“معجزة” #حزب_الله في مستشفى #بعلبك

5a6aaf05-a247-4a4a-b6f4-ecf7fdc3a687
علي شهاب – الميادين نت

كان العميد طال روسو، وهو القائد الذي عين خلال الحرب كمسؤول عن العمليات الخاصة للجيش الاسرائيلي، متحمساً جداً لتنفيذ عملية عسكرية ضخمة في عمق الأراضي اللبنانية في تموز/ يوليو 2006، وشاركه في حماسته هذا أحد الضباط الأكثر خبرة في شعبة الاستخبارات العسكرية في الشق الاستخباراتي للعمليات الخاصة الكولونيل رونين.
كانت الثقة العالية بقيادة العمليات الخاصة وبطواقمها العملياتية سبباً في رهان القيادة السياسية في اسرائيل عليها لتحقيق انجاز عسكري تاريخي.
في الثامن عشر من تموز 2006، وبعد فشل الحملة الجوية في كسر قدرة الردع لحزب الله المتمثلة باطلاق الصواريخ على شمال ووسط اسرائيل، طرح الكولونيل رونين على هيئة الأركان تنفيذ عملية خاصة في قلب بيروت يتم بموجبها انزال المئات من جنود الوحدات الخاصة مثل “سييرت ميتكال” و|شلداغ” و”ماجلان” لتتمركز في نقاط محددة وتشنّ غارات خاطفة على أهداف لحزب الله. أما الهدف الأساس الذي وضع للعملية فكان تشكيل صورة انتصار حاسم للجيش الاسرائيلي وكي الوعي لحزب الله من خلال الرمزية التي تتمتع بها بيروت كعاصمة للبنان، والتي تقع ضمنها الضاحية الجنوبية بما تمثل من ثقل معنوي ومادي لحزب الله. لكن رئيس هيئة الأركان دان حالوتس رفض الفكرة نتيجة المخاطر العالية لهذه العملية وطالب قيادة العمليات الخاصة ببلورة طرح آخر.
عكف طال روسو مع فريقه على دراسة الخيارات المتوافرة، إلى أن وصلته معلومة استخباراتية حسمت الوجهة، فالطبيب الايراني الذي كانت أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تحتمل بقوة أنه عالج العقيد “الحنان تننباوم” الذي أسره حزب الله في العام 2000، لا يزال موجوداً في بعلبك، وتحديداً في مستشفى “دار الحكمة” حيث مقر عمله، وثمة تقدير يفيد باحتمال أنه هو أيضاً من يعالج الجنديين الأسيريين ريغيف وغولد فاسر.
تحمس رئيس الحكومة أولمرت ووزير الدفاع بيرتس كثيراً لهذه العملية، ورأيا فيها عملية شبيهة بعملية “عينتيبي” التي تمّ فيها انقاذ أسرى اسرائيليين بقوة الوحدات الخاصة.
تمّ التصديق على العملية وبات الجميع بانتظار النتائج. قبيل اقلاع المروحيات التي كانت تتحضر لنقل جنود وحدتي “سييرت متكال” و”شلداغ”، وصلت معلومة تفيد بأن الطبيب الايراني فقد أثره وهو لم يعد موجوداً في بعلبك أصلاً.
لم يتم ابلاغ أولمرت بهذه المعلومة خشية ايقافه للعملية التي رأى فيها روسو ورونين انجازاً كبيراً، فمدينة بعلبك هي بمثابة الجبهة الداخلية اللوجيستية لحزب الله، وبحسب تعبير رونين فإن إنزال قوة كبيرة فيها تنفذ عملية خاطفة سيكون له تأثير كبير على وعي حزب الله.
في ليل الأول من آب/ أغسطس، أقلعت مروحيات “يسعور”، وعلى متنها نحو مئتي جندي من الوحدات الخاصة لتنفيذ العملية التي سميت بـ”مختصر مفيد”، إلى مكان قريب من مستشفى دار الحكمة، الذي كان حزب الله قد أخلاه قبل عدة أيام، وأبقى بداخله على ثلاثة حراس فقط.
دهم الجنود طبقات المستشفى وبعض المنازل التي ظنوا بأنها مراكز لحزب الله، لكنها كانت خالية. وفي طريق عودتهم إلى مكان هبوط المروحيات المستعدة للإقلاع والعودة بهم إلى داخل فلسطين المحتلة اعتلقوا عدداً من المدنيين كان من بينهم فتى في السادسة عشرة من عمره يرعى الغنم.
طوال ساعات العملية، ساد التوتر غرفة القيادة في تل أبيب، وحتى الأشخاص الأقل خبرة في الغرفة، وعلى رأسهم بيرتس، لمسوا في تلك اللحظات حجم هذه المجازفة الكبيرة. اختصر رئيس جهاز الموساد مئير داغان تلك العملية بعبارة واحدة: “لقد حدثت معجزة كبيرة لأن حزب الله لم يكن في انتظارنا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.