وزير خارجية تونس لـ«السفير»: سنعيد علاقتنا بسوريا صواريخ «جيش الإسلام» الدامية على صباح دمشق

كشفت السلطات التونسية، امس، أنها ستعيد العلاقات الديبلوماسية مع دمشق، وذلك لمصلحة الجالية الموجودة في سوريا، فيما نفذ قائد «جيش الإسلام» زهران علوش تهديده، وأمطر دمشق بعشرات القذائف والصواريخ، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة العشرات، بينما ردت القوات السورية باستهداف مناطق في الغوطة، خصوصاً دوما المعقل الرئيس لعلوش، بعشرات الغارات والصواريخ.
وأكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، لـصحيفة «السفير» اللبنانية، أنه سيقوم بمراجعة كلّ القرارات التي اتخذتها الحكومات السّابقة بخصوص علاقات تونس الدّيبلوماسية، وخاصة الملفات المستعجلة كالملف السوري، بالإضافة إلى تسليط الضوء أكثر على الملف الليبي واستعادة التونسيين المختَطفين هناك.
وأكد وزير الخارجية الطيب البكوش، في تصريح الى «السفير»، أن إعادة العلاقات مع سوريا تُعدّ أولوية في الحكومة الجديدة، مشيراً الى نيات مراجعة ما اعتبره سياسة خارجية خاطئة في الحكومات السابقة، موضحاً أن مصلحة الشعب التونسي، وخاصة الجالية التونسية في سوريا، تقتضي إعادة الحياة الى العلاقات الضعيفة بين البلدين.
وأضاف البكوش أن هناك ثوابت وأسساً في الديبلوماسية والخارجية التونسية يجب احترامها، وهي مبنيّة على توطيد العلاقات مع شركاء تونس وأصدقائها وأشقائها، مع تكريس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
وحمل البكوش وزير الخارجية ورئيس الجمهورية السابقين مسؤولية ارتكاب الأخطاء في ما يتعلّق بالعلاقات مع ليبيا وسوريا والمغرب والجزائر وغيرها من الدول، واليوم هناك نية صادقة لإعادة الحياة للعلاقات المبتورة وفق سياسة ديبلوماسية وبرنامج سيتم الكشف عنه قريباً.
(تفاصيل صفحة ١٤)
وانتظر مسلحو «جيش الإسلام» المعروف بعلاقته الوطيدة مع السعودية، خروج السوريين إلى أعمالهم ومدارسهم عند الساعة السابعة من صباح أمس، ليبدأوا، عند الذروة في السابعة والنصف، بإمطار العاصمة بالصواريخ والقذائف، والتي وصل مجموعها خلال اليوم إلى أكثر من 120.
وأدى القصف إلى مقتل 10 أشخاص، وإصابة أكثر من 70، بينهم أطفال، بحسب مصدر طبي. ونال حي المزة نصيب الأسد من الصواريخ والقذائف، التي سقطت أيضاً في كلية الاقتصاد في البرامكة ومحيط المسجد الأموي وسط دمشق القديمة، وفي أحياء المهاجرين والمالكي والمزرعة والعدوي والغساني والأمين والشاغور وأبو رمانة والجمارك والمجتهد والمزرعة والزبلطاني والقصاع وحي ركن الدين وساحات عرنوس والمرجة والعباسيين.
وأعلنت جامعة دمشق إلغاء الامتحانات المقررة اليوم، فيما احتشد الأهالي أمام المدارس لاصطحاب أبنائهم إلى البيوت، وتقرر إقفال المدارس التي تدرّس الجمعة.
وتباهى زهران علوش بما قام به «جيش الإسلام». وكتب، على حسابه على «تويتر»، معدّداً «سلسلة من الوزارات والمقار الأمنية والعسكرية التي طالها القصف»، معتبراً أن «ما يجري هو رد على غارات الطيران الحربي على الغوطة الشرقية»، ومتوعداً «باستمرار الحملة حتى تطهير العاصمة».
واعتبر مصدر معارض في دمشق أن «ما يحدث يعود إلى رغبة في كسب مزيد من الحاضنة الشعبية التي تتراجع بشكل مستمر» في المناطق التي يسيطر عليها، مضيفاً أن «المشكلة لم تعُد في ضرب المدنيين، بقدر ما هي إيجاد التبريرات على اعتبار أن المستهدَفين هم أبناء دمشق المتمتّعين بحياة هانئة مقابل معاناة سكان الغوطة الذين باتوا محكومين بسلطة زهران علوش».
وسارع الجيش السوري إلى الردّ بقوة، حيث شنّت الطائرات عشرات الغارات على الغوطة الشرقية، وتحديداً دوما وعربين، كما استهدف المنطقة بعشرات الصواريخ والقذائف.
وقال مسؤول أمني في دمشق، لوكالة «فرانس برس»، «إذا ظنت المجموعات المسلحة، أنها بقصفها دمشق، ستخفف الضغط عنها، فهي مخطئة. سنواصل مطاردتهم حتى القضاء عليهم».
وقال معارضون إن «الطيران الحربي شنّ أكثر من 40 غارة، أسفرت عن مقتل خمسين شخصاً، وإصابة العشرات»، فيما أوضحت مصادر ميدانية أن «الغارات طالت مواقع ومنصات إطلاق الصواريخ»، مشيرة إلى تواصل العمليات العسكرية في تل كردي بالتزامن مع حشود عسكرية في مخيم الوافدين على مدخل الغوطة.
وفي 25 كانون الثاني الماضي، حصلت حملة قصف مماثلة على دمشق سبقتها تهديدات من «جيش الإسلام»، وقتل فيها سبعة مواطنين وأصيب العشرات.
وفي اللاذقية، أصيب ثلاثة أشخاص بسقوط قذائف على أطراف المدينة.
إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين غربيين قولهم إن خطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب وصلت إلى حائط مسدود، مشيرين إلى أن السلطات السورية تشعر أنها ليست بحاجة لتقديم تنازلات إلى مجموعات مسلحة.
وفي حين تقول دمشق والأمم المتحدة إن مباحثاتهما متواصلة، قال ديبلوماسي غربي إن «التجميد مجمّد. الموضوع يسير من سيئ إلى أسوأ».
وقال آخر إن «المحادثات بين فريق الأمم المتحدة والحكومة وصلت إلى حائط مسدود، لأن دمشق تريد تطبيق ما حصل سابقاً (حمص) حيث أجبر المسلحون على الاستسلام، فيما تحاول الأمم المتحدة تفادي هذا الأمر». وأضاف «لا يوجد أيّ سبب يُجبر الحكومة على الموافقة على تجميد القتال. إنهم يعتقدون أن العمل العسكري يسير على ما يُرام، وأنهم سيستطيعون في النهاية إغلاق المعبر إلى حلب ومحاصرة المسلحين».وقال مستشار لدي ميستورا إن المشاورات تتواصل والأمم المتحدة تتحدّث إلى عدد كبير من المجموعات المسلحة. وأضاف «بالنسبة لنا في الأمم المتحدة، نعرف جيداً مَن هو الإرهابي ومَن ليس إرهابياً».

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.