هجوم نواب زحلة على شبكة حزب الله تزامن مع دخول عناصر من النصرة إلى البقاع

zahleh-view

موقع النشرة الإخباري ـ
أنطوان الحايك:

نقل زوار عين التينة عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري خشية واسعة النطاق، من تداعيات التسوية الأميركية الروسية على الوضع الداخلي اللبناني، وعلى المبادرات الأخيرة التي كانت قد سلكت طريقها إلى البحث الجدي ، خصوصاً أن أجواء الراهانات على أحداث ومواقف خارجية عادت إلى دائرة الضوء من النافذة بعد أن خرجت من الباب، وذلك في ظل ما وصفه هؤلاء الزوار بالانتقال إلى الخطة “باء”، وهي تعتمد في أساسها على العودة إلى شن حملات منظمة ومتدرجة صعوداً على “حزب الله” عبر تصويره خارجا عن الشرعية بعد توسيع دائرة الاتهامات بحقه، وبالتالي اعتباره فريقاً أساسياً إلى جانب النظام السوري يسعى من خلال تحالفاته إلى جر لبنان بصورة نهائية إلى المحور الايراني السوري من دون الالتفات إلى مصالح سائر أفرقاء الداخل وتوجهاتهم وسياساتهم.
ويستشهد هؤلاء بمواقف الساعات الأخيرة الماضية الآتية من البقاع ومن زحلة تحديداً، وهي بمجملها لا تمت إلى العقلانية بصلة على اعتبار أن موضوع شبكة “حزب الله” بات محسوماً منذ سنوات، وخارج التداول الاعلامي والسياسي بصفته حاجة استراتيجية من جهة، ولكون الشبكة منجزة منذ سنوات وقيد التشغيل، وذلك بعلم المراجع الأمنية والسياسية المختصة، وهي قائمة منذ ما قبل حرب تموز 2006، أي منذ حكومة فؤاد السنيورة الأولى، وهي خضعت للتطوير في عهد حكومة سعد الحريري بحسب ما يؤكد المصدر، بحيث تأتي الحملة الأخيرة التي شنها نواب زحلة ترجمة لتوجهات سياسية من خارج المدينة وتحديداً من معراب وبكفيا وبيت الوسط، وذلك ايذاناً باطلاق جولة جديدة من السجالات الاذارية مع “حزب الله” لعرقلة أي حلحلة تأتي على خلفية التسوية الاقليمية .
في هذا السياق، يكشف المصدر أن تصعيد الموقف في البقاع على خلفية شبكة “حزب الله” يأتي في اعقاب تقارير أمنية تلقتها مرجعيات سياسية رفيعة تتحدث عن دخول عناصر من جبهة “النصرة” إلى البقاع الغربي، منذ أن اشتد الحديث عن ضربة أميركية لسوريا بهدف ترجمة هذه الضربة التي كانت مفترضة وموعودة عمليات ضد “حزب الله” في مناطق تواجده البقاعية ومن بعدها فرض سيطرة كاملة على زحلة وجوارها لقطع طرق التواصل بين عناصره وكوادرة وعزل مقاتلية، بيد أن هؤلاء المقاتلين لم يعودوا إلى سوريا بل توزعوا في بعض مناطق البقاع، وبالتالي فانه من غير المستبعد أن تكون الحملة على الحزب هي من باب التعتيم على حقائق من المقدر لها أن ترعب مسيحيي المنطقة في حال الكشف عنها، ناهيك عن حقيقة لا يمكن التغتضي عنها، وهي أن نواب “المستقبل” وحلفائه في البقاع باتوا بحاجة ماسة إلى مادة جديدة للرد من خلالها على الحملات الشعبية التي تعرض لها النواب المعنيين بعد زيارتهم الداعمة لعرسال في أعقاب عمليات طاولت الجيش اللبناني، وأدت إلى استشهاد عدد من ضباطه وعناصره من دون أن يرف جفن لهم أو يتعاطوا مع الحدث من منطلق التعبير عن الخشية على الوضع الأمني العام في البقاع برمته .
من هنا، يعتبر هؤلاء الزوار أن حراك نواب زحلة الذي سيستكمله النائب عقاب صقر الخميس المقبل عبر حلقة متلفزة من شأنه أن يفتح الباب واسعاً أمام عودة التوترات الأمنية من بوابة البقاع وزحلة، وذلك بعد موجة من الشحن الطائفي والمذهبي يعتبرها الاذاريون تعويضاً عن رهانات خاسرة لا يمكن التعويض عنها سوى بفتح ثغرة في الأمن الهش.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.