هل يستطيع ثنائي “كلينتون” تخريب التقارب الأميركي- الإيراني؟

Clinton Global Initiative Addresses Issues Of Worldwide Concern

كتب: د. فرنكلين لامب

ترجمة: زينب عبدالله – موقع المنار

 

سيفعلان ذلك إن استطاعا، وبالإشتراك مع اللوبي الأميركي الصهيوني قد يستطيعون. واللوبي متحمّس حاليّاً لتمويل مشروع ثنائي “كلينتون” الجديد ودعمه بحسب مصادر في “نيو أورلينز” المقرّبة من “جايمس كارفيل”، السياسي المحنّك في ثلاث حملات رئاسية لكلينتون وحملتين لأوباما. وقد أقسم “كارفيل” مؤخراً أمام العلن بأنه “قد نال من الثنائي كلينتون”، مضيفاً أنّه “يقدّر الرئيس الحالي”.
ولكن “بيل كلينتون” ليس كذلك ولن يكون.

وبالرغم من أن ثروة “كلينتون” تقدّر الآن بعشرات ملايين الدولارات وتستمرّ بتزايدها السريع منذ أيّام البيت الأبيض، فإنّ الرئيس السابق ليس حسن المزاج في هذه الأيام.

ولكن ببساطة، فإنّ مشكلة “بيل” تكمن في مخطّطه “للقانون الثالث” في الحياة. فهو يريد عودة “هيلاري” إلى المكتب البيضاوي الذي يزعم أنها تنتمي إليه. ولكنها هي بدورها متعبة إذ تقول إنها لا تريد أن تخوض مجدّداً حملة رئاسية مذلّة ومرهقة، مضيفةً أنّ المرء يتخيّل أنّ الضغط الداخلي في المنزل يتمثّل بحقيقة بدء حملة 2016 الرئاسية بعد تحرّك مرشّحي البيت الأبيض صوب “آيوا” و “نيو هامشير” وأماكن لا تحصى من أجل إطلاق “تجاربهم”.

والسيدة “كلينتون” تسمع من زوجها طلبات مهذّبة وتهمس بدورها أنّ كلّ ما تريده هو التركيز على انتخابها في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 وأنه سيساعدها كثيراً في حملتها. وإذا سارت الأمور على ما يرام فسيكون اسم السيدة “كلينتون” على أدوات البيت الأبيض المكتبية ولكنّ السيد “كلينتون” سيدير البرنامج خلال العام 2024 من “وراء الكواليس وسيقوم بدور المزارع العامل في الكروم الأميركية” بحسب أحد الأعضاء السابقين في اللجنة الوطنية الديمقراطية الذين خدمت معهم عن ولاية أوريغون منذ أعوام مضت.

وهناك الكثير من المشاكل البارزة، وبعضها لم يكن متوقّعاً مع خطّة الرئيس السابق المحكمة. وأحد المشاكل الكبرى المتفاقمة يُعتقد أنها تتمثّل بالرئيس أوباما. وبحسب المصدر نفسه، فإنّ “باراك أوباما يبدو وكأنه يهدّد بكسر نظام العمّ “طوم” والحصول على كلّ من التكبّر والتطرّف للقيام بأمور يزعم أنه يؤمن بها منذ طفولته ولكنه وضعها جانباً إلى حين انتهاء ولايته. ويعكس التاريخ الأميركي الكثير من التحوّلات المشابهة من الرؤساء الضعفاء الذين أخفقوا في تحقيق أهدافهم في نهاية عهودهم. إلا أنّ أوباما يبدو جاهزاً للمحاربة من أجل تحقيق أهدافه.

وكما يناقش سرّياً وبشكل مكثّف مع رفاقه في الكونغرس، فإنّ باراك أوباما يريد انتشال الولايات المتحدة على الأقلّ من المستنقع الشرق أوسطي إلى حدّ ما، ووضع حدّ لأكثر من عقد من الحروب الإجرامية، والتصرّف بشكل جدّي مع “الحرب المزعومة على الإرهاب” والتقليل من التمويلات الأميركية وحتى التخفيف من الغطاء الأميركي والأممي للنظام الصهيوني الذي ما زال يحتلّ فلسطين بشكل غير شرعي. وهو حريص بشكل متساو “لإعادة إعمار مدارس أميركا وأنظمتها الطبية وبنيتها التحتية” كما شدّد خلال ظهوره المشترك مع المرشّح الجمهوري “ميت رومني” قبل وقت قصير من ظهوره بشكل قويّ ليلة الإنتخابات.

وإلى ذلك، لا يبدو الجمهوريون وكأنهم مرتبطون كثيراً بالناخبين ولم يستفيدوا بعد ممّا وعد به أوباما. فحملة “كلينتون” ترى في أمل أوباما بالإرث دماراً لفرصهم، ليس فقط بسبب شحوبه من تدخّل تلّ أبيب خلال “مفاوضات السلام” التي يُعتقد أنها خطّة لسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية وتقويض أيّ تطلّع جدّي لدولة فلسطينية محتملة.

ويُحكى أنّ الثنائي “كلينتون” يعتقدان أنه إذا تحرّر أوباما بالقوة من إدارة واشنطن وعاد لأفكار أمّه غير التقليدية، التي كانت ناشطة وطالبة ليبرالية متعدّدة الثقافات لم تكرّس حياتها فقط للمساواة بين الأعراق والأجناس، بل أيضاً تزوّجت رجلاً أفريقياً، فالأميركيون اليمينيون واللوبي الصهيوني سيتّحدان للمجيء بجمهوريّ إلى البيت الأبيض.

وأحد العملاء السياسيين في “الكابيتول هيل” من الذين يتابعون السياسة الرئاسية بحذافيرها، يدّعي أنه وخلال الأسابيع الماضية قد ظهرت مسألة ترمز إلى أهداف إدارة أوباما وإرثه المحتمل، وهي استعادة مقدار من التطبيع في العلاقات الأميركية الإيرانية. أما “كيري” فهو مرشّح محتمل لانتخابات العام 2016، ويسعى للحصول على عدد كبير من الأصوات لدوره، ذلك أنّ رأيه ورأي أوباما يتشابهان إلى حدّ كبير في حين يفضّل أكثر من 80% من الأميركيين تحسين العلاقات مع إيران بحسب استطلاع رأي أجري مؤخّراً.

أمّا في ما يخصّ السيد “كلينتون” وفريقه، فهذا لا يُعدّ جيّداً، وهو سيّء كذلك بالنسبة للوبي الصهيوني في الكونغرس الذي يصوّت دائماً لمصلحة إسرائيل على حساب حاجات وتمنّيات أبناء بلدهم. ولهذا السبب قد بذلت ما بوسعها لإجبار الكونغرس على فرض المزيد من العقوبات على الشعب الإيراني ورفع الحواجز بوجه مبادرة أوباما-كيري. وقد فشلوا هذا الأسبوع مجدّداً في إحباط الآمال بتحسين العلاقات الأميركية الإيرانية، باذلين أقصى جهودهم لفرض تهديدات قد تجبر حكومة الرئيس روحاني في طهران على التراجع عن رهانها على أنّ الجانب الأميركي كان جدّياً حول حلّ الملف النووي وتحسين العلاقات مع التخلّص من العقوبات السياسية الأميركية التي لطالما استهدفت المدنيين في الجمهورية الإسلامية، على أمل إشعال تحرّك شعبي لتغيير النظام من دون إغفال الكلفة المتضخّمة للغذاء والمواد الإستهلاكية، وعدم توفّر أدوية الأمراض المزمنة.

ومن الشخصيات العادية، التي تظهر وكأنه يتمّ استدعاؤها من قبل (أيباك) لاستعراض ما، أعضاء الكونغرس “أريك كانتور” و “مارك كيرك” و “إد رويس” و “إيليوت إينجل” و “روبرت مينينديز” و “مايكل ماك كول” والجمهوري “براد شيرمان” وغيرهم، قد فشلوا في تفادي مناقشة “جون كيري” مؤخّراً أمام الكونغرس إذ ناقش لوقت أطول ليرى ما الذي قد يحصل خلال الأشهر الستة المقبلة. وعضو الكونغرس عن المقاطعة الخامسة في ماري لاند، الذي يؤكّد موظّفوه أنّه يقرأ في موقع المنار، قد توقّف فجأة وترك اللوبي مبتعداً عن أيّ محاولة لإجهاض المبادرة الأميركية. وقد يتغيّر ذلك مع الوقت إلا أنه سيكون متأخراً بحسب قواعد اللعبة.

وقد انضمّ “كيري” لقرار “أوباما” في البيت الأبيض في القضاء على شركات النفط والشحن المتهمة بمساعدة إيران في تجنّب العقوبات الإقتصادية، وقد أتت هذه الخطوة بعدما ظهر البيت الأبيض رابحاً في صراعه من أجل إبعاد الكونغرس عن سنّ قيود أشدّ تهدّد بإفشال المحادثات النووية مع الجمهورية الإسلامية. وفي هذا السياق يقول “ديفيد كوهن” نائب وزير الخزانة الأميركية للإرهاب والإستخبارات المالية “إننا سنستمرّ في التحرّك ضدّ هؤلاء الذين يتجنّبون أو يحاولون تجنّب عقوباتنا المتشعّبة على إيران”. وفي حديث له أمام الكونغرس هذا الأسبوع، أضاف “كوهن” لا تخطئوا بذلك، فإيران ما زالت خارج الحدود”، حول معظم المعاملات النفطية والمصرفية.

وإجراءات التنفيذ ضدّ الشركات الآسيوية والأوروبية والإيرانية قد تمّ إعلانها قبل لحظات من ظهور اثنين من الخبراء في الإدارة حول إيران أمام لجنة من مجلس الشيوخ للتحذير مجدداً من أنّ فرض المزيد من العقوبات قد تقضي على أيّ فرصة لاتفاقية نهائية مع إيران حول حدود مؤقتة لبرنامجها النووي. وقد نُقل أنّ البيت الأبيض قد أعجب بالتوقيت الذي ساهم في انكماش المشروع الصهيوني.

ومؤخراً هذا الأسبوع، بحسب مستشارة سابقة تزعم أنها سحبت يدها من السياسة منذ حملة كلينتون، فإنّ “بيل كلينتون” قد وصل إلى خلاصة مفادها أنّ السيدة كلينتون لا يمكنها المحافظة على المكتب البيضاوي من دون الضوء الأخضر (كلون العملة الأميركية) من تلّ أبيب.

وبالرغم من أنني كنت أدعم “جيري براون” في الميثاق الديمقراطي عام 1992 في نيويورك، وأنني عالق معه بالرغم من ضغط “ويليام جيفرسون”، فإنني أحبّ هذا الرجل نوعاً ما وأظنّ أنّ العمل الخيري الذي يقوم به يساعد الكثيرين وعليه أن يستمرّ في ذلك. أما بالنسبة للسيدة “هيلاري”، وكما أخبرت “كايتي كوريك” مؤخّراً، فإنّ ما تريده بجدّ هو حفيد تحبّه وتدلله.
فرنكلين لامب عضو سابق في اللجنة الوطنية الديمقراطية عن ولاية أوريغون. وهو متطوّع في برنامج صبرا وشاتيلا للمنح التعليمية (sssp-lb.org)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.