشفت لـ (المنــار) أن الحكم في مصر يشهد حالة “مخاض”، وصولا الى مواقف جادة ثابتة، اتجاه الكثير من التحولات والتطورات والملفات، وما يخشاه الكثيرون هو أن يتخذ موقف بالانزواء والانطواء، أو القبول بما تشترط مؤسسات الحكم في الخليج وفي الرياض بشكل خاص أي التنازل عن دور وهيبة مصر، ودعمها لقضايا الأمة.
وتضيف هذه الدوائر أن الارهاب متصاعد ضد مصر بسبب حجم الرعاية التي تتلقاها العصابات الاجرامية من قطر وتركيا ومشاركة جماعة الاخوان في التنفيذ التخريبي على الأرض، في وقت هناك بطء كبير ملحوظ في دوران عجلة الاقتصاد المصري نحو التطور والنهوض، وفي مقدمتها خروج القاهرة بموقف صريح تعلنه أمام الأمة، يكشف ويفضح المؤامرة بكافة خيوطها، ويشير بالاسماء للمشاركين فيها، والأهداف المتوخاة من وراء الارهاب في سوريا ومصر والعراق وليبيا ومصر وغيرها، وأن يتضمن هذا الموقف التأكيد على الانحياز الكامل لصالح قضايا الأمة وشعوبها والتمسك بريادية الموقف، وأن تقود لواء مواجهة الارهاب ومموليه ورعاته، هذا الانحياز الى الامة والتأكيد عليه قولا وعملا وفعلا، هو السلاح الأكثر مضاء وصلابة في مواجهة الارهاب بكافة أشكاله، أما الصمت والتردد، وتصديق الوعود فهي سياسة توصل الى الهاوية فهل تقوم مصر بهذه الخطوة، وبالسرعة الممكنة، قبل، أن يتعمق الارهاب والشر في أرض الكنانة، فان اسناد شعوب الامة والقبول بقيادة مصر لها هو الطريق الأنجع والأسلم.
ونتساءل، هنا، كيف لمشيخة قطر ومملكة آل سعود والعثمانيين الجدد في تركيا أن يقبلوا بدور مصر، أو بجيش قوي لمصر، وساحة مستقرة قوية، فعلى مدى عقود طويلة، قادت هذه الجهات المؤامرات ضد شعب مصر، وكذلك، الحال بالنسبة لجماعة الاخوان التي هوت وسقطت لترتمي في أحضان أعداء الأمة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.