هل يتغيّر عداء واشنطن للنصرة بذريعة مواجهة داعش؟

jabhat-nosra

 

قناة الميادين:
قبْل إدراج واشنطن إياها على لائحة الارهاب لم تكن “النصرة” كفرْع لـ “القاعدة” في بلاد الشام بعيدة عن الممارسات التي يرتكبها “داعش” من قتْل وتفجير واستهداف للمدنيينفهل إعلان واشنطن عداءها لـ “النصرة” سيتغير بذريعة مواجهة “داعش”؟
“النصرة” نفذت عمليات قتل جماعية قبل وضعها على لائحة الإرهاب الدولية
“بالذبح جيناكم”، الشعار الذي اطلقته جبهة النصرة مع سطوع نجمها في ساحة الحرب السورية، تحول إلى نهج وسياسة أمعنت الجبهة في ممارستهما. عمليات اعدام جماعية نفذّتها النصرة بعد مبايعة زعيمها أبو محمد الجولاني تنظيم القاعدة، في الرقة، و دير الزور وخان العسل وغيرها من المدن والبلدات السورية،وثقتها الكاميرا، لتلتصق هذه الصور والممارسات بالنصرة إلى الأبد. ضحايا فرع تنظيم القاعدة في سوريا انتموا إلى جميع المذاهب والطوائف، عشرات المواطنين الدروز قضوا مؤخرا في مجزرة للجبهة في قلب لوزة، فضلا عن احتلال النصرة سابقاً بلدة معلولا المسيحية الأثرية واختطافها عددا من الراهبات. أمام هذه الانتهاكات، لم يعد هناك مفر من وضع جبهة النصرة من قبل واشنطن والأمم المتحدة على لائحة الارهاب بعد ان تخطى بحسب مراقبين حراك الجبهة ما هو مرسوم لها، الأمر الذي احرج داعميها ومموليها. اتخذت النصرة من واشنطن خصما لها، برز ذلك مع خطف الجبهة مقاتلين سوريين مدربين ضمن البرنامج الأميركي للمعارضة المعتدلة، متهمة اياهم بالتعاون مع الغرب. لكن، كل هذه الجرائم والاتهامات، لم تمنع الحديث اليوم عن تحالف بين الولايات المتحدة وجبهة النصرة ضد داعش. علاقة براغماتية سبقت واشنطن إليها انقرة عبر علاقتها الملتبسة مع داعش الذي يشترك مع النصرة في الوحشية نفسها. تشن السلطات التركية حملة على التنظيم في بعض الأماكن، وتغض الطرف في المقابل حسب تقارير أمنية واعلامية عن ارسال أسلحة إلى داعش الذي يشتبك في سوريا مع وحدات حماية الشعب الكردية، خصم تركيا اللدود. تصر انقرة على هذه الممارسات عبر اعتقال المعارضين لسياستها تجاه داعش، كان آخرها اعتقال مجموعة مقربة من فتح الله غولن الخصم الأبرز للرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.