مطالبات بضرورة التصدي لتمرير المناهج الإسرائيلية في القدس

quds-teaching-conference

صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
أكد المشاركون في مؤتمر ‘المناهج الفلسطينية في مدارس القدس الشرقية’، أن سلطات الاحتلال تهدف إلى إبعاد الإنسان عن هويته الوطنية وطمسها، وفصل المواطن المقدسي عن ثقافته وقوميته العربية، عبر تطبيق المنهاج الدراسي ‘البجروت’ الإسرائيلي في 5 مدارس مقدسية.

وقال مدير عام التربية والتعليم الفلسطيني في القدس سمير جبريل خلال المؤتمر الذي عقد في مقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، إن وزارة التربية والتعليم تشرف على 41 مدرسة بالإضافة إلى مدارس تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ‘الأونروا’، كذلك 55 مدرسة تابعة للمعارف والبلدية وتشكل ما نسبته 50% من الطلبة المقدسيين، تعتمد في تدريسها على المنهاج الفلسطيني.

وأضاف أن طلبة القدس يتعرضون لخطر مدارس المقاولات، والقائمة على افتتاح بعض المقاولين لمدارس عبر شراء أو استئجار منازل سكنية، وذلك بسبب الاكتظاظ في صفوف المدارس التي تشرف عليها فلسطين،  وهذه المدارس تفتقر لأبسط حقوق التعليم، بسبب عدم القدرة على معرفة المحتوى التعليمي الذي يتلقاه هؤلاء الطلبة في هذه المدارس.

وأوضح جبريل أن هناك العديد من المشاكل التي تعانيها المدارس والمناهج الدراسية في القدس والممتدة منذ عام 67 ولغاية اليوم، حيث تحاول سلطات الاحتلال فرض واقع تعليمي جديد في القدس، حيث تقوم المناهج الإسرائيلية بتغييب المسجد الأقصى واعتبار أن الأماكن المقدسة في القدس مقتصرة على كنيسة القيامة وحائط البراق وقبة الصخرة.

ونفى ما تتذرع به إسرائيل من خلال فرض المناهج الإسرائيلية على 5 مدارس فلسطينية، بأنها مطلب من أهالي القدس، قائلا إن هذه السياسة ليست اختيارية بل ممنهجة تهدف إلى تغييب وعي طلبة القدس، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، مطالبا بخطوات فاعلة تجاه ما يجري.

من ناحيته، ركز رئيس اتحاد لجنة أولياء الأمور في القدس زكي أبو طاع، بأن للأهل دورا في خلق جيل واع ومثقف، مشيرا إلى أن اللجنة تعمل على تثبيت حق الطالب المقدسي في تلقي تعليمه وفقا للمنهاج الفلسطيني، الذي عمل الاحتلال على ضربه وتحريفه لمحي الهوية المقدسية.

وأكد أن الاتحاد في القدس استطاع التأثير والضغط على الأهالي وإدارات بعض المدارس، عبر حثهم على الانسحاب من التسجيل بالمنهاج الإسرائيلي، وتوعيتهم بخطورة محاولات الاحتلال تمرير مناهجه الدراسية ودمج الطلبة المقدسيين في المجتمع الإسرائيلي، الذي لا يتناسب مع ديننا ومعتقداتنا وتقاليدنا.

وناشد دور العبادة والمعنيين بضرورة توضيح الصورة للمواطنين والتصدي لهذه المحاولات حتى تأخذ القضية بعدا اجتماعيا ودينيا.

من جانبها، تحدثت مدير عام وحدة القدس في وزارة التربية والتعليم العالي ديما السمان عن أهمية الدور التوعوي وعقد اللقاءات والورشات والمؤتمرات التي تتناول هذه القضية، وعدم الاستسلام لما تفرضه سلطات الاحتلال، الذي يتنافى مع مبادئنا وقيمنا، معتبرة أن احتلال الوعي أخطر من احتلال الأرض.

وأشارت إلى أن التربية والتعليم ستقوم بعمل إجراءات للتصدي لمثل هذه القضية عبر العمل بنظام توجيهي مختلف يوازي النظام العالمي، وإدخال اللغة العبرية إلى المناهج المقدسية، بالإضافة إلى توفير الكتب الفلسطينية كاملة، قبل الوقت المحدد لها سنويا، بحيث يتم استلام الكتب من القدس وليس عن طريق الحواجز.

ولفتت السمان إلى أن سلطات الاحتلال تتبع أسلوب اختيار خمس مدارس لتمرير المنهاج المدمر، عبر استهداف المدارس من فئة الأقل تحصيل علميا وإقناع أولياء الطلبة بهذه المناهج، واستغلال عدم وعيهم بما تحتويه المادة الدراسية من معلومات مضللة.

وتحدث مدير العلاقات العامة في المؤتمر لؤي غشاش حول القرار الأخير الذي أعلنته سلطات الاحتلال والقاضي بتجنيد مقدسيين من كلا الجنسين للخدمة المدنية، وتوزيعها بيانات على شكل إعلان يهدف إلى استقطاب الشباب المقدسي للانخراط في المؤسسات والدوائر الإسرائيلية المختلفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.