نكبة متواصلة

naqab-protest

صحيفة الخليج الإماراتية ـ
أفتتاحية الخليج:

نكبة 1948 لم تنته، فصولها متواصلة، والمشروع التهويدي الصهيوني لم يتوقف للحظة . إنه مسلسل طويل جداً دخل عامه ال 66 وقائم بوتيرة متسارعة وبأشكال وأساليب مختلفة .

اعتداءات، وحروب، ومصادرة أرض، وإقامة مستوطنات، وعمليات طرد، وهدم منازل، واعتقالات، وشق طرق التفافية، وتغيير تاريخ وجغرافيا ومعالم مدن وقرى، وبناء جدران عنصرية عازلة .

آخر فصول مشروع التهويد العنصري يجري في صحراء النقب ضد أهلها العرب، أمام كل الفلسطينيين، وكل العرب، وكل العالم، إذ يرتكب الكيان الصهيوني بحقهم جريمتين متلازمتين، هما مصادرة أرضهم، وتهجيرهم منها لبناء مستوطنات يهودية عليها .

كل ذلك يجري في وضح النهار، وفي ظل “مشروع برافر” الذي أقر الكنيست قراءته الأولى بأغلبية كبيرة، بانتظار إقراره في قراءتين آخريين، ويقضي بمصادرة 800 ألف دونم من أراضي النقب وتدمير 36 قرية وطرد زهاء 50 ألف مواطن فلسطيني .

لم يحصل في التاريخ الحديث أن ارتكبت دولة ما، حتى تلك الأنظمة العنصرية التي بادت مثل هذه الجريمة . وحدها “إسرائيل” تفعل ذلك منذ ستة عقود وبشكل متواصل وأمام نظر العالم وسمعه في انتهاك لأبسط حقوق الإنسان، ولكل الشرائع والقوانين السماوية والوضعية، من دون أن تلقى الصد والمواجهة حتى من المؤسسات الدولية المنوط بها حماية تشريعاتها والدفاع عنها، ووضع حد لتجاوزها .

وازاء هذا التواكل العالمي، والوهن العربي، وحده الشعب الفلسطيني يقف في خط المواجهة مع هذا الكيان العدواني العنصري، ويخوض معركة الدفاع عن حقه ووجوده .

وهذه الهبة الشعبية الفلسطينية في النقب ومدن وقرى المثلث والجليل ضد الاجراءات الصهيونية، وإن كانت تشكل مواجهة غير متناسبة مع عدو يمتلك القوة والقدرات والدعم الأمريكي والغربي، إلا أنها تأكيد على عدم الاستسلام، وامتلاك إرادة الصمود والتحدي والحياة .

إن الشعب الفلسطيني الذي لم يستسلم على مدى سنوات الصراع لكل صنوف وأشكال القهر والقتل والإبادة، لن يستسلم هذه المرة أيضاً لمشروع اقتلاع جديد، ويثبت في كل مفصل من مفاصل هذا الصراع أنه أكثر وعياً وتبصراً بحقيقة هذا الكيان ووسائل مواجهته من قيادة تاهت في زواريب التسويات الوهمية والصفقات والمصالح الفئوية والحزبية الضيقة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.