نومُ الطّفل.. الطّرقُ السّليمةُ والمعتقداتُ الخاطِئة

 

وكالة أنباء آسيا ـ
إعداد  رنا الحسن

يحقّقُ النومُ السليمُ للطفلِ توازناً نفسيّاً وعصبيّاً في مرحلتِهِ العمريّةِ الأُولى، ما يجعلُ الأمّهات أمامَ مهامٍ جديدةٍ للتعرّفِ على كيفيّةِ الاهتمامِ بطرقِ نومِ المولودِ الجديدِ وتجنّب ما يحولُ دونَ نموّهِ بشكلٍ صحّيٍّ من كلِّ الجوانب.
وأكثرُ الأمّهاتِ يُعانينَ من نومِ الرضيعِ المتقطّع، فبمجرّدِ أنْ ترفعَهُ الأُمّ لينامَ في مكانٍ آخرَ؛ يستيقظ، وبحسبِ دراسةٍ مختصّةٍ بعلمِ الطفل، فإنَّ طقوس نومِ الرضيعِ لا تعتبرُ غريبةً خاصّةً خلالَ الأسابيعِ الستّة الأُولى من عمرِهِ، التي يتعلّمُ خلالَها النومَ على طريقتِهِ.

وعلى الأُمِّ التأكّد من جفافِ حفاظةِ الطفلِ، وشَبَعِهِ، وأنّه لا يعاني من أيّة حالةٍ مرضيّة؛ ليكون نومه مريحاً وينمو جسدهُ صحّيّاً بالطريقةِ المُثلى.

في المقابل، يجبُ أنْ تتجنّبَ كلّ أُمٍّ المعتقدات الخاطئة التي اعتادت عليها كثيرٌ من أمّهاتِ الأجيالِ السّابقةِ اللّواتي يعتقدنَ بضرورةِ الهرعِ إلى الطّفلِ عندَ سماعِ بكائِهِ لحملِهِ والسير به، فهذا أمرٌ خاطئ، إذْ إنَّ الطفلَ ينامُ على شكلِ دوراتٍ متقطّعة؛ أي إنّهُ ينامُ لمدّةٍ طويلة، ثمَّ يستيقظُ لدقيقةٍ أو دقائق، ويبكي ثمَّ يعاودُ النومَ وحدهُ مِنْ دونِ تدخّلك، ولكن في حالِ تدخّلك؛ كي يعاودَ النومَ كما تتعارفُ الأمّهات “أنْ تردي عليه نومته”، فهو سوفَ يتعوّد على هذا التدّخل، وسوفَ يستيقظُ ويظلُّ مستمرّاً في البكاء؛ حتّى تهرعي لمساعدتِهِ في النومِ ثانيةً.

كما يحدثُ عندما يبكي الصّغيرُ في اللّيلِ أنْ تُعطيهِ الأُمّ الرَّضعةَ، وهذا خطأٌ لأنّهُ بعد سنِّ ثلاثة أشهر يصبحُ بحاجةٍ للنومِ المتواصِل مثلَ الكبار، ولذلك فعليكَ ألّا تقدّمي له الرَّضعةَ الخارجيّة حين يبكي؛ بل يجبُ أنْ يكونَ شبعانَاً، وينامُ نوماً متواصِلاً؛ لأنَّ تقديمَ الرَّضعةِ لهُ يزيدُ من أرقِهِ وارتباكِ واضطرابِ نومه.

وتعتقدُ الأُمُّ أنّهُ عندما يتمطّى الطّفلُ فهو بحاجةٍ إلى النوم، وهذا خطأ لأنَّ الطّفل الصغيرَ ليس كالكبار، كما أنّهُ يستطيعُ أنْ يوصلَ لأمّهِ رغبته في النوم بأنْ يتثاءَب ويتعكّر مزاجه ويفرك عينيه، أمّا إذا تمطّى فربّما تجاوزَ مرحلةَ النعاس، وفقد قدرتهُ على النوم.

والقيلولةُ ليست ضروريّةً له، بل على العكسِ يجبُ أنْ يظلَّ مُستيقظاً طولَ النهار؛ كي ينامَ في اللّيل ولا يُتعِب أمه، وهذا الاعتقادُ خاطئ تماماً لأنّهُ حتّى سنِّ الرابعةِ يجبُ أنْ يحصلَ على قيلولةٍ يوميّاً في فترةِ ما بعدَ الظّهر، والمدّةُ يجب أنْ تكونَ حوالي 45 دقيقةً، وهذه المدّة تساعدهُ على النومِ ليلاً، ولا تقلق منامهُ حسبما تتخيّل الأُمّهات.

ومن الاعتقاداتِ الخاطئة ما يتعلّقُ بساعاتِ نومِ الطفلِ في سنّي المهدِ الأُولى “الرضيع” حوالي 12 ساعةً يوميّاً، والصحيحُ أنّهُ منذ الولادةِ حتّى عمرِ سنتين يجبُ أنْ تكونَ ساعاتُ نومِ الطّفل ما بين 15 إلى 17 ساعةً يومياً، ولكن ليست هذه قاعدةً، فهناك علاماتٌ تدلُّ على أنّه لا يأخذُ كفايتهُ من النّومِ مثل العصبيّةِ والتثاؤب، وتغيّر المِزاجِ وتعكّره خلالَ فتراتِ استيقاظِهِ، وعدم استجابتِهِ للمداعبةِ من الآخرين.

وتبدأُ أُسسُ تربيةِ الطّفلِ والاعتناءِ بهِ منذُ السّاعاتِ الأُولى لقدومِهِ، وفي حالِ تجاهلِ أيّة تعليماتٍ عامّةٍ حولَ الاهتمامِ بالطفلِ وفق الطّرقِ السليمة، لا شكَّ ستكونُ الأُمّ عرضةً لنتائجَ غير صحيةٍ منها ما يتعلّقُ بالنومِ كما يتعلّقُ بكلِّ ما يتعلّقُ بالطفلِ حتّى تخطّي مراحله العمريّة الأُولى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.